تناول تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على كواليس كارثة غرق اليخت الفاخر في صقلية، ومقتل عدد من الأثرياء على رأسهم الملياردير البريطاني مايك لينش.

وذكرت الصحيفة أنه على سطح اليخت الفاخر الذي يبلغ طوله 180 قدمًا، كان قطب التكنولوجيا البريطاني مايك لينش، المتخصص في مجال البرمجيات والبالغ من العمر 59 عامًا، يحتفل مع عائلته وأصدقائه ومحاميه بعد تبرئته في محاكمة بكاليفورنيا فيما زعمت وزارة العدل الأمريكية أنه احتيال محاسبي ضخم.



وقالت إن عددا من الأصدقاء انضموا للحفل وغادروا بينما كان لينش يجوب البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك التوقف في بوسيتانو وباليرمو، حيث تعهد لينش بمواصلة الاحتفال البحري. وأخبر محاميه الآخر، برايان هيبرليغ، الذي توسل إليه بعدم المشاركة في احتفالات الصيف هذا بسبب خطط سفر أخرى، أنه لن يُسمح له بتفويت رحلة العام المقبل.

وفي خضم الاحتفالات، ذكرت الصحيفة أنه وقع حادث صادم، الأحد، لستيفن تشامبرلين، المتهم المشارك مع لينش، والذي تمت تبرئته أيضًا، أثناء ركضه في منزله في إنجلترا.

ومن على متن اليخت، أرسل كريس مورفيلو، المدعي العام الأميركي السابق الذي ساعد في قيادة دفاع لينش لأكثر من عقد من الزمان، بريدًا إلكترونيًا إلى محامي لينش الآخر، برايان هيبرليغ، وغيره من الزملاء القانونيين لمشاركة الأخبار المأساوية.

وأوضحت الصحيفة إلى أنه بعد هذا الخبر، توقف اليخت ليلا على مسافة قصيرة خارج جدار ميناء بورتيسيلو، في خليج واسع شرق باليرمو، حيث كانت الليلة صافية ومرصعة بالنجوم.



وقال الصيادون المحليون للصحيفة إنه كان مكانًا غير معتاد لليخوت الفاخرة، وكان هناك تحذير من عاصفة، ولذلك قرر الصيادون عدم الخروج للعمل في تلك الليلة.

وبينت الصحيفة أنه بالفعل وقعت العاصفة قبل الساعة الرابعة صباحًا بقليل.

ونقلت عن الصياد المحلي جوزيبي باليستريري: "كان البحر جحيمًا لمدة 15 دقيقة. ثم هدأ مرة أخرى"، مبينة أنه عندما هدأت الأمطار الغزيرة، اختفى اليخت.

وذكرت الصحيفة أنه، منذ الاثنين، كانت السلطات الإيطالية تحقق في سبب غرق اليخت في غضون دقائق على بعد بضع مئات من الأمتار من الميناء.

وأجروا مقابلات مع الناجين، وراجعوا الصور ولقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة، وحللوا الحطام، واستخدموا طائرة بدون طيار تحت الماء.

وبحسب الصحيفة، فقد استغرق غواصو الإنقاذ خمسة أيام و123 غوصة للبحث عن الجثث في اليخت بينما كان ملقى على جانبه في قاع البحر الصقلي.

وفي الظلام على عمق 160 قدمًا تحت السطح، وجد الغواصون أن ممراته الضيقة مسدودة بالأثاث والكابلات الكهربائية والحطام الآخر.

ووصلت جثة لينش، الخميس، إلى الميناء في كيس أزرق كما تم انتشال جثث خمسة ركاب آخرين من اليخت، هم مورفيلو وزوجته نيدا، مصممة المجوهرات، ورئيس مجلس إدارة مورغان ستانلي الدولي جوناثان بلومر وزوجته جودي، وابنة لينش البالغة من العمر 18 عامًا، هانا، كانت آخر من تم نقلهم إلى الشاطئ، الجمعة.

وأوضحت أنه تم العثور على طاهي السفينة، ريكالدو توماس، ميتًا في البحر بعد وقت قصير من غرق القارب.

ووفقا للصحيفة، كانت زوجة لينش، أنجيلا باكاريس، من بين الناجين، إلى جانب خمسة ضيوف آخرين وتسعة من أفراد الطاقم العشرة.

ومن على جدار الميناء في هذا الميناء المتواضع للصيد، تابعت وسائل الإعلام الدولية والسكان المحليون التقدم الكئيب لقوارب خفر السواحل التي تحمل جثثًا مكفنة بحسب الصحيفة.

كما وجه المحققون أسئلة إلى أفراد طاقم اليخت الناجين والركاب في منتجع عطلات قريب.

وتساءل الصيادون المحليون كيف يمكن لمثل هذه السفينة الرائعة أن تغرق في عاصفة حادة، لكنها قصيرة.

ووفقا للصحيفة، رفضت الشركة الإيطالية المصنعة لليخت بغضب اقتراحات بعض مهندسي البحرية بأن الصاري المصنوع من الألومنيوم الذي يبلغ ارتفاعه 240 قدمًا ربما ساهم في الحادث، واتهمت الطاقم بدلاً من ذلك بسلسلة من الأخطاء التي أدت إلى دخول القارب إلى الماء في العاصفة حتى انقلب.

وأشارت الصحيفة إلى أن السرعة التي اختفى بها القارب الذي تبلغ قيمته 35 مليون دولار تحت الأمواج حيرت حتى المحققين المخضرمين في الحوادث البحرية. وقال غافين بريتشارد، المحقق السابق في فرع التحقيق في الحوادث البحرية في المملكة المتحدة، والذي حقق في حطام السفن الغارقة لمدة عقد من الزمان، "في سنواتي العديدة من التحقيق في الحوادث، لا أستطيع أن أتذكر أي شيء مماثل لهذا".



وذكرت الصحيفة أنه في السنوات الأخيرة، أصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة لآلاف المهاجرين من البلدان الفقيرة أو التي مزقتها الحرب، والذين ما زالوا يغرقون أثناء محاولتهم عبور البحر الخطير في قوارب متهالكة بحثًا عن الأمان أو حياة أفضل في أوروبا.

وأوضحت أن ارتفاع درجات حرارة البحر في البحر الأبيض المتوسط يؤدي إلى زيادة تواتر الأعاصير البحرية المعروفة باسم الأعاصير المائية، وهي أعاصير قصيرة العمر لكنها قوية مصنوعة من الهواء والماء ويمكنها رفع القوارب أو قلبها.

ويقول السكان المحليون في بورتيسيلو للصحيفة إن مثل هذا الإعصار ضرب اليخت. لكن كان من المفترض أن يكون هذا اليخت البايزي قادرًا على تحمله.

وقال باليستريري: "كصياد أسأل نفسي: كيف يمكن لقارب يبلغ طوله 56 مترًا أن يغرق، حتى لو مر فوقه عمود مائي مباشرة؟" وأضاف أن الخطر الأكبر هو إذا انحرف القارب الراسي في الرياح وتدفقت المياه فوق حافة السفينة وداخلها. وتابع أن "الكابتن وحده يعرف الحقيقة".

وفي العام الماضي، كان هناك أكثر من 600 عمود مائي في جميع أنحاء أوروبا، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن قاعدة بيانات الطقس الشديد الأوروبية.

وقال جيوفاني كونستانتينو الرئيس التنفيذي لمجموعة إيطاليان سي، الشركة الأم لصانع اليخت البايزيان، لوسائل الإعلام الإيطالية إن اليخت قد يغرق في مثل هذه العاصفة فقط إذا تعرض لكمية كبيرة من الماء أثناء ميله في العاصفة بأبواب أو فتحات مفتوحة.

وأضاف أنه كان ينبغي للطاقم أن يجهز السفينة، بالنظر إلى توقعات العاصفة، بما في ذلك إغلاق جميع الأبواب وجمع الركاب.

ووفقا للصحيفة، تُظهر لقطات كاميرات المراقبة من الشاطئ كيف أن اليخت البايزي بصاريه المضاء بشكل ساطع كان يميل بقوة إلى اليمين، وانطفأت الأضواء مع اشتداد العاصفة. وقال كونستانتينو إن هذا قد يشير إلى انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن تدفق المياه إلى اليخت.

وأوضحت الصحيفة أن الرياح والأمطار اشتدت لدرجة أن اليخت اختفى عن الأنظار في الفيديو.

وتُظهر بيانات من MarineTraffic، مزود المعلومات البحرية، أن اليخت كان ينجرف نحو الجنوب الشرقي عندما ضربت العاصفة، ما يشير إلى أن مراسيه كانت تنزلق.

ولم يتمكن سبعة أشخاص، هم لينش وابنته، ومورفيلوس وبلومرز، والطاهي توماس، من الخروج من اليخت في الوقت المناسب، بحسب الصحيفة.



وبدأ المدعي العام تحقيقًا في القتل غير العمد المحتمل والتسبب في غرق السفينة بسبب الإهمال. وقال المدعي العام في مدينة تيرميني إيميريس الإيطالية، أمبروجيو كارتوسيو، السبت، إن التحقيق في مرحلة مبكرة ولا يزال يعيد بناء الحادث لتحديد من قد يكون مذنبًا، بحسب الصحيفة.

وقال كارتوسيو إنه على الرغم من أن اليخت ضربته ظاهرة جوية مفاجئة للغاية فمن "الوارد" أن تكون هناك شبهة في جريمتي القتل الخطأ والتسبب في غرق اليخت بسبب الإهمال، بحسب وكالة "رويترز".
وأضاف في مؤتمر صحفي أن التحقيق لم يستهدف حتى الآن شخصا بعينه.

وأوضح كارتوسيو أن هذه الواقعة ستكون أكثر إيلاما إذا أظهر التحقيق أنها ناجمة عن "سلوكيات لا تتماشى مع المسؤوليات التي يتعين على الجميع تحملها فيما يتعلق بالملاحة".

واستجوبت السلطات الإيطالية ربان اليخت جيمس كاتفيلد وباقي الناجين الأسبوع الماضي. ولم يعلق أي منهم علنا على كيفية غرق اليخت.

وقال رافاييل كامارانو، وهو مدع عام آخر تحدث أيضا خلال المؤتمر الصحفي، إن كاتفيلد كان "متعاونا للغاية" عندما استجوبته السلطات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غرق اليخت صقلية مايك لينش إيطاليا صقلية مايك لينش غرق اليخت سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحسب الصحیفة الصحیفة أنه الصحیفة أن غرق الیخت

إقرأ أيضاً:

غزة مقبلة على كارثة مائية بعد تهديد الاحتلال بقطع الإمدادات

حذر مدير عام التخطيط والمياه والصرف الصحي في بلدية غزة ماهر عاشور سالم من أن كمية المياه المتوفرة حاليا في القطاع لا تتجاوز 25% من الكميات الطبيعية، كما فقدت أكثر من 70% منها نتيجة تدمير خطوط الإمداد، وذلك بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي قطع المساعدات والتهديد بقطع المياه.

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، قال سالم إن الوضع قد يصبح أكثر خطورة في حال قطع الاحتلال مياه "ميكروت" (شركة مياه إسرائيلية) التي تمثل 80% من المياه المتاحة حاليا، مما سيؤثر بشدة على المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء، وسط بدائل شبه معدومة نتيجة تدمير أكثر من ثلاثة أرباع آبار المياه في قطاع غزة.

تفاقم الأزمة

وجاء القرار الإسرائيلي في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، إذ تسببت الإبادة الإسرائيلية التي استمرت أكثر من 15 شهرا والقصف المتواصل في شلل شبه تام للبنية التحتية، لا سيما قطاع المياه.

وقال رئيس بلدية دير البلح نزار محمد عياش إن محطتي تحلية المياه الرئيسيتين في المدينة (محطة تحلية الجنوب ومحطة تحلية البصة) توقفتا عن العمل بسبب قطع التيار الكهربائي من قبل الاحتلال، مما أدى إلى فقدان نحو 20 ألف كوب من المياه المحلاة يوميا، مما يهدد بكارثة إنسانية إذا استمر الاحتلال في هذه الإجراءات العقابية.

إعلان

وأشار عياش -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن خط مياه "ميكروت"، الذي يغذي المنطقة الوسطى تعرض لأضرار جسيمة منذ شهرين، ومع الحاجة الماسة لإصلاحه يرفض الاحتلال السماح للفرق الفنية بإجراء الصيانة اللازمة بعد أن تعرض للقصف خلال الحرب.

ومع توقف محطات التحلية، تواجه بلدية دير البلح تحديات كبيرة في توفير المياه للسكان، إذ لم يتبق أمامها سوى إعادة تشغيل الآبار، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر لعدة أسباب يجملها عياش في:

وجود مياه مالحة غير صالحة للشرب مما يهدد بانتشار الأمراض. تراجع كميات الإنتاج والتأثير سلبا على إيصالها للمواطنين. تحتاج الآبار إلى 3 آلاف لتر من السولار الذي لا يتوافر باستمرار. خزان المياه الرئيسي بدير البلح (الجزيرة) عقوبات جماعية

وأكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أن العقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال تعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، مشيرا إلى وجود جهود قانونية لملاحقة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وشدد عبد العاطي -في مقابلة مع الجزيرة نت- على أن الأزمة ليست قانونية فقط، بل سياسية أيضا، إذ تستدعي تحركا دوليا عاجلا لوقف جرائم الاحتلال وابتزازه للفلسطينيين من خلال تقييد وصول المساعدات الإنسانية.

وأكد أن مؤتمر الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف، المقرر عقده في السابع من مارس/آذار الجاري، قد يكون محطة مهمة للخروج بقرارات ملزمة تضمن حماية المدنيين وإنهاء العقوبات الجماعية التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين.

القصف الإسرائيلي دمر جميع مصادر وإمدادات المياه في غزة (الفرنسية)

وأمس الأحد، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وعرقلة الاحتلال الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

إعلان

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أميركي، ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • تحذير من كارثة صحية في غزة
  • غزة مقبلة على كارثة مائية بعد تهديد الاحتلال بقطع الإمدادات
  • تقرير: فيضانات دانيال تؤدي إلى اكتشاف أثري غير متوقع في شحات
  • القوات المسلحة تشارك في تنظيم المؤتمر السنوي للقلب بمشاركة نخبة من الخبراء المصريين والأجانب
  • العراق بقلب العاصفة.. تقارب واشنطن وموسكو يحرج طهران ويدفعها لـ4 خيارات
  • بلدية غزة: المدينة تعيش كارثة بيئية بفعل تراكم النفايات
  • السلطات السورية تعلن تشكيل لجنة لصياغة إعلان دستوري لإدارة المرحلة الانتقالية
  • كبسولة في عين العاصفة : رسالة رقم [151]
  • أرقام صادمة: كيف اختفى ثلاثي هجوم ريال مدريد أمام بيتيس؟
  • بعد المواجهة العاصفة مع ترامب.. زيلينسكي: لن أعتذر