25 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تشهد كركوك مرحلة حرجة من التوترات السياسية والعرقية، حيث تصاعدت الخلافات بين الأحزاب والمكونات المختلفة بعد انتخاب محافظ جديد من «الاتحاد الوطني الكردستاني».

ومع إعلان أحزاب تمثل العرب والتركمان والكرد مقاطعة مجلس المحافظة، ورفض حزب «السيادة» الاعتراف بشرعية الحكومة المحلية، أصبحت المدينة على حافة الانقسام والاضطراب.

وهذه التطورات الخطيرة تثير مخاوف من مستقبل مجهول لكركوك، قد يتسم بتصاعد الفتنة الداخلية وتهديد استقرارها الأمني والسياسي، مما يعرض مصالح سكانها للخطر ويضع المدينة أمام تحديات غير مسبوقة في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية والمحلية.

وأعلنت أحزاب تمثل طيفاً من العرب والكرد والتركمان مقاطعة مجلس محافظة كركوك، احتجاجاً على انتخاب محافظ من «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة بافل طالباني.

ويبدو أن مقاطعة هذه الأحزاب لمجلس محافظة كركوك تمثل رفضاً جماعياً لتعيين محافظ جديد من «الاتحاد الوطني الكردستاني».

ويعكس هذا القرار عدم رضا هذه الأحزاب عن توازن القوى داخل المجلس، وربما يشير إلى مخاوف بشأن عدم تمثيل مصالحها بشكل مناسب في الإدارة المحلية.

واختيار المحافظ من حزب معين قد يُنظر إليه كخطوة لتعزيز نفوذ هذا الحزب على حساب الأحزاب الأخرى، مما يزيد من التوترات الطائفية والسياسية في كركوك، وهي منطقة تتميز بتعددها العرقي والطائفي.

وانتخب طه ريبوار محافظاً بدعم من حزب «تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي، وحزب «بابليون» المسيحي، بضمانة «عصائب أهل الحق» ورعايتها.

لكن هذا التحالف الذي شمل أحزاباً ذات توجهات مختلفة (السنية والمسيحية والشيعية) يعكس توازنات سياسية معقدة في كركوك.

ودعم هذه الأطراف للمحافظ الجديد قد يكون ناتجاً عن اتفاقيات ضمنية أو علنية تخدم مصالح مشتركة، ولكن هذا النوع من التحالفات يمكن أن يكون هشاً، خاصةً إذا لم تتوافق مصالح الأحزاب المشاركة على المدى البعيد. كما أن تدخل «عصائب أهل الحق» يوحي بدور مهم للفصائل في السياسة المحلية.

وغاب ممثلو المكون التركماني، وحزب «السيادة»، إلى جانب «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني عن جلسة الانتخاب.

حيث ان غياب هذه الأطراف عن جلسة الانتخاب يعد بمثابة احتجاج صامت ورفض لعملية انتخاب المحافظ الجديد. هذا يعكس انقساماً واضحاً في المشهد السياسي، حيث أن هذه الأطراف تشعر بأنها تم تهميشها أو أن العملية لم تكن عادلة أو شاملة. خاصة بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يعتبر من أكبر الأحزاب الكردية، فإن غيابه يعكس موقفاً معارضاً واضحاً تجاه سياسات الاتحاد الوطني الكردستاني، مما يفاقم من الانقسام داخل البيت الكردي.

واعلن حزب «السيادة» الذي يمثّل طيفاً من العرب السنة في كركوك مقاطعته اجتماعات مجلس كركوك ما يُظهر تعميق الفجوة بين مكونات المحافظة، خاصةً في ظل القرارات السياسية المتخذة من قبل مجلس المحافظة. هذه المقاطعة يمكن أن تؤدي إلى تعطيل عمل المجلس وتفاقم الأزمة السياسية، كما أنها قد تعكس قلق العرب السنة من استحواذ الأحزاب الأخرى على السلطة، وعدم الحصول على تمثيل عادل في القرارات الحكومية.

وصرح  المتحدث باسم «السيادة» خالد المفرجي بأن الحزب يرفض الاعتراف بشرعية الحكومة المحلية.

وهذا التصريح يشير إلى موقف حازم من قبل حزب «السيادة» ضد الحكومة المحلية، ويدل على أن الصراع ليس فقط على مستوى الانتخابات بل يمتد إلى رفض تام لمخرجاتها وشرعيتها. وهذا النوع من التصريحات يمكن أن يفاقم التوترات ويزيد من حدة الانقسامات بين المكونات المختلفة في كركوك، مما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني.

ودعا المحافظ الجديد القوى السياسية المتناحرة إلى الحوار والعمل معاً لإصلاح الوضع وتقديم الخدمات إلى السكان، ومع ذلك، وبالنظر إلى مستوى التوترات الحالية والانقسامات العميقة، فإن نجاح هذه الدعوة يعتمد بشكل كبير على استعداد الأطراف المعنية للجلوس على طاولة الحوار والتفاوض.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاتحاد الوطنی الکردستانی فی کرکوک

إقرأ أيضاً:

الانتخابات البرلمانية القادمة ‏

بدأ الحراك السياسي يظهر في الشارع المصري مبكرًا وخصوصًا في محافظات الصعيد والأقاليم، استعدادًا للاستحقاق الدستوري الخاص بانتخابات غرفتي الشورى والنواب في منتصف ونهاية العام القادم 2025، فما بين مرشحين محتملين يحاولون الظهور في المشهد مبكرا لينالوا حسب اعتقادهم التواجد داخل القائمة الوطنية أو فردي داخل الأحزاب القوية، وما بين نواب حالين يحاولون التواجد أو التنقل ما بين الغرفتين، هكذا شكل بوادر الحراك رغم عدم البت النهائي في اقتراحات مخرجات الحوار الوطني والتي رفعت للسيد الرئيس.

والسؤال المطروح الآن ماذا تحتاج مصر من البرلمان القادم بغرفتيه؟

بما أن مصر على أعتاب تحول كبير داخل استراتيجية عمل متكاملة ترتكن على جوانب عدة منها توليد جهاز إداري عصري يكون قاطرة لسحب مؤسسات الدولة نحو الرقمنة والحوكمة، لإدارة منظومة عمل تتشعب ما بين تعليم عصري يعمل على بناء جيل مرتبط ثقافيًا بهوية الوطن وعمليا بسوق العمل، وبقوة دفع اقتصادية تستمد قوتها من عوامل متعددة من الزراعة واستهداف توفير أمن غذائي ذاتي، وصناعة وطنية تعمل على استغلال ما تمثله مصر من مرتكز جغرافي عالمي يسهل سلاسل الإمداد لقارات العالم، وتوطين صناعات متنوعه تستمد قوتها على ما تمتلكه مصر من ثروات وموارد طبيعية، واستراتيجية عمل للسياحة تجعل مصر تستفيد بما لديها من سياحة متنوعة.

وبناًء علي ذلك لابد أن يكون اختيار المرشح المحتمل بشروط تحمل سمات وصفات علمية وعملية وثقافية مرتبطة، باستراتيجية العمل المذكوره، وما أود اقتراحه وطرحه علي الجهات المسؤولة والمعنية عن اختيار المرشحين داخل القائمة أو الأحزاب القوية، أن يتم عمل ملف كامل شامل من متخصصين عن كل محافظة لما تمتلكه من موارد وثروات طبيعية، ونوعية المشروعات التنموية المقترحة والمرتبطة بتلك الموارد والثروات والعمل علي توطينها في الظهير الجغرافي لتلك المحافظة لخلق مجتمعات حديثة سكانية وصناعية علي المدي البعيد، وهذا هو التمدد السطحي الذي سيساهم في حل مشاكل مصر بشكل سريع وسليم، وبناء علي ذلك يتم اختيار المرشح الذي يمتلك مقومات وقدرات علمية وعملية وثقافية مرتبطة بنوعية المشروعات التنموية المقترح إقامتها داخل محافظته ودائرته الانتخابية.

ولدي ثقة كبيرة في الجهات المعنية والمسؤولة في قدرتها علي الاختيار بعيدا عن أي دوافع ضاغطة تؤدي الي محاصصة وتقسيم الاختيار ما بين المال والقبلية والدين، وما أود طرحه كمقترح وطني لابد من عدم الاعتماد مرة أخري علي الكثير من النواب الحاليين لمجلسي الشعب والشوري، وعدم اختيارهم كمرشحين محتملين للقائمة أو الأحزاب الفردية القوية، والسبب أن الفترة الماضية ولأسباب متنوعة حدث تزاوج مصالح كاثوليكي ما بين النواب والمسئولين التنفيذين داخل دوائرهم الانتخابية، فالأول يحمي المسؤول من المسائلة، والثاني يقنن مصالح النائب وأتباعه ويعطيها غطاء قانوني.

وفي الأخير لابد من أن يتضمن اختيار المرشحين الكثير من المعارضين الوطنيين أصحاب الرأي والفكر والرؤية لتكتمل الصورة الجميلة التي ننتظرها للجمهورية الجديدة في السنوات الخمس القادمة.

اقرأ أيضاًفرنسا تعيش أزمة سياسية بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية

فرنسا.. بدء التصويت في الانتخابات البرلمانية المبكرة

مقالات مشابهة

  • لضمان السيادة اللقاحية.. الحكومة تصادق على مراجعة مدونة الأدوية والصيدلة
  • حماس تلتقي الوسطاء بالدوحة واتهامات لنتنياهو بإفشال الصفقة
  • تحالف السيادة:لا حل لأزمة الرئاسة البرلمانية
  • في مشهد مهيب: حضرموت تشهد تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل رائد مزروع!
  • مشهد إتاوات يحتاج لتفسير
  • عرض فيلم وثائق بيبي رغم معارضة نتنياهو.. تحقيقات مسرّبة واتهامات بالفساد
  • شويغو مفتتحا لقاء أمنيا لممثلي “بريكس” و”بريكس+”: تآكل نظام الأمن الدولي يهدد الدول ذات السيادة
  • هاريس وترامب في المناظرة الرئاسية.. وعود واتهامات متبادلة
  • مواجهة حادة بين منتجي الدواجن.. واتهامات بالتلاعب في سعر البيض (فيديو)
  • الانتخابات البرلمانية القادمة ‏