الجديد برس:

نشرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية تقريراً مفصلاً يناقش التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في البحر الأحمر، خاصة مع تزايد الهجمات اليمنية ضد السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب التي تنتهك قرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة، تواجه واشنطن أزمة متفاقمة جراء استمرار قوات صنعاء في استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ لعرقلة الشحن البحري المرتبط بـ”إسرائيل” أو التابع لأمريكا وبريطانيا، مما يضعف قدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها في المنطقة ويستنزف قدراتها العسكرية.

وأكد المستشار الأمني صامويل بايرز أن الاستراتيجية الأمريكية في البحر الأحمر تواجه تحديات هائلة نتيجة التصعيد اليمني المستمر. حيث تتكبد الولايات المتحدة تكلفة باهظة في مواردها الاستراتيجية نتيجة ملاحقتها لقوات صنعاء، التي أصبحت تشكل تهديداً مباشراً لمصالح واشنطن في المنطقة.

بايرز أوضح أن الولايات المتحدة أرسلت أربع مجموعات حاملة طائرات متتالية، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”، لحماية الشحن الدولي في البحر الأحمر، ولكن دون تحقيق نتائج ملموسة. بل على العكس، فإن تواجد هذه القوات أصبح يشكل عبئاً استراتيجياً كبيراً على البحرية الأمريكية، حيث اضطر البنتاغون إلى تخصيص ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية لمجرد مراقبة الوضع في البحر الأحمر.

التقرير يشير إلى أن إدارة بايدن تجد نفسها مضطرة إلى نشر حاملات طائرات إضافية في المنطقة، مثل “يو إس إس أبراهام لينكولن”، لحماية السفن المحظور عبورها.

ورغم هذه الجهود، فإن التهديد اليمني لم يتراجع، بل تصاعد ليشكل ضغطاً هائلاً على الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك إلى تقليص حركة المرور في البحر الأحمر بنسبة 50%، مما تسبب في خسائر مالية ضخمة للقوى الغربية الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

التقرير يسلط الضوء على أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية تبدو غير فعّالة، حيث تعتمد فقط على الردع والدفاع دون معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، التي زعمت المجلة الأمريكية أن من بينها “دعم إيران للحوثيين”، وبدلاً من اتخاذ خطوات حاسمة لوقف تهديدات قوات صنعاء، وجدت واشنطن نفسها مضطرة لمواصلة تخصيص جزء كبير من قوتها البحرية ما يعادل ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية لحماية هيمنتها في ممرات التجارة العالمية، مما يضعف قدرتها على مواجهة تحديات أكبر مثل الصين.

إن هذه التطورات تشير إلى تحول جذري في ميزان القوى في المنطقة، فقوات صنعاء تمكنت من إجبار الولايات المتحدة على توجيه جزء كبير من مواردها لحماية مصالحها البحرية، وهو ما يعزز النفوذ اليمني في البحر الأحمر ويضعف سيطرة الولايات المتحدة على الممرات البحرية الحيوية.

هذه التطورات قد تجعل الولايات المتحدة تعيد النظر في استراتيجيتها وتواجه حقيقة أن التهديد اليمني أصبح قوة لا يستهان بها في توازنات المنطقة.

(المساء برس)

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الكرملين: نجري حواراً مكثفاً مع الولايات المتحدة بشأن عدد من الملفات

أكد الكرملين الأربعاء أنه يجري حواراً "مكثّفاً" مع الولايات المتحدة، يتعلّق بأمور من بينها العقوبات، بعدما تفاوض الطرفان على أطر وقف لإطلاق النار في البحر الأسود إلى جانب أوكرانيا.
ولدى سؤاله عن موعد رفع الولايات المتحدة العقوبات، أفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين "نواصل الاتصالات مع الولايات المتحدة وبشكل مكثّف.. ونحن راضون عن مدى فعالية سير الأمور".
وأضاف "بالنسبة لمبادرة البحر الأسود، يمكن تفعيلها بعد تحقيق عدد من الشروط"، في إشارة إلى مطالب روسيا.

أخبار ذات صلة «اليونيسف»: الساحل الغربي لليمن يقترب من كارثة بسبب سوء التغذية الأمم المتحدة: إرسال قوات حفظ السلام لأوكرانيا أمر «نظري جداً» المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • تعليق جديد من الولايات المتحدة على اعتقال إمام أوغلو
  • ماذا كشفت تسريبات سيغنال عن الهجمات الأمريكية على الحوثيين في اليمن؟
  • ماذا كشفت تسريبات سيغنال عن الهجمات الأمريكية على الحوثيين باليمن؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ونيودلهي يجب أن تتحدا لمواجهة التهديدات الصينية
  • بريطانيا تعلن موقفها الرسمي من طلب أمريكي بتمويل الهجمات العسكرية ضد اليمن
  • تقرير: تحذيرات من أزمة قضائية خطيرة في الولايات المتحدة
  • خبير أمريكي: واشنطن تبدأ العد التنازلي لإنهاء الحوثيين في اليمن!
  • الكرملين: نجري حواراً مكثفاً مع الولايات المتحدة بشأن عدد من الملفات
  • الصين تتصدر التهديدات العسكرية لواشنطن.. قراءة في تقرير الاستخبارات الأمريكية
  • تقرير استخباري: الصين أكبر خطر على مصالح الولايات المتحدة