رجل عاطل عن العمل يهيمن على لبنان
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
آخر تحديث: 25 غشت 2024 - 10:16 صبقلم: قاروق يوسف هناك الكثير من الأسئلة تُترك من غير إجابة. ربما لأنها تُنسى أو لأن الواقع السياسي يلقي عليها عباءة الصمت. أعرف أن جورج حبش زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كان طبيب أطفال وقد سبقه إلى ذلك الزعيم الكوبي من أصل أرجنتيني إرنستو تشي غيفارا الذي كان طبيبا.
وياسر عرفات، وهو الزعيم الثالث لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد مؤسسي حركة فتح، كان مهندسا. وقد عمل هو تشي منه، زعيم المقاومة التي حررت فيتنام من الاحتلال الأميركي، في أعمال كثيرة من بينها أنه كان طباخا. أما المهاتما غاندي فقد كان محاميا ليلتحق به الثائر والزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا الذي كان محاميا بالرغم من ولعه بالفنون والملاكمة. السؤال المحرج والمنسي هو “ترى ما الذي كان يعمله حسن نصرالله قبل أن يصبح سيد المقاومة في لبنان؟”. نصرالله درس ما يُسمى بـ”العلوم الدينية” وهي ليست علوما لكثرة ما يخالطها من غيبيات يُقال إنها روحانية، سنة في النجف بالعراق ومن ثم انتقل إلى قم بإيران ليواصل دراسته هناك ويكون إيرانيا أكثر من الإيرانيين.المشكلة تكمن في أن شابا مثله درس ما درسه سينتهي مصيره إلى أن يكون رجل دين معمما لا عمل له في الحقيقة سوى ذلك العمل الافتراضي الذي يقوم على توعية الناس بدينهم. بالنسبة إلى نصرالله، الذي جاء معبأ من إيران بالأفكار الطائفية، كان عليه أن ينتمي في بلد مرجعيته الطوائف إلى كتلة سياسية يحقق من خلالها شهوته إلى القيادة وكان حزب الله المخلص إلى مبادئ الخمينية هو تلك الكتلة.بعد صبحي الطفيلي الذي طردته إيران من رئاسة الحزب وعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل تولى حسن نصرالله القيادة. ذلك ما يعني أن الرجل كان قد وجد أن موهبته تكمن في أن يكون حزبيا طائفيا كما أن ولاءه لإيران ساعده على إسكات صوت الطفيلي الذي وقع في خلاف مع أسياده القدامى. كل ما تعلمه حسن نصرالله لا يهيئه للقيام بعمل خدمي في مجال الخدمة العامة. كان من الممكن أن يكون واعظا ضمن آلاف الوعاظ الذين تُنسى مواعظهم في خضم الحياة الغاصة بالمشكلات اليومية والوجودية.أما أنه وقد نجح في الوصول إلى أعلى المراتب في حزب، وقُرر له أن يختطف الطائفة الشيعية في لبنان، فإن ذلك يؤكد أن إيران كانت منذ عام 1982، وهو العام الذي غزت فيه إسرائيل لبنان واحتلت بيروت وأجبرت المقاومة الفلسطينية على مغادرتها، مصممة على أن تستفيد من الفراغ السياسي الذي سببه الاحتلال الإسرائيلي تمهيدا لاحتلالها. وهو ما حدث فعلا بعد استلام نصرالله قيادة الحزب. منذ انتصار 2000 يوم تحرر الجنوب اللبناني صار قرار الحرب والسلم بيد نصرالله. لبنان يحارب لأن السيد قرر ذلك. والسيد يسخر من خصومه السياسيين وهم يستحقون ذلك لأنهم لا يرون منافع لحربه.أما حين دُمر لبنان عام 2006 بسبب خطأ ارتكبه السيد فقد كان عليه أن يصمت لأن المقاومة أعادت إليه عام 2000 أراضيه المحتلة. في ذلك العام خُيل لكثير من اللبنانيين الأبرياء أن المقاومة انتهى دورها وتلك حقيقة وعليها أن تعيد المقاومين إلى أعمالهم. في تلك الأمنية الكثير من السخرية والألم. هل يملك المقاومون أعمالا لكي يذهبوا إليها وهل يملك سيدهم عملا؟ المقاومة في حقيقتها هي سلاح إيراني الصنع. لا علاقة لها بما يفكر فيه اللبنانيون. لا علاقة لها بمعاناتهم. ولأن نصرالله كان مخلصا للسلاح الإيراني فقد سخر من اللبنانيين الذين اعتقدوا أن مهمته قد انتهت. هناك حرب دائمة ما دامت إيران في حاجة إلى الحرب.ولكن السؤال يظل قائما “كيف يتمكن رجل عاطل عن العمل مثل حسن نصرالله من أن يجر بلدا إلى الحرب؟”، تلك موهبة استثنائية تستحق الثناء. غير أن حقيقة أن إيران تقاتل من خلال حسن نصرالله تمحو بعض الدهشة. في حقيقته لم يعد حسن نصرالله يقاتل بلبنان.إسرائيل تعرف أن لبنان دولة منهارة ولا تملك بنية تحتية مغرية بالتهديم. نصرالله يقاتل نيابة عن إيران بجيش من اللبنانيين الذين قُدر لهم أن يكونوا شيعة. تلك هي المعادلة التي يدفع لبنان ثمنها. رجل عاطل عن العمل يهيمن على لبنان ويملك أن يزج به في حرب حين يأمره أسياده بذلك.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حسن نصرالله
إقرأ أيضاً:
اسطفان: من واجب الدولة أن تبدأ فصلا جديدا من العلاقة مع إيران
رد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب الياس اسطفان على السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني عن أن "الإجراءات التي اتخذتها السلطات في مطار بیروت ضد طائرة إيرانية مرفوضة"، مشددا على أن "الدولة اللبنانية تطبِّق القوانين اللبنانية والدولية، والاعتراض على تطبيق القوانين مرفوض، ومرحلة استمرار لبنان خارج الشرعيتين المحلية والدولية انتهت إلى غير رجعة".
وسأل: "لماذا لا يسأل السفير الإيراني نفسه عن الأسباب التي دفعت السلطات المعنية في المطار إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقّ الطائرة الإيرانية دون غيرها من الطائرات؟ والأسباب واضحة ومردها إلى العقوبات الدولية على إيران، ولأن لبنان لا يريد ان يعزل نفسه عن العالم بسبب دولة معاقبة، ولأن هذه الدولة تضرب بعرض الحائط قوانين جنيف لجهة التعامل بين الدول، وتستخدم لبنان كساحة من ساحاتها في المنطقة، وتخرق القوانين اللبنانية، وتضرب الميثاق الوطني، وتنسف الدستور، وتخرق القوانين المالية بإرسالها الأموال إلى جهة لبنانية حزبية طائفية معينة خارج السياق القانوني، وتسلِّح ذراعها على حساب الدولة، ما أدى إلى خلق دويلة تصادر قرار الدولة الاستراتيجي وتُبقي لبنان ساحة فوضى وحروب".
وختم: "من واجب الدولة ان تبدأ فصلا جديدا من العلاقة مع إيران تقوم على تطبيق القوانين اللبنانية والدولية تحقيقا لعلاقات سوية بين لبنان وإيران، فحقبة الانقلاب على الدستور والميثاق والدولة التي امتدّت لـ34 عاما طويت وأقفلت وبدأ لبنان حقبة جديدة عنوانها تطبيق الدستور والقوانين والقرارات الدولية". (الوكالة الوطنية)