جمعهم «إسماعيل يس».. حكاية مسرحية لثلاثي «العيال كبرت» بعد 17 سنة من عرضها؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
للمسرح حكايات وأسرار لا يعرفها غير متابعي كواليسه والمتفاعلين معها، بين مسرحيات كُتب لها استمرارية العرض وأصبحت خالدة ولها قاعدة جماهيرية كبيرة مثل «العيال كبرت» من تأليف سمير خفاجي وبهجت قمر، والتي تعد أيقونة في الفن المسرحي، ومسرحيات أخرى انتهت في فترة عرضها رغم نجاحها الجماهيري مثل «تيجي نلعبها»، المسرحية التي جمعت ثلاثي الضحك «يونس شلبي وحسن مصطفى وسعيد صالح» بعد 17 عاما من العيال كبرت، لكن بقصة مختلفة جذبت جمهور المسرح في الإسكندرية وعُرضت لمدة 4 أشهر على مسرح إسماعيل يس، من تأليف الكاتب مجدي الإبياري الذي يروي تفاصيلها لـ«الوطن».
يروي الكاتب والمؤلف المسرحي مجدي الإبياري لـ «الوطن»، أنه بعد 16 عاما تقريبًا من عرض مسرحية العيال كبرت، كان في سهرة على أحد المقاهي مع الفنان الرحل سعيد صالح، الذي عبَّر عن اشتياقه لصديقيه حسن مصطفى ويونس شلبي، ورغبته في إعادة سلطان وعاطف ورمضان السكري للمسرح من جديد، ليرى كيف أصبح حالهم مع تطور الحياة والزواج والعائلة تحت اسم مسرحية «العيال كبرت أوي»، لكنه لم يجد المؤلف أو المنتج الذي يشجعه على التجربة.
مرَّ عام على سهرة «الإبياري» مع سعيد صالح، وكان ألّف قصة مسرحية يبحث عن أبطالها، ثم تذكر على الفور سعيد صالح ويونس شلبي ليكونا أبطال عمله الجديد: «سعيد صالح كان عنده فكرة يجتمع مع حسن مصطفى ويونس شلبي وقالي عليها قبل سنه من كتابة مسرحية تيجي نلعبها، قالي لما كان قاعد معايا في أحد المقاهي، نفسي أعمل مسرحية أنا ويونس وحسن اسمها العيال كبرت أوي، مكانتش من تأليفي كان بيدور على مؤلف ليها وقتها، وكان سنهم وصل 50 سنة، جت في دماغي فكرة تيجي نلعبها بعد سنة وكان عندي دورين ومحتاج اتنين كوميديانات كلمت سعيد ويونس، ولقيت دور الأب روحت جايب حسن مصطفى وحققت أمنية سعيد من خلال تيجي نلعبها».
يقول مجدي الإبياري إن الهدف من مسرحية «تيجي نلعبها» عودة نجوم العيال كبرت من جديد:«مسرحية تيجي نلعبها كانت بعد العيال كبرت بـ17 سنة من مسرحية العيال كبرت قصدنا نرجع بيها نجوم المسرحية، وكانت من إخراج المخرج الكبير حسن عبد السلام الله يرحمه وتأليفي، كنا حابين نستثمر نجاح الثلاثي يونس شلبي، سعيد صالح وحسن مصطفى بإن إحنا نوجدهم بعمل آخر إلى جانب نجوم آخرين مثل مظهر أبو النجا وسعيد طرابيك وغريب محمود وفريدة سيف النصر وماجدة نور الدين زوجة الفنان سامي العدل الله يرحمه».
سبب عدم استمرار مسرحية «تيجي نلعبها» وتصويرهاوقال مجدي الإبياري عن عدم تصوير مسرحية «تيجي نلعبها» واستمرار العرض، إن العمل رغم نجاحه جماهيريًا وجودة القصة لكنه لم يستمر بسبب خلاف بين سعيد صالح والمنتج: «كان فيها عدد كبير جدا من الفنانين وحققت نجاح جماهيري كبير جدا في العرض، لكن خلاف بين منتج العرض والفنان الراحل سعيد صالح بسبب توقيت عرض المسرحية ادى لوقف العرض، سعيد صالح كان عايز يستمر في العرض، وكنا بنعرض في الإسكندرية 4 شهور وكان عايز يستثمر النجاح ده ونبدأ عرض على طول في القاهرة، لكن المنتج عنده وجهة نظر قاله هنعرض في القاهرة في أجازة الكريسماس ورأس السنة ياخد فترة أكتوبر ونوفمبر أجازة ويفتح على الأعياد والكريسماس، فاختلف مع سعيد صالح على التوقيت ده وقال لا وده قال لا، حصل قفلة وسعيد قال خلاص 4 شهور في الصيف ومش هكمل».
ولأن أغلب العقود المسرحية يتم تصويرها قرب نهاية العرض أو في آخر يوم، لم يتم تصوير المسرحية لأن عرضها توقف بعد 4 أشهر وكان من المفترض تصويرها بعد عام: «كان في المخيلة إننا هنصور على ما نرجع الصيف التاني في الاسكندرية اذا استمر نفس النجاح، بس حصل الخلاف ولم تصور للأسف الشديد».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العيال كبرت سعيد صالح مسرح العیال کبرت سعید صالح حسن مصطفى
إقرأ أيضاً:
الحي العتيق في هانوي.. ألف حكاية وحكاية
هانوي- في فيتنام، يقول المثل "إن شربت الماء، لا تنس النبع". وهنا في الحي العتيق والقلب النابض للعاصمة هانوي، بالليل كما في النهار، ستجد نفسك في رحاب أكثر من نبع يرسخ في الذاكرة، وأمام مهرجان عظيم من التقاليد والثقافات.
وبين حارات "أولد تاون" وأزقته، يتزاحم المشاة مع جحافل دراجات هوائية وأخرى نارية (موتوسيكل) لا يهدأ أزيز محركاتها، لكن الجميع يسير بانتظام شديد واحترام لأدق إشارات المرور وحركة المترجلين.
نساء ورجال، شيب وشباب، كل يمتطي ما تيسّر من ذات العجلتين أو الثلاث، فمن كان متجها نحو عمله تراه يسابق الجميع، ومن كان باحثا عن حريف بين آلاف السياح الذين يملؤون أرجاء الحي، فتراه مبتسما مرحّبا داعيا بود لركوب دراجته الهوائية ثلاثية العجلات أو "السيكلو" كما يسمونها محليا.
ولا يحتاج الأمر كبير عناء لتدرك أن هؤلاء السائقين مهرة ومتمرسون، حتى أنك في لحظة ما تظنهم قادمين من كوكب آخر لفطنتهم وسرعة بديهتهم المرورية، والغريب أنه لا أثر لأي شرطي قد تعتقد أنه يقف وراء تنظيم مهرجان الذاهبين والعائدين على مسرح شوارع حي لا ينام.
ويبدو جليا أن التقيد بمعايير السلامة "في بلد الـ100 مليون موتوسيكل" -على حد تشبيه أحد الرحالة في مقارنة مجازية منه مع عدد سكان البلاد- مسألة لا يختلف حولها اثنان في فيتنام، لذلك قد يصعب أو يستحيل أن ترى سائقا أو راكبا لا يعتمر خوذة حماية على سبيل الذكر لا الحصر.
إعلانوتلك الخوذات قصة أخرى قد يتطلب تفكيك رموز أشكالها وألوانها وما وضعوا فوقها من "إكسسوارات" عجيبة، بحوثا ومجلدات، ويبقى الأهم أنه لا صلة لها بالقبعة المقدسة "نون لا" التقليدية ذات الشكل المثلث والمصنوعة بأياد ماهرة من سعف القصب، وتمثل هوية فيتنام وطبقته الكادحة في حقول الأرز، وهي الزراعة التي تحتل فيتنام المرتبة الخامسة عالميا في إنتاجها.
يغمر تسونامي العجلات والقبعات بأنواعها المكان وتتلاقح أصوات مزامير الدرجات وأجراسها مع نداءات الباعة وصرخات الطهاة، بينما تواصل الأرصفة البهيجة استقبال عشاق المطبخ الفيتنامي الحافل بالأطباق والمذاقات.
ومع اقتراب ربيع شمال فيتنام من نهايته، حيث تقع هانوي، يحاول الجميع الاستمتاع بما تبقى من دفء أبريل/نيسان قبل حلول موسم الأمطار. وحول الموائد والكراسي "قزمية" الحجم، لا صوت يعلو فوق صوت حساء "فو".
وفي دردشة مع موفد الجزيرة نت، تقول شامشاو وهي تحرك بمهارة قدرا ضخما إن "فو" أيقونة المطبخ الفيتنامي بلا منازع، وقد اكتسب سمعته وشهرته من بساطة مكوناته المؤلفة من مرق غني بنودلز الأرز ولحم البقر أو الدجاج مع إضافات سخية من براعم الصويا والبصل والأعشاب الطازجة.
وبينما تتصاعد سحب البخار من قدر الحساء العملاق، تضيف شامشاو بنبرة فخر واعتزاز، أن الجميع يقف احتراما وتقديرا أمام هذا الحساء الاقتصادي والشعبي الذي يمكن تناوله في أي وقت، وفي أي مكان من بلاد "الفيتكونغ" وهي تسمية المحاربين والثوار القدامى الذين هزموا أعتى جيوش العالم.
وبابتسامة خبيرة واثقة، وترجمة أمّنها لنا الذكاء الاصطناعي، تهمس المرأة ممازحة "لا تنس الانغماس ما استطعت في الوعاء!" وهي نصيحة مهمة قد تنقذك من "بقع تذكارية" من نوع آخر قد "تزيّن" قميصك في حال لم تتمكن من تفادي رذاذ المرق الساخن أثناء احتسائه.
وفي انعكاس واضح لحضور أحفاد موليير في الثقافة الفيتنامية، يمكن العثور أيضا على مطاعم مختصة في سندويتش "البان مي" المستوحى من المطبخ الفرنسي ويُحَضَّر من خبز "الباغيت" لكن بنسخة محلية.
إعلان المشروب السحريوفي طقوس أخرى لا تقل قداسة عن أكل الشوارع (ستريت فود) تتجاوز الساحرة السوداء هنا حدود المشروب الصباحي أو الفنجان المعدل للمزاج، إلى مسألة أعمق تمسّ هوية الفيتناميين وثقافتهم.
ويجتاح هوس القهوة هنا كل ركن بالمدينة ذات الـ8 ملايين نسمة، لا سيما على ضفاف بحيرة "هو هوان كيام" مركز العاصمة، وما من شك أن خوض تجربة "قهوة البيض" ستلخّص كل الحكاية.
وكما تشير تسميتها، تُحضّر "كا في ترونغ" من قهوة الروبوستا الفيتنامية الأصلية، ممزوجة مع الحليب المكثف والجبن والزبدة والسكر، يضاف لها صفار البيض، ويخفق الكل نحو 5 دقائق ثم يضاف كوب من "الإسبرسو" والنتيجة مذاق فريد يحتسى على مهل في ثاني أكبر بلد منتج للقهوة عالميا.
وعلى إيقاع فعاليات تركزت أساسا بمحيط البحيرة، حيث مقر الحزب الشيوعي الحاكم لجمهورية فيتنام الاشتراكية، يواصل الفيتناميون الاحتفال بهدوء -يبدو أنه يطبع شخصيتهم المتمرسة- بذكرى خمسينية الاتحاد بين شطري فيتنام الشمالي والجنوبي الذي يوافق الثلاثين من الشهر الحالي.
وستكون الاحتفالات استثنائية هذا العام، إذ خصصت السلطات تظاهرات كبرى في أرجاء البلاد ينتظر ان تختتم باستعراض ضخم في مدينة "هو تشي منه" العاصمة السابقة للشطر الجنوبي قبل دخول قوات "العم هو" وطرد آخر فلول الأميركيين منها في يوم تاريخي عام 1975.