الثورة نت:
2025-04-26@08:04:30 GMT

بناء الحواجز والسدود المائية

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

 

 

اليمن بلاد العرب السعيدة، تمتاز بجمال طبيعتها وتنوع المناخ فيها حتى أن أرضها تعايش هذا التنوع على مدار السنة، أرضها خصبة ولكن في زراعتها تعتمد على الأمطار الموسمية رغم وفرة الأمطار التي تهطل عليها، ولأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي لا بد من اتخاذ خطوات هامة من قبل القيادة السياسية، والمؤسسات الوطنية والوجاهات الاجتماعية، وصولا إلى تنمية الوعي الوطني لدى أفراد المجتمع بأهمية السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية والحبوب وغيرها، فمن لا يمتلك قوته لا يملك قراره وهي حقيقة شاهدة في كل مراحل التاريخ القريب والبعيد.


يشهد التاريخ أن اليمن حضارة السدود وأبرزها سد مارب الذي خلد حضارة سبأ وغيرها، لكن الملاحظ اليوم أن مجمل السياسات المتعاقبة أهملت بناء وإقامة الحواجز المائية والسدود، مما جعل الزراعة تعتمد على مياه الأمطار الموسمية، الأمر الذي أثر سلبا على الزراعة بشكل عام وأعاق توفير المحاصيل الغذائية وجعل الرهان على الاستيراد لتغطية الاحتياجات السكانية منها.
إثيوبيا مناخها موسمي وتهطل عليها الأمطار بكثرة وبغزارة طوال العام ومع ذلك أنشأت سد الألفية لتوليد الكهرباء وتوفير الماء، ومن أجل ذلك تجاوزت كل المخاطر والمحذورات لصالح الظفر بأكبر حصة من المياه، لإدراكها أن الماء أساس الحياة والتطور والازدهار.
تركيا رغم الأنهار الجارية في أراضيها، لم تكتف بذلك، بل أنشأت السدود العظيمة وحولت تركيا إلى واحة خضراء، مما جعل زراعتها طوال العام حتى لو كان ذلك على حساب الدولتين المجاورتين سوريا والعراق، ومثل ذلك الصين التي تسعى لبناء أكبر سد في العالم، في المقابل نجد السودان رغم خصوبة أرضيها إلا أن السعي للاستفادة من ذلك من قبيل المحظورات ولديها النيلان الأبيض والأزرق، ولا يختلف الأمر كثيراً عن جارتها مصر التي دمرت الزراعة على أيدي الخونة لصالح المعونة الأمريكية ومن أجل إرضاء الكيان الصهيوني بموجب تفاهمات اتفاقية (كامب ديفيد).
اليمن أدت السياسات المتعاقبة في عدم الاهتمام بالزراعة، مما أدى إلى إندثار المدرجات الزراعية وأصبح الاعتماد على الخارج لتوفير المحاصيل الاستراتيجية من الحبوب والمواد الغذائية، ليتضح أخيرا أن ذلك تم بموجب سياسات رسمية من قبل العملاء والخونة المجندين لصالح أعداء اليمن (أمريكا وإسرائيل)، فقد تم استهداف المنتجات الزراعية، والثروة الحيوانية، والسلع النقدية كالعسل والزبيب واللوز وغيرها.
يجب أن تستفيد بلادنا من كل مصادر المياه بإنشاء الحواجز والسدود وبناء قنوات الري وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية، فالماء أساس كل حياة قال تعالى ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”، كما يجب عدم ترك حصاد الأمطار يذهب سدى، والذي يؤدي إلى جرف التربة، وتدفق السيول وتدمير المباني والمدرجات وكوارث لا حصر لها، وأبرز مثال على ذلك ما حدث في تهامة.
التوسع العمراني يلتهم المساحات الخضراء وسيؤدي حتما إلى نضوب المياه، مما سيؤثر على الإنسان والحيوان والنبات، وهو ما يستوجب اتخاذ معالجات فورية ببناء الحواجز والسدود، لأن الدراسات الجيولوجية تؤكد أن الحرب القادمة ستكون حرب المياه.
يحمد للقيادة السياسية اهتمامها بتوفير الآلات الزراعية والأسمدة بواسطة وزارة الزراعة، وحتى تتكامل الجهود لا بد من التوسع في إنشاء السدود والحواجز المائية، لما لها من فوائد عظيمة في الري والزراعة والصناعة والسياحة والجمال، وإذا كانت إثيوبيا تستهدف غرس أكثر من ملياري شجرة مثمرة، فعلينا في اليمن أن نسابق في مجال إعادة مجد اليمن، لأنها أرض باركها الله، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم “اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا، قالوا ونجدنا قال يا رسول الله: هناك الزلازل والفتن وبها أوقال يخرج قرن الشيطان”.
لذا يجب علينا إذا أردنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل النقدية والحبوب أن نحافظ على كل قطرة من قطرات الماء، ولا ندعها تذهب هدرا مع ما يستتبع ذلك من آثار ضارة على البيئة والإنسان والحيوان.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نائب وزيرالزراعة : الصادرات الزراعية المصرية احتلت مكانة مرموقة في الأسواق العالمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، إنه بالرغم من التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي ، فقد احتلت الصادرات الزراعية المصرية مكانة مرموقة في الأسواق العالمية خلال السنوات الأخيرة، من خلال دعم وتطوير منظومة التكويد والتتبع للصادرات الزراعية لا سيما في المحاصيل التصديرية ذات الأهمية الاستراتيجية، وكذلك التوسع في فتح أسواق خارجية جديدة أمام الصادرات المصرية.

مصر استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي لكثير من السلع الغذائية

وأضاف الصياد، خلال كلمته اليوم بالجلسة العامة لمجلس الشيوخ، إن مصر استطاعت تحقيق الإكتفاء الذاتي لكثير من السلع الغذائية الهامة مثل جميع أنواع الخضروات والفاكهة من خلال التوسع الأفقي والرأسي في قطاع الزراعة حيث تحقق فائض تم تصديره للخارج بكمية حوالي 8.6  مليون طن خلال عام 2024 وقد حققت بعض المنتجات والسلع الزراعية قدر ملموس من الإكتفاء الذاتي مثل: (الأرز والألبان الطازجة ولحوم الدواجن وبيض المائدة، وهناك بعض السلع الزراعية التي قاربت على تحقيق الاكتفاء الذاتي مثل : (الأسماك والسكر).

وتابع نائب وزير الزراعة:" كما تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي جهودها لتطوير القطاع الزراعي من خلال تطبيقات رقمية حديثة تسهم في تحسين جودة الخدمات الزراعية مثل رقمنة خدمات الحجر الزراعي، وتكويد المزارع التصديرية ورقمنة منظومة الأسمدة، من خلال منظومة كارت الفلاح، وقد بلغت المساحات المسجلة على المنظومة حتى الآن حوالي 7.5 مليون فدان.

وأشار الصياد، إلى التأكيد على أن وزارة الزراعة تكثف جهودها في الفترة الحالية للعمل على زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير الخامات الزراعية اللازمة للتصنيع الزراعي، وتتمثل إجراءات وزارة الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في تنفيذ الأهداف الإستراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة 2030.

مقالات مشابهة

  • الزراعة: إشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المدارس الفنية الزراعية
  • وزير الزراعة بحث في تفعيل التعاونيات الزراعية واستثمار سوق السمك
  • “بيئة عسير” تقيم ورشة عمل لتأهيل الحواجز المائية الجبلية
  • بيئة عسير تيقيم ورشة عمل لتأهيل الحواجز المائية الجبلية
  • اسواق الخليج في المقدمة.. العراق يصدر مليون و 500 الف طن من منتجاته الزراعية الى الخارج
  • امانة بغداد: آلية جديدة لتنظيم البناء في الأراضي الزراعية
  • هزاع بن زايد: الاستثمار بالتكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية
  • خلال 3 أشهر.. تسجيل أكثر من 11 ألف إصابة بالكوليرا والإسهالات المائية في اليمن
  • نائب وزيرالزراعة : الصادرات الزراعية المصرية احتلت مكانة مرموقة في الأسواق العالمية
  • الزراعية تحث المزارع على توريد محصول القمح