بوابة الوفد:
2024-09-17@01:13:36 GMT

فضل أخذ العلم من أهله

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

الاستقامة على منهج الله من صفات المتقين وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :"إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".


وهو حديث عظيم ، كثير الفوائد والمعاني ، خطير الشأن يحتاج لمعرفته جميع الناس ، لما في العمل به من صلاح الدنيا والدين والسعادة في الدارين ولما في التقصير في فهم معناه أو الجهل به من مزالق عسيرة ، ومهالك خطيرة .


فقد بَيَّنَ النبي عليه الصلاة والسلام أن قبض العلم ليس كما يفهمه بعض الناس يكون برفعه من صدور العلماء ، بل يكون قبض العلم بموت العلماء الربانيين ، فيموت العالم ويموت ما معه من العلم إذا لم يؤخذ عنه العلم .


وقد نص على هذا جماعات من السلف الصالح رضوان الله عليهم فقد أخرج البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى عن عبد الله أنه قال : « تدرون كيف ينقص الإسلام من الناس ؟ قالوا : نعم كما ينقص سمن الدابة وكما ينقص صبغ الثوب وكما يقسو الدرهم لطول الجيب ، فقال : إن هذا منه ولكن أكثر من ذلك ذهاب العلماء يكون في الحي العالمان فيموت أحدهما فيذهب بنصف علمهم ، ويكون في الحي العالم فيموت فيذهب بعلمهم وبذهاب العلماء يذهب العلم ».


وأخرج الدارمي في السنن والمروزي في السنة عن ابن مسعود أنه قال :"عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب بأصحابه أو قال بأهله عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر أو يفتقر إلى ما عنده وإنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق".


وأخـرج البيهقي في المدخل عن الزهري أنه قال : كانوا يقولون : « الاعتصام بالسنة نجاة ، والعلم يقبض قبضا سريعاً ، ونفس العلم ثبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب كله ».


وقال البخاري في الصحيح كتاب العلم بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا".


وقال ابن قيم الجوزية :"بقاء الدين والدنيا في بقاء العلم ، وبذهاب العلم تذهب الدنيا والدين ، فقوام الدين والدنيا إنما هو بالعلم ".
والعالم هو : من كان عالماً بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح : أخرج الترمذي وأبو داود في السنن عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال :"إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ".


وأخرج الترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي".
فدل هذان الحديثان على أن المقصود بالعالم هو من اتصف بهذه الصفات وهي العلم بالكتاب والسنة على ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه .


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم أنه قال ال ع ل م

إقرأ أيضاً:

كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي؟

كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي؟ سؤال يتبادر إلى أذهان كثير من الناس مع حلول ذكرى مولد النبي الشريف، حتى يعرفوا قصة النبي صلى الله عله وسلم بجانب كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي بحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية.

كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي

وأجابت دار الإفتاء عن سؤال كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي قائلة إن العلماء ذهبوا في أقوالهم إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في عمر الأربعين عندما نزل عليه الوحي، وذلك لقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه: (بُعِث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو ابنُ أربعينَ سنَةً)، وكانت بداية نُزول الوحيِ عليه في شهرِ رمضان.

وتابعت الإفتاء خلال إجابتها عن سؤال كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي أن النبي الكريم بقي بعد نزول الوحي عليه 13 سنة في مكة، ثم هاجر بعدها إلى المدينة، وبقى فيها 10 سنين، وتوفي وكان عمره ثلاثا وستين سنة، لذلك فإن مدة نزول الوحي عليه كانت ثلاث وعشرين سنة، حيث كان ينزل الوحي على الرسول الكريم بالسورة كاملة، أو آياتٍ مُتفرِّقات، فيضُمُّها النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- إلى بعضها حتى يكتَمِل نُزولها.

نزول الوحي على الرسول

وقالت دار الإفتاء فيما يخص كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي إن الرسول الكريم اعتاد أن يخلو بنفسه في غار حراء، ويقضي فيه الليالي متعبدًا متأملًا ملبيًا نداء الفطرة باحثًا عن الحقيقة، وظل على هذه الحال يذهب إلى الغار، وكذلك كان يرى الرؤيا فتقع مثلما رآها؛ حتى تجلى عليه الحق سبحانه وتعالى، وكانت تلك الساعة المباركة التي التقت فيها الأرض بالسماء، ونزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم

 

مقالات مشابهة

  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي؟
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حزب الله يستهدف تجهيزات تجسسية بموقع «رويسات العلم» في تلال كفر شوبا
  • حزب الله يستهدف التجهيزات التجسسية في رويسات العلم بتلال كفر شوبا اللبنانية
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • «حزب الله» يستهدف موقع رويسات العلم ‏في تلال كفرشوبا المحتلة
  • حملة "كأنه معك" تسلط الضوء على جوانب إنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
  • القائد “حيدره السيد” يبعث رسالة تعزية ومواساة في وفاة الشيخ أحمد حسن المحثوثي