الثورة نت:
2025-04-06@23:51:01 GMT

بناء الحواجز والسدود المائية

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

 

 

اليمن بلاد العرب السعيدة، تمتاز بجمال طبيعتها وتنوع المناخ فيها حتى أن أرضها تعايش هذا التنوع على مدار السنة، أرضها خصبة ولكن في زراعتها تعتمد على الأمطار الموسمية رغم وفرة الأمطار التي تهطل عليها، ولأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي لا بد من اتخاذ خطوات هامة من قبل القيادة السياسية، والمؤسسات الوطنية والوجاهات الاجتماعية، وصولا إلى تنمية الوعي الوطني لدى أفراد المجتمع بأهمية السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية والحبوب وغيرها، فمن لا يمتلك قوته لا يملك قراره وهي حقيقة شاهدة في كل مراحل التاريخ القريب والبعيد.


يشهد التاريخ أن اليمن حضارة السدود وأبرزها سد مارب الذي خلد حضارة سبأ وغيرها، لكن الملاحظ اليوم أن مجمل السياسات المتعاقبة أهملت بناء وإقامة الحواجز المائية والسدود، مما جعل الزراعة تعتمد على مياه الأمطار الموسمية، الأمر الذي أثر سلبا على الزراعة بشكل عام وأعاق توفير المحاصيل الغذائية وجعل الرهان على الاستيراد لتغطية الاحتياجات السكانية منها.
إثيوبيا مناخها موسمي وتهطل عليها الأمطار بكثرة وبغزارة طوال العام ومع ذلك أنشأت سد الألفية لتوليد الكهرباء وتوفير الماء، ومن أجل ذلك تجاوزت كل المخاطر والمحذورات لصالح الظفر بأكبر حصة من المياه، لإدراكها أن الماء أساس الحياة والتطور والازدهار.
تركيا رغم الأنهار الجارية في أراضيها، لم تكتف بذلك، بل أنشأت السدود العظيمة وحولت تركيا إلى واحة خضراء، مما جعل زراعتها طوال العام حتى لو كان ذلك على حساب الدولتين المجاورتين سوريا والعراق، ومثل ذلك الصين التي تسعى لبناء أكبر سد في العالم، في المقابل نجد السودان رغم خصوبة أرضيها إلا أن السعي للاستفادة من ذلك من قبيل المحظورات ولديها النيلان الأبيض والأزرق، ولا يختلف الأمر كثيراً عن جارتها مصر التي دمرت الزراعة على أيدي الخونة لصالح المعونة الأمريكية ومن أجل إرضاء الكيان الصهيوني بموجب تفاهمات اتفاقية (كامب ديفيد).
اليمن أدت السياسات المتعاقبة في عدم الاهتمام بالزراعة، مما أدى إلى إندثار المدرجات الزراعية وأصبح الاعتماد على الخارج لتوفير المحاصيل الاستراتيجية من الحبوب والمواد الغذائية، ليتضح أخيرا أن ذلك تم بموجب سياسات رسمية من قبل العملاء والخونة المجندين لصالح أعداء اليمن (أمريكا وإسرائيل)، فقد تم استهداف المنتجات الزراعية، والثروة الحيوانية، والسلع النقدية كالعسل والزبيب واللوز وغيرها.
يجب أن تستفيد بلادنا من كل مصادر المياه بإنشاء الحواجز والسدود وبناء قنوات الري وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية، فالماء أساس كل حياة قال تعالى ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”، كما يجب عدم ترك حصاد الأمطار يذهب سدى، والذي يؤدي إلى جرف التربة، وتدفق السيول وتدمير المباني والمدرجات وكوارث لا حصر لها، وأبرز مثال على ذلك ما حدث في تهامة.
التوسع العمراني يلتهم المساحات الخضراء وسيؤدي حتما إلى نضوب المياه، مما سيؤثر على الإنسان والحيوان والنبات، وهو ما يستوجب اتخاذ معالجات فورية ببناء الحواجز والسدود، لأن الدراسات الجيولوجية تؤكد أن الحرب القادمة ستكون حرب المياه.
يحمد للقيادة السياسية اهتمامها بتوفير الآلات الزراعية والأسمدة بواسطة وزارة الزراعة، وحتى تتكامل الجهود لا بد من التوسع في إنشاء السدود والحواجز المائية، لما لها من فوائد عظيمة في الري والزراعة والصناعة والسياحة والجمال، وإذا كانت إثيوبيا تستهدف غرس أكثر من ملياري شجرة مثمرة، فعلينا في اليمن أن نسابق في مجال إعادة مجد اليمن، لأنها أرض باركها الله، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم “اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا، قالوا ونجدنا قال يا رسول الله: هناك الزلازل والفتن وبها أوقال يخرج قرن الشيطان”.
لذا يجب علينا إذا أردنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل النقدية والحبوب أن نحافظ على كل قطرة من قطرات الماء، ولا ندعها تذهب هدرا مع ما يستتبع ذلك من آثار ضارة على البيئة والإنسان والحيوان.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية

 

 

في زمنٍ عَـزَّ فيه الكلام الصادق، وارتفعت أصوات الباطل كقرع الطبل الأجوف، يطل على الأمة والإنسانية من يمن الإيمان والحكمة، قامةٌ باسقة، كشجرة السدر في الصحراء، ظلالها وارفة، وثمارها دانية. إنه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، صوت الحق المدوّي في وجه الظلم يزلزل عروش الظالمين، ونبراس الأمل في ليل اليأس يضيء دروب المستضعفين.

بدوريةٍ أسبوعية وأحياناً نصف أسبوعية وشبه يومية – وعلى مدار قرابة سنتين عجاف من النخوة العربية – يقف السيد عبدالملك شامخاً، يلقي كلماته، لا يملّ ولا يكل، وكأنها جداول تروي عطشَ الروح، وتغذي العقل. يتناول قضية العرب الأولى، الصراع العربي الإسرائيلي الأمريكي، لا كخبر عابر في نشرة الأخبار، بل كجرح غائر في جسد الأمة، يستدعي له كل ما يملك من فكر وعلم وبصيرة.

يستلهم من القرآن الكريم نوراً، ومن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هدىً، ومن نهج الإمام علي بن أبي طالب قوةً وعدلاً. يوظّف التاريخ كشاهد، والأحداث كعبر، ليصوغ لنا خطاباً فريدا، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الروحانية والواقعية.

كلماته ليست مجرد دروسٍ تلقينية أو محاضراتٍ عابرة، بل هي سهامُ الحق تصيب كبد الباطل، وتزلزل أركانه، وجرعاتُ توعية وتحفيز، وهي نفخٌ في الرماد ليشتعل نارا، وغرسٌ لبذور العزة والكرامة في نفوس أبناء شعبه اليمنيين وأبناء العرب والمسلمين. يحاول أن يبني فيهم شخصيةً قويةً، واعيةً، قادرةً على مواجهة التحديات، ومقارعة الظلم.

إنه بحق إعجاز البيان؛ فالسيد عبدالملك، بكلماته التي تنساب كالنهر، يروي القلوب العطشى للمعرفة، ويوقظ العقول الغافلة. لا تملّ الأذن من سماع حديثه، ولا يكل الفؤاد من تتبع أفكاره، ففي كل كلمة، يطل علينا بوجهٍ أكثر حضورا، ورؤية أعمق، وإشراقة أبهى. وكأنه يطوّع اللغة، ينتقي المعاني، ويصوغ العبارات، فيبهرنا بجمالها، ويسحرنا بتأثيرها. إنه بحق، قائدٌ مفوّه، يجمع بين فصاحة اللسان، وبلاغة البيان، وقوة الحجة، وسطوة البرهان.

ويا لتوفيق الله له، فهو ليس فقط رجل قول، بل هو رجل فعل. فبينما يصدع بصوته في الكلمات، يقود بنفسه معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، إسناداً للشعب الفلسطيني المظلوم، ودفاعاً عن بلده اليمن وشعبه العزيز ضد العدوان الأمريكي السافر، فبعمليات عسكرية جريئة، يزلزل كيان العدو الإسرائيلي ويزعزع اقتصاده، ويقض مضاجع حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر. إنه القائد الذي يترجم كلماته إلى واقع، ويحوّل أحلامه إلى انتصارات، ويثبت للعالم أجمع أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.

وفي كل قولٍ وفعل، يَظهر جلياً ارتباطه الوثيق بالله – سبحانه وتعالى- فهو القائد المؤمن الذي يرى في كل معركةٍ تجلياً لقدرة الله، وفي كل انتصارٍ برهاناً على صدق وعده. يزرع في نفوس المسلمين الثقة بالله، واليقين بنصره، ويذكّرهم دائماً بأن النصر لا يأتي بالقوة والعُدة، بل بالإيمان والتوكل على الله. فبهذا الإيمان العميق، والتوكل الصادق، استطاع أن يحقق المعجزات، وأن يغير موازين القوى، وأن يثبت للعالم أجمع أن الله مع الحق وأهله.

واليوم، يصدع السيد عبدالملك بصوته عالياً، ويحذّر: فلا يتورطنَ أحدٌ مع الأمريكي ضد اليمن. ويخاطب شعوبَ العالم فضلاً عن شعوب الأمة، يدعوها للتحرر من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ولكسر قيود العبودية، والانعتاق من براثن الذُل، واستعادة الكرامة المسلوبة، يحذّرها من الصمت عن الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في غزة وباقي فلسطين . إنه يدرك أن الظلم لا يعرف حدوداً، وأن الصمت عنه يشجع الظالم على التمادي في غيّه.

وهكذا، يوماً بعد يوم، يَظهر السيد عبدالملك بحجمه الحقيقي، لا مجرد زعيم يمني، بل قائداً للأمة، وصوتَ الضمير الإنساني، ورمزَ الخير العالمي، وعنوانَ العزة والكرامة. إنه الأمل الذي يضيء للأمة وللإنسانية الطريق في هذا الظلام الدامس. فليحفظه الله – سبحانه وتعالى- ويسدّد خطاه، ويجزيه عنّا خير الجزاء، ويجعل كلماته نوراً يهدينا، وسلاحاً نحارب به الظلم وننصر به الحق، وعزاً ننتصر به على الباطل.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.

 

*وزير الإعلام

 

مقالات مشابهة

  • طقس السعودية.. هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة على منطقة حائل
  • الزراعة تستعرض إنجازات مركز البحوث الزراعية خلال إجازة عيد الفطر
  • إحباط 62 محاولة بناء على أملاك الدولة والأراضي الزراعية خلال إجازة العيد بالجيزة
  • منع 62 مخالفة بناء على أملاك الدولة والأراضي الزراعية خلال إجازة عيد الفطر بالجيزة
  • تحديد مدة منع صيد الأسماك في جميع المسطحات المائية
  • درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية
  • "قمحة": قضية المياه أمن قومي.. ومصر لن تتهاون في حقوقها المائية
  • وزيرة البيئة تتفقد مباني المتاحف الزراعية استعدادًا لمعرض زهور الربيع
  • توقع صادم من "الفاو" لما سيحدث في اليمن خلال الأيام القادمة
  • وفد من القوات عرض مع وزير الزراعة شؤون القطاع