رغم الضبابية، يأبى لبنان إلا أن يكون متواجدًا في القمة.. رغم الوضع الأسود القاتم والمعاناة، يظل النجاح والتفوق عنوان هذا البلد وشعبه، سواء في الداخل أو في الخارج، لينفرد في المنطقة والعالم بأدمغة استثنائية في  المجالات كافة سواء الطب، والصحة، والاقتصاد، والإدارة، والقانون، وغيرها الكثير من المجالات التي ترك فيها لبنانيون بصمة استثنائية تميزت عن غيرها، وأظهرت صورة لبنان الحقيقية.



وفي آخر هذه الإنجازات، تربع اللبنانيون على قائمة فوربس لناحية أهم المسؤولين/الرؤساء التنفيذيين في العالم، إذ ضمن 12 لبنانيا مكانا لهم ضمن 100 مرتبة تنافس عليها رؤساء من بين أهم 2000 شركة في العالم. والأهم من ذلك كلّه هو أن التصدّر كان لبنانيا، إذ ضمن نائب رئيس مايكروسوفت العالمية، ورئيس مايكروسوفت في منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا اللبناني سامر أبو لطيف المركز الأول.

وبدا لافتًا التركيز على التحول الرقمي في عالم الشركات، في خضم ثورة التكنولوجيا التي لم تعد تستطيع الشركات أن تعمل بالنأي عنها.
من هنا، تؤكّد المحللة الاقتصادية دارين كيوان أنّه وسط التقدم التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، تجد الشركات نفسها في سباق مستمر مع الزمن، للتكيف، والبقاء في الصدارة.

وأشارت خلال اتصال عبر "لبنان24" إلى أنّ هذا التقديم السريع فرض تحديات كبيرة على الشركات، حيث يتطلب الاستثمار التطوير المستمر، بالإضافة إلى التحديث المتتالي لقوى اليد العاملة الماهرة، إذ ستجد أي شركة نفسها وسط ساحة معركة مع الشركات الأخرى، وهذا ما يستدعي مرونة في التعامل وسرعة في العمل للوصول إلى مصاف الشركات العالمية.

وألقت كيوان الضوء على التطور التكنولوجي والرقمي، إذ أشارت إلى أن الابتكار والتحول الرقمي ضرورة للحفاظ على القدرة التنافسية، لافتة إلى أن الشركات التقليدية باتت على حافة الانهيار وتواجه خطر الاندثار في حال لم تتكيف مع هذه التحولات الجذرية.

وبالعودة إلى قائمة فوربس، ركّزت المجلة على 104 رؤساء، يرتبطون بألفي شركة، 50% منها تقع فروعها الرئيسية في الولايات المتحدة الأميركية. وينتمي هؤلاء إلى 40 جنسية حول العالم، 12 منهم من لبنان، 8 من الهند، و7 من فرنسا وبريطانيا، يعملون جميعهم في أكثر من 30 قطاعا مختلفًا.

اللبنانيون يتألقون
وعلى الرغم من تفرد لبنان بـ12 مركزا، إلا أن المنافسة كانت شرسة على المراكز المتقدمة.

فكما سبق وذكرنا، احتل اللبناني سامر أبو لطيف المركز الأول، متفوقا على الرؤساء التنفيذيين الآخرين. وتولى أبو لطيف منصبه الحالي عام 2023. وفي نيسان 2024، أعلنت مايكروسوفت عن استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار، مع خطط لإنشاء صندوق استثمار بقيمة مليار دولار للمطورين، لتعزيز مهارات الذكاء الصناعي في المنطقة. في حين انضم أبو لطيف إلى مجلس إدارة مركز عبد الله الغرير للتعليم والتعلم الرقمي.

أما اللبناني الثاني الذي ورد اسمه في القائمة هو ياسر عبد الملك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نستله في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
انضم عبد الملك إلى نستله عام 1999، وتولى منصبه الحالي في كانون الثاني 2022. واليوم، توظف نستله الشرق الأوسط أكثر من 13 ألف شخص عبر 19 دولة، وتدير 24 مصنعًا. 

وفي المرتبة 14، تمكن الإيطالي من أصول لبنانية تييري صباغ من خرق القائمة، حاجزًا مركزًا لنفسه كنائب رئيس قسم، ورئيس نيسان وإنفينيتي في السعودية والشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة.

انضم صباغ إلى نيسان عام 2018، وعُيّن في منصبه الحالي في نيسان 2024. وفي الشهر ذاته، أعلنت الشركة عن اتفاقها مع شركة السور لتصبح موزعها الرسمي في العراق، ومع شركة مناهل العالمية كموزع معتمد لشركة إنفينيتي في السعودية، في آذار 2024. يشغل صباغ أيضًا عضوية منظمة الرؤساء الشباب "YPO" وتولى سابقًا منصب الرئيس في شركة نيسان السعودية وشركة إنفينيتي الشرق الأوسط، ومنصب المدير التنفيذي لشركة نيسان الشرق الأوسط.

وإلى المرتبة 40، تمكن الفرنسي من أصل لبناني سمير شرفان من الدخول إلى القائمة، وهو يعمل كرئيس تنفيذي للعمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة "ستيلانتس"، للسيارات.
ويتولى شرفان منصبه الحالي منذ كانون الثاني 2021.
يرأس شرفان أيضًا قسمي التصنيع والأعمال التركيبية، والمركبات الكهربائية الصغيرة في "Stellantis MEA" وهو نائب رئيس مجلس إدارة شركة "Tofaş Türk Otomobil Fabrikası".

وإلى اللبناني الكندي عزيز قليلات، الذي احتل المركز 48، وهو يشغل منصب نائب الرئيس للمبيعات والتسويق، والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأوروبا الشرقية وروسيا/رابطة الدول المستقلة في شركة "GE Aerospace".
تولى قليلات منصبه الحالي في نيسان 2017. وقبل ذلك، شغل منصب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك في العراق وبلاد الشام خلال الفترة بين عامي 2012 إلى 2017.

وكرئيس منطقة الشرق الأوسط وتركيا والهند وأفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا في شركة "Xylem"، احتل اللبناني ناجي سكاف المرتبة 51.

تولى سكاف منصبه الحالي بعد انضمامه إلى "زايلم" في أيلول 2021. وفي الشهر نفسه عام 2023، أعلنت "زايلم" عن تعاونها مع "iot squared" في السعودية لتعزيز استدامة المياه من خلال العدادات الذكية. وسبق لسكاف أن شغل منصب رئيس منطقة الشرق الأوسط وتركيا في شركة "Air Products"، وكان الرئيس التنفيذي لشركة "Gulf Cryo" وتولى مناصب إدارية عليا لدى شركة "Air Liquide" في هيوستن وباريس والقاهرة.

بالتوازي، تمكن 3 لبنانيين من الاستحواذ على المراتب 73، 74، و75.

ففي المرتبة 73، خرقت أول امرأة لبنانية القائمة، وهي ألدا شقير، الرئيسة التنفيذية لمنطقة الشرق المتوسط في شركة "Omnicom Media Group".
انضمت شقير إلى "Omnicom Media Group" في عام 2006، وتولت منصبها الحالي في عام 2021. وفي شباط 2023، أطلقت الشركة منصة "TRKKN" المتخصصة في مجال التسويق والخدمات السحابية، في الشرق الأوسط. وتشغل شقير منصب نائبة رئيس مجلس إدارة مجموعة "Advertising Business Group" كما تشغل عضوية مجلس إدارة "Endeavor" و"IAB MENA" وعضوية المجلس الاستشاري في مجلس العمل من أجل التنوع في الشرق الأوسط. وهي أيضًا عضوة مؤسسة في مجلس إدارة تحالف تغيير الصور النمطية، التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وحجز العضو المنتدب في شركة  "London Stock Exchange Group"  لمنطقة وسط وشرق أوروبا، والشرق الأوسط وأفريقيا، نديم نجار، المرتبة 74.

أما اللبنانية ألفت سامي برو، فقد حجزت لنفسها المرتبة 75، كرئيسة منطقة الشرق الأوسط في شركة "Roche"، السويسرية.
وانضمت برّو إلى الشركة عام 2003، وتولت منصبها الحالي عام 2019.

وصولا إلى المرتبة 77، تمكن اللبناني خالد الدباغ من دخول القائمة، كرئيس تنفيذي، ورئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مصرف "باركليز" البريطاني.
انضم الدباغ إلى بنك "باركليز" في عام 2014، وتولى منصبه الحالي في عام 2021. ويعمل البنك في الشرق الأوسط منذ أكثر من 150 عامًا. 

وكان أحمد ناصر، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "Hershey" الأميركية، اللبناني العاشر في القائمة، محتلا المرتبة 85.
تولى ناصر منصبه الحالي في عام 2023، بعد انضمامه إلى شركة "Hershey" في عام 2014. وفي عام 2023، سجلت الشركة صافي مبيعات عالمية بلغ 11.16 مليار دولار، بزيادة قدرها 7.8% مقارنة بعام 2022.

واحتل المرتبة 90، اللبناني حسين فريجة، والذي يعمل كمدير عام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "Snap" الأميركية.

انضم فريجة إلى "Snap" في عام 2016، وتولى منصبه الحالي في عام 2024، ليقود فريقًا يضم أكثر من 130 موظفًا. وفي تشرين الأول 2023، تعاونت الشركة مع وزارة الثقافة وهيئة الأزياء السعودية لإطلاق "تَصَوَّر" وهو معرض مُنظّم باستخدام الواقع المعزز يهدف إلى تعزيز مشهد الموضة في المملكة من خلال دمج التكنولوجيا.

ومن القطاع الطبي، تمكن اللبناني، جو نعوم، من حجز المرتبة 95 في القائمة، من خلال عمله كمدير عام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "Stryker" الأميركية، التي تعنى بالأجهزة الطبية.

وصولا إلى نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في شركة "CrowdStrike"، يعتبر رواد سري الدين اللبناني رقم 12 في القائمة، حيث احتل المرتبة 99.

والتحق سري الدين بشركة "CrowdStrike" في دبي عام 2017، بوصفه مديرًا لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، كما تولى منصبه الحالي عام 2020. وتزود "CrowdStrike"  المدرجة في ناسداك عملاءها بحلول أمنية تحمي من التهديدات السيبرانية.

إن تفوق اللبنانيين ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو نتاج تراكم خبرات وثقافات، وصقل مهارات وعزيمة لا تلين. لقد أثبت أبناء لبنان، في كل ميدان خطوا فيه، أن حدود التفوق ليست مرسومة على الخرائط الجغرافية، بل هي محصورة فقط بإرادة الإنسان وإصراره على تحقيق ما يؤمن به. 
هؤلاء المتفوقون، بنجاحاتهم المتتالية،  يرسمون بإنجازاتهم معالم جديدة للأمل، ويزرعون في قلوبنا يقيناً بأن ما من تحدٍ إلا وله حل، وما من حلم إلا وهو قابل للتحقيق. فيهم نرى صورة لبنان الحقيقية، لبنان الذي لا يستسلم للصعاب، لبنان الذي يستمد قوته من إرثه الحضاري، ويصوغ مستقبله بيد أبنائه المبدعين.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا فی منطقة الشرق الأوسط وترکیا الشرق الأوسط وأفریقیا منصبه الحالی فی فی الشرق الأوسط أفریقیا فی شرکة التنفیذی لشرکة الحالی فی عام فی القائمة مجلس إدارة أبو لطیف أکثر من عام 2023

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة

جاكرتا- غادر الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو الليلة جاكرتا ويرافقه وفد وزاري محدود، في جولة إقليمية ستشمل تركيا و4 دول عربية، مؤكدا أن عددا من وزرائه قد سبقوه إلى بعض عواصم هذه الدول.

وفي مؤتمر صحفي قبيل مغادرته، أعلن برابوو -الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة- أنه سيبدأ جولته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي في أبو ظبي الشيخَ محمد بن زايد، للتشاور في قضايا سياسية واقتصادية دولية ولتبادل وجهات النظر.

ثم سيتوجه إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا، ليلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعاه للمشاركة في أحد المنتديات السياسية في أنطاليا، وقال برابوو إنه سيتشاور مع نظيره التركي بشأن قضايا جيوسياسية وجيواقتصادية، وبشأن التعاون بين البلدين في مجال الصناعات والتجارة والتعليم والثقافة، مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين.

ومن المقرر أيضا أن يزور الرئيس الإندونيسي السبت القادم القاهرة للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والتشاور معه، ثم سيتوجه إلى الدوحة في زيارة رسمية يلتقي بها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بهدف إنجاز عدد من الاتفاقيات بين البلدين والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية، قبل أن يختم زيارته في الأردن بزيارة رسمية أيضا للتشاور مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

إعلان دور فعّال

وقال الرئيس برابوو في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل مغادرته، إن زياراته هذه تأتي استجابة لمطالب كثيرة بأن تكون إندونيسيا أكثر فاعلية ونشاطا في دورها بدعم الجهود الرامية لإيجاد حل "للصراع" في قطاع غزة، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وأضاف برابوو أنه رغم أن إندونيسيا بعيدة جغرافيا عن تلك المنطقة، لكنها تعد أكبر بلد مسلم في العالم، وكذلك لكونها دولة رائدة في حركة عدم الانحياز؛ فهي تتبع سياسة خارجية مستقلة وفاعلة، ولا تقبل الانضمام إلى أي تكتل، وهذا يجعلها ذات قبول لدى أطراف كثيرة.

وقال الرئيس "هذا الموقف يحملنا المسؤولية، ولذلك فإنني أقول إن إندونيسيا مستعدة للقيام بدور لو طلبت الأطراف المعنية ذلك، بما يتفق مع إمكانات وقدرات إندونيسيا".

وأكد برابوو أن بلاده مستعدة لإرسال المزيد من العون الإنساني لغزة، كما قامت بذلك سابقا، حيث أرسلت معونات وفرقا طبية عملت في ظروف صعبة وخطيرة في غزة، وقال إن إندونيسيا مستعدة لاستقبال الضحايا من الجرحى والأيتام الفلسطينيين.

وبشأن ذلك، قال الرئيس إن وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو سيتشاور مع المسؤولين الفلسطينيين والأطراف المعنية، بشأن كيفية تنفيذ إجلاء من هم في حاجة لذلك، قائلا إن "إندونيسيا سترسل طائراتها لنقلهم".

وتوقع برابوو أن يكون عددهم في الدفعة الأولى نحو ألف شخص، ممن يوافق الجانب الفلسطيني على إجلائهم ويريدون المجيء إلى إندونيسيا، مشترطا توافق جميع الأطراف المعنية، وأن يكون بقاؤهم في إندونيسيا مؤقتا إلى حين تعافيهم وتحسن الأوضاع في غزة.

"ولهذا السبب كان يجب التشاور مع قادة الدول في المنطقة" وفق ما قال الرئيس، مشيرا إلى أن إندونيسيا لطالما تلقت اتصالات ورسائل حملتها شخصيات زارتها، بخصوص استعداد إندونيسيا للمساهمة بإيجاد مخرج للوضع في قطاع غزة، وقال "هذا أمر معقد وليس بالسهل، ولكن التزام إندونيسيا بدعم سلامة الشعب الفلسطيني ودعم استقلال فلسطين يدفع الحكومة الإندونيسية إلى أن تقوم بدور أكثر فاعلية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق في حال فشل محادثات مسقط
  • كيا الشرق الأوسط وإفريقيا تحتفل بـ 80 عامًا من التميز وولاء العملاء عبر مشاركة قصص واقعية
  • الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة
  • ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة
  • شركة OMT والاتحاد اللبناني الرياضي للجامعات أطلقا نهائيات بطولتي كرة السلة والفوتسال
  • مصر تؤكد لأميركا رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • اقرأ غدا في عدد البوابة: مباحثات مصرية فرنسية تتناول قضايا الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يشارك في مؤتمر حوار الشرق الأوسط - أمريكا بالإمارات
  • خبير: مصر بوابة الشرق الأوسط للقارة الإفريقية
  • أسواق الشرق الأوسط تتهاوى تحت وطأة الرسوم الأمريكية وهبوط في أسعار النفط