أدوار استثنائية رفضها الممثل الراحل آلان ديلون
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
كانت مسيرة الممثل الفرنسي الشهير آلان ديلون عملاقة وناجحة، من الصعب اليوم تكرارها نظرا لأداء الممثل الراحل العالي في عدد من الأفلام التي ساهمت في بناء أسطورته في عالم السينما الفرنسية والعالمية. ورفض ديلون الممثل الفرنسي صاحب الشخصية القوية والمواقف الثابتة الظهور في عدد هام من الأعمال العالمية الاستثنائية التي ذهبت في آخر المطاف إلى ممثلين آخرين كبار وصنعت مسيرة عدد كبير منهم.
وقد أدى أيقونة السينما الفرنسية آلان ديلون الذي رحل عن دنيانا يوم 18 أغسطس/آب الجاري، أدوارا هامة في السينما الفرنسية والعالمية ضمنت له مكانة خاصة في قلوب عشاق السينما في فرنسا وخارجها حتى أنه أصبح سفيرا لبلاده في الذاكرة السينمائية العالمية.
وشارك آلان ديلون صاحب التاريخ الحافل في أكثر من تسعين فيلما طيلة مسيرته الفنية، من أبرزها “غيوبار” (الفهد)، “ساموراي” ” بلان سوليي” (في عز الظهر) وغيرها…هذه المسيرة كان يمكن أن تكون أكثر ثراء لو قبل “الفتى الوسيم” أدوارا استثنائية في أفلام عالمية عرضت عليه، إلا أنه رفضها.
قرارات لم يندم عنها آلان ديلون بحسب مقربين منه، على الرغم من أن هذه الأدوار التي اقترحها عليه مخرجون كبار أطلقت مسيرة نجوم عالميين من الطراز الرفيع على غرار آل باتشينو وروبرت دي نيرو وعمر الشريف وغيرهم. فما هي أبرز الأدوار التي رفضها آلان ديلون ؟ ولماذا رفضها؟
في أواخر سبعينيات القرن الماضي، اقترح ألبرت بروكولي منتج سلسلة أفلام جيمس بوند على آلان ديلون أن يؤدي دور الجاسوس البريطاني الشهير لتعويض الممثل الكبير شون كونري الذي أعلن التخلي عن لعب هذا الدور. إلا أن ديلون رفض الاقتراح وفضل الظهور في فيلم ” لو توبيب” (الطبيب) للمنتج الفرنسي آلان تيرزيان الذي صور في نفس الوقت في استوديوهات مدينة “بولونيو” الفرنسية.
وفسر المنتج الفرنسي آلان تيرزيان الذي عبّر عن حسرته لرفض آلان ديلون فرصة لعب جيمس بوند، في 2018 على أثير راديو” أر تي آل” بأن رفض ديلون لهذا الدور يعزى لرغبة الممثل الفرنسي في “السيطرة على مشاريعه السينمائية بشكل كامل” وهو ما قد لا يتاح له القيام مع مثل هذا الصنف من الأفلام .
وكان المنتج الفرنسي آلان تيرزيان -الذي كانت تربطه علاقة قوية مع آلان ديلون- كشف أيضا عن رفض الممثل الفرنسي الشهير لدور اقترحه عليه المخرج ستيفن سبيلبرغ عام 1977 حين كان هذا الأخير في الحادية والثلاثين من العمر.
سبيلبرغ أراد من ديلون المشاركة في فيلم الخيال العلمي والمخلوقات الفضائية الذي صدر في عام 1977 : (Close Encounters of the Third Kind).
الفيلم الملحمي الشهير “لورانس العرب” كاد أن يضم من جملة ممثليه الكبار آلان ديلون في دور الشريف علي الذي مُنح في آخر المطاف إلى الممثل المصري العالمي عمر الشريف. آلان ديلون رفض الدور بعد قيامه بتجارب كاستينغ ناجحة، والسبب هو أنه لم يقبل إخفاء عينيه الزرقاوين بعدسات لاصقة لتستجيب بشكل أفضل مع شخصية الشريف علي التي أداها باقتدار عمر الشريف بعد ذلك.
“لا أرغب في تعلم الحديث بالإنجليزية بلكنة إيطالية..لايعجبني ذلك”. هكذا صرح آلان ديلون لتفسير سبب رفضه لأداء دور مايكل كورليوني في ملحمة فرانسيس فورد كوبولا “العرّاب” (الأب الروحي).
اقرأ أيضاًالمنوعاتوفاة الإسبانية ماريا برانياس موريرا أكبر معمرة في العالم
منتج هذه الملحمة السينمائية من ثلاثة أجزاء روبرت إيفانز لم يكن مقتنعا أبدا باختيار كوبولا الممثل الشاب من أصول إيطالية آل باتشينو لأداء دور الشخصية الكتومة مايكل التي أصبحت الشخصية المحورية في هذه السلسلة الخالدة بعد ذلك.
عائلة كوبولا تلقت أيضا رفضا آخر من آلان ديلون بعد ذلك بعشرات السنين، حين رغبت صوفيا كوبولا ابنة المخرج الشهير، أن يؤدي “الوسيم الفرنسي” دور لويس الخامس عشر في فيلم “ماري أنطوانيت” الذي صدر في 2006 .
وفسر آلان ديلون هذا الرفض بكونه لا يستسيغ أن تقوم “أمريكية برواية قصة فرنسية ” كما صرحت صوفيا كوبولا بنفسها لصحيفة مترو في 2006.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الممثل الفرنسی آلان دیلون
إقرأ أيضاً:
اتصالات لبنان في زمن الحرب.. ضغوط استثنائية وخطط بديلة
مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تشهد البنية التحتية في البلاد ضغوطًا غير مسبوقة، خاصة في قطاع الاتصالات الذي يستفيد منه في أكثر من مجال.
ويثير الانقطاع الجزئي للشبكات في المناطق التي تتعرّض للقصف قلقًا واسعًا، خصوصًا مع تعطّل عدد من المحطّات وخروج أخرى عن الخدمة بسبب الأضرار الكبيرة أو نقص المحروقات والصعوبات اللوجستيّة.
هذا الأمر دفع المسؤولين إلى دراسة خيارات طوارئ وخطط بديلة، تحسّبا لانقطاع أوسع قد يترك البلاد في عزلة رقميّة.
وإذا ما تفاقم الوضع، فإن التأثير سيطال قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، بالإضافة إلى توقّف الأعمال وتعطيل الخدمات التي يعتمد عليها المجتمع بشكل أساسي.
18 محطة متضررةويقول وزير الاتصالات اللبناني، جوني القرم، لموقع "الحرة" إنّ المحطات التابعة لشركتي "ألفا" و"تاتش" الخارجة عن الخدمة ليست جميعها متضرّرة بشكل مباشر نتيجة الحرب، بل هناك بعض المحطّات التي توقّفت عن العمل "لعدم تمكّننا من تزويدها بالمازوت، أو بسبب أعطال لم نستطع إصلاحها لصعوبة الوصول إليها".
أما المحطات المتضرّرة بشكل كامل بسبب الحرب، فهي 18 محطة بواقع 9 محطّات لكلّ شركة، وفق القرم.
ويضيف أنّ "الوزارة تسعى باستمرار للحصول على مؤازرة أمنيّة لنتمكّن من إجراء الإصلاحات أو تزويد المحطات بالمازوت عند توفر الظروف الملائمة للوصول إليها، وفي المناطق التي لم تتعرض للقصف، ما زلنا نوفّر خدمات الاتصالات بنسبة 92%، بينما تصل التغطية على مستوى البلاد إلى نحو 80%".
وفي ما يتعلّق بتهديد انقطاع الاتصالات والإنترنت في لبنان، يوضح القرم أنّ "معظم المحطّات تقع في مناطق تشهد توتّرات شديدة أو عمليات حربيّة، مثل الجنوب والضاحية والبقاع، ولم تقع أضرار مباشرة في بقية المحطّات".
وتمت إعادة توجيه الشبكة في بعض المحطات المتضررة لتأمين التغطية من محطات مجاورة.
إسرائيل تشن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت شن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، سلسلة من الغارات على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، ما تسبب في دمار مباني من بينها مجمع طبي لم يكن محدد في خريطة التحذيرات التي ينشرها الجيش الإسرائيليوبخصوص تعامل الحكومة مع هذا الملف، يقول القرم إن "دورها ليس مباشرا، إذ يتركّز القرار بيد الشركات ووزارة الاتصالات. ومع ذلك، تسهم الحكومة بإصدار المراسيم التي نطلب تفعيلها، خصوصا المتعلقة بالتعليم من بعد".
ويتابع: "تم الحصول على دعم حكومي لتفعيل 3 خطوات رئيسة، أولاً، أبرمت الوزارة اتفاقاً مع شركة مايكروسوفت يتيح الوصول إلى منصة Teams من دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، عبر آلية تعتمد على التعرف على أرقام الهواتف، مما يسهّل على الأساتذة والطلاب في المدارس الرسمية فقط الاستفادة من خدمات التعليم عن بُعد، دون تكاليف إضافية. وقد أتمت الوزارة هذه الدراسة، وستدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء القادم".
وثانياً، تمّ تفويض الوزارة لتوفير ضعف حجم البيانات وزيادة السرعة بأسعار مناسبة ضمن باقات الإنترنت، وهو ما سيساعد في دعم القطاعات الخاصة والمدارس الخاصة، بحسب القرم.
يكمل "وثالثاً، هناك تفويض يحتاج إلى دعم مالي من الحكومة أو من جهات خارجية لإنشاء شبكات واي فاي عامة في مراكز الإيواء، بتكلفة تقارب 18 ألف دولار أميركي. ورغم ارتفاع التكلفة، فإن التنفيذ التقني لهذا المشروع سهل وسريع".
تضارب بشأن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل استبعدت مصادر سياسية مطلعة في لبنان، الأحد، إمكانية التوصل إلى وقف قريب لإطلاق النار على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، في أعقاب ورود تقارير تتحدث عن قرب إبرام اتفاق وإعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرية. تدمير كوابل وشبكات تحت الأرضفي السياق نفسه، يتحدث مع "الحرة"، مدير عام هيئة "أوجيرو" عماد كريديه، وهي اليد التنفيذية لوزارة الاتصالات، وتشكّل البنية التحتيّة الأساسيّة لجميع شبكات الاتصالات بما في ذلك مشغلي شبكات الهاتف المحمول، ومقدمي خدمات البيانات (ومقدمي خدمات الإنترنت وغيرها).
يقول إن الحرب الحالية أثّرت على شبكة الاتصالات، خاصة في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وغارات، حيث تسبّبت الأضرار الكبيرة في البنية التحتيّة بتدمير الكوابل والشبكات تحت الأرض، ما أخرجها عن الخدمة.
في الوقت نفسه، لا يمكن القول إن قطاع الاتصالات في لبنان يشهد تأثيراً واسعاً نتيجة الحرب؛ إذ "ما زلنا نلاحظ استمرارية في الخدمة بشكل طبيعي في معظم المناطق، باستثناء التي تتعرض للقصف"، يضيف كريديه.
ويبيّن: "الوضع العام للاتصالات يبقى مطمئناً، حيث تبلغ نسبة الأضرار 6،6% فقط من مجموع مشتركي أوجيرو. وتمّ وضع خطة بديلة تضمن استمرار تواصل الدولة ومؤسّساتها مع العالم الخارجي في حال انقطاع الإنترنت بشكل كامل، تركّز على توفير الإنترنت لمؤسّسات الدولة فقط، وليس لكل اللبنانيين، بسبب استحالة تأمين الخدمة لهم جميعا في ظل هذه الظروف".
ومن التحديات التي قد تواجهها "أوجيرو" في المرحلة المقبلة، بحسب كريدية هو "التمويل لإعادة بناء ما تهدم"، فهذا سيمثّل عقبة كبيرة بعد الحرب، نظرًا لحجم الأضرار.
ويقول إن مدة إعادة الأمور إلى طبيعتها تعتمد على نوع التكنولوجيا المستخدمة، إلا أن الحد الأدنى المطلوب لإنجاز هذا العمل يقع بين عام وعامين".
قتلى في غارات إسرائيلية على شرق لبنان أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك، مشيرة إلى أن عمليات الإنقاذ ورفع الانقاض لا تزال جارية بحثا عن مفقودين. "بحاجة" لصيانةمن جهته، يقول خبير الاتصالات رولان أبي نجم، إن "الحرب أثّرت على شبكات الاتصالات التابعة لشركتي ألفا وتاتش وشبكة أوجيرو التي أصبحت متهالكة وقديمة، وتفتقر للاستثمارات والتطوير. ومع أن هذه الأضرار تؤثر بشكل ملحوظ، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى انقطاع كامل في شبكة الإنترنت، بل سيقتصر الانقطاع على بعض المناطق المحددة فقط".
ويؤكد لـ"الحرة" أن "الانقطاع الكامل للإنترنت قد يحدث فقط في حال انقطاع الكوابل البحرية التي تزود شبكة أوجيرو بالإنترنت، أو إذا تعذر عليها تزويد المراكز المختلفة بالخدمة".
ويتابع أبي نجم: "حتى الآن، لا يوجد قرار بضرب هذه الشبكات، أو عزل لبنان عن الإنترنت، إذ لا يزال هذا الموضوع ضمن الخطوط الحمراء المتفق عليها، ما لم يصدر قرار سياسي خارجي مفاجئ بهذا الشأن".
ويعتقد أن أي أزمة كبيرة في الإنترنت "ستؤثر بشكل كبير ومباشر على قطاعات عدة، منها التعليم والمستشفيات والأشغال والعمل عن بُعد"، مبيناً أن "كافة شركات الاتصالات في لبنان، خاصة أوجيرو، تعاني أصلًا من مشكلات كبيرة، وتفتقر إلى الصيانة منذ فترة طويلة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع مع استمرار الحرب في لبنان، ويعود هذا الوضع أساسا إلى فساد الدولة والحكومة والوزارات".
وفي حال حدوث انقطاع كلي، يقول أبي نجم، هناك حلول بديلة عبر الأقمار الاصطناعيّة، إلا أن تفعيلها يتطلب أجهزة من الخارج، ومن الصعب إدخالها أو الحصول عليها في الظروف الحاليّة لأنها تُعتبر جزءا من الإنترنت غير الشرعي.