بوابة الوفد:
2024-09-13@07:00:00 GMT

ما هو الفرح الضار المهلك؟

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

الله سبحانه وتعالى وحده هو  الذي بيده أرزاق عباده، فقد يوسع سبحانه الرزق أو يضيقه وذلك على من يشاء من عباده.

ويقول تعالى:"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع".

 تضيق الرزق

وليس سعة الرزق تعني محبة الله لهذا العبد ولا تضيق الرزق هى لكراهية الله لعبد آخر ، ولا تتعلق أيضاً بالإيمان والكفر ، فقد يضيق الله على مؤمن في رزقه ويوسع على كافر ، كل ذلك لحكمة يعلمها سبحانه وهو العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة ، فقد يكون التضييق امتحانا للمؤمن الطائع وزيادة في حسناته وتكفير عن سيئاته بهذا الإبتلاء في الرزق وقد تكون التوسعه للكافر العاصي في الرزق استدراجا وإمهالا  له لا إهمالا ، يقول تعالى:"أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون" ، فالدنيا دار امتحان لا دار جزاء ، والإنشغال بها والفرح برغد عيشها هو غباء وجهد في غير موضعه.

في ساعة الاستجابة.. دعاء للأب المتوفي يوم الجمعة

والضمير في (فرحوا) يعود على مشركي مكة ، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إذا فالمقصود كل من كان على شاكلتهم في الكفر والظلم والطغيان ، و(الفرح) هو لذة تشعر بها في القلب عند نيلك ما تشتهيه ، والمراد بالفرح في الآية الكريمة ليست السعادة والشكر لنعم الله بل البطر والجحود والطغيان والشرور ونسيان الآخرة كقوله تعالى:"إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين".

وهذه الآية معطوفة على سابقتها ، فقد قال تعالى:"والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" ، في هذه الآية السابقة لآية موضوعنا وضح سبحانه عاقبة المشركين ، ولكن الله أعلم بعباده فقد يهجس في نفس المرء بعد سماعه قوله تعالى (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) إن كثير من الكفار قد بسط الله لهم في رزقهم فكان رده وجوابه سبحانه في آية موضوعنا.

وفرح الكفار بالسعة في الرزق في الدنيا واللهو إنما هو لجهلهم ولنقص عقولهم فقد اطمئنوا بها وغفلوا عن الآخرة ، وأن جميع ما أعطى لهم فيها ما هو إلا قليل ذاهب يتمتع به وسرعان ما يزول ويفنى وينقضي ويعقبه ويل عظيم على كفرهم ، لأن مدة الدنيا ونعيمها محدودة بالنسبة لنعيم الآخرة الكثير الدائم ما لم يخطر على بال بشر وهو ما ادخره سبحانه وتعالى للمؤمنين ، أي إن في الآية الكريمة بيان لقلة نعيم الدنيا مقارنة ومقايسة بالآخرة ، ولكن الكفار لا يعرفون إلا الدنيا فرضوا بنعيمها معرضين عن نعيم الآخرة.

 ألوان البلاغة

وفي الآية الكريمة الكثير من ألوان البلاغة ، فقد جاء سبحانه بضمير الغائب عند الحديث عن الكافرين والمراد بذلك أنهم أقل من أن يفهموا أن الدنيا فانية وأن ما فيها قليل قياسا على الآخرة ففرحوا واهتموا بالدنيا وغفلوا عن الآخرة ، وتنكيره سبحانه لكلمة (متاع) دليل على التقليل كقوله تعالى:"متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد" ، وقوله تعالي "في الآخرة" تدل كلمة (في) على المقارنة بين نعيم الدنيا والآخرة ، وفي قوله سبحانه "إلا متاع" كلمة (إلا) تدل على أنه شئ قليل ، وفي ذلك تحقير لما في الحياة الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة كقوله تعالى:"قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا" ، يقول صلى الله عليه وسلم:"ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم ، فلينظر بما ترجع" وأشار بالسبابة ، والمقصود بالدنيا والآخرة في الآية  الكريمة هو نعيمهما ، كما أن في الآية تقديم وتأخير وتقدير كلامه سبحانه في الآية الكريمة:والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع.

دعاء المظلوم والمقهور.. أسرع دعاء مستجاب على الظالم

حسن عاقبة المؤمنين

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:"نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ، فقام وقد أثر في جنبه ، فقلنا يا رسول الله : لو اتخذنا لك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : مالي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل بشجرة ثم راح وتركها".

وقد أوضحت الآية الكريمة على قصرها حسن عاقبة المؤمنين وسوء عاقبة الكافرين ببلاغة رائعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرزق تضيق الرزق الطغيان فی الآخرة

إقرأ أيضاً:

هل الميت المظلوم يشعر لو عاد حقه في الدنيا.. أمين الفتوى يجيب

أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول: "هل المظلوم لو مات وحقه رجع بعد موته هيشعر به؟".


وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الخميس: “الظلم من الأمور الممقوتة في الدين، وله عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، والله سبحانه وتعالى يعظم من شأن دعاء المظلوم، ويقول: 'وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين'، لذا، فإن الظلم له عواقب سيئة سواء في الدنيا أو في الآخرة”.

أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي يعكس التعظيم والتقدير لشخصية النبي الكريم

وأضاف: “إذا تعرض شخص للظلم من أقرب الناس إليه، فإن الظلم يؤثر في حياة المظلوم، وقد لا يشعر بالعدل في حياته الدنيا، ولكن يجب على من ظلموا أن يسعوا للتكفير عن ظلمهم من خلال الاستغفار والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى”.

وأشار إلى طرق يمكن من خلالها تعويض المظلوم بعد وفاته، قائلاً: “يمكن لأولئك الذين ظلموا أن يسهموا في تخفيف أثر ظلمهم من خلال التصدق وإهداء ثواب الصدقة إلى روح الميت، وقراءة القرآن وتخصيص ثوابها له، هذا قد يكون سببا في تخفيف عذابه ويعوضه شيئاً عن الظلم الذي تعرض له”.

وأوضح: “الشعور بالظلم هو شعور فطري وطبيعي، إذ أن كل إنسان سوي يرفض الظلم ويشعر بالأسى عند رؤية أو سماع مظلمة، هذا الشعور يبرز الطبيعة الإنسانية السليمة، ولكنه يجب أن يقترن بالفعل”.

وختم قائلاً: “نناشد أولئك الذين ارتكبوا ظلمًا أن يتوبوا إلى الله ويطلبوا المغفرة، وأن يسعوا لتكفير ظلمهم من خلال الأعمال الصالحة والصدقات، عسى أن يتجاوز الله عنهم ويغفر لهم، ويدخلهم في رحمته”.


وتبث قناة الناس عبر تردد 12054رأسي، عدة برامج للمرأة والطفل وبرامج دينية وشبابية وثقافية وتغطي كل مجالات الحياة.

مقالات مشابهة

  • الأدعية المستحبة في المولد النبوي الشريف.. تزيد الرزق البركة
  • كيف يرد الله حق المظلوم في الدنيا.. وهل يشعر من مات برد مظلمته؟
  • ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟.. أحمد عمر هاشم يُجيب (فيديو)
  • هل الميت المظلوم يشعر لو عاد حقه في الدنيا.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي يعكس التعظيم والتقدير لشخصية النبي الكريم
  • احتفالات المولد النبوي الشريف 2024.. إجازة طويلة واحتفاء بذكرى ميلاد النبي
  • الأزهر يحسم الجدل بشأن شراء وتناول حلوى المولد النبوي الشريف
  • سيدة: زوجى بخيل؟.. وأمين الفتوى: صلى على النبي يفرج أمرك (فيديو)
  • سنحتفل بمولد النور رغم أنف كل كافر ومنافق
  • "الأرصاد": أمطار خفيفة إلى غزيرة على منطقتي نجران وعسير