الحكومة تتحرك دوليا لضمان التمديد لـ«يونيفيل» بلا تعديل
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
يتصدّر التمديد لقوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» بصيغته الراهنة من دون أي تعديل، لعام واحد، اهتمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بتحييد هذا التمديد عن أي اشتباك سياسي في اجتماع مجلس الأمن الدولي في 29 من الشهر الجاري، والمخصص للتمديد لها، بناء على اقتراح تقدّمت به فرنسا.
ونقلت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية أن الحكومة تُجري اتصالاتها بالدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالتوازي مع تقويم يومي للاتصالات بين ميقاتي وبوحبيب، في ضوء قول رئيس الحكومة إنه «لمس تفهماً دولياً لموقف لبنان، للإبقاء على صيغة التنفيذ بلا أي تعديل».
وقالت المصادر إن التفهم الدولي لرغبة الحكومة «لا يبدّد القلق اللبناني حيال احتمال إدخال تعديلات على قرار التمديد، وإنها باتت في حاجة إلى تثبيت صيغة التنفيذ الحالية، بإجراء اتصالات بهذه الدول؛ لتأمين أكبر حشد دولي وإقليمي لدعم الموقف اللبناني»، استباقاً للمداولات التي تسبق اجتماع مجلس الأمن. وأكدت أن هناك ضرورة لإقناع الدول ذات العضوية الدائمة بعدم استخدام حق النقض «الفيتو» على قرار التمديد بصيغته الحالية، خصوصاً أن التعديل المقترح يطول بنوداً نصّ عليها القرار «1701» الذي يشكّل الإطار العام للمهمة المنوطة بـ«اليونيفيل».
وأكدت المصادر أن التعديلات المقترحة على الـ«1701» تأتي بناء على إلحاح إسرائيل، في محاولة لاستبدال ترتيبات أمنية برعاية دولية بالقرار، بذريعة أنها ترفض العودة بالوضع جنوباً إلى ما كان عليه قبل مساندة «حزب الله» لـ«حماس»، مع أنه لم يُطبق كما يجب نظراً إلى تبادل الخروقات، سواء من الحزب بعدم إخلاء منطقة العمليات المشتركة بين الـ«اليونيفيل» والجيش من السلاح تسهيلاً لبسط السيادة اللبنانية على أراضي الدولة كافّة، وإسرائيل التي أبقت على بعض بنوده عالقة بلا تنفيذ، بعدم انسحابها من بعض النقاط الحدودية اللبنانية التي سبق لحكومة بيروت أن طالبتها بإخلائها، بالإضافة إلى استباحتها الأجواء اللبنانية.
ولفتت إلى أن الاتصالات اللبنانية تركّز حالياً على تحييد القرار «1701» عن التداعيات المترتبة على المواجهة المشتعلة بين الحزب وإسرائيل، وتعذّر التوصل لوقف النار في غزة، وقالت إن هناك ضرورة للتمسّك بالقرار كونه الاحتياطي الوحيد للركون إليه في حال أن المباحثات أدت لاحقاً إلى إنهاء الحرب في غزة، التي يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان. ورأت أن عودة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية ستفتح الباب أمام تطبيق الـ«1701»، كونه الشاهد الدولي الوحيد لتحقيق الاستقرار على جانبي الحدود بين البلدين.
وقالت إن المفتاح لضمان عدم تعديل القرار والإبقاء على صيغة التمديد لـ«يونيفيل» بحالتها الراهنة هو بيد الولايات المتحدة الأميركية، بامتناعها عن استخدام الـ«فيتو» الذي يُبقي عليه كما هو الآن، مع أن تطبيقه يبقى متوقفاً على وقف النار في غزة ومدى استعداد إسرائيل للموافقة على شموله جنوب لبنان بلا شروط، إفساحاً في المجال لعودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين للتحرك بين تل أبيب وبيروت، بحثاً عن المخارج لوضع «1701» موضع التنفيذ على مراحل، كما أبلغ القيادات اللبنانية في زيارته الأخيرة للبنان في سياق دعوته للحزب إلى التمهل في رده على إسرائيل لاغتيالها القيادي فؤاد شكر.
ويبقى السؤال عن مدى قدرة ميقاتي على إقناع الدول التي أبدت تفهماً لموقفه بالاستجابة إلى طلب الحكومة بالتمديد لـ«يونيفيل» من دون أي تعديل، لئلا ينسحب التعديل تلقائياً على الـ«1701» في ضوء المطالبة باستبدال «الامتناع عن القيام بأعمال عسكرية» بـ«خفض منسوب التصعيد والتوتر»، وذلك في إشارة إلى واشنطن بصفتها الضامنة لتطوير موقفها من التفهم الذي أبدته بتوفير الحصانة لمنع إدخال تعديلات على الصيغة الفرنسية المقترحة، ما يدعوه إلى الارتياح بأن هناك شبكة أمان دولية توفّر الغطاء السياسي لدور «يونيفيل»، وتحييد قرار التمديد لها عن الاشتباك المترتب على وقف إطلاق النار في غزة، وتهديد إيران بالرد على إسرائيل لاغتيالها رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
يناير 13, 2025آخر تحديث: يناير 13, 2025
المستقلة/-في تطور هام على الساحة السياسية اللبنانية، نال القاضي نواف سلام، المرشح لرئاسة الحكومة، الأصوات الكافية خلال الجولة الثانية من الاستشارات النيابية الملزمة التي جرت اليوم الإثنين، ليصبح رئيس الحكومة المقبل المكلف بتشكيل حكومة العهد الأولى.
وعند انتهاء الاستشارات النيابية، أظهرت النتائج النهائية تأييدًا كبيرًا للقاضي سلام، حيث حصل على 84 صوتًا من أصل 128، بينما نال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي 9 أصوات فقط.
وتوزعت أصوات النواب التي دعمت القاضي نواف سلام بين عدة كتل نيابية، حيث جاء تأييد عدد كبير من النواب الذين ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة، ما يعكس توافقيته ودعمه من قبل العديد من الأوساط السياسية والشعبية.
القاضي نواف سلام، الذي حصل على تأييد واسع، يُعتبر من الشخصيات السياسية والدبلوماسية البارزة في لبنان. وُلد في بيروت في 15 كانون الأول 1953 في عائلة سياسية مرموقة. والده عبد الله سلام كان من مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، بينما شغل جده سليم علي سلام عدة مناصب مهمة في الحكومة اللبنانية.
سلام، الذي يمتلك خبرة دبلوماسية كبيرة، كان قد شغل منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، وتولى عدة مناصب دولية هامة. في عام 2024، تم انتخابه رئيسًا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، ليصبح بذلك ثاني عربي يشغل هذا المنصب.
تتمتع شخصيته بدعم كبير بين الشباب والتغييريين، وهو ما يعزز آمال اللبنانيين في قدرة سلام على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي ستواجه الحكومة المقبلة.