موقع 24:
2024-09-13@06:26:20 GMT

إسرائيل تتجاهل «يومها التالي»

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

إسرائيل تتجاهل «يومها التالي»

تحدثوا كثيراً عن «اليوم التالي» لغزة، لكنهم لم يتفقوا بشأنه، نتنياهو له رؤية، ويوآف غالانت له أخرى، وللجيش رؤية ثالثة، ولكل من المخابرات والأجهزة الأمنية رابعة وخامسة، وبن غفير وسموتريتش سادسة، وللولايات المتحدة رؤى عدة، رؤى كثيرة، لكنها انفعالية وغير مدروسة وليست قابلة للتطبيق.

وعلى الرغم من تعدد الرؤى الإسرائيلية فكلها تصب في خانة واحدة، وهي إما الإبادة أو التهجير القسري والهدف التوسع وتكبير مساحة دولة إسرائيل، وهو الأمر الذي طالب به صراحة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، لكن دول الجوار ومعظم دول العالم ترى أن مصير غزة يحدده أهلها.


حكماء العالم يرون أن القضم والتوسع سيضعان المنطقة على فوهة بركان ناشط، ويرون أن استقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1976، وهو الأمر المرفوض إسرائيلياً من نتنياهو وحكومته، والذي صوت ضده «الكنيست» في جلسة ليلية، وكأن ظلام الليل سيمنع العالم من رؤية فعلهم وتشريعهم اغتصاب الحق الفلسطيني.
مشغولون باليوم التالي لغزة ويريدونه مفصلاً على مقاس طموحاتهم وأحلامهم، ومتجاهلاً لإرادة أبنائها الذين دفعوا ثمن أحداث 7 أكتوبر دماً ودماراً وخراباً وتشرداً وجوعاً وعطشاً وعجزاً على مدار ما يقرب من 11 شهراً، دفعوا ثمن فعل لم يقترفوه ولم يعلموا عنه قبل حدوثه شيئاً، ولا يشغلهم اليوم التالي لإسرائيل، وكما أن غزة اليوم وغداً لا تشبه غزة ما قبل السابع من أكتوبر، فإن إسرائيل اليوم وغداً لا تشبه إسرائيل ما قبل التاريخ ذاته.
غزة ضاعت ملامحها تماماً وتشرد شعبها وفقدت أكثر من 40 ألفاً من أبنائها ودمرت مدارسها ومستشفياتها وتيتم أطفالها وتشوش شبابها، وإسرائيل تشوهت ملامحها وأصبح شعبها فاقد الثقة في قياداته وفي أجهزته الأمنية وفي جيشه الذي فقد مئات من جنوده وأصابت الحرب الآلاف بأزمات نفسية وأفقد اقتصادها أكثر من 80 مليار دولار.
كثير من الإسرائيليين يعيشون اليوم في خوف من المستقبل بعد أن أدركوا أن أمنهم مهدد وأمانهم في متناول الفصائل الفلسطينية وغيرها من لبنان وإيران والعراق واليمن ودول أخرى. إسرائيل أيضاً تخشى اليوم التالي، وعلى الرغم من أنها لا تتحدث عنه إعلامياً فإنها تنتظره، وملامحه ستتضح أكثر بعد أن تتوقف هذه الحرب.
المجتمع الإسرائيلي يعاني تصدعاً غير مسبوق، على الرغم من أنه مجتمع يعاني عدم التوافق خصوصاً أنه ينتمي إلى عرقيات مختلفة، لكنه كان يحاول أن يصدّر للعالم صورة المجتمع الموحد، واليوم تعصف به الانقسامات والتصدعات الداخلية، حسب مجلة «فورين بوليسي» الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، التي تؤكد أن تل أبيب تسير على طريق العنف والتدمير والاستبداد، وتنجرف نحو مستقبل أكثر قتامة، تستهلكها الاضطرابات الداخلية في ظل اتساع الشقوق التي تهدد بتفككها.
بيني جانتس، رئيس حزب معسكر الدولة الإسرائيلي، حذر من اندلاع حرب أهلية بسبب سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، فيما يصف يائير لابيد زعيم المعارضة الحكومة الحالية بأنها «حكومة الفوضى الشاملة»، والحكومة لم تعد تستطيع إخفاء تصدعها، صراعات كانت خفية وأصبحت معلنة أمام الكاميرات بين رئيسها نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، وتهديدات بين يوم وآخر من وزير الأمن الداخلي بن غفير ووزير المالية سموتريتش بإسقاطها، وأزمات بين قيادة الجيش والقيادة السياسية.
الإعلام هناك اتهم نتنياهو مراراً بإطالة أمد الحرب خوفاً على مستقبله السياسي وخشية من المحاكمة على التقصير الأمني يوم السابع من أكتوبر وعلى إدارة الحرب بعشوائية أكدها خروج الجيش من عدة مواقع في غزة وعودته إليها مرات ومرات.
التصدع سياسي وعسكري ومجتمعي، تظاهرات في الشوارع وأمام «الكنيست» ومنزل نتنياهو وآخرين من حكومته تطالب بوقف الحرب وتظاهرات ترد عليها تطالب باستمرارها، استطلاعات رأي تنحاز للحكومة وأخرى تؤكد التخلي الشعبي عنها، قنوات تلفزيونية تسلط الضوء على المجازر التي يرتكبها الجيش في غزة والانتهاكات التي يرتكبها جنوده في حق الأسرى العزل والتي وصلت إلى الاغتصاب الجنسي واستخدامهم دروعاً بشرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وقنوات تثني على الحرب وتطالب بالمزيد من المجازر والعمل على اجتثاث كل ماهو فلسطيني.
الانقسام بين اليهود العلمانيين والمتدينين يتعمق، وقد أدى إقرار إلزام اليهود المتدينين (الحريديم) بالخدمة في الجيش إلى تأجيج التوتر بين هذه الفئة ورعاتهم من رجال الدين والسياسة وبين الدولة. المجلة الأمريكية رسمت صورة قاتمة لما قد تبدو عليه إسرائيل، مؤكدة أنها قد تتحول إلى نوع من الكيان المقسم إلى أجزاء، حيث تعمل العناصر اليمينية الدينية والقومية على بناء دولتها الفعلية، في مستوطنات الضفة، أو قد تشهد تمرداً للمتطرفين الدينيين والقوميين المتطرفين من شأنه أن يقسم إسرائيل ويدخلها في حرب أهلية عنيفة بين جناح اليمين الديني المسلح وأجهزة الدولة القائمة.
كلام «فورين بوليسي» ليس كلاماً انفعالياً خصوصاً أنها مجلة وزارة الخارجية الأمريكية، لكنه تعبير عن مأزق سببته الحرب على غزة أو على الأقل كشفته وفضحته، فالفوضى ليست بعيدة، وتوزيع ايتمار بن غفير أسلحة على المواطنين ومطالبتهم باستخدامها قد يعجل بهذه الفوضى، فهم اليوم يستخدمونها ضد الفلسطينيين، لكنهم غداً قد يستخدمونها ضد بعضهم، وستنمي ميليشيات المستوطنين المسلحين، وتعدد الجهات المسلحة وليس مستبعداً أن يؤدي الأمر إلى اشتعال حرب أهلية.
اليوم التالي لإسرائيل والذي تتجاهله عمداً سيكون صعباً، فالدولة المحمية من أمريكا والغرب تغيرت نظرة العالم إليها، فهي مهددة بالعزلة، مدانة من محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية، قادتها مطاردون من الجنائية الدولية، وسياساتها مرفوضة رسمياً وشعبياً من دول عدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

لماذا يخشى نتنياهو من عرض الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" في إسرائيل؟

عواصم - الوكالات

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقدم بطلب عاجل إلى المحكمة لمنع نشر وثائق من جلسات محاكمته بتهم الفساد في وثائقي ضمن مهرجان تورونتو السينمائي.

 وقال موقع "واينت" إن "نتنياهو قدم التماسا إلى المحكمة الجزئية لعقد جلسة استماع عاجلة قبل العرض الأول للفيلم الذي يظهر فيديوهات وتسجيلات صوتية أثناء التحقيق معه ومع أسرته التقطت بين عامي 2016 و2018".

وأضاف الموقع أن نتنياهو لم يتمكن من منع عرض الفيلم في تورونتو، لكنه يحاول في طلبه منع النشر في إسرائيل.

ويكشف الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين، من تأليف الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار أليكس غيبني Alex Gibney، عن لقطات لم تعرض من قبل لتحقيقات الشرطة مع نتنياهو، والتي تم جمعها كجزء من التحقيقات ضده بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

 وقال أحد الناشطين الذين شاهدوا الفيلم في تورنتو: "الفيلم ليس كوميديا ​​رومانسية، لكن من الضروري أن يشاهده أي يهودي يهتم بالإنسانية وإسرائيل".

وتزامنا مع عرض الأولي للفيلم الوثائقي بمهرجان تورونتو السينمائي، تظاهر عدد محدود من الإسرائيليين أمام صالة العرض، معتبرين أن "فساد نتنياهو يعرض الرهائن للخطر"، ودعوا الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك الآن لتأمين إطلاق سراح الرهائن وتأمين وقف إطلاق النار في غزة قبل فوات الأوان.

وكانت وسائل إعلام تصف الفيلم الوثائقي بأنه قنبلة سياسية قد تهز إسرائيل.

وقال أليكس غيبني، إن إصرار نتنياهو على عدم عرض الفيلم دليل قوي على شخصيته الفاسدة.

وأضاف أن الفيلم لن يعرض في إسرائيل ولن يكون من الممكن توزيعه في البلاد بسبب القيود القانونية على مواد التحقيق المصورة والخطر المحتمل على المصدر الذي سرب المواد.

ومع ذلك، أعرب غيبني عن أمله في "أن يصل الفيلم إلى الجمهور الإسرائيلي بطرق أخرى في مرحلة ما".

واستؤنفت محاكمة نتنياهو في ديسمبر الماضي بتهمة الفساد، بعد توقف دام شهرين بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد، على أثر الحرب في غزة.

وتعد القضية 1000 أو ما تعرف أيضا باسم قضية "الهدايا" أبرز تهم الفساد وتلقي الرشاوي التي يواجهها نتنياهو، وتشمله وعائلته بسبب مزاعم حول تلقيهم هدايا ثمينة، من بينها مجوهرات لزوجته سارة من أثرياء بارزين.

 

مقالات مشابهة

  • حركة فتح تكشف سبب إطالة نتنياهو أمد الحرب في غزة
  • إسرائيل تتخبط.. مرضى نفسيين في الجيش وخسائر اقتصادية بالجملة
  • اليوم التالي للمناظرة الأمريكية
  • الأمم المتحدة: الأطراف المتحاربة بالسودان “تتجاهل” القانون الدولي
  • برج الجوزاء حظك اليوم الأربعاء 11 سبتمبر: لا تتجاهل شريك حياتك
  • مصطفى الفقي: نتنياهو يسعى لتخويف العالم.. والتأكيد على أن إسرائيل لا تقهر
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • جنرال مصري يهز إسرائيل ويكشف كيف سيتم قطع رأس ” نتنياهو”
  • حرب غزة تدخل يومها 340: بصواريخ أمريكية إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة بمواصي خان يونس تخلف عشرات القتلى
  • لماذا يخشى نتنياهو من عرض الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" في إسرائيل؟