الوطن:
2025-01-30@19:00:59 GMT

خالد ميري يكتب: الحدود المشتعلة.. ودولة العدالة

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

خالد ميري يكتب: الحدود المشتعلة.. ودولة العدالة

تواجه مصر تحديات متعددة فى صعوبتها وخطورتها بطول وعرض حدودها، من غزة حيث الحرب المجنونة ومراوغات نتنياهو الذى يريد الهروب من الحساب ويجر المنطقة كلها للحرب.. إلى السودان حيث النار مشتعلة، وليبيا حيث تلوح فى الأفق بوادر المواجهة المسلحة والحرب الأهلية.

لا يوجد دولة فى العالم تواجه كل هذه التحديات مجتمعة، الموقع الجغرافى المتميز فى قلب العالم تحول إلى اختبار ومحنة.

. العالم يحسدنا على التاريخ والجغرافيا لنجد أنفسنا فى قلب نار مشتعلة تهدد بالتهام كل فرص السلام والأمن.

بإرادة سياسية حديدية وبجيش قوى يفرض كلمته ويسبقه تاريخه اللامع وحاضره الباهر، تواجه مصر كل هذه التهديدات.. لا يحكم قرارنا إلا ما فيه مصلحة أمننا القومى، لا نستمع لضغوط ولا نسمح بها.. صبر القوى وحلم الشجاع يحكم تحركاتنا جميعاً ويظل أمننا القومى هو الشعاع المنير الذى يسير معه صاحب القرار بثقة وقوة.

مفاوضات الفرصة الأخيرة للسلام فى غزة -كما أطلقت عليها أمريكا- استضافتها القاهرة.. قبلها أطلق السفاح نتنياهو قنابل الدخان برفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا.. مصر رفضت بقوة عرضه لوجود ١٠ أبراج مراقبة على المحور ورفضت العرض الأمريكى بالاكتفاء ببرجين فقط، أمريكا فى ظل انتخابات ساخنة داخلية بدا أنها غير قادرة على الضغط على نتنياهو، جاء «بلينكن» وسافر بوجه مكشوف بعد أن أحرجه نتنياهو وقال علانية إنه لم يوافق على خطة أمريكا.. نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب إلى الانتخابات الأمريكية بحثاً عن نصر يراه قريباً ونراه أبعد عنه وعن أحلامه المسعورة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى كان واضحاً فى مكالمة أمس الأول التى تلقاها من «بايدن».. يجب وقف الحرب الآن ويجب إنقاذ مليونى مواطن فى غزة من حرب إبادة لا تفرق بين رجل وامرأة وطفل، وإذا لم تتوقف الحرب الآن فمخاطر اتساعها تزداد مع كل لحظة، هذه حقيقة فانفجار الإقليم يمكن أن يكون مقدمة ساخنة لانفجار العالم بأكمله. إيران وحزب الله يترقبان، وأمريكا نشرت جنودها فى المنطقة، ونتنياهو يريدها حرباً لا تُبقى ولا تذر.. والحوثيون ما زالوا يهددون الملاحة العالمية، ومصر فى قلب الأحداث تمسك بحلم السلام وقوة القادر ولا تفلت أمننا القومى من يديها أبداً.

وفى السودان لم تأتِ محادثات جنيف بجديد، وجاء البيان المصرى السعودى الإماراتى الأمريكى الأوروبى الأخير داعياً للسلام ووقف الحرب المجنونة، كان يفترض أن تمتد المحادثات للقاهرة وحضر المندوب الأمريكى ولكن غاب ممثل مجلس السيادة فى السودان بعد تغييب المجلس عن الحضور فى جنيف، ومصر ما زالت تبحث عن الحل الذى يحقن دماء الأشقاء ويوقف حرباً لم تجلب إلا الدماء والجوع والهجرة والأمراض.. سافر الوزير عباس كامل رئيس المخابرات إلى السودان والتقى القائد عبدالفتاح البرهان بحثاً عن حل يوقف جنون الحرب.. مصر لا تتردد فى القيام بواجبها ولا هدف لها إلا حقن دماء الأشقاء.. ويظل أمننا القومى ماثلاً لا يغيب عن عينى صاحب القرار.

وفى ليبيا تسارعت الأحداث والمواجهة الحادة بين الحكومة المؤقتة التى انتهت مدتها مع مجلسها الرئاسى وبين البرلمان الشرعى المنتخب ومجلس الدولة، تحركات عسكرية مصرية والجيش الوطنى يحرك قواته لمناطق جديدة والميليشيات المسلحة تتأهب وتستعد بطول وعرض البلاد، ومع مرور كل لحظة يزداد خطر المواجهة العسكرية الشاملة خاصة بعد الحديث عن وقف إنتاج النفط بالكامل حتى ضمان التوزيع العادل للثورة وضمان وجود حكومة موحدة تجرى انتخابات حرة ونزيهة.

فى خلفية الأحداث الساخنة تزداد الحرب الروسية الأوكرانية اشتعالاً وتزداد فرص المواجهة العسكرية بين الكوريتين، والصين تستعد وتفاخر بقوتها العسكرية والتوترات تزداد كل يوم.

هناك من يدير المشهد الملتهب من وراء ستار والحرب العالمية الثالثة تدق الأبواب.. الحديث عنها يرتفع صوته كل يوم.. ومصر فى قلب العالم الملتهب تمسك بتلابيب أمنها القومى بقوة وتقف شامخة رغم العواصف والأنواء.. الحروب يدفع الجميع ثمنها والسلام لا يقدر عليه غير الشجعان الذين يمتلكون القوة والحكمة.

مسك الختام:

وسط حدود ملتهبة تقف مصر شامخة تعرف حدود أمنها القومى ولا تسمح لأحد أياً كان بالاقتراب منها، وفى الداخل نتنفس انفراج أزمة اقتصادية كانت الأعنف منذ سنوات، ونعيش على وقع انفراجة وانفتاح سياسى يقوده زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى.. والشعار «الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية».. الرئيس أحال إلى الحكومة توصيات الحوار الوطنى حول الحبس الاحتياطى موجهاً باتخاذ الإجراءات الفورية لتحويلها إلى واقع قانونى، بتخفيض فترات الحبس الاحتياطى حتى لا يصبح عقوبة فى حد ذاته مع التعويض المادى والأدبى لمن يتضرر وتثبت براءته بعد حبسه احتياطياً.

بخطوات واثقة نسير على طريق بناء دولتنا الحديثة.. اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، دولة لكل المصريين لا فضل فيها لمصرى على مصرى إلا بقدر ما يبذل من جهد وعرق.. دولة العدالة والمساواة.. وقبل هذا ومع هذا دولة الأمن والاستقرار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين السودان نتنياهو فى قلب

إقرأ أيضاً:

صحفي إسرائيلي يكشف ما سيبحثه نتنياهو مع ترامب.. استبعد عودة الحرب

كشف صحفي إسرائيلي، التفاصيل المتوقع أن يبحثها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اجتماع في البيت الأبيض في الرابع من شباط/ فبراير المقبل.

ونقل الصحفي الإسرائيلي "بن كاسبت" في تقرير نشره بموقع "المونيتور"، عن مساعدين لنتنياهو، أن الأخير سيبحث مع ترامب خلال الزيارة المتوقعة، التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بشأن التطبيع.

ولفت التقرير إلى أنه "يبدو أن الأمر محسوم، لأن السعودية تريد الاتفاق وترامب يريده بشدة وإسرائيل تريده، منوها إلى أن "كل ما تبقى هو صياغة شيء يرضي ولي العهد السعودي بشأن القضية الفلسطينية".

وبحسب دبلوماسي إسرائيلي، إذا كان نتنياهو يعتقد أن ترامب سيسمح له باستئناف الحرب في غضون أسابيع قليلة فهو ساذج، لأن ترامب يرى أن الحرب في غزة انتهت.



ونوه التقرير الذي أعده الصحفي "بن كاسبت" إلى أن مصدر عسكري إسرائيلي يرى أن احتمالية استئناف القتال في غزة ضئيلة، بعد انتهاء المرحلة الأولى، نظرا لعودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.

وكان مكتب نتنياهو قد أكد في بيان الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقى دعوة لعقد اجتماع مع ترامب في 4 شباط/ فبراير المقبل.

جاء ذلك بعد وقت قصير من حديث ترامب للصحفيين، أن نتنياهو سيسافر قريبا جدا إلى واشنطن، للاجتماع معه، لكنه لم يحدد موعدا للقاء.

وذكر البيت الأبيض، أن ترامب وجه دعوة إلى نتنياهو للقاء في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، مضيفا أن "تفاصيل التاريخ والوقت ستعلن لاحقا عند الانتهاء منها".

وأثارت تصريحات ترامب الأخيرة بشأن رغبته في استقبال مصر والأردن فلسطينيين من غزة، ردودا رافضة على المستويين الفلسطيني والعربي.

وجاءت تعليقات ترامب بعد أن اقترح مطلع هذا الأسبوع على مصر والأردن استقبال فلسطينيين من غزة؛ لأن "كل شيء تقريبا جرى تدميره، والناس يموتون هناك".

وأضاف ترامب أنه قدم هذا الطلب خلال مكالمة هاتفية مع العاهل الأردني الملك عبد الله يوم السبت الماضي.

مقالات مشابهة

  • ماجد سوره ميري.. حياة كُرست لخدمة الثقافة واللغة الكوردية
  • هآرتس: صفقة التبادل فضحت أكاذيب نتنياهو فلا النصر تحقق ولا حماس تفككت
  • صحفي إسرائيلي يكشف ما سيبحثه نتنياهو مع ترامب.. استبعد عودة الحرب
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • مبعوث ترامب يصل غدا إلى إسرائيل للقاء نتنياهو
  • عدنان الروسان يكتب … الأردن في مواجهة الحقيقة … مالعمل..!!
  • اسم (بلة) الشائع في وسط السودان وكيف يكتب؟
  • هآرتس: تدفق الفلسطينيين لشمال غزة يحطم وهم نتنياهو بالنصر
  • احمد دسوقي.. يكتب: «علي معلول» إرث خالد في تاريخ النادي الأهلي