لبنان ٢٤:
2025-03-25@17:22:44 GMT
ردّ حزب الله على إسرائيل طوّق حماس: الأمرُ لي
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
وبدأ ردّ "حزب الله" ضد إسرائيل انتقاماً لاغتيال القيادي الكبير في صفوفه فؤاد شكر. الضربة هذه جاءت تنفيذاً لوعد أطلقه أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل أسابيع بأنّ الاستهداف الذي طال شكر في الضاحية الجنوبية لن يمرّ مرور الكرام، لكنه في الوقت نفسه سيكون مدروساً.
الردّ الحالي جعل ميدان جنوب لبنان بأكمله تحت سيطرة الحزب بعيداً عن أي تحركات أخرى لتنظيمات فلسطينية أو غيرها.
من المستهدف بهذا "التحييد"؟
ما أظهرته تطورات جنوب لبنان خلال الأسابيع الأخيرة هو أن "حزب الله" أراد منع أي عمليات في جنوب لبنان تكون خارجة عن إطاره الخاص. هنا، ما يظهر هو أنّ حزب الله اعتمد استراتيجية احتواء أساسية شملت حركة "حماس" بالدرجة الأولى أقله من الناحية العسكرية، باعتبار أنه لا يمكن لأي طرفٍ غيره أن يحكم ساحة الميدان لاعتبارات عديدة، أبرزها التحضير والتجهيز للهجوم الذي تم اليوم، وثانياً منع حصول أي خطأ يؤدي إلى استدراج لبنان نحو "فخ حرب" تريدهُ إسرائيل.
بعد حادثتي اغتيال في صيدا أسفرتا عن استشهاد القياديين في حركة "حماس"
و"فتح" سامر الحاج وخليل المقدح، بات "الحزب" أكثر حاجة لضبط الساحة، وتقول المعلومات إن "حماس" كانت تسعى كثيراً لرد الاعتبار عبر تصفية أحد مسؤوليها، لكن الحزب لم يفتح لها الباب أمام ذلك، إلى أن جاء ردّ اليوم ليخلط الأوراق كافة.
بالنسبة لـ"فتح"، وهي الفصيل الأكثر بروزاً على الساحة الفلسطينية الداخلية سواء في لبنان أو الضفة الغربية، فإنّ مسألة "انتقامها" من لبنان لاغتيال المقدح هو أمرٌ غير واردٍ تماماً. هنا، تقول مصادر مقربة من "فتح" لـ"لبنان24" إنّ كتائب "شهداء الأقصى"، وهي الجناح العسكريّ للحركة، إن الرّد سيكونُ في الداخل الفلسطيني حتماً، باعتبار أنه لا نشاط لكتائب "شهداء الأقصى" في لبنان على صعيد جبهة جنوب لبنان، علماً أن التنسيق بين الأطراف مختلفة قائم ووارد ولكن ليس بالضرورة أن يُمهد ذلك لعمليات عسكرية انطلاقاً من لبنان.
عملياً، إن لجأت "فتح" إلى الرّد من لبنان على اغتيال المقدح، عندها من الممكن أن تفتح الباب أمام خطوة خطيرة تتمثل باستهداف إسرائيل مخيمات اللاجئين في لبنان وتحديداً في صيدا أو في صور. الأساس هنا هو أن "فتح" تُمثل السلطة داخل المخيمات، وبالتالي فإن مسألة استهدافها يعني توسيع المعركة باتجاه الفلسطينيين في لبنان، وتالياً جعل الأمور تتدحرج نحو إنتاج "حراك فلسطيني" مُتجدّد انطلاقاً من لبنان.
الأمر هذا برمُّته، كان يخشاه "حزب الله" بشكلٍ كبير، أولاً لأنه لا يرغب بإنتاج "حركة فلسطينية عسكرية" جديدة انطلاقاً من لبنان لاعتبارات عديدة، أبرزها أن القبول بما يسمى "فتح لاند" أو "حماس لاند" مُجدداً في لبنان، سيجعل الأمور مُعقدة داخلياً، وبالتالي سيكون "حزب الله" قد فتحَ الباب أمام عودة النشاط الفلسطيني العسكري في الجنوب، الأمر الذي تمّ رفضه سابقاً وسيُرفض لاحقاً.
ثانياً، لا يجدُ "حزب الله" نفسهُ في وارد فتح ميدان المعركة أمام أي أطراف أخرى، فمسألة استعادة الحركات الفلسطينية لنشاطها وتصاعد ذروة الأحداث في لبنان لن يكون لصالحه أقله في الوقت الراهن، وذلك عقب تنفيذه الرد على اغتيال شكر. الأهم من كل ذلك، هو أن إسرائيل قد تستغلّ أي نشاط فلسطيني مُتجدد عند الحدود بين لبنان وإسرائيل لزيادة ذرائعها باتجاه مهاجمة لبنان أكثر وسط إعلانها شن "ضربة إستباقية"، وبالتالي قد تخترع تل أبيب "حججا"مفادها أن حربها ضد لبنان لم تعد ضد "حزب الله" فحسب، بل ضد المنظمات الفلسطينية، ما يعني استعادة ذريعة العام 1982 المتمثلة بـ"سلامة الجليل" حينما تمّ اجتياح لبنان بهدف مُعلن هو "إبعاد الفلسطينيين" عن الحدود.
أمام كل ما يحصل، فإن التطورات الراهنة تفرضُ نفسها ميدانياً، وما يظهر هو أن إسرائيل قررت توسيع هجماتها ضد جنوب لبنان. الأهم من هذا هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلق على العملية التي شنتها إسرائيل ضد لبنان اليوم تسمية "سلام تل أبيب".. فهل يعني ذلك انتقال المعركة إلى الداخل الإسرائيلي وتخطيها حدود الشمال؟ وهل باتت المنطقة أمام حرب شاملة فعلاً بعد أحداث الأحد؟ حتماً فلننتظر ونراقب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله فی لبنان من لبنان
إقرأ أيضاً:
قبلان: ما تقوم به إسرائيل استباحة خطيرة للسيادة
شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على أن "المعادلة التاريخية تقول: جنوب قوي وشراكة وطنية قوية يعني بيروت قوية ولبنان قوي، ودون ذلك ويلات الاحتلال الإسرائيلي للبنان".وقال في بيان: "لأن القضية لبنان بكل ما يعنيه من ميثاقية عيش مشترك ووجود سيادي ووحدة تاريخية ووطنية فإن ما تقوم به إسرائيل استباحة خطيرة للسيادة والوجود الوطني وسط منطقة مستباحة ومجلس أمن وقوى عالمية لا يهمّها إلا القوي ولعبة البازار، وهذا أمر وجودي بالنسبة للبنان، وقوة لبنان ومنعة سيادته الوطنية من قوة تضامنه وتعاونه وحماية شراكته الوطنية وسلمه الأهلي، وهذا ما نراه بفخامة الرئيس جوزاف عون، والمطلوب منّا جميعاً فهم البلد والمنطقة وواقع الإرهاب الصهيوني والتأييد الأميركي الغربي له، واللحظة لوحدتنا وتعزيز تضامننا وتأكيد لبنانيتنا لحفظ هذا البلد ومنع أي انقسام من شأنه التأثير على قوة وبنية لبنان الداخلية والقومية، ولبنان نشأ واستمر بوحدته وشراكته وميثاقيته، واليوم الأمن القومي للبلد يشكّل أكبر مصالح البلد وأي انقسام عمودي سيطال صميم الأمن القومي للبنان، والفرصة الذهبية للبلد تمرّ بمنع الإنقسام الوطني وفهم الهواجس التي تشكّلها إسرائيل بكل ما يعنيه تاريخ وحاضر إسرائيل من عدوان وإرهاب وأطماع واحتلال وجنون، وبيروت ترتبط بمنعة وقوّة الحدود الجنوبية بشدّة، وللأسف واشنطن ترى لبنان بعين تل أبيب فقط، وقصة الإحتلال الإسرائيلي لبيروت شهيرة والأطماع الإسرائيلية بالعاصمة بيروت يجري الحديث عنها بالعلن، والحل بتعزيز قوتنا الداخلية وحفظ الجسم الحكومي وتضامنه وتصفير الخطأ الإستراتيجي بالفكر الوطني وعدم التهاون مع الخطر الإسرائيلي الهائل".
وتابع: "للتاريخ أقول: البلد بخير ما دام العيش المشترك بخير"، والجنوب أرض لبنانية، وحفظ الجنوب يمر بتعزيز شروط بقاء الجنوبيين بأرضهم خاصّة مناطق جنوب النهر، وهذا الملف أولوية وطنية مطلقة والتأخير فيه يضرب صميم قوة لبنان، والمعادلة التاريخية تقول: جنوب قوي وشراكة وطنية قوية يعني بيروت قوية ولبنان قوي، ودون ذلك ويلات الاحتلال الإسرائيلي للبنان". مواضيع ذات صلة قبلان: نريد مفهوماً واضحاً للسيادة فعندما يتعرض الوطن لاعتداءات واستباحة فأين تُصبح السيادة؟ Lebanon 24 قبلان: نريد مفهوماً واضحاً للسيادة فعندما يتعرض الوطن لاعتداءات واستباحة فأين تُصبح السيادة؟