جدة – ياسر خليل

كشف مختصون أن الألعاب الإلكترونية أبعدت الأبناء عن الأنشطة التفاعلية كممارسة الرياضة وعدم التواصل مع الآخرين اجتماعيًا وتجنب الرحلات المفيدة وغير ذلك، فقضاء الأطفال بمختلف الشرائح العمرية معظم أوقاتهم وراء الألعاب الإلكترونية أصبح يشكِّل مخاطر صحية واجتماعية ونفسية ، مؤكدين أن الألعاب الإلكترونية شهدت خلال السنوات الأخيرة صناعة كبيرة لا حدود لها فأنجذب نحوها الأطفال بشكل كبير، وبذلك أصبح سوقها اليوم يعد من أهم الأسواق في صناعة الألعاب الإلكترونية.


بداية يرى البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الاطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن من السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الأبناء الأعزاء هو قضاء معظم أوقاتهم وراء الألعاب الالكترونية ، وبالتالي هدر كل الوقت وراء هذه الألعاب دون وجود أي أهمية لتنظيم وإدارة الوقت ، فكما هو معروف الألعاب الإلكترونية تستقطب كل الوقت لأنها تكون مرتبطة بوجود مراحل متعددة للعبة والتي يتفاعل معها الفرد ويستمر إلى ساعات ما لا نهاية ، والأمر الذي ساعد على إدمان الأبناء لهذه الألعاب الالكترونية سهولة تواجدها على أجهزة الألعاب المحمولة والهواتف الذكية.

وتابع: هناك أعراض وانعكاسات سلبية عديدة تترتب على إدمان الأطفال بمختلف الشرائح العمرية على الألعاب الإلكترونية ، وتشمل ضعف الأداء في المدرسة أو التمارين الرياضية نتيجة الانشغال باللعب، إهمال ممارسة الهوايات والأنشطة الأخرى، إهمال التواصل الاجتماعي مع الآخرين، عدم القدرة على وضع قيود على مقدار الوقت الذي يقضيه اللعب، ظهور علامات الانفعال أو القلق أو الغضب عند إجباره على التوقف عن اللعب ولو لفترات وجيزة، استمرار الحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في ممارسة الألعاب أو اللعب بشكل مكثف للحصول على نفس المستوى من المتعة.

وختم البروفيسور الأغا حديثه بقوله: هناك أعراض صحية أخرى مثل البدانة ، قلة النوم أو الأرق، مشاكل سلوكية، بما في ذلك التصرفات الاندفاعية، فقدان المهارات الاجتماعية، إجهاد العين، مشاكل الرقبة والظهر، القلق، الكآبة، صعوبات في قيام الأعمال المنزلية أو المدرسية، لذا يجب على الأبناء الحد من استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية وتنظيم الوقت والاهتمام أكثر بالتحصيل العلمي.


وقي السياق، يقول المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري: أصبحت الألعاب الإلكترونية لا غنى عنها في حياة الأطفال، كوسيلة للترفيه، ولكن للأسف عندما تصبح هذه الألعاب إدمانًا في حياة الأطفال فهنا يكون الخطر من جميع الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية ، لكونها أبعدت الفرد عن واقعه الاجتماعي وقد يترتب على ذلك ضعف الترابط الأسري، تراجع البر بالوالدين والعلاقات الأخوية، وانتشار ثقافات سلبية لا تمت لمجتمعنا بصلة.

واستطرد قائلاً: تعتمد مخاطر الألعاب الإلكترونية على نوع اللعبة وكمية الوقت المخصص لها، لذا لا بد من تجنب الاستخدام المفرط للألعاب، الذي يؤدي إلى العزلة وقلة النشاط البدني، والتأثير السلبي على الصحة الذهنية، كما تسبب بعض الألعاب العنف والعدوانية مما يؤثر على سلوك الأطفال. وهنا من المهم اختيار ألعاب مناسبة للأعمار المختلفة فالمحتوى يلعب دوراً مهماً في تجنب المخاطر، وأن للأهل دوراً أساسياً في توفير بيئة آمنة ومتوازنة وصحية، وتقديم التوعية حول استخدام هذه الألعاب، ومشاركة الأسرة في أنشطة الأطفال والتفاعل معهم، لإيجاد قنوات اتصال مباشرة لفهم طريقة تفكيرهم ومشاعرهم تجاه الألعاب.


وخلص الناشري إلى القول: للحد من مخاطر الألعاب الإلكترونية يجب على أولياء الأمور إلزام الأبناء بوقت معين للعب، مع مراقبة هذه الألعاب ونوعيتها، وتشجيعه أيضا على ممارسة الأنشطة التفاعلية، والحرص على توعية الأبناء بتجنب الألعاب السيئة، فللأسف هناك العديد من الألعاب الإلكترونية التي تحتوي على عنف مفرط،  وألفاظ نابية، والعديد من الأشياء الأخرى التي لا يمكن للأطفال تصورها بالطريقة الصحيحة قد يفشلون في أخذ هذه الصور بحذر وقد ينتهي بهم الأمر بمحاولة محاكاة نفس السلوك كما تم تصويره في الألعاب، كما يؤدي المحتوى العنيف في الألعاب الإلكترونية إلى جعل الأطفال غير صبورين وعدوانيين في سلوكهم.


ويتفق المهتم بالشأن الاجتماعي عادل سليمان مع الآراء السابقة ويقول: الألعاب الإلكترونية العنيفة تُحرض الأطفال على العدوانية، فأهم الآثار النفسية هي وصول الأبناء إلى مرحلة الإدمان وفرض حالة من العزلة والانفصال عن الواقع، لافتًا إلى أن حرص الوالدين على القرب من الأبناء خلال ممارساتهم أنشطتهم اليومية، وخلال استخدامهم الأجهزة الإلكترونية يحافظ على صحتهم البدنية والعقلية، ويوفر لهم الحماية اللازمة.

وأكد أن المسؤولية الأساسية في حمايتهم من الإدمان الإلكتروني، تقع على الأهل ومدى تحكمهم في نوع الألعاب المسموح بممارستها، والوقت المحدد للعب، خاصة أن زيادة الوقت اليومي المخصص للألعاب الإلكترونية يتسبب في إصابة الأطفال بضغط ذهني ونفسي يترك آثاراً سلبية كبيرة مستقبلاً ، بجانب العزلة الاجتماعية، ومشكلات صحية ونفسية وإهمال الواجبات المدرسية، كما يمكن أن يتعرض الطفل خلال اللعب إلى التنمر الإلكتروني، حيث يقوم بعض اللاعبين باستغلال هويتهم الخفية بالازدراء أو بإرسال رسائل مسيئة ومؤذية، أو تعليقات خارجة تؤثر في نفسية الأطفال.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الألعاب الإلکترونیة هذه الألعاب

إقرأ أيضاً:

رمضان.. تكوين زمني مختلف

يأتي رمضان في روحانيته، حاملاً معه فرصةً عظيمةً لتهذيب الروح، وصفاء الذهن، وتوجيه مسارات الفرد، وتفكيك مكنونات النفس، واستخلاص العناصر الإيجابية الكامنة في أعماقها، وجعلها قادرةً على التغيير .
فرمضان الشهر المبارك، يعيد تشكيل الوعي؛ ويجعلنا قادرين أن نرى أنفسنا كما هي؛ بدون الضغوط الدائمة للإنجاز، ودون الحاجة الملحة لرغبات الحياة اليومية المتسارعة.
لرمضان تكوين زمني مختلف لا يشابه غيره من شهور السنة، مايمنحنا القوة في كسر الروتين المعتاد، ويخلق لنا زمناً مختلفاً في كل تفاصيله .
للوقت في رمضان إيقاع مختلف في جدولته وأهميته، وترقبنا للدقائق والثوان. وكل ذلك ينمِّي الوعي الذاتي بالسيطرة على الوقت، وإدراك أهميته .
والتغيير في رمضان ليس مبدأً فردياً؛ بل تغيير محوري يشمل الكيانات الأسرية، ويساعد في بناء مشروع أسري جديد، قائم على التهذيب على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي؛ممَّا يساهم في التطوير ؛ وعليه تبقى تربية الأبناء في رمضان أولويةً يجب أن تؤخذ بأفضل الأساليب التربوية والتعليمية، وأن تكون قائمةً على الموازنة والاعتدال في ممارسة الشعائر أو الممارسات الاستهلاكية ووجبات الإفطار والسحور، لأن مبدأ التوازن مهم جداً في صناعة شخصية الأبناء.
وأيضاً لا ننسى تعظيم ثقافة الأدوار، ووضع برنامج متكامل للبيت يحدد فيه مهام كل فرد من الأسرة، لتشجيع الأبناء، وتقوية شعورهم بالمسؤولية، وتقوية شخصياتهم ومساعدتهم في الاستقرار الأسري.
ونحن نعلم جيداً أن رمضان فرصة لتهذيب النشء، وصياغة مفاهيمه الدينية والاجتماعية، وتقوية الركائز الأساسية التي من أهمها الحرص على الصلاة برفقة الأهل إلى المساجد، وقراءة القرآن، والحرص على الطاعات، وإشراك الأبناء في كل مانقوم به من عبادات وأعمال خيرية، وتدريبهم عليها ليسهل عليهم اكتسابها، ونكون لهم القدوة الأمثل .
ويرتكب بعض الآباء والأمهات خطأً كبيراً ، عندما ينعزل أثناء تأدية العبادات، ويخلو بنفسه دون أبنائه، فهو يحرمهم من فرصة التعلم بالقدوة، التي لها دور كبير في تعلم الطفل، واكتسابه للعادات الحسنة.
ونحن في أمس الحاجة إلى ربط الأجيال بهذا الشهر الكريم، لأنه من الأشهر التي تعطي للأسرة فرصة سانحةً للتقويم والتهذيب والتربية والتوجيه الأمثل لمعرفة الأسس الحياتية التي من المهم أن يعرفها الأبناء.
وتعديل السلوكيات الخاطئة، كالبعد عن الألفاظ النابية والشجار مع الإخوة ، وللأسف نحن نحرص على العبادات دون المعاملات رغم أهمية المعاملة في الدين.
أما على الجانب الاجتماعي، فإننا وكما تعلمون في شهر فضيل يكثر فيه التواصل والتزاور بين الأهل والجيران والأصدقاء، كي يدرك الجيل أهمية صلة الرحم، وإظهار الموده والعيش في مجتمع متماسك .
ولا ننسى الجانب الترفيهي في سهرات رمضانية بالألعاب والمسابقات المتنوعة، والحوارات الجميلة والهادفة بين أفراد الأسرة، لتكون ليالي رمضان مفيدةً جميلةً ورائعةً لاتنسى.

مقالات مشابهة

  • رمضان.. تكوين زمني مختلف
  • تحذيرات أممية: منع دخول المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر
  • في الإمارات “معاداة السامية جريمة”!!
  • الشركة المنتجة للعبة Free Fire تريد تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب
  • "تعليم الشرقية" توجه باستخدام السبورات التفاعلية وأجهزة التابلت في شرح المناهج
  • مقترح برلماني لحظر تداول الألعاب النارية في مصر
  • مقترح برلماني بحظر تداول الألعاب النارية في مصر
  • احذر من مخاطر الألعاب النارية على الأطفال في شهر رمضان
  • رمضان فرصة.. طرق محاربة إدمان المشروبات الغازية
  • BME تعلن عن شراكات استراتيجية لدعم صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر