جنوب أفريقيا ونيجيريا.. انتقام متبادل في تطبيق لنقل الركاب
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تقول شركة بولت لخدمات نقل الركاب إنها قيدت طلبات الأجرة بين الدول بعد خلاف شمل مواطنين من جنوب أفريقيا ونيجيريا، حيث لجأ مواطنو الدولتين إلى تقديم طلبات أجرة وهمية في بلد كل منهم.
وقال مدير بولت نيجيريا يحيى محمد، في بيان، إن الشركة عالجت المشكلة بسرعة من خلال تنفيذ إجراءات أمنية سريعة. وأضاف "تم التعرف على المسؤولين عن هذا النشاط الخبيث ومحاسبتهم من خلال حظرهم من تطبيق بولت.
وبدأت المشكلة بعد أن نشر بعض مواطني جنوب أفريقيا -على موقع التواصل الاجتماعي إكس- كيفية قيامهم بطلب رحلات بولت في نيجيريا من جنوب أفريقيا، ثم إلغاء الطلب عندما يصل السائق إلى الموقع المتفق عليه في نيجيريا. وفي وقت لاحق، انتقم النيجيريون من خلال إغراق تطبيق بولت بطلب رحلات في جنوب أفريقيا، ثم إلغائها.
وقد اندلعت التوترات في يوليو/تموز عندما تشاجر مواطنون من جنوب أفريقيا ونيجيريون على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن جدل حول جنسية تشيديما أديتشينا، وهي عارضة أزياء من جنوب أفريقيا تبلغ من العمر 23 عامًا ولدت لأب نيجيري وأم من جنوب أفريقيا من أصول موزمبيقية.
الشرطة الألمانية تدقق في أوراق سيارة أجرة من شركة بولت في برلين، 18 يونيو/ حزيران 2024 (وكالة الأنباء الأوروبية)وشكك بعض مواطني جنوب أفريقيا في جنسية أديتشينا التي كانت تتنافس في مسابقة ملكة جمال جنوب أفريقيا. وأدى ذلك إلى إجراء تحقيق أجرته وزارة الشؤون الداخلية في البلاد، والذي اكتشف أن والدة أديتشينا ارتكبت عملية احتيال للحصول على جنسية جنوب أفريقيا.
وتركت أديتشينا مسابقة الجمال في جنوب أفريقيا ولكن تمت دعوتها لاحقًا للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون في نيجيريا، وهي دعوة قبلتها.
عداوات مريرة
شهدت جنوب أفريقيا ونيجيريا، وهما من أكبر الاقتصادات في قارة أفريقيا، تاريخا طويلا من العداوات المريرة، منذ نهاية نظام الفصل العنصري.
وكان النيجيريون الذين يعيشون في جنوب أفريقيا ضحايا لهجمات متكررة معادية للأجانب في البلاد، حيث قُتل أكثر من 116 مواطنًا من الدولة الواقعة غرب أفريقيا على أراضي جنوب أفريقيا بين فبراير/شباط 2015 وفبراير/شباط 2017، وفقًا للجنة النيجيريين في الشتات.
ورد بعض النيجيريين بمهاجمة شركات جنوب أفريقيا في بلادهم، مثل شركة الاتصالات العملاقة "إم تي إن". وتعد شركات ملتشويس وستاندر بانك ومتاجر التجزئة "بيك آند باي" من بين شركات جنوب أفريقيا الأخرى التي تتمتع بحضور كبير في نيجيريا.
وغالبًا ما تتحول الهجمات إلى خلافات دبلوماسية، كان آخرها عام 2017 عندما استدعت نيجيريا المفوض السامي في جنوب أفريقيا كابيرو بالا.
ويمتد التنافس أيضا للموسيقى والرياضة. وفي وقت سابق من هذا العام في حفل توزيع جوائز جرامي، تم الإعلان عن فوز نجمة البوب الجنوب أفريقية تيلا بجائزة أفضل أداء موسيقي أفريقي على 4 مطربين نيجيريين، مما أثار الانزعاج.
وفي بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في (ساحل العاج) كوت ديفوار، التقى المنتخبان في الدور قبل النهائي في فبراير/شباط الماضي. وقد ولّد ذلك أيضًا سيلًا من الاستهزاء والمشاحنات بين مواطني البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي.
مدافع جنوب أفريقيا أنيلي نجكونجكا (يسار) مع مدافع نيجيريا كينيث أوميرو خلال مباراة سابقة (غيتي إيميجز)وفي العام الماضي، التقى رئيسا البلدين، سيريل رامافوزا وبولا تينوبو، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ووعدا بالتعاون السياسي والتجاري البناء من أجل المضي قدمًا.
وقد تسبب ما حدث لسائقي شركة بولت في إحباط العديد من السائقين المحترفين بالبلدين عندما تلقوا طلبات ركوب دون أن يعلموا أنها مزيفة.
وقال أوتشو أوباه، سائق بولت في لاغوس، لصحيفة أفريكا ريبورت "لقد تلقيت طلبًا هذا الصباح، تمامًا مثل أي طلب آخر، ولكن عندما وصلت إلى الموقع، لم يكن الشخص هناك. كنت أظن أن هناك شيئًا مريبًا لأن الراكب قال: مدينة فستاك وعندما وصلت هناك قال: ليكي. لا يوجد مكان يسمى ليكي في مدينة فيستاك".
ويقول كينغسلي إكويديكي، سائق بولت في أبوجا، إنه ألغى أكثر من 5 طلبات ركوب قبل أن يدرك ما كان يحدث. ويضيف "كان الأمر مزعجًا لأن تقييم السائق سينخفض بمجرد الإلغاء، مما قد يؤدي إلى حظر التطبيق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی جنوب أفریقیا من جنوب أفریقیا فی نیجیریا بولت فی
إقرأ أيضاً:
التايمز: إيران معرضة للخطر.. وتخشى من انتقام إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن إيران تعاني من حالة من القلق إزاء احتمال شنّ إسرائيل هجمات انتقامية، بعد أن قللت طهران من أهمية الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة طهران في أواخر أكتوبر الماضي، ووصفت إيران الغارات بأنها "محدودة"، لكنها تعهدت بالرد "بحسم".
ووفقا لتقرير "التايمز"، فإن هذا التهديد الإيراني قد لا يتجسد على أرض الواقع، فقد كشفت مصادر غربية مطلعة على الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية الإسرائيلية، وأن الضربات دمرت جميع بطاريات الدفاع الجوي الروسية من طراز إس-٣٠٠، بالإضافة إلى العديد من منشآت الرادار على طول مسارٍ يعرض إيران لهجمات إسرائيلية مستقبلية.
وأوضح المسئول الغربي بحسب الصحيفة أن "إعادة بناء الدفاعات الجوية الإيرانية ستستغرق عامًا كاملًا، وهذا سيُرغم طهران على التفكير مليًا قبل شن أي هجوم على إسرائيل".
وجاءت الغارات الجوية الإسرائيلية ردًا على إطلاق إيران مئات الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية إسرائيلية. وقد سبق هذا الهجوم الإيراني اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومسئول عسكري إيراني كبير، خلال هجوم إسرائيلي على ميليشيات مدعومة من إيران.
وأثار هذان الاغتيالان إحراجًا كبيرًا لطهران، حيث واجهت انتقادات حادة من أنصارها بسبب عدم تدخلها الفعّال.
وتشير "التايمز" إلى أنّ التفاوت في القوة بين إسرائيل وإيران أصبح واضحًا بشكلٍ كبير. فقد نجحت إسرائيل، في غارة جوية واحدة، في شلّ الدفاعات الجوية الإيرانية وعرقلة برنامجها لتصنيع الصواريخ.
ومع ذلك، فإن إيران تخشى أنّ الضربة الإسرائيلية التالية قد تكون أكثر جرأة، خاصة مع إشارات إسرائيلية مُحتملة إلى استهداف منشآتها النووية.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع بأن إحدى الضربات التي نفذت في أكتوبر الماضي، استهدفت "مكونًا" في البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى منشأة بارشين، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفت أن هذه المنشأة نووية.
مخاوف إيرانوأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف إيران تتجاوز برنامجها النووي، فقد حث نتنياهو، في خطابين مسجلين بالفيديو، الشعب الإيراني على الثورة ضد النظام الحاكم، مستغلًّا التوترات الداخلية في إيران، وخاصةً مسألة الخلافة المقبلة للمرشد الأعلى آية الله خامنئي (٨٥ عاما).
ويفيد التقرير أن خامنئي يفضل ابنه مجتبى للخلافة، بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في وقت سابق من هذا العام، ويضيف أن الصراع مع إسرائيل في ظل التحضيرات للخلافة يُزيد من حدة التوترات الداخلية.
وتبين "التايمز" أن النظام الإيراني يواجه صراعًا على جبهتين: جبهة خارجية ضد إسرائيل من خلال وكلائها الذين تضاءلت قوتهم، وجبهة داخلية ضد غالبية الشعب الإيراني الذين يعارضون حكمه الإسلامي المتشدد.
وشهدت إيران موجةً من الاضطرابات الاجتماعية بعد وفاة مهسا أميني في عام ٢٠٢٢، إضافةً إلى أزمة اقتصادية حادة ناتجة عن إعادة فرض العقوبات الأمريكية، وزيادة الضرائب، وعجزٍ كبير في الميزانية، مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى ما يقارب ٤٠٪. كما سجّلت الانتخابات الأخيرة رقمًا قياسيًا في انخفاض نسبة المشاركة، بسبب دعوات المعارضة إلى المقاطعة.