محمد مغربي يكتب: احذروا.. الجمال الأنثوي في خطر!
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
منذ عقود طويلة، شكلت مسابقات ملكات الجمال محطات بارزة فى حياة المجتمعات، حيث كانت هذه المسابقات تجمع بين الجمال، الأناقة، والثقافة، وكانت تمثل هذه المسابقات مرآة تعكس تطلعات المجتمعات وتوجهاتها، إذ كانت ملكات الجمال رمزاً للجمال المثالى والكمال البشرى؛ فمنذ أن أقيمت أولى المسابقات فى بدايات القرن العشرين، تطورت هذه الفعاليات لتصبح منصات عالمية تتنافس فيها النساء من مختلف الثقافات والجنسيات، ليس فقط بجمالهن الخارجى، بل أيضاً بشخصياتهن وأفكارهن.
ولكن، فى عام 2024، حدثت نقلة نوعية غير مسبوقة فى تاريخ هذه المسابقات، لأول مرة، لم تكن الفائزة بلقب ملكة جمال عالمية إنساناً، بل كانت مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعى، هذا الحدث أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل مسابقات الجمال وما يعنيه هذا التحول للعالم.
ففى سابقة لم يشهدها العالم من قبل، فازت المؤثرة الافتراضية كنزة ليلى بلقب ملكة جمال عالمية لعام 2024، هذه الفائزة ليست بشرية، بل هى شخصية افتراضية تم إنشاؤها بالكامل بواسطة الكمبيوتر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، حيث تم تصميم كنزة ليلى لتكون مثالاً للجمال وفقاً لمعايير العصر الرقمى، واستطاعت أن تتفوق على 1500 متسابقة افتراضية أخرى فى هذا الحدث العالمى، وتُعد كنزة ليلى من أبرز الشخصيات الافتراضية فى العالم الرقمى، حيث يتابعها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعى.
ونجاحها فى هذه المسابقة يعتبر علامة فارقة فى تاريخ الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى المجالات التى كانت تقتصر على البشر، المسئول عن هذا الحدث التاريخى هو اتحاد «مسابقات الجمال العالمية الافتراضية»، الذى تم تأسيسه حديثاً ليعكس التحولات الرقمية فى العالم، هذا الاتحاد يهدف إلى تنظيم مسابقات جمال افتراضية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعى، معتمداً على خوارزميات معقدة تحاكى الذوق البشرى وتقوم بتقييم الجمال وفق معايير تتجاوز الجمال الخارجى لتشمل الجمال الداخلى والثقافى.
وبحسب التقارير، شاركت فى المسابقة الأخيرة 1500 شخصية افتراضية من مختلف أنحاء العالم، تم إنشاؤها بواسطة فرق متخصصة فى التكنولوجيا والتصميم الرقمى، وقد تم تقييم المتسابقات بناءً على عدة معايير تشمل الجمال، الابتكار، التأثير الاجتماعى، وحتى المواقف الإنسانية.
أما عن آليات الاختيار، فقد تم تطوير خوارزميات معقدة لقياس مدى تطابق المتسابقات مع معايير الجمال العالمية، هذه الخوارزميات تقوم بتحليل دقيق لكل تفصيلة من تفاصيل الشخصيات الافتراضية، بدءاً من الملامح الخارجية مثل تناسق الوجه والجسم، وصولاً إلى التفاصيل الدقيقة مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقييم مدى تأثير الشخصيات الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعى من حيث التفاعل مع المتابعين وقدرتها على إلهامهم، كل هذه العوامل مجتمعة حسمت اللقب لصالح كنزة ليلى، التى أثبتت جدارتها واستحقت الفوز بفضل التكنولوجيا التى جعلت منها مثالاً للجمال العصرى، هذا التحول فى مسابقات ملكات الجمال قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية فى كيفية تقييم الجمال والفن والتأثير الاجتماعى فى المستقبل، فمع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعى، يمكن أن نرى المزيد من الشخصيات الافتراضية التى تتفوق فى مجالات مختلفة كانت حكراً على البشر، مما قد يثير تساؤلات حول دور الإنسان فى عالم يتحول بشكل متزايد إلى الرقمنة.
قد يشير فوز كنزة ليلى إلى مستقبل قد يصبح فيه الجمال والتميز ليسا مجرد سمات بشرية، بل نتيجة لتكنولوجيا معقدة تستطيع محاكاة الكمال البشرى وربما التفوق عليه، وقد يؤدى هذا التطور إلى إعادة تعريف معايير الجمال والجاذبية فى المجتمع، حيث يمكن أن تصبح الشخصيات الافتراضية معياراً جديداً لما يجب أن يكون عليه الجمال.
فى نهاية المطاف، يبقى السؤال الأكبر هو كيف ستتفاعل المجتمعات مع هذا التحول الكبير؟ هل سنقبل بأن الشخصيات الافتراضية يمكن أن تتفوق على البشر فى مسابقات الجمال وغيرها من المجالات؟ أم أننا سنظل متمسكين بالجمال البشرى بما يحمله من عيوب وكمالات؟ فى ظل هذه التساؤلات، من الواضح أن ما حدث فى عام 2024 هو مجرد بداية لعصر جديد، حيث يصبح للذكاء الاصطناعى دور أكبر فى تشكيل مفاهيمنا التقليدية حول الجمال والتميز. هذا التطور قد يحمل معه تحديات وفرصاً كبيرة، ونحن على مشارف مستقبل قد يكون أكثر تعقيداً وإثارة مما يمكننا تخيله اليوم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجمال الأناقة الثقافة الذکاء الاصطناعى
إقرأ أيضاً:
وزير الري يفتتح معمل الذكاء الاصطناعى بمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية
افتتح الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى "معمل الذكاء الاصطناعى بمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى" .
كما شهد الدكتور سويلم حفل تكريم عدد (٧١) من المتدربين الأفارقة المشاركين فى عدد (٤) برامج تدريبية منفذة بالمركز الإفريقى للمياه والتكيف المناخى PACWA فى مجالات ( محطات معالجة المياه - ادارة المياه الجوفية ودبلوماسية المياه - الإدارة المتكاملة للموارد المائية كجزء من الاقتصاد الدائرى - الأمن المائى وادارة المخاطر ) من دول (مصر، الكاميرون، ليبيريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية الكونغو الشعبية، أنغولا، موزمبيق، مدغشقر، ملاوي، مالي، تشاد، جنوب أفريقيا، زامبيا، والنيجر) ، وذلك بحضور السفيرة كاثرين نورجين سفيرة دولة مالاوي ، وممثلى عدد من سفارات الدول الإفريقية والسفارة الفنلندية بالقاهرة ، والوكالة المصرية للشراكة المصرية من اجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية .
كما شهد عدد من العروض التقديمية التى عرضها المتدربين المصريين المشاركين فى الدورات المعنية بالذكاء الاصطناعى والتى تم عقدها بمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى خلال الشهور الثلاثة الماضية ، وقام الدكتور سويلم بتكريم عدد من المتدربين الأكثر تميزاً .
وفى كلمته عقب افتتاح "معمل الذكاء الاصطناعى" وخلال تكريم المتدربين المشاركين فى دورات "الذكاء الاصطناعي" .. أشار الدكتور سويلم الى أنه وفى إطار السعي لمواكبة التطور التكنولوجى فى إدارة المياه، فإن الوزارة تعمل على تعزيز الإعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعى في إدارة المياه كأحد أهم أدوات الجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0 ، ويمثل إنشاء "معمل الذكاء الاصطناعى" بمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى أحد أدوات التحول للجيل الثاني ، حيث يضم المعمل نماذج تطبيقية لإدارة الموارد المائية بإستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى .
حيث يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على دراسة عدة عوامل متنوعة بشكل متزامن بما يمكن المسئولين من إتخاذ القرار المناسب فى إدارة المنظومة المائية ، كما يضم المعمل فى مكوناته روبوت سيستخدم في العملية التعليمية سواء على المستوي المحلي او الاقليمي .
وأكد على أهمية رفع كفاءة العاملين بالوزارة وخاصة من شباب المهندسين والفنيين في مجال تحليل البيانات واستخدام التطبيقات الحديثة والإعتماد على الذكاء الإصطناعي لتعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة المطبقة حول العالم في مجال إدارة المياه ، مع السعى الدائم لتوفير وإدماج أدوات جديدة بمنظومة العمل لتحقيق المزيد من الإعتماد على التكنولوجيا الحديثة للتعامل مع العجز الحالى فى أعداد المهندسين والفنيين بجهات الوزارة المختلفة ، بالإضافة للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى مجال معالجة وتحلية مياه الصرف الزراعي ، وتطوير عملية توزيع المياه إعتماداً على التطبيقات الحديثة والذكاء الإصطناعى .
وأضاف أنه تنفيذ تطبيقات حديثة للمتابعة وتحليل البيانات تُمكن متخذى القرار من المتابعة الدائمة لمختلف مشروعات الوزارة مثل مشروع تأهيل المنشآت المائية الجارى تنفيذه لتأهيل المنشآت ذات الأولوية (البوابات وقناطر الحجز ومنشآت نهايات الترع) مع عمل كود لكل منشأ مائى بالشكل الذى يُمكن من متابعة كل منشأ من حيث أعمال الصيانة والتأهيل .
وأضاف ان الوزارة تعمل على تطبيق مبادئ الحوكمة في كافة جهاتها بإعتبارها جزء اساسي من أدوات الجيل الثاني لمنظومة الرى 2.0 ، مشيراً لدور الحوكمة فى توضيح دور المؤسسات المختلفة ، وتجنب مركزية إتخاذ القرارات وتفعيل اللوائح والقوانين ، وتعزيز دور روابط مستخدمى المياه ، وحوكمة إدارة الخزانات الجوفية .
كما أشار لأهمية التحول الرقمى فى تطوير أداء قطاعات الوزارة المختلفة ، وتحسين إدارة المياه و رفع كفاءة توزيعها وفقاً للاحتياجات الفعلية ، حيث يتضمن التحول الرقمى العديد من العناصر مثل رقمنة التراخيص، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي فى إدارة وتوزيع المياه وتحديد الاحتياجات المائية، و رقمنة بيانات الترع والمصارف والمنشآت المائية.
وإعداد قواعد بيانات لعمليات تطهيرات الترع والمصارف، وإنشاء تطبيقات يستخدمها المزارعين للتعرف على مواعيد المناوبات، واستخدام التصوير بالدرون لمراقبة المجارى المائية والتركيب المحصولى وحصر التعديات ومتابعة موقف تنفيذ المشروعات، وإعداد قواعد بيانات للمعدات والسيارات ، و رقمنة الملفات بجهات الوزارة المختلفة .
وفى كلمته باحتفالية تكريم المتدربين الأفارقة المشاركين فى البرامج التدريبية المنفذة بمركز PACWA .. فقد أشاد الدكتور سويلم بالتعاون المتميز مع الأشقاء الأفارقة ، وحرص مصر الدائم على نقل المعرفة والخبرات وبناء قدرات المتخصصين الأفارقة فى مجال إدارة المياه والتكيف مع تغير المناخ ، حيث تسعى مصر لتقديم برامج تدريبية تلبى الإحتياجات الإفريقية ، وبما يمكن الأشقاء الأفارقة من التعامل مع مختلف التحديات التى تواجه القارة الإفريقية فى مجال المياه والمناخ ، مشيراً لجهود مصر المبذولة خلال العامين الماضيين فى خدمة الأشقاء الأفارقة خاصة فى ظل الرئاسة المصرية لمجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو) .
وأشار الدكتور سويلم لإطلاق مصر لمبادرة AWARe خلال فعاليات مؤتمر COP27 والتي أنشأت مصر تحت مظلتها "المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخى" PACWA ، حيث تقدم مصر عدد (٣٧) برنامج تدريبى متنوع للاشقاء الافارقة من خلال هذا المركز الهام ، بحيث يصبح هؤلاء المتدربين الأفارقة قادرين على نقل الخبرات المكتسبة خلال الدورات التدريبية لنظرائهم بعد عودتهم لبلادهم ، متوجهاً بالشكر لمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى على مجهوداته المتميزة سواء على الصعيد الفني أو اللوجيستى لتقديم أفضل دورات تدريبية للمتخصصين سواء من المصريين أو الأشقاء العرب والافارقة بما يؤهل المهندسين والفنيين للإدارة الحديثة للموارد المائية والتكيف مع التغيرات المناخية .