الأقصى ومنع الترميم: تفريغ ما تبقى من دور الأوقاف
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
في يوم 2 تموز/ يوليو 2023، وفي أول يوم عملٍ بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك، ضجت المواقع والشبكات المتابعة لأخبار القدس بقرار قوات الاحتلال بمنع موظفي لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المبارك من العمل، موضحة أن رفع هذا المنع مشروط بإغلاق مصلى باب الرحمة، في ابتزازٍ علني للهيئة الإسلامية التي يفترض أن تكون المخولة حصراً بكل شؤون المسجد الأقصى المبارك.
ورغم أن العنوان الأبرز الذي علق في الأذهان هو أن المسجد الأقصى بلا إعمار لمدة شهرٍ من الزمن؛ إلا أن الواقع على الأرض أخطر من ذلك بكثير، فالمسجد الأقصى بلا أي مشروع إعمار جديد منذ ثلاثة عشر عاماً، وبلا صيانة تقريباً منذ أربع سنوات، أما المنع الحالي فهو منع لموظفي لجنة الأوقاف من القيام بأي عمل في مشاغلهم ومراسمهم من الأساس، وهو الحلقة الثالثة في التجريف الإجمالي لدور الأوقاف الأردنية في القدس في مجال الإعمار، وهي سياسة تستهدف من خلالها سلطات الاحتلال استحداث ثغرات في المسجد تجعلها هي الطرف المخول بأعمال الإعمار مباشرة، كما سبق أن فعلت في السور الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى عام 2019، والذي تحتكر إعماره حتى الآن دون مشاركة أو حتى اطلاع من الأوقاف الأردنية على طبيعة الأعمال التي تجريها هناك.
وهذا التدرج في تجريف دور الأوقاف الأردنية في إعمار المسجد الأقصى المبارك وثق تدرجه عبر السنين تقرير "عين على الأقصى" الصادر عن مؤسسة القدس الدولية؛ يمكن إدراكه عبر المحطات الثلاث الآتية:
الواقع على الأرض أخطر من ذلك بكثير، فالمسجد الأقصى بلا أي مشروع إعمار جديد منذ ثلاثة عشر عاماً، وبلا صيانة تقريباً منذ أربع سنوات، أما المنع الحالي فهو منع لموظفي لجنة الأوقاف من القيام بأي عمل في مشاغلهم ومراسمهم من الأساس، وهو الحلقة الثالثة في التجريف الإجمالي لدور الأوقاف الأردنية في القدس في مجال الإعمار، وهي سياسة تستهدف من خلالها سلطات الاحتلال استحداث ثغرات في المسجد تجعلها هي الطرف المخول بأعمال الإعمار مباشرة
المحطة الأولى: في 4 آب/ أغسطس 2010 ناقشت لجنة الرقابة في كنيست الاحتلال تقريراً قدمه "مراقب عام الدولة" في حينه ميكا لندنستراوس حول "فرض السياسة الإسرائيلية في جبل الهيكل"، وقد قال التقرير بالنص: "إن الأعمال التي نفذتها الأوقاف الإسلامية في إسطبلات سليمان تمت دون تنسيق مع السلطات المعنية بتطبيق القانون في جبل الهيكل، ودون الحصوص على الموافقات والتراخيص اللازمة.. وإن استخدام المعدات الميكانيكية خلال بعض مراحل العمل دمر وبكل أسف بعض الأدلة الآثارية"، في إشارة إلى عملية الإعمار الواسعة للمصلى المرواني عام 1995 ثم فتح البوابات الكبيرة المفضية إليه في 1999.
بناء على هذه المناقشة فقد تبنى الكنيست توصيات تقرير مراقب عام الدولة، ومن بينها إلزام الأوقاف الأردنية بتقديم مخططات الترميم وطلب الموافقات عليها من بلدية الاحتلال وسلطة الآثار الصهيونية، وهو ما رفضته في حينه الأوقاف الأردنية لكونه يشكل اعترافاً بسيادة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك. انطلاقاً من ذلك التاريخ فقد استطاعت الأوقاف استكمال المشروعات القائمة أساساً، أو تلك التي كانت مخططاتها مستكملة ومحالة للتنفيذ، لكنها لم تتمكن من بدء أي مشروع ترميم جديد في المسجد الأقصى المبارك منذ ذلك التاريخ، أي منذ ثلاثة عشر عاماً كاملة، واستمرت محاولات تعطيل تلك الأعمال واعتقال القائمين عليها باعتبارها أعمال صيانة لم تحصل على موافقة سلطات الاحتلال.
المحطة الثانية: ويمكن التأريخ لها من بعد هبة باب الأسباط التي انتهت إلى تفكيك البوابات الإليكترونية وفتح الأقصى بشروط الجماهير في 27 تموز/ يوليو 2017، فشكلت عقدة مركزية في فشل الاحتلال بفرض إرادته على المسجد الأقصى المبارك في مواجهة الإرادة الشعبية التي تحميه.
وقد بدأ الاحتلال بعدها باعتقال رئيس لجنة الإعمار ومهندسيها بشكل متكرر عند كل تطور في مشروع الإعمار الداخلي لقبة الصخرة، وقد تعززت تلك العقدة مع فتح مصلى باب الرحمة بالإرادة الشعبية في 22 شباط/ فبراير 2019، وهو الذي كان مغلقاً تحت وطأة قرار من محاكم الاحتلال يجدد منذ شهر كانون الثاني/ يناير 2003، فبات هذا المصلى عنوان معركة السيادة والقرار في الأقصى من جهة، وعنوان فشل المحاولة الثانية للتقسيم المكاني على التوالي، بعد أن أفشل الرباط المنظم طويل النفس محاولة القضم الأولى للساحة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك.
هذا الضغط ستوظفه سلطات الاحتلال في اتجاهات عديدة، فهذا الدور الذي ستتمسك به إدارة الأوقاف ولن تقبل التخلي عنه بسهولة؛ يمكن أن يؤدي التضييق عليه إلى جرها نحو التكيف الذي تريده سلطات الاحتلال
تطور التعطيل ليشمل أعمال الصيانة، ففي 7 تشرين الثاني/ يناير 2018 أوقفت سلطات الاحتلال أعمال صيانة الممر المفضي إلى مصلى باب الرحمة من جهة الجنوب، ومنعت استبدال بلاطاته التالفة لمدة خمس سنوات، حتى تمكن المرابطون من استبدالها وترميم الممر وجواره بمبادرة شعبية في رمضان الفائت في شهر أيار/ مايو 2023، بل وصل الأمر إلى حد اعتقال رئيس لجنة الإعمار وثلاثة من مهندسيها لأنهم استبدلوا بلاطة كسرت عند باب القطانين في 13 حزيران/ يونيو 2019، فباتت يد لجنة الإعمار مكبلة عن تصليح أي ضرر أو تلف يحصل في المباني المسجد وتجهيزاته؛ وهو الشيء الذي كبّل يدها شهوراً طويلة عن استبدال نظام الصوتيات الذي أتلفته قوات الاحتلال العام الماضي في 15 نيسان/ أبريل 2022، واضطرها لأن تعود لاستخدام القطع القديمة التي كانت قد أخرجت من الخدمة كحل مؤقت.
المحطة الثالثة: هي تلك التي افتتحها قرار منع مهندسي لجنة الإعمار من الالتحاق بمشاغلهم بدءاً من 2 تموز/ يوليو 2023، بحيث لم يعودوا قادرين حتى على إنتاج النوافذ الجصية والقطع الخشبية ومستلزمات ترميم الفسيفساء، فضلاً عن تركيبها، وهو ما يعني عملياً شطب عنوان الصيانة والإعمار من دور الأوقاف الأردنية في الأقصى، ليستكمل تفريغ ما تبقى لها من دور أمام التغول الصهيوني المتصاعد الذي يتطلع إلى إلغاء أي إدارة إسلامية للمسجد بصفته مقدساً للمسلمين.
هذا الضغط ستوظفه سلطات الاحتلال في اتجاهات عديدة، فهذا الدور الذي ستتمسك به إدارة الأوقاف ولن تقبل التخلي عنه بسهولة؛ يمكن أن يؤدي التضييق عليه إلى جرها نحو التكيف الذي تريده سلطات الاحتلال، مثل أن تبدأ بإحالة أعمال الإعمار في الأقصى لمقاولين خارجيين، وأن تكلف هؤلاء المقاولين بأن يتحصلوا هم على موافقات بلدية الاحتلال وسلطة الآثار الصهيونية، وبذلك تنجح سلطات الاحتلال بوضع أعمال الترميم والصيانة في الأقصى تحت وصايتها المباشرة، وهو ما ينبغي الحذر كل الحذر من الانجرار إليه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القدس الاحتلال الأقصى صيانة القدس الأقصى الاحتلال الوصاية صيانة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى المبارک سلطات الاحتلال فی الأقصى فی المسجد
إقرأ أيضاً:
حرب ضد الهوية الإسلامية .. المساجد هدف الصهاينة من اليوم الأول
يمانيون – متابعات
تاريخيًا، كانت المساجد والمقدسات الإسلامية في فلسطين شاهدة على عمق الهوية الثقافية والدينية للشعب الفلسطيني. ولأنها كذلك، فقد ركّز عليها العدو المحتل باكرًا حين مارس عليها صنوف الاعتداءات بهدف تهويدها ومحوها. ونذكّر هنا بحادثة إحراق المسجد الأقصى الشهيرة (صباح يوم الخميس 21 أغسطس 1969/ 7 جمادى الآخرة 1389هـ). ورغم أنه من أقدس المواقع الإسلامية، فقد تكررت الاعتداءات الصهيونية عليه مرارًا، ناهيك عن الاقتحامات المتواصلة بشكل أصبح مؤخرًا شبه يومي، ولا يُخفي اليهود رغبتهم الشديدة في فرض السيطرة عليه وتهويد محيطه، علاوة على أعمال الحفريات التي تهدد بانهياره.
احراق المساجد الأقصى عام 1969
المدينة المقدسة برمتها تتعرض معالمها الإسلامية للتهديد بشكل يومي، ويمارس العدو المحتل صنوف الانتهاكات على قاصديها يوميًا. هذا الوضع يعكس استراتيجية العدو الإسرائيلي في السيطرة على المدينة، ومحاولة فرض واقع جديد يهدف إلى تهويدها. وجدير بالذكر هنا أن المسجد الأقصى، برمزيته الدينية الكبيرة في الوعي الإسلامي، اتخذ منه اليهود المحتلون معيارًا لقياس ردّة الفعل، ليس الفلسطينية وحسب، بل في عموم العالم الإسلامي.
ويظهر ذلك جليًا من خلال تتبع حوادث الاعتداء المختلفة على المسجد الأقصى في سبعة عقود من الاحتلال، والنتيجة الكارثية تظهر نجاح اليهود في كي الوعي الإسلامي وترويضه بالتدريج على القبول بالانتهاكات، والتي أضحت مؤخرًا مجرد خبر يومي لا يثير المشاعر الدينية ولا يستنهض الغيرة القومية. وهذه واحدة من نتائج العمل التراكمي لليهود على تغفيل الأمة وتخديرها وفصلها عن مقدساتها ورموزها.
وهنا الدور يناط بوسائل الإعلام العربية التي قدمت الخبر مجردًا عن سياقه الصدامي الحضاري الديني. والأصل أن أخبار الاعتداءات على المسجد الأقصى يجب أن تحظى بخصوصية بالغة في التقديم والترتيب، إذ إن الاعتداء على المقدسات لا يُمثل فقط اعتداءً على مبنى عادي أو حتى موقع عبادة، بقدر ما هو هجومٌ على الهوية الإسلامية بأكملها.
إبادة الفلسطينيين وإعدام هويتهم:
في غزة، وقبل معركة الطوفان، شهدت المساجد والمقدسات هجمات متكررة، حيث يتم استهدافها بشكل مركز مع كل عدوان إسرائيلي. في العدوان على غزة في عام 2014، تم تدمير عدد من المساجد بشكل كامل وعلى نحو متعمد. ودائمًا كانت إحصاءات الدمار التي طالت المساجد تنسجم تمامًا مع أهداف الإسرائيلي ونواياه في استئصال جذور الوجود الفلسطيني بهويته الإسلامية، وصولاً إلى خلق واقع جديد يتجاهل تاريخ الشعب الفلسطيني المسلم وحقوقه، واستبداله بالمغتصبين اليهود.
في معركة الطوفان، وفي فصول الاعتداءات والإبادة الجماعية الصهيونية على غزة وسكانها وهويتها، وجد العدو الصهيوني فرصته لتطال نيرانه كل مساجد القطاع بالتدمير الجزئي أو الكلي. في أحدث بياناتها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بقطاع غزة، قبل أيام، أن جيش العدو الإسرائيلي دمر خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع 79 بالمئة من مساجد القطاع و3 كنائس، واستهدف 19 مقبرة.
وقالت الوزارة في بيان لها: “جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 814 مسجداً من أصل 1245، بما نسبته 79 بالمئة، وتضرر 148 مسجداً، بالإضافة إلى 3 كنائس، واستهدف 19 مقبرة من أصل 60 بشكل ممنهج ومتعمد.” وأضافت: “تكلفة الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الوزارة نحو 350 مليون دولار.” وتابعت: “خلال حرب الإبادة، قام جيش الاحتلال بنبش القبور وسرقة الآلاف من جثامين الأموات والشهداء، والتمثيل بها بعد قتلهم بطرائق همجية وحشية.”
ولفت بيان الأوقاف إلى أن العدو الإسرائيلي دمر 11 مقراً إداريًا وتعليميًا، ما نسبته 79 بالمئة من إجمالي المقرات بالقطاع البالغة 14 مقرًا. وقالت الوزارة إن الجيش الإسرائيلي قتل 238 من موظفيها، واعتقل 19 آخرين خلال عملياته البرية بالقطاع.
حرب على الهوية الإسلامية لن تنتهي في فلسطين:
إن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في سياق الحرب على هويتهم ودينهم ومعالمهم الإسلامية هي جزء من صراع حضاري وحلقة من حرب قديمة متجددة على الإسلام والمسلمين. هذه الحرب لا تستهدف فقط المباني، بل تهدف إلى محو الذاكرة الجمعية للفلسطينيين واستئصال جذور وجودهم الإسلامية. وهي بالأولى تعبير عن صدام ديني، ليس الفلسطينيين إلا أول ضحاياه، ويأتي الدور حتمًا على الجميع بدءًا من دول محيط فلسطين.
لم يكن حرق المسجد الأقصى إلا مشهدًا ضمن مسلسلٍ لا ينتهي، قامت عليه ما تُسمى إسرائيل، بدأ صباح الواحد والعشرين من أغسطس عام 1969 حين أضرموا النار في المسجد الأقصى. شجعهم أن نار إحراق المسجد لم تصل حرارتها إلى صدور الأنظمة العربية، ولم تبعث فيهم أي حمية لبيت مقدسهم المبارك. نتيجة لذلك الهوان، تلا الحرق اقتحاماتٌ لباحات المسجد الأقصى، وتجريف لمعالمه وطمس لآثاره وحفر أنفاقٍ أسفله تهدده بالسقوط، بينما يقاوم الفلسطينيون وحدهم بما تيسر من حجارة، يمنعون تدنيس وتهويد ما تبقى من شرف الأمة، فلا يجدون من حكامها سوى الصمت والتطبيع!
ولأن الصهاينة يتحركون من منظور ديني، تجدهم في غزة يقصفون أينما سمعوا مساجد يُذكر فيها اسم الله، بذريعة أو بدون مبررات. تارةً يفتشون عن المساجد، يقصفون جوامع غزة التي تأوي النازحين بحجة أنها تأوي مقاتلي حماس، كما فعلوا في وقائع عدة منها قصف جامع شهداء الأقصى ومسجد الشيخ رضوان ومسجد العطار. وكان حقدهم بيّنًا في قصفهم للجامع العمري التاريخي الشهير، الطاغي بقدمه على زيف تاريخهم ووجودهم المؤقت.
تدمير العدو الإسرائيلي للمساجد في غزة
في جوامع الضفة، يتعمّد الصهاينة بين فينة وأخرى اقتحامها تدنيسًا لها واستهزاءً واستفزازًا لمشاعر الفلسطينيين، في مشهد بات جزءًا من يوميات أهالي الضفة القابعين تحت قبضة المحتل وسطوة المستوطنين اليهود. كذلك الحال في جوامع جنوب لبنان في بلدة مجدل سلم، وجامع الزهراء وجامع الظهيرة، الذي تغنوا على دخانه وتعمدوا نشر مقاطع الفيديو المصورة لهذه الانتهاكات، ومنها مشاهد صعود المنابر والغناء منها، وكذلك إحراق المصاحف داخل المساجد، والذي تكرر في غير مسجد من غزة، واليوم في قرى جنوب لبنان.
العدو يدنس مسجدا بالضفة الغربية، ويرفع «العلم الإسرائيلي» على مئذنة مسجد معاذ بن جبل في مخيم الفوار بمدينة الخليل
من نافل القول إن استمرار الاعتداءات على المساجد والمقدسات الإسلامية وتكررها على هذا النحو الواضح المتعمد والممنهج وغير المسبوق يعكس عقيدة العدو الإسرائيلي المحرفة وخرافاته التوراتية الباطلة في تحقيق مشروع الصهاينة “إسرائيل الكبرى” عبر التأسيس لواقع جديد يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني بهويته الإسلامية. لكن في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقودًا على صمود الفلسطينيين في الدفاع عن هويتهم ومقدساتهم، وعلى فعل المحور المساند والمنخرط بالفعل في معركة تتجلى أكثر بطبيعتها الدينية الحضارية، وفيها امتحان عسير وفرز خطير، لعله غير مسبوق في تاريخ الصراع.
——————————————-
موقع أنصار الله – يحيى الشامي