ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة.
في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟
ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".
وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.
وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.
وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".
وإذا لم يتعرض الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.
وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟
يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.
الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.
في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.
وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".
وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".
وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.
"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.
وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.
وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.
وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".
بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.
"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.
والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.
وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأشخاص الذین کوفید 19 مؤخر ا
إقرأ أيضاً:
ترامب يختار مشككا في اللقاحات وزيرا للصحة
رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب روبرت كينيدي جونيور الذي يتبنى منذ مدة طويلة "نظريات مؤامرة"، ويُعد من المشككين بجدوى اللقاحات، لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية في إدارته المقبلة.
وقال ترامب، في المنشور الذي أعلن فيه ترشيح كينيدي على منصته "تروث سوشيال"، إنه "منذ زمن طويل، والأميركيون يسحقهم مَجْمَع الصناعات الغذائية وشركات الأدوية التي انخرطت في عمليات خداع وتضليل إعلامي وتزييف في ما يتعلق بالصحة العامة".
وأضاف ترامب أن وزارة الصحة "ستؤدي دورا كبيرا في المساعدة على ضمان حماية الجميع من المواد الكيميائية الضارة والمواد الملوثة والمبيدات الحشرية والمنتجات الدوائية والمواد المضافة للأغذية التي أسهمت في الأزمة الصحية الكبيرة في هذا البلد".
وأكد أن كينيدي "سيعمل على إعادة هذه الوكالات إلى تقاليد معايير البحث العلمي الذهبية (…) من أجل إنهاء وباء الأمراض المزمنة وجعل أميركا عظيمة وصحية مرة أخرى".
وكان ترامب قد أشار خلال حملته الانتخابية إلى أنه يخطط لتسليم هذه الحقيبة إلى ابن شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي.
من هو كينيدي؟
ترشح كينيدي للانتخابات الرئاسية لهذا العام كمرشح مستقل قبل أن ينسحب في أغسطس/آب ويدعم ترامب مقابل الحصول على دور في إدارة الحزب الجمهوري.
وبعد أن تخلى كينيدي عن ترشحه للرئاسة، قال ترامب إنه سيسمح له "بالتصرف بحرية" في ما يتعلق بسياسات الصحة والغذاء، فأثار ذلك قلق العديد من الخبراء.
وتحدث كينيدي، ابن وابن شقيق اثنين من عمالقة الديمقراطيين، مرارا عن التعامل مع ما يسميه "وباء الأمراض المزمنة" التي تشمل السمنة والسكري والتوحد، فضلا عن الحد من المواد الكيميائية في الطعام.
وتعرض كينيدي لانتقادات بسبب تقديمه ادعاءات طبية وصفت بالمضللة منها أن اللقاحات مرتبطة بالتوحد. كذلك عارض القيود التي فرضتها الولايات والحكومة الاتحادية خلال جائحة كوفيد-19، واتُّهم بنشر معلومات مضللة عن الفيروس، ولكنه يرفض اتهامه بمعاداة اللقاحات، ويقول إنه يريد فقط إجراء اختبارات أكثر صرامة لها.
وقد أثار كينيدي بخياراته استياء أفراد آخرين في عائلته التي تعد إحدى أشهر العائلات السياسية في أميركا.
وعمل روبرت كينيدي في السابق محاميا في مجال المناخ، وكان من المرشحين البارزين لمنصب رئيس وكالة حماية البيئة في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
كما عرف كينيدي في السابق بانتقاداته اللاذعة لترامب إذ وصفه في رسالة نصية في يوليو/تموز بأنه "إنسان فظيع"، وفق مجلة نيويوركر.
كينيدي (يمين) وجه في السابق انتقادا شديدا لترامب قبل أن يدعمه في الانتخابات الأخيرة (الفرنسية) موازنة ضخمة وأدوار حيويةوتشرف وزارة الصحة والخدمات الإنسانية على تنظيم الأدوية ووكالات الصحة العامة بما في ذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والتأمين الصحي لأكثر من 140 مليون شخص بينهم الفقراء وأولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر وذوو الإعاقات.
وتبلغ ميزانية الوزارة للسنة المالية 2024 نحو 3.09 تريليونات دولار، بما يمثل 22.8% من الميزانية الاتحادية الأميركية.
وتراجعت أسهم شركات تصنيع اللقاحات مثل فايزر وموديرنا بعد أنباء تعيين كينيدي.