الوطن:
2024-09-13@05:47:33 GMT

محمد مغربي يكتب: احذروا.. الجمال الأنثوي في خطر!

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: احذروا.. الجمال الأنثوي في خطر!

منذ عقود طويلة، شكلت مسابقات ملكات الجمال محطات بارزة فى حياة المجتمعات، حيث كانت هذه المسابقات تجمع بين الجمال، الأناقة، والثقافة، وكانت تمثل هذه المسابقات مرآة تعكس تطلعات المجتمعات وتوجهاتها، إذ كانت ملكات الجمال رمزاً للجمال المثالى والكمال البشرى؛ فمنذ أن أقيمت أولى المسابقات فى بدايات القرن العشرين، تطورت هذه الفعاليات لتصبح منصات عالمية تتنافس فيها النساء من مختلف الثقافات والجنسيات، ليس فقط بجمالهن الخارجى، بل أيضاً بشخصياتهن وأفكارهن.

ولكن، فى عام 2024، حدثت نقلة نوعية غير مسبوقة فى تاريخ هذه المسابقات، لأول مرة، لم تكن الفائزة بلقب ملكة جمال عالمية إنساناً، بل كانت مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعى، هذا الحدث أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل مسابقات الجمال وما يعنيه هذا التحول للعالم.

ففى سابقة لم يشهدها العالم من قبل، فازت المؤثرة الافتراضية كنزة ليلى بلقب ملكة جمال عالمية لعام 2024، هذه الفائزة ليست بشرية، بل هى شخصية افتراضية تم إنشاؤها بالكامل بواسطة الكمبيوتر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، حيث تم تصميم كنزة ليلى لتكون مثالاً للجمال وفقاً لمعايير العصر الرقمى، واستطاعت أن تتفوق على 1500 متسابقة افتراضية أخرى فى هذا الحدث العالمى، وتُعد كنزة ليلى من أبرز الشخصيات الافتراضية فى العالم الرقمى، حيث يتابعها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعى.

ونجاحها فى هذه المسابقة يعتبر علامة فارقة فى تاريخ الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى المجالات التى كانت تقتصر على البشر، المسئول عن هذا الحدث التاريخى هو اتحاد «مسابقات الجمال العالمية الافتراضية»، الذى تم تأسيسه حديثاً ليعكس التحولات الرقمية فى العالم، هذا الاتحاد يهدف إلى تنظيم مسابقات جمال افتراضية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعى، معتمداً على خوارزميات معقدة تحاكى الذوق البشرى وتقوم بتقييم الجمال وفق معايير تتجاوز الجمال الخارجى لتشمل الجمال الداخلى والثقافى.

وبحسب التقارير، شاركت فى المسابقة الأخيرة 1500 شخصية افتراضية من مختلف أنحاء العالم، تم إنشاؤها بواسطة فرق متخصصة فى التكنولوجيا والتصميم الرقمى، وقد تم تقييم المتسابقات بناءً على عدة معايير تشمل الجمال، الابتكار، التأثير الاجتماعى، وحتى المواقف الإنسانية.

أما عن آليات الاختيار، فقد تم تطوير خوارزميات معقدة لقياس مدى تطابق المتسابقات مع معايير الجمال العالمية، هذه الخوارزميات تقوم بتحليل دقيق لكل تفصيلة من تفاصيل الشخصيات الافتراضية، بدءاً من الملامح الخارجية مثل تناسق الوجه والجسم، وصولاً إلى التفاصيل الدقيقة مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد.

بالإضافة إلى ذلك، تم تقييم مدى تأثير الشخصيات الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعى من حيث التفاعل مع المتابعين وقدرتها على إلهامهم، كل هذه العوامل مجتمعة حسمت اللقب لصالح كنزة ليلى، التى أثبتت جدارتها واستحقت الفوز بفضل التكنولوجيا التى جعلت منها مثالاً للجمال العصرى، هذا التحول فى مسابقات ملكات الجمال قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية فى كيفية تقييم الجمال والفن والتأثير الاجتماعى فى المستقبل، فمع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعى، يمكن أن نرى المزيد من الشخصيات الافتراضية التى تتفوق فى مجالات مختلفة كانت حكراً على البشر، مما قد يثير تساؤلات حول دور الإنسان فى عالم يتحول بشكل متزايد إلى الرقمنة.

قد يشير فوز كنزة ليلى إلى مستقبل قد يصبح فيه الجمال والتميز ليسا مجرد سمات بشرية، بل نتيجة لتكنولوجيا معقدة تستطيع محاكاة الكمال البشرى وربما التفوق عليه، وقد يؤدى هذا التطور إلى إعادة تعريف معايير الجمال والجاذبية فى المجتمع، حيث يمكن أن تصبح الشخصيات الافتراضية معياراً جديداً لما يجب أن يكون عليه الجمال.

فى نهاية المطاف، يبقى السؤال الأكبر هو كيف ستتفاعل المجتمعات مع هذا التحول الكبير؟ هل سنقبل بأن الشخصيات الافتراضية يمكن أن تتفوق على البشر فى مسابقات الجمال وغيرها من المجالات؟ أم أننا سنظل متمسكين بالجمال البشرى بما يحمله من عيوب وكمالات؟ فى ظل هذه التساؤلات، من الواضح أن ما حدث فى عام 2024 هو مجرد بداية لعصر جديد، حيث يصبح للذكاء الاصطناعى دور أكبر فى تشكيل مفاهيمنا التقليدية حول الجمال والتميز. هذا التطور قد يحمل معه تحديات وفرصاً كبيرة، ونحن على مشارف مستقبل قد يكون أكثر تعقيداً وإثارة مما يمكننا تخيله اليوم. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجمال الأناقة الثقافة الذکاء الاصطناعى

إقرأ أيضاً:

احذروا.. حملة توظيف وهمية باسم نقابة عمالية وشركة للتسويق الإلكتروني تستهدف المغاربة

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

انتشر مؤخرًا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشور احتيالي يروج لفرص عمل وهمية، حيث يزعم ناشروه أن نقابة "الاتحاد المغربي للشغل" وشركة "جوميا" للتسويق الإلكتروني تبحثان عن 50 عاملًا للعمل عن بُعد مقابل 180 درهمًا للساعة و300 درهم لثلاث ساعات، مع إمكانية اختيار فترات عمل مرنة، مما يجعله أكثر جذبًا للضحايا.

وأكد مصدر مسؤول في نقابة "الاتحاد المغربي للشغل" لجريدة "أخبارنا" أن النقابة لم تطلق أي إعلان توظيف، موضحًا أن دورها الأساسي يقتصر على الدفاع عن حقوق الشغيلة والعمال، وليس التوظيف أو تقديم فرص عمل، داعيًا المغاربة إلى التحلي بالحيطة والحذر من مثل هذه المنشورات، التي تستغل أسماء هيئات وشركات معروفة لاستدراج الأفراد إلى عمليات احتيالية.

من جانبها، نفت شركة "جوميا" المتخصصة في التجارة الإلكترونية، في اتصال مع جريدة "أخبارنا"، أي علاقة لها بهذا الإعلان المشبوه، حيث أكدت أنها تعمل على محاربة هذه المنشورات الاحتيالية. كما أشارت إلى أنها تعتمد على القنوات الرسمية المعروفة لنشر أي فرص عمل، محذرة من الوقوع في شراك مثل هذه العروض الزائفة التي تستغل اسمها بشكل غير قانوني.

وفي ضوء انتشار هذا المنشور الاحتيالي، حذر مختصون من الاستجابة لمثل هذه الإعلانات المضللة، التي تهدف لاستدراج الضحايا والاستيلاء على معلوماتهم الشخصية والمالية، سواء عبر دفع رسوم تسجيل مزعومة أو عبر روابط مشبوهة قد تضر بأجهزة المستخدمين.

ويُنصح المستخدمون بعدم التعامل مع أي إعلان أو عرض توظيف إلا من خلال القنوات الرسمية للشركات والهيئات، والتحقق من صحة هذه الإعلانات قبل اتخاذ أي خطوات. كما يُفضل دائمًا استشارة الجهات المختصة في حال الشك في أي إعلان غير رسمي، لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال.

وأكد المختصون أنه في زمن تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل والإعلان، يبقى التحلي بالوعي واليقظة أساسيًا في مواجهة المنشورات المضللة. وعلى المواطنين أن يكونوا على دراية بأن النقابات والشركات الموثوقة تعتمد على قنوات رسمية للتواصل مع الجمهور، وأن أي منشور يوحي بالعكس يجب التعامل معه بحذر.

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب.. وداعا للدروس الخصوصية
  • الدفاع المدني: احذروا من السيول حتى الثلاثاء
  • صهاينة أميركا.. ماذا تعرف عن الشخصيات الخفية التي أنشأت إسرائيل؟
  • احذروا.. حملة توظيف وهمية باسم نقابة عمالية وشركة للتسويق الإلكتروني تستهدف المغاربة
  • محمد أكرم دياب يكتب: 10 قراءات للقرآن "خالي عمل"
  • احذروا من الإفراط بها.. حلاوة مولد النبي ترفع الكوليسترول
  • أخطر 5 أنواع من الجبن على الصحة.. وأطباء تغذية:احذروا الإفراط في تناولها
  • محمد فودة يكتب: ثورة صحية كبرى فى مصر
  • فهم تنوُّع الشخصيات
  • خلال ملتقاه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يوضح حدود زينة المرأة في الإسلام