هل تعالج الحكومة الجديدة في المملكة المتحد مشكلة النمو الاقتصادي ة؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
طرح بنك QNB سؤالا حول هل بمقدور الحكومة الجديدة حل مشكلة النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة؟ فبعد 14 عاماً من حكم المحافظين في المملكة المتحدة، يمثل الانتصار الساحق الذي حققه حزب العمال من يسار الوسط تحولاً كبيراً في السيناريو السياسي للبلاد.
وأصبح رئيس الوزراء الجديد، كير ستارمر محط الأنظار، ومن المتوقع أن يقدم برنامجاً عملياً داعماً لقطاع الأعمال ويمنح الأولوية للنمو الاقتصادي.
ويعتبر تحسين الأداء الاقتصادي للمملكة المتحدة تحدياً كبيراً، نظراً لسجل البلاد الذي طغى عليه تباطؤ النمو في العقود الأخيرة.
خلال العقود الماضية، تراجع متوسط معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في المملكة المتحدة من 3% خلال الفترة 1995-2007 (قبل الأزمة المالية العالمية)، إلى 2% خلال الفترة 2010-2019 (قبل جائحة كوفيد)، ومن المتوقع أن يبلغ متوسطه 1.2%.
خلال الأعوام 2023-2028. ونظراً لهذا الاتجاه الهبوطي، أصبح تعزيز النمو الاقتصادي "المهمة الرئيسية" للحكومة المنتخبة حديثاً.
وتجدر الإشارة إلى أن الحيز المالي المتاح للإدارة الجديدة لتحسين أداء الاقتصاد يعتبر محدوداً، حيث يقترب الدين الحكومي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 100%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 60 عاماً.
علاوة على ذلك، فإن العبء الضريبي (الذي يقيس نسبة الإيرادات الحكومية إلى الناتج المحلي الإجمالي) يقترب من أعلى مستوياته منذ أكثر من 70 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، تعهدت الحكومة الجديدة بعدم زيادة الضرائب على الشركات والدخل والتأمين الوطني وضريبة القيمة المضافة، والتي تمثل مجتمعة 75% من الإيرادات.
وبالتالي فإن الأوضاع المالية مشددة حالياً قياساً بالمعدلات التاريخية للمملكة المتحدة، مع وجود مجال محدود لتطبيق سياسة مالية جريئة.
ويناقش QNB ثلاث أولويات للحكومة الجديدة في مهمتها لتحقيق معدلات نمو اقتصادي أقوى على المدى الطويل.
الأول: هناك العديد من المقترحات قيد الإعداد لتعزيز البنية التحتية للإسكان في البلاد، ودعم الاستثمارات الجديدة، والحد من البيروقراطية، وخفض تكاليف المشاريع. يعتبر نظام تخطيط البناء في المملكة المتحدة مكلفاً وصارماً للغاية. وتؤدي الإجراءات المطولة وغير المتوقعة لإصدار أذونات التخطيط إلى زيادة تكاليف أنشطة التطوير العقاري بشكل كبير، مما يعيق أعمال البناء السكني والتجاري، فضلاً عن مشاريع البنية التحتية. وظل هذا النظام مكلفاً للغاية بالنسبة للاقتصاد، إذ لم تشهد البلاد أي زيادة في مساحة الأراضي المبنية للفرد منذ عام 1990، وهو ما يتناقض بشكل كبير مع اقتصادات مجموعة السبع الأخرى. كما ساهم ذلك في انخفاض معدل الاستثمار في الأعمال التجارية مقارنة بالدول النظيرة التي لديها أنظمة تخطيط بناء أقل صرامة. وتعهدت وزيرة الخزانة، راشيل ريفيس بإصلاح إطار السياسة الوطنية للتخطيط العمراني و"إعادة بناء بريطانيا مرة أخرى"، واقترحت هدفاً يتمثل في بناء 1.5 مليون منزل في السنوات الخمس المقبلة. وسيمثل هذا الإصلاح أحد الركائز الرئيسية في استراتيجية تحسين النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.
ثاني أولوية للحكومة أنه سيتم إنشاء صندوق ثروة وطنية جديد لتعبئة رأس المال وزيادة الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية. منذ عام 2000، ظلت الاستثمارات العامة والخاصة كحصة من الاقتصاد في المملكة المتحدة أقل من المتوسط السائد في اقتصادات مجموعة السبع. ولذلك، فإنه ليس من المستغرب أن تتخذ الحكومة الجديدة إجراءات لزيادة الاستثمار. وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد مهمة الصندوق الجديد وهيكله التنظيمي بعد، من المتوقع أن يتعاون الصندوق بشكل وثيق مع المؤسسات المالية الخاصة لتوجيه الموارد إلى القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل الموانئ والصلب واحتجاز الكربون والهيدروجين الأخضر والمصانع. وقد تعهدت الحكومة بتخصيص مبلغ 7.3 مليار جنيه استرليني (9.7 مليار دولار أمريكي) لهذا المشروع، وتتوقع "حشد" الاستثمارات من القطاع الخاص، من خلال جذب ثلاثة جنيهات مقابل كل جنيه استرليني تستثمره الحكومة. ومن خلال الاستفادة من موارد القطاع الخاص، سيكون صندوق الثروة الوطنية قادراً على تجاوز القيود المالية، وزيادة الاستثمار إلى مستويات تتماشى مع معدلات أعلى للنمو الاقتصادي.
وأخيرا، تخطط الحكومة لتعزيز التجارة كركيزة أساسية من استراتيجيتها التي تهدف إلى تحقيق معدلات نمو أقوى. ومن المتوقع أن تؤدي التشريعات الجديدة إلى تسهيل التوافق مع معايير المنتجات المطبقة في الاتحاد الأوروبي. ومن شأن هذا التوافق التنظيمي أن يقلل من حالة عدم اليقين والتكاليف الإضافية التي تتكبدها الشركات نتيجة للتكيف مع قواعد الاتحاد الأوروبي. علاوة على ذلك، وبعد توقف المفاوضات بسبب الانتخابات، استأنفت المملكة المتحدة المحادثات مع الهند ودول مجلس التعاون الخليجي وكوريا الجنوبية وسويسرا وإسرائيل وتركيا للتوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة.
ونظراً لأهمية سلاسل القيمة العالمية، فإن العقبات التي تعترض التجارة تؤثر على المبادلات التجارية مع جميع الشركاء. ويؤثر تزايد العراقيل التجارية على تكاليف الإمدادات الأجنبية، مما يقلل من القدرة التنافسية للإنتاج في المملكة المتحدة، وقدرة الشركات على جني فوائد التجارة الدولية. ومن شأن تحسين توافق المنتجات مع معايير الاتحاد الأوروبي وإبرام الاتفاقيات التجارية الجديدة أن يعزز القدرة التنافسية الخارجية ويفتح أسواقاً جديدة للأعمال التجارية، مما يوفر دفعة إضافية للنمو.
ولم يتم تنقيح وتنفيذ تفاصيل الخطط الحكومية حتى الآن، وبالتالي فإنه من السابق لأوانه تقييم تأثيرها الكلي على الاقتصاد.
ويرى QNB إن الإصلاح الشامل لنظام التخطيط العمراني، وإنشاء صندوق وطني لزيادة الاستثمار، وتحسين العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي والشركاء التجاريين الآخرين، جميعها تعتبر إجراءات داعمة لزيادة النمو الاقتصادي على المدى الطويل في المملكة المتحدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة الاتحاد الأوروبی النمو الاقتصادی الحکومة الجدیدة من المتوقع أن
إقرأ أيضاً:
مطارات دبي تؤكد جاهزيتها للتعامل مع تنامي أعداد المسافرين
أكد ماجد الجوكر، الرئيس التنفيذي للعمليات في مطارات دبي، جاهزية مطار دبي للتعامل مع موسم الأمطار، وحركة سفر استثنائية خلال الفترة المقبلة، وذلك بالتعاون الوثيق مع الشركاء الاستراتيجيين من خلال خطط مسبقة مدعومة بتحليل بيانات المسافرين لضمان التعامل مع النمو المتوقع.
وقال الجوكر لوكالة أنباء الإمارات “وام”، “دائما نبدأ بالتخطيط المسبق الذي يعتمد على تحليل بيانات أعداد المسافرين وأوقات وأيام الذروة، وعلى أساسها نتخذ الخطوات التي تمكننا من التعامل مع النمو المتوقع لتحقيق أكبر قدر من الانسيابية في حركة المسافرين وتسهيل إجراءاتهم والوصول إلى أعلى قدر من الرضا”.
وتابع “التنسيق مستمر مع الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين من خلال اجتماعات دورية للتعامل مع أي نمو، ولدينا خطط لتهيئة فريق العمل وضمان جاهزية المطار”.
وأكد جاهزية المطار للتعامل مع موسم الأمطار، من خلال خطط استباقية تشمل التنسيق مع بلدية دبي وهيئة الطرق والمواصلات والشركاء الآخرين للتعامل مع أي تأثير محتمل للحالة الجوية سواء عن طريق توفير مضخات ومعدات لسحب المياه وضمان استمرارية العمليات بانسيابية.
وأشار الجوكر إلى أن أداء الربع الأخير من كل عام يأتي مدعوماً بموسم الأعياد والإجازات وتحسن الطقس في دبي، ما يعزز تدفق الزوار، لافتاً إلى أن مطارات دبي تتوقع التعامل مع أكثر من 23.2 مليون مسافر خلال هذا الربع ليصل إجمالي المسافرين خلال العام إلى 91.9 مليون مسافر.
لكنه قال “دائماً نراجع التوقعات ونتفوق على توقعاتنا، وبالتالي فمن الممكن أن يختلف هذا الرقم خلال الربع الأخير بفعل الزخم في حركة الزوار”.
وتوقع الجوكر استمرار النمو في حركة المسافرين، ليتجاوز العدد 94 مليوناً في عام 2025 وأكثر من 97 مليوناً في عام 2026، ليكون الوصول إلى 100 مليون مسافر بين الأعوام 2027 و2028.
وتحدث الجوكر عن نتائج الربع الثالث من العام الجاري الذي شهد استقبال 23.7 مليون مسافر، وهو ما يعكس استمرار النمو الملحوظ مقارنة بالربع الثاني الذي سجل 21.8 مليون مسافر.
وقال “خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بلغ إجمالي عدد المسافرين 68.6 مليون، بزيادة تقارب 6.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما شهدت عدد الرحلات الجوية زيادة بنسبة 6.4% ليصل إلى 327 ألف رحلة، وهو ما يعكس استمرار النمو المستدام”.
وتحدث الجوكر عن تقدم العمل في مشروع الطاقة الشمسية بمطار دبي الدولي بالتعاون مع شركة “الاتحاد لخدمات الطاقة”، حيث تم تنفيذ ما بين 30 إلى 40% من المشروع، الذي يشمل تركيب ألواح طاقة شمسية على المباني ومواقف السيارات.
وأضاف أن المطارات تعمل على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، بالعديد من الأمور الأخرى مثل استبدال المصابيح التقليدية بأخرى موفرة للطاقة.
وفيما يخص كفاءة العمليات، أفاد بأن مطارات دبي تواصل تحسين تجربة المسافرين، مؤكداً أن أكثر من 98% من المسافرين ينهون إجراءاتهم في نقاط الجوازات بأقل من 10 دقائق عند المغادرة و15 دقيقة عند الوصول، وأكثر من 95% ينهون إجراءاتهم في أقل من 3 دقائق.
وأشار إلى أن أكثر من 92% من الأمتعة والحقائب يتم تسليمها في أقل من 45 دقيقة من زمن وصول الطائرة.وام