مدينة سكنية تقع في خان يونس شمالي قطاع غزة وتعد الواجهة الحضارية للمحافظة، لقبت "درة غزة"، وهي مشروع تنموي شيّد عام 2012 بدعم وتمويل من دولة قطر، ضمت آلاف الوحدات السكنية، لكنها تحولت إلى خراب عقب العدوان الإسرائيلي عليها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حتى وصفها أهلها بـ"مدينة الأشباح".

الموقع

تقع مدينة حمد في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي الجهة الشمالية الشرقية لمدينة أصداء الإعلامية، وبنيت على مساحة تقارب 400 ألف متر مربع.

البناء والتأسيس

أنشئت المدينة عام 2012 بدعم قطري للعائلات الفلسطينية من أصحاب البيوت المدمرة والدخل المحدود، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة حينها.

وجاء الدعم القطري عقب زيارة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة لمدينة غزة عامها، فقرر إنشاء مدينة بعد أن رأى الأوضاع الصعبة لسكان المنطقة.

التكلفة والتصميم

وتكفّلت قطر بتقديم مبلغ 407 ملايين دولار لإعادة إعمار قطاع غزة بمشاريع حيوية في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وخصصت منها مبلغا لبناء مدينة حمد.

وأشرفت على المشروع 8 شركات بناء محلية، وبلغت التكلفة الإجمالية نحو 58 مليون دولار أميركي، ولا يشمل الوحدات السكنية فقط، بل ضم مساجد ورياضا وحدائق ومستشفيات ومدارس.

تضمن المشروع 53 عمارة سكنية مكونة من 5 طوابق، وتضم نحو 3 آلاف شقة بـ3 مساحات مختلفة (100 و115 و130 مترا مربعا)، توزع بحسب أعداد أفراد الأسرة ومستوى الدخل الشهري للعائلة وأيضا رغبة المتقدمين.

ووفر المشروع قرابة 10 آلاف فرصة عمل للغزيين، خاصة عقب بناء مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية.

محطات

بنيت المدينة على 3 مراحل ضمّت 2464 وحدة سكنية، وتمت المرحلة الأولى عام 2016 وفيها تم تسليم 1060 وحدة، وفي المرحلة الثانية عام 2017 تم تسليم 1264 شقة سكنية، موزعة على 60 عمارة بواقع 20 وحدة في كل عمارة، وفي الثالثة تم بناء 7 أبراج سكنية وشقق أخرى.

وتم توزيع الوحدات السكنية على بعض الأسر الفقيرة مجانا، وأيضا عبر اعتماد آلية التقسيط الميسر للأسر الأخرى، حيث تدفع مستحقات الشقق في مدة 20 عاما، تشمل تكاليف بناء الوحدة السكنية فقط، ويتم إيداع المبالغ المستحقة في "صندوق مدينة حمد" حتى يتم استثمارها في بناء عدد آخر من الوحدات السكنية.

مستشفى حمد للأطراف الصناعية بغزة قبل وبعد التدمير (وكالات)

وذكر وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان أن الأقساط الشهرية للشقق تراوحت بين 100 و170 دولارا شهريا، ويصل سعرها النهائي إلى 30 ألفا و40 ألفا، حسب مساحة الشقة، وحددت الدفعة الأولى بمبلغ يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت المدينة مستهدفة بنيران الاحتلال، على الرغم من أنه أمر سكان القطاع في الشمال بالنزوح إليها، فباتت تؤوي 100 ألف نسمة في مساحة كانت بالكاد تستوعب نحو 13 ألفا.

واستمر الاحتلال بقصف المدينة عقب انتهاء الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث استهدفها بحزام ناري.

وفي مارس/آذار 2024 حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة، وأحرقت منازلها ودمرت مرافقها وكل ممتلكات أهلها من سيارات وغيرها، وجرفت الطرق والحدائق والشوارع، وانسحبت منها نهاية الشهر، بعد أن قتلت المئات واعتقلت نحو 300.

وفور عودة سكان المدينة، وجدوا مبانيها وبناها التحتية مدمرة بالكامل، وشمل الدمار أيضا مستشفى حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية.

وعلى الرغم من تدمير مدينة حمد بالكامل، عاد الاحتلال لقصفها في أغسطس/آب 2024.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الوحدات السکنیة مدینة حمد قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كربلاء المقدسة .. مدينة النور التي أخرست ألسنة التشاؤم وأضاءت دروب الأمل

بقلم : تيمور الشرهاني ..

إلى كل من يقرأ هذه الكلمات، أهلاً وسهلاً بمن يتفق معنا في الرؤية، ومن لا يعجبه حديثنا فلا مكان لتشاؤمه بيننا. نحن هنا لنسلط الضوء على إنجازات أبناء كربلاء الأصلاء الذين أثبتوا أن الإخلاص والعمل الجاد هما السبيل لصناعة التقدم.

يوم أمس، وخلال رحلتي من كربلاء مروراً بمحافظة بابل وصولاً إلى النجف الأشرف، رأيت مشاهد كفيلة بأن تجعلنا نقف وقفة تأمل. الطرق في بابل والنجف، بكل أسف، تفتقر إلى أدنى مقومات البنية التحتية، مليئة بالحفر والمطبات، وكأننا نسلك طرقاً مهجورة، بينما الحدائق تكاد تكون معدومة. هذه المدن التي تحمل إرثاً تاريخياً عظيماً تعاني اليوم من إهمال واضح، خصوصاً النجف الأشرف، التي تحتضن مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، رمز العدالة والحكمة. كيف لمحافظة بهذا الإرث أن تبدو بهذا الشكل المحزن؟ سؤال يطرح نفسه على المعنيين.

ولكن، عند عودتي إلى كربلاء، كان المشهد مختلفاً تماماً. بمجرد دخولنا حدود هذه المدينة المقدسة، بدأت الحياة تنبض من جديد. الطرق معبدة، الإضاءة تزين الشوارع، الدلائل المرورية واضحة، والأمان يحيط بالسائقين. وكأنك تسير في إحدى الدول المتقدمة، حيث النظام والجمال يتحدثان عن مجهودات أبناء هذه المدينة.

من هنا، نوجه رسالة شكر وتقدير إلى كل يد عملت بإخلاص لتطوير كربلاء. إلى العمال، المهندسين، الفنيين، والمسؤولين الذين اجتهدوا لتقديم أفضل الخدمات. لقد أثبتم أن كربلاء ليست مجرد مدينة، بل نموذج يحتذى به، ومرآة حقيقية لرؤية مستقبلية مشرقة.

هنا نقول لكل من يحاول التقليل من شأن هذه الإنجازات أو نشر التشاؤم بين الناس: كربلاء ستبقى شامخة بفضل أبنائها المخلصين، وستظل مصدر فخر وإلهام لكل العراقيين. شكراً من القلب لكل من ساهم في هذا التطور، ونشد على أيديكم لمواصلة العمل والارتقاء دائماً.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • كربلاء المقدسة .. مدينة النور التي أخرست ألسنة التشاؤم وأضاءت دروب الأمل
  • مدينة مرسي مطروح: استكمال خطة الرصف وتركيب الانترلوك بالشوارع الضيقة بالأحياء السكنية
  • بالفيديو: 3 شهداء في استهداف الاحتلال المواطنين بمواصي خان يونس
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مدرسة الفارابي في مدينة غزة
  • استشهاد عائلة فلسطينية في قصف إسرائيلي على خان يونس
  • استشهاد عائلة من 5 أفراد في استهداف الاحتلال لخيمتهم بخان يونس
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تواصل شن حملة اعتقالات واسعة في مدينة قلقيلية
  • إعلام فلسطيني: 5 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين غرب خان يونس
  • فلسطين.. غارة جوية إسرائيلية تستهدف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس
  • الحكومة: 7 مدن جديدة و110 آلاف وحدة سكنية لتنمية وتعمير سيناء