موقع 24:
2024-09-13@06:30:41 GMT

أميركا 2024: انتخابات إنهاء كذبة «الناخب المتردّد»

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

أميركا 2024: انتخابات إنهاء كذبة «الناخب المتردّد»

انتهى بالأمس المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي، وكانَ المؤتمر الوطني الجمهوري قد عُقد واختتم قبل أسابيع.

بالنسبة لكثرة من المتابعين، خلا المؤتمران من المفاجآت، لا سيما، بعدما انطلق مؤتمر الديمقراطيين في أعقاب انسحاب مرشحهم الرئاسي الرئيس جو بايدن وتجيير السواد الأعظم من مندوبيه أصواتهم لنائبة الرئيس كامالا هاريس.

وفعلاً، جاءت المناسبة تتويجاً وتبنّياً لهاريس في المعركة الحاسمة ضد الرئيس السابق دونالد ترمب مرشح الجمهوريين مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
أحسب أنَّ أي تحليل منطقي لما أفضى إليه المؤتمران سيخرج بحصيلة واحدة هي أنه لم يسبق للناخب الأميركي أن وجد نفسه أمام خيارين على طرفي نقيض كما يجد اليوم.
ليس ثمة اليوم ما هو أوضح من التناقض المُطلق بين الحزبين والمرشحَين والبرنامجَين والمبادئ العامة والثقافة السياسية والمعايير الأخلاقية، بدءاً من خُطب الشخصيات الحزبية فوق منبري المؤتمرين... وانتهاء بـ«مواقف» مناصري الحزبين على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الواقع وحده يجب أن يقضي على كذبة «الناخب المتردّد».
بل، لئن كان هناك فعلياً ناخب ما زال محتاراً أو متردّداً، على الرغم من كل ما سمعه ورآه في ميلووكي وشيكاغو، فهو بكل صراحة لا يستحق إطلاقاً شرف التمتّع بحق التصويت في عملية انتخاب أقوى زعيم في العالم!
على امتداد مشوار العمر، تعلّمت شخصياً الكثير عن المحطّات التاريخية الفاصلة التي أعادت تعريف «هويتي» الحزبين الأميركيين الكبيرين... الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي.
تعلّمت عن قاعدة الديمقراطيين الريفية، وخصوصاً في ولايات الجنوب، حيث «حزام القطن» و«حزام التبغ»، وما كانت تحتاج إليه الملكيات الزراعية الكبيرة من أيد عاملة فلاحية رخيصة وفّرها لها الرِّقّ عبر العبيد المجلوبين من أفريقيا. وعلى الطرف الآخر، كانت الثورات الصناعية والمالية والعلمية في مدن الشمال، والشمال الشرقي، تُفرز قيادة جمهورية تلو قيادة، ونخبة تلو نخبة، وسط إيمان الجمهوريين شبه المطلق بالمصلحة الوطنية في دولة «قوية المركز».
تلك الـ«أميركا» عاشت محطات مصيرية بدّلت تعريف الهويّات السياسية. وبدأت عملياً مع «الحرب الأهلية» (1861 - 1865) التي خاضتها الدولة الاتحادية (الفيدرالية) تحت رئاسة رئيس «جمهوري»، هو أبراهام لنكولن، ضد ولايات الجنوب المتمردة المدافعة عن استمرار الرِّقّ... بحجة «حقوق الولايات» داخل كيان اتحادي، التي كانت حجة «ديمقراطيي» الجنوب للانفصال.
بالسلاح والدم، ترجمت تلك الحرب اختلاف مفهومَي «قوة المركز وشرعيته» الذي كان مبدأ للجمهوريين، و«حقوق الولايات» الذي كان أولوية للديمقراطيين. ومن ثم، بعد هزيمة التمرّد الانفصالي الجنوبي الذي قاده الديمقراطيون المحافظون... تلاشى حضور الجمهوريين في الولايات الجنوبية حتى منتصف القرن العشرين.
خلال تلك الحقبة وقعت الحربان العالميتان الأولى والثانية، وشهدت أميركا «الكساد الكبير» (1929 - 1939) الذي حفّز «الصفقة الجديدة» مبلوِرةً نهجاً اقتصادياً جديداً شمل «تدخّل الدولة» الجزئي في الاقتصاد. ومع هذه «الصفقة»، وبعد احتدام «الحرب الباردة» في عقد الخمسينات، وتفجّر «حركة الحقوق المدنية» مطلع عقد الستينات، أعيد الفرز الجغرافي - السياسي والآيديولوجي بين الحزبين.
وشيئاً فشيئاً، تلاشى «محافظو» الجنوب الديمقراطيون بعدما صار الحزب الديمقراطي حزباً «ليبرالياً وسطياً» مناوئاً للعنصرية يتمتع بغالبية كبيرة بين الأقليات والملوّنين، وجلّ قوته في المدن، ولا سيما، في الشمال والغرب.
وفي المقابل، لم يعُد الحزب الجمهوري واقعياً «حزب لنكولن»، وذلك بعد انحسار حضور «الليبراليين» الجمهوريين في ولايات الشمال - باستثناء الأرياف و«حزام الصدأ» (حيث بطالة العمالة اليدوية غير الماهرة) - وتحوُّل الحزب إلى ركيزة «اليمين المسيحي الأبيض» المحافظ اقتصادياً واجتماعياً وعرقياً ودينياً... ما أهّله للهيمنة على ولايات الجنوب.
مؤتمرا الحزبين في ميلووكي وشيكاغو أكّدا هذا الواقع بصورة لا تقبل الشك. ومع اتهام دونالد ترمب غريمته الديمقراطية بأنها «شيوعية» خطيرة، بينما يتغيّب عن المؤتمر الجمهوري 40 من أصل 44 من أركان إدارة ترمب السابقة بينهم نائبه السابق مايك بنس... تتجلّى صورة التناقض السياسي متكاملة أمام الناخب.
نعم، ما عاد هناك أي لَبس... وطبعاً لا مبرّر اليوم للحيرة والتردّد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أمريكا ولایات الجنوب

إقرأ أيضاً:

رئيس الحزب الديمقراطي بواشنطن: هاريس كانت واثقة في نفسها بالمناظرة أمام ترامب

قال تشارلز ويلسون، رئيس الحزب الديموقراطي في واشنطن، إن هناك أمورا عديدة تدعم الناخبين الأمريكيين للذهاب لانتخاب كامالا هاريس، إذ أن خطتها تتمثل في التركيز على مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية وشبابها.

وأضاف «ويلسون» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هاريس كانت تمتلك ثقة بنفسها، إذ أن لديها القدرات التي تمكنها من أن تكون رئيسة للبلاد، فضلا عن أنها شاركت بفعالية في محادثات المناظرة، موضحًا أن هاريس أظهرت لجميع الحاضرين بالمناظرة أن ترامب غير ملائم لحكم البلاد، وأن هاريس أظهرت شخصيتها القيادية القادرة على قيادة البلاد بكل أمانة وشرف، إلى جانب طريقتها في إقناع الجمهور.

من المتوقع أن يكون هناك دعوة لعقد مناظرة أخرى في شهر أكتوبر

وتابع :«من المتوقع أن يكون هناك دعوة لعقد مناظرة أخرى في شهر أكتوبر المقبل ولكن لم يتخذ أي قرار نهائي حتى الآن»، منوهًا على أن هاريس عليها تعديل استراتيجيتها المتبعة في المناظرة، فضلا عن تمسك هاريس بقيمها وأنها ستكون قادرة على إظهار دورها الريادي وقدراتها على قيادة البلاد أفضل من قيادة ترامب مما يعود بالفائدة على الشعب الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • الجيش يحضّر لتطويع 1500 عسكري
  • إسلاميو الأردن وانتخابات 2024.. انتصروا لغزة فانتصر لهم الناخبون
  • رئيس الحزب الديمقراطي بواشنطن: هاريس كانت واثقة في نفسها بالمناظرة أمام ترامب
  • لهذه الأسباب تقدم الإسلاميون في انتخابات الأردن
  • عضو بالحزب الجمهوري لـ"24": أداء هاريس فاجأ ترامب
  • المشاهير وانتخابات أميركا.. تايلور سويفت في مواجهة هوغان
  • عاجل - هاريس تهاجم المرشح الجمهوري: ترامب يشكل تهديدا للأمن الوطني والقومي
  • ما أهم ملفات مناظرة ترامب وكامالا؟.. عضو بالحزب الجمهوري يجيب
  • الحزب الجمهوري: ترامب سيركز في مناظرته مع هاريس على ملفي الاقتصاد والهجرة
  • مساء اليوم..ترامب وهاريس يدخلان المنعرج الحاسم في انتخابات 2024