الدويري: جيش الاحتلال سيتعرض لمزيد من المصائد لأن المقاومة لن تدخل حربا صدامية
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الكمائن التي تنفذها المقاومة ضد قوات الاحتلال تتطلب وقتا وجهدا وتخطيطا، مشيرا إلى أنها الطريقة الأفضل لإيقاع أكبر خسائر ممكنة.
وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة– أن جيش الاحتلال لن يتمكن من تجاوز عمليات الاستدراج والكمائن، لأن عمليات التفخيخ تتم قبل وصول القوة لها بفترة كافية ولا تتم في وقتها.
وأكد الدويري أن هذه العمليات ستتكرر لأنها تستهدف مجموعة تعمل بالأساس على اكتشاف الكمائن والفخاخ فتسقط فيها، مشيرا إلى أن المقاومة لا يمكنها دخول حرب صدامية تحسبا لفارق القوة.
وختم بالقول إن قوات الاحتلال يمكنها الدخول لأي مكان لأنها مدرعة ومحمية من الجو، في حين أن المقاومة تخطط وتستعلم وتبدأ بضرب هذه القوات بما يناسب حجمها وطبيعتها والظروف على الأرض.
وبثت شاشة الجزيرة أمس السبت مقاطع فيديو حصرية حصلت عليها للمعارك بين كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وجيش الاحتلال في منطقة تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأظهرت المشاهد إغارة عناصر الكتائب على قوة إسرائيلية متحصنة في مدرسة كمال عدوان في رفح، بإطلاق قذيفة "تي بي جي" المضادة للتحصينات، ثم الاشتباك مع القوة بالأسلحة الرشاشة من المسافة صفر، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
دلالةُ تصاعد عمليات المقاومة
عبدالحكيم عامر
تتجلى صلابة المقاومة وروحُها الجهادية في عملياتها النوعية ضد الكيان الصهيوني، الذي أثبتت أن الكيان الصهيوني يعاني من أزمات خانقة على مختلف الأصعدة؛ فالكيانُ الذي يواجه تحديات وجودية، أصبح في حالة من الانهيار التدريجي، حَيثُ تتوالى عليه الضغوطُ العسكرية والاقتصادية والأمنية والأخلاقية؛ مما يجعله في طريق الزوال.
الكيان الصهيوني، الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي والغربي، في حالة نزيف مُستمرّ، ولولا هذه الأنابيب الحيوية من الدعم، لكان اليوم في موت سريري، إن لم يكن في عداد الزوال. فنحن نشهد تطورًا كَبيرًا ونوعيًّا في عمليات المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله وكذا عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، حَيثُ لا يكاد يمر يوم إلَّا ونسمع عن خسائر جديدة في صفوف جيش العدوّ الصهيوني، وهو ما يعكس عجز الكيان الصهيوني عن حماية نفسه.
تصاعد العمليات وصل إلى عمق الأراضي المحتلّة؛ مما يدل على العجز في تأمين الجبهة الداخلية، وتزامن ذلك مع تلقيه ضربات موجعة من جبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن وإيران.
فاليوم يشهد الكيان الصهيوني مأزقًا وجوديًّا حقيقيًّا، وأصبح هشًّا وضعيفًا، عاجزًا عن حماية نفسه؛ ما يوحي بتحقيق الوعد الإلهي بزوال الكيان، رغم محاولاته اليائسة للجوء إلى المجازر الوحشية للتغطية على فشله العسكري والاستراتيجي.
إن استمرار العمليات ضد المحتلّ تؤكّـد أن روح المقاومة متجذرة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني، على الرغم من خذلان الأنظمة العربية التي تتهافت على التطبيع مع العدوّ.
وفي الأخير، تتجلى المبادئ الإيمانية الحية للمقاومة في كرامة وعنفوان أبناء أمتنا، حَيثُ تتقد في نفوس الأحرار ضد العدوّ الصهيوني المحتلّ، وتؤكّـد العمليات المتكرّرة والمتصاعدة أن جذوة المقاومة لا يمكن إخمادها، مهما كانت الظروف، وأن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد صراع عسكري، بل هو تجسيد لقوة إرادَة الشعوب التي ترفض الاستسلام.
ويُظهِرُ الواقع الحالي أن المقاومة ليست مُجَـرّد خيار، بل هي ضرورة حتمية لمواجهة الاحتلال، وإن القضايا الجوهرية التي تعكس صلابة الجهاد وروح المقاومة ستظل حاضرة، مؤذنةً بأن الكيانَ الصهيوني لن يستمر طويلًا ولا بد له أن يزول.