لغز كارثة يخت صقلية يحير الخبراء.. كيف اختفى في العاصفة؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تناول تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على كواليس كارثة غرق اليخت الفاخر في صقلية، ومقتل عدد من الأثرياء على رأسهم الملياردير البريطاني مايك لينش.
وذكرت الصحيفة أنه على سطح اليخت الفاخر الذي يبلغ طوله 180 قدمًا، كان قطب التكنولوجيا البريطاني مايك لينش، المتخصص في مجال البرمجيات والبالغ من العمر 59 عامًا، يحتفل مع عائلته وأصدقائه ومحاميه بعد تبرئته في محاكمة بكاليفورنيا فيما زعمت وزارة العدل الأمريكية أنه احتيال محاسبي ضخم.
وقالت إن عددا من الأصدقاء انضموا للحفل وغادروا بينما كان لينش يجوب البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك التوقف في بوسيتانو وباليرمو، حيث تعهد لينش بمواصلة الاحتفال البحري. وأخبر محاميه الآخر، برايان هيبرليغ، الذي توسل إليه بعدم المشاركة في احتفالات الصيف هذا بسبب خطط سفر أخرى، أنه لن يُسمح له بتفويت رحلة العام المقبل.
وفي خضم الاحتفالات، ذكرت الصحيفة أنه وقع حادث صادم، الأحد، لستيفن تشامبرلين، المتهم المشارك مع لينش، والذي تمت تبرئته أيضًا، أثناء ركضه في منزله في إنجلترا.
ومن على متن اليخت، أرسل كريس مورفيلو، المدعي العام الأميركي السابق الذي ساعد في قيادة دفاع لينش لأكثر من عقد من الزمان، بريدًا إلكترونيًا إلى محامي لينش الآخر، برايان هيبرليغ، وغيره من الزملاء القانونيين لمشاركة الأخبار المأساوية.
وأوضحت الصحيفة إلى أنه بعد هذا الخبر، توقف اليخت ليلا على مسافة قصيرة خارج جدار ميناء بورتيسيلو، في خليج واسع شرق باليرمو، حيث كانت الليلة صافية ومرصعة بالنجوم.
وقال الصيادون المحليون للصحيفة إنه كان مكانًا غير معتاد لليخوت الفاخرة، وكان هناك تحذير من عاصفة، ولذلك قرر الصيادون عدم الخروج للعمل في تلك الليلة.
وبينت الصحيفة أنه بالفعل وقعت العاصفة قبل الساعة الرابعة صباحًا بقليل.
ونقلت عن الصياد المحلي جوزيبي باليستريري: "كان البحر جحيمًا لمدة 15 دقيقة. ثم هدأ مرة أخرى"، مبينة أنه عندما هدأت الأمطار الغزيرة، اختفى اليخت.
وذكرت الصحيفة أنه، منذ الاثنين، كانت السلطات الإيطالية تحقق في سبب غرق اليخت في غضون دقائق على بعد بضع مئات من الأمتار من الميناء.
وأجروا مقابلات مع الناجين، وراجعوا الصور ولقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة، وحللوا الحطام، واستخدموا طائرة بدون طيار تحت الماء.
وبحسب الصحيفة، فقد استغرق غواصو الإنقاذ خمسة أيام و123 غوصة للبحث عن الجثث في اليخت بينما كان ملقى على جانبه في قاع البحر الصقلي.
وفي الظلام على عمق 160 قدمًا تحت السطح، وجد الغواصون أن ممراته الضيقة مسدودة بالأثاث والكابلات الكهربائية والحطام الآخر.
ووصلت جثة لينش، الخميس، إلى الميناء في كيس أزرق كما تم انتشال جثث خمسة ركاب آخرين من اليخت، هم مورفيلو وزوجته نيدا، مصممة المجوهرات، ورئيس مجلس إدارة مورغان ستانلي الدولي جوناثان بلومر وزوجته جودي، وابنة لينش البالغة من العمر 18 عامًا، هانا، كانت آخر من تم نقلهم إلى الشاطئ، الجمعة.
وأوضحت أنه تم العثور على طاهي السفينة، ريكالدو توماس، ميتًا في البحر بعد وقت قصير من غرق القارب.
ووفقا للصحيفة، كانت زوجة لينش، أنجيلا باكاريس، من بين الناجين، إلى جانب خمسة ضيوف آخرين وتسعة من أفراد الطاقم العشرة.
ومن على جدار الميناء في هذا الميناء المتواضع للصيد، تابعت وسائل الإعلام الدولية والسكان المحليون التقدم الكئيب لقوارب خفر السواحل التي تحمل جثثًا مكفنة بحسب الصحيفة.
كما وجه المحققون أسئلة إلى أفراد طاقم اليخت الناجين والركاب في منتجع عطلات قريب.
وتساءل الصيادون المحليون كيف يمكن لمثل هذه السفينة الرائعة أن تغرق في عاصفة حادة، لكنها قصيرة.
ووفقا للصحيفة، رفضت الشركة الإيطالية المصنعة لليخت بغضب اقتراحات بعض مهندسي البحرية بأن الصاري المصنوع من الألومنيوم الذي يبلغ ارتفاعه 240 قدمًا ربما ساهم في الحادث، واتهمت الطاقم بدلاً من ذلك بسلسلة من الأخطاء التي أدت إلى دخول القارب إلى الماء في العاصفة حتى انقلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن السرعة التي اختفى بها القارب الذي تبلغ قيمته 35 مليون دولار تحت الأمواج حيرت حتى المحققين المخضرمين في الحوادث البحرية. وقال غافين بريتشارد، المحقق السابق في فرع التحقيق في الحوادث البحرية في المملكة المتحدة، والذي حقق في حطام السفن الغارقة لمدة عقد من الزمان، "في سنواتي العديدة من التحقيق في الحوادث، لا أستطيع أن أتذكر أي شيء مماثل لهذا".
وذكرت الصحيفة أنه في السنوات الأخيرة، أصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة لآلاف المهاجرين من البلدان الفقيرة أو التي مزقتها الحرب، والذين ما زالوا يغرقون أثناء محاولتهم عبور البحر الخطير في قوارب متهالكة بحثًا عن الأمان أو حياة أفضل في أوروبا.
وأوضحت أن ارتفاع درجات حرارة البحر في البحر الأبيض المتوسط يؤدي إلى زيادة تواتر الأعاصير البحرية المعروفة باسم الأعاصير المائية، وهي أعاصير قصيرة العمر لكنها قوية مصنوعة من الهواء والماء ويمكنها رفع القوارب أو قلبها.
ويقول السكان المحليون في بورتيسيلو للصحيفة إن مثل هذا الإعصار ضرب اليخت. لكن كان من المفترض أن يكون هذا اليخت البايزي قادرًا على تحمله.
وقال باليستريري: "كصياد أسأل نفسي: كيف يمكن لقارب يبلغ طوله 56 مترًا أن يغرق، حتى لو مر فوقه عمود مائي مباشرة؟" وأضاف أن الخطر الأكبر هو إذا انحرف القارب الراسي في الرياح وتدفقت المياه فوق حافة السفينة وداخلها. وتابع أن "الكابتن وحده يعرف الحقيقة".
وفي العام الماضي، كان هناك أكثر من 600 عمود مائي في جميع أنحاء أوروبا، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن قاعدة بيانات الطقس الشديد الأوروبية.
وقال جيوفاني كونستانتينو الرئيس التنفيذي لمجموعة إيطاليان سي، الشركة الأم لصانع اليخت البايزيان، لوسائل الإعلام الإيطالية إن اليخت قد يغرق في مثل هذه العاصفة فقط إذا تعرض لكمية كبيرة من الماء أثناء ميله في العاصفة بأبواب أو فتحات مفتوحة.
وأضاف أنه كان ينبغي للطاقم أن يجهز السفينة، بالنظر إلى توقعات العاصفة، بما في ذلك إغلاق جميع الأبواب وجمع الركاب.
ووفقا للصحيفة، تُظهر لقطات كاميرات المراقبة من الشاطئ كيف أن اليخت البايزي بصاريه المضاء بشكل ساطع كان يميل بقوة إلى اليمين، وانطفأت الأضواء مع اشتداد العاصفة. وقال كونستانتينو إن هذا قد يشير إلى انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن تدفق المياه إلى اليخت.
وأوضحت الصحيفة أن الرياح والأمطار اشتدت لدرجة أن اليخت اختفى عن الأنظار في الفيديو.
وتُظهر بيانات من MarineTraffic، مزود المعلومات البحرية، أن اليخت كان ينجرف نحو الجنوب الشرقي عندما ضربت العاصفة، ما يشير إلى أن مراسيه كانت تنزلق.
ولم يتمكن سبعة أشخاص، هم لينش وابنته، ومورفيلوس وبلومرز، والطاهي توماس، من الخروج من اليخت في الوقت المناسب، بحسب الصحيفة.
وبدأ المدعي العام تحقيقًا في القتل غير العمد المحتمل والتسبب في غرق السفينة بسبب الإهمال. وقال المدعي العام في مدينة تيرميني إيميريس الإيطالية، أمبروجيو كارتوسيو، السبت، إن التحقيق في مرحلة مبكرة ولا يزال يعيد بناء الحادث لتحديد من قد يكون مذنبًا، بحسب الصحيفة.
وقال كارتوسيو إنه على الرغم من أن اليخت ضربته ظاهرة جوية مفاجئة للغاية فمن "الوارد" أن تكون هناك شبهة في جريمتي القتل الخطأ والتسبب في غرق اليخت بسبب الإهمال، بحسب وكالة "رويترز".
وأضاف في مؤتمر صحفي أن التحقيق لم يستهدف حتى الآن شخصا بعينه.
وأوضح كارتوسيو أن هذه الواقعة ستكون أكثر إيلاما إذا أظهر التحقيق أنها ناجمة عن "سلوكيات لا تتماشى مع المسؤوليات التي يتعين على الجميع تحملها فيما يتعلق بالملاحة".
واستجوبت السلطات الإيطالية ربان اليخت جيمس كاتفيلد وباقي الناجين الأسبوع الماضي. ولم يعلق أي منهم علنا على كيفية غرق اليخت.
وقال رافاييل كامارانو، وهو مدع عام آخر تحدث أيضا خلال المؤتمر الصحفي، إن كاتفيلد كان "متعاونا للغاية" عندما استجوبته السلطات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غرق اليخت صقلية مايك لينش إيطاليا صقلية مايك لينش غرق اليخت سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحسب الصحیفة الصحیفة أنه الصحیفة أن غرق الیخت
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد يتوصل لاتفاق على مستوى الخبراء مع مصر يتيح الحصول على 1.2 مليار دولار
أعلن صندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لبرنامج التسهيل الممدد، مما سيمكن مصر من الحصول على حوالي 1.2 مليار دولار، عقب موافقة مجلس إدارة الصندوق.
وذكر الصندوق، في بيان اليوم الأربعاء أن السلطات المصرية واصلت تنفيذ السياسات الرئيسية للحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، والتي أدت إلى انخفاض حاد في إيرادات قناة السويس.
وأشار إلى أن السلطات المصرية طلبت تعديل أهدافها المالية على المدى المتوسط، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، التي تشمل ارتفاع التضخم العالمي وأسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يصل الفائض الأولي للميزانية (باستثناء عائدات التخارج من الشركات الحكومية) إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2025 - 2026، ثم يرتفع إلى 5% في السنة المالية 2026 - 2027، ويهدف هذا التعديل إلى تحقيق توازن بين ضمان الاستدامة المالية وتوفير مساحة أكبر للبرامج الاجتماعية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، ومع ذلك، فإن الحفاظ على الانضباط المالي لا يزال ضرورياً لخفض تكاليف الدين وتعزيز الاستقرار المالي.
وأكد الصندوق أنه من الضروري مواصلة جهود ضبط المالية العامة للحفاظ على استدامة الدين وخفض تكاليف الفائدة المرتفعة والاحتياجات التمويلية المحلية الإجمالية، وسيتم التركيز على احتواء المخاطر المالية الناشئة عن الشركات المملوكة للدولة في قطاع الطاقة، وتطبيق حد أقصى للإنفاق الحكومي بصرامة، بما في ذلك النفقات الرأسمالية المرتبطة بالكيانات العامة التي تعمل خارج الموازنة العامة للحكومة.
وأشاد الصندوق بخطط السلطات المصرية لتبسيط النظام الضريبي، مشيرًا إلى أهمية تبني مزيد من الإصلاحات لتعزيز جهود تعبئة الإيرادات المحلية، مثمنًا التزام السلطات المصرية بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الهيكلية تهدف إلى زيادة نسبة الإيرادات الضريبية إلى الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2% على مدى العامين المقبلين، مع التركيز على إلغاء الإعفاءات الضريبية بدلاً من زيادة معدلات الضرائب.
ولفت الصندوق إلى أن هذه العملية تتطلب حزمة إصلاح شاملة لضمان إعادة بناء هوامش الأمان المالي لمصر، مما يسهم في خفض مخاطر الدين، وتوفير مساحة إضافية لزيادة الإنفاق الاجتماعي، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
واتفق خبراء الصندوق والسلطات المصرية على ضرورة تسريع الإصلاحات لتحسين بيئة الأعمال وضمان أن يصبح القطاع الخاص المحرك الرئيسي للنمو، وفي هذا الصدد، هناك حاجة إلى جهود أكثر حزماً لتعزيز تكافؤ الفرص، تقليص دور الحكومة في الاقتصاد، وزيادة ثقة القطاع الخاص لجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير الإمكانات الاقتصادية الكاملة لمصر.
وأوضح الصندوق أنه في ظل التحديات التي تواجهها مصر بسبب الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، تم الاتفاق على أهمية تسريع برنامج التخارج من الشركات الحكومية، وأكدت السلطات المصرية التزامها بتكثيف جهودها في هذا المجال لدعم نمو القطاع الخاص وخفض عبء الدين المرتفع.
ولفت إلى أن البنك المركزي أكد مجدداً التزامه بالحفاظ على نظام سعر الصرف المرن لحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية، واستمرار السياسات النقدية المتشددة لخفض الضغوط التضخمية، إلى جانب تحديث عملياته تدريجياً لتحقيق الانتقال إلى نظام استهداف التضخم الكامل، كما يعد تعزيز مرونة القطاع المالي، وممارسات الحوكمة، وزيادة المنافسة في القطاع المصرفي على رأس الأولويات.
اقرأ أيضاًخلال العام المالي القادم.. صندوق النقد الدولي يتوقع تحقيق موازنة مصر العامة فائضا بنسبة 4%
محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع السنوي عالي المستوى لصندوق النقد العربي
«صندوق النقد»: نراقب الوضع عن كثب في سوريا ومن السابق إجراء تقييم اقتصادي