شبكة انباء العراق:
2025-04-02@11:57:35 GMT

ذئاب السيرك السياسي

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لكل عصر جاهليته. ونحن اليوم نجمع جاهلية العصور كلها. فقد سبق لبعض قادة الاحزاب ان اعترفوا منذ سنوات بتقاسم الكعكة، واتفقوا على توزيع المكاسب والمغانم فيما بينهم، ثم جاءت المحاصصة بصورتها الفرهودية المعلنة فمنحتهم التراخيص الفوقية لتفعيل اللجان الاقتصادية، حتى جاء اليوم الذي تحولت فيه معظم الأحزاب إلى دكاكين وأسواق وبازارات ومعارض ومنصات لترويج العقود وابرام الصفقات، وتحديد نسب الكومشنات.

ومنهم من كان اكثر تطرفا وصراحة عندما منح نفسه حرية التصرف بموارد الدولة كيفما يشاء انطلاقا من تطبيق سياسة القراصنة في التعامل مع المال العام باعتباره مجهول المالك. .
الطامة الكبرى ان مصير معظم الشركات المحلية ارتبط ببعض الكيانات الحزبية بضمنها الشركات الأجنبية (الغربية والآسيوية)، فاصبحت محسوبة على هذا الطرف أو ذاك. وهكذا التقت مصالح القوى الانتهازية بمصالح القوى النفعية بشكل علني يتقاطع تماما مع التوجهات الوطنية والأخلاقية والنهضوية والإصلاحية. .
ثم دخلنا في مرحلة اكثر تعقيدا من سابقاتها عندما حملت السفيرة الأمريكية صولجانها لحماية بعض المدراء المتهمين بالتلاعب والتحايل والفساد، وصار السفير البريطاني يلقي محاضراته على رجال الإدارات المحلية في المحافظات، وانتشرت اجهزة التنصت والتعقب في مكاتب الوزراء والوكلاء والمدراء وداخل سياراتهم. .
ثم ساءت أحوالنا اكثر فأكثر عندما صار الشعب نفسه طرفا فاعلا في الصفقات المشبوهة، وفي توفير الحاضنات العشائرية للمفسدين والمفسدات. وفي ترجيح كفة من لا يستحق على من يستحق. وتحولت معظم وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية إلى أدوات رخيصة بيد من يدفع اكثر لتجميل صورته حتى لو كان شيخ المجرمين والقتلة. .
يُقال ان (الدكتور توماس فيرجسون) من جامعة ماساتشوستس في بوسطن، هو الذي وضع نظرية الاستثمار المالي في التنافس الحزبي، والتي اطلقوا عليها فيما بعد: نظرية الاستثمار في السياسة. وتتمحور حول السماح للمنتفعين والانتهازيين بالتدخل في النظم السياسية. لكن الثابت لدينا ان جماعتنا تفوقوا على توماس وافكاره الاستثمارية في مستنقعات السياسة عندما دقوا ركائز الخراب المؤلفة من: (الجهل – التخلف – الرجعية – التطرف – العنصرية – الكراهية). .
كلمة اخيرة: هل ثمة أمل بالإصلاح الموعود ؟. . . لا اعتقد ذلك. بل نحتاج الى معجزة كونية تشبه معجزة الطوفان. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

واتساب تكشف انهيار أخلاق السياسة العراقية

1 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: شهدت الساحة السياسية العراقية تصعيداً غير مسبوق، حيث تحول نقاش عبر تطبيق “واتساب” بين سياسيين بارزين إلى مواجهة عنيفة انتهت باقتحام مسلح لمكتب أحد الأطراف، مما كشف عن تدهور خطير في مهنية الخطاب السياسي وأخلاقياته.
بدأت الشرارة داخل مجموعة محادثة تضم نخب سياسية وإعلامية، حين علّق السياسي حيدر الملا على قضية حساسة تتعلق بالوقف السني، ليرد عليه رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي بكلمات قاسية، وصلت حد التهديد المباشر.

وتصاعدت حدة التراشق بين الطرفين، لتتحول المجموعة إلى منصة للشتائم والإهانات، ما أثار استياء واسعاً بين الأعضاء الآخرين الذين عجزوا عن احتواء الاشتباك اللفظي.

و تخلل الجدل عبارات نارية من قبل رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي مثل  ”السـ.ـاقط” و”الناقص”، وتهديد من مثل: “تأدب لا أطيح حظك، اليوم أسويك عبرة”،  ليرد عليه النائب السابق حيدر الملا: “أريد أشوف منو يطلع وراك، لن أنزل لهذا المستوى”، في إشارة مباشرة إلى استعداده لمواجهة أي تصعيد.

الأجواء في المجموعة تحولت إلى ساحة تصفية حسابات، وشهدت تبادل شتائم حادة، وعبارات مليئة بالتخوين والإهانة الشخصية، وسط صدمة باقي الأعضاء، الذين حاولوا عبثًا تهدئة الموقف دون جدوى

وأثارت المحادثات المسرّبة، التي انتشرت كالنار في الهشيم على منصات التواصل، موجة غضب شعبية، حيث عبّر ناشطون عن خيبتهم من مستوى القادة السياسيين. وكتب ناشط: “من يقود البلد لا يملك أدنى مسؤولية، واتساب صارت ساحة لتصفية الحسابات بدل حل مشاكل الشعب”.

وأشار آخرون إلى أن هذا السلوك يعكس أزمة أعمق في النخب الحاكمة.

وأفادت تقارير ميدانية لاحقاً بأن مجموعة مسلحة، يُعتقد أنها مرتبطة بالحلبوسي، اقتحمت مكتب الملا في بغداد، وحطمت محتوياته بالكامل، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة لفرض الهيمنة السياسية بالقوة.

وتساءل محللون عما إذا كانت هذه الحادثة تُنذر بتحول الصراعات السياسية إلى أعمال ميدانية تهدد الاستقرار الهش أصلاً.

ويرى متابعون أن الحادث يكشف انهياراً في القيم المهنية لدى بعض السياسيين، الذين بدلاً من قيادة البلاد نحو التنمية، يغرقون في صراعات شخصية تُظهرهم بمظهر من لا يصلح حتى لمسؤوليات أدنى.

منصات التواصل تحولت  إلى أدوات لتأجيج الصراعات بدلاً من الحوار ، ومع استمرار تدني أخلاقيات الخطاب السياسي، يخشى العراقيون من تفاقم الفوضى التي تهدد ما تبقى من استقرار.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السلاح الأمريكي في السودان: رقصة الموت على أنغام السياسة
  • بودولسكي: مولر يستحق تحديد مصيره بنفسه
  • مستشارو ترامب يقترحون رسوماً جمركية 20% على معظم الواردات
  • فتح معظم المكاتب البريدية غدا الأربعاء
  • واتساب تكشف انهيار أخلاق السياسة العراقية
  • فقرات ممتعة.. عروض السيرك تجذب المحتفلين بالعيد في الحدود الشمالية
  • الهلال بين السياسة والدين!
  • إسرائيل تأمر بإخلاء معظم مناطق رفح وسط تصعيد عسكري جديد
  • أونيس: وطننا الغالي يستحق أن نقف جميعاً صفاً واحداً في وجه الفتن والتقسيم
  • بايرن ميونخ يحسم مصير توماس مولر