«الساعة البيولوجية» للطلاب.. تؤرق أولياء الأمور
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةدعا أطباء أولياء الأمور والطلبة إلى ضبط مواعيد الاستيقاظ والنوم، وذلك بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، لمساعدتهم على ضبط «الساعة البيولوجية» وتجنب السهر إلى ساعات متأخرة، الأمر الذي يفقدهم التركيز وقد يؤدي لتقلب المزاج.
وأوضحت الدكتورة لمياء ناصر الصبيحي، استشارية طب أعصاب الأطفال في مدينة برجيل الطبية، أن هناك مشكلة كبيرة تواجه أولياء الأمور الذين اعتاد أبناؤهم على تقلب مواعيد نومهم، إذ يصبح النهار ليلاً والليل نهاراً عند كثيرين منهم، وبالتالي يواجهون في الأسبوع الأول من العام الدراسي مشكلة التأقلم مع المواعيد المدرسية، وضبط الساعة البيولوجية، لافتةً إلى أن أحد أهم العوامل التي ستساعد على ضبط مسألة النوم هو الابتعاد عن استخدام الأجهزة اللوحية والألعاب الرقمية ليلاً.
وأكدت أن نوم الأطفال ضروري لنمو العقل السليم لأن خلايا الدماغ تنمو خلال فترات النوم، كما يساعد النوم السليم والقسط الكافي منه بحسب عمر الطفل، على دعم عملية التفكير والاستيعاب خلال النهار، ولذلك يجب الالتزام بالمعدل الكافي لساعات النوم لتجنب حدوث خلل في الجهاز العصبي، حيث إن الخلل في النوم يكبر مع الطفل ويصبح من الصعب إصلاح عاداته، حتى بعد أن يدخل المدرسة، مشيرةً إلى أن مشاكل الأطفال مع النوم في أوقات المدرسة تعتبر عائقاً لاستيعاب الطفل في المدرسة بشكل جيد، حيث تكمن أهمية النوم في دعم النمو السليم، وتوجد أنواع من الهرمونات يفرزها الجسم ليلاً فقط، ومنها هرمون النمو الذي يؤثر في نمو خلايا الجسم وينسق عملها.
وأشارت إلى أن الأطفال يحتاجون إلى ساعات نوم أكثر من البالغين، فوفقاً للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يحتاج الأطفال ما يصل إلى 12 أو 13 ساعة في اليوم في مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وما يصل إلى 10 ساعات يومياً في سن المراهقة، حيث يعزز النوم المبكر النمو والتطور لأنه أثناء النوم يُفرز هرمون النمو الذي يلعب دوراً في نمو جسم الطفل وتطوره العقلي والجسدي، كما يسيطر النوم الصحي على هرمونات الجوع والشبع، مما يساعد على تحقيق وزن صحي للطفل وتجنب مشاكل زيادة الوزن في المستقبل، ويسهم في تعزيز جهاز المناعة لدى الطفل، مما يجعله أقل عرضة للإصابة بالأمراض، ويزيد من الانتباه والتركيز خلال النهار، وهذا يسهم أيضاً في تحسين الأداء المدرسي والسلوك الإيجابي، وأيضاً يساعد على تنظيم دورة اليقظة والنوم لدى الطفل، وبالتالي تنظيم ساعات الاستيقاظ والنوم وثبات نمطه. كما يؤثر على صحة الدماغ حيث يساعد في تقوية الاتصالات العصبية ومعالجة المعلومات بشكل أفضل، ويحسن النوم الصحي الحالة المزاجية ويقلل مخاطر الاكتئاب والقلق لدى الطفل، كما يزيد طاقته ونشاطه خلال النهار، مما يساعد على أداء أفضل في الأنشطة البدنية والعقلية.
مضاعفات خطيرة
ومن جهته، قال الدكتور محمد استنبولي، استشاري طب الأعصاب في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: «للنوم العميق والصحي تأثير مهم في مستويات إنتاج هرمون النمو بالشكل الطبيعي لدى الأطفال وغيره من الهرمونات المهمة، ولذا فإن السهر واضطراب ساعات النوم له مضاعفات خطيرة على صحة الطفل الجسدية والنفسية، ولمساعدة الأطفال على بدء العام الدراسي بطريقة صحية وسليمة على أولياء الأمور والطلبة ممارسة عادات صحية قبل النوم، مثل أخذ حمام دافئ للمساعدة على استرخاء الجسم، وتجنب الأجهزة الإلكترونية، وإطفاء الأنوار لتفعيل إنتاج هرمون النوم «الميلاتونين». وللمساعدة على الاستيقاظ مبكراً يُنصح بالتعرض للضوء لتثبيط إنتاج هرمون النوم، والنصيحة الأخيرة هي التدريج في تطبيق هذه التعديلات إلى حين الوصول إلى الروتين المناسب لتفادي النتائج العكسية التي قد تنتج عنها قلة التركيز وتقلب المزاج.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الساعة البيولوجية العام الدراسي الجديد العودة إلى المدارس المدارس أولیاء الأمور
إقرأ أيضاً:
انتهاك الطفولة في القدس.. من أحدث الضحايا؟
ما زال 7 قاصرين فلسطينيين من قرية العيساوية بمدينة القدس المحتلة يقبعون في الأسر، بعدما اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي من منازلهم في وقت السحور، فجر التاسع من مارس/آذار الجاري، لينضموا إلى نحو 60 قاصرا مقدسيا يقضون شهر رمضان في الأسر، في ظل الأحوال المتردية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أصغر القاصرين الذين اعتقلوا الطفل محمد سامح دعاس (14 عاما)، الذي اعتقل للمرة الثانية خلال شهر، رغم مكوثه قيد الحبس المنزلي، حيث اعتقل المرة الأولى وهو مصاب في الرابع من فبراير/شباط الماضي، واقتيد إلى المستشفى حينها وهو مكبل، ومكث 3 أيام قبل الإفراج عنه وتحويله إلى الحبس المنزلي، واستدعائه للتحقيق عدة مرات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شيخ الأزهر يحذر من تصاعد "الإسلاموفوبيا" ويدعو إلى وضع قوانين لوقفهاlist 2 of 2عنصرية وتحريض.. تقرير: عنف إسرائيلي رقمي "خطير" ضد الفلسطينيينend of listوشرعت كنيست الاحتلال قوانين تتيح اعتقال الأطفال ومحاكمتهم، آخرها التصديق في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على قانون يسمح بفرض عقوبة السجن على أطفال فلسطينيين لم يبلغوا 14 عاما.
قرار بالإفراج عن الطفلة المقدسية تقى غزاوي (12 عامًا) بشرط الحبس المنزلي لمدة شهر، وعدم السكن في منزل عائلتها، ودفع كفالة 3000 شيكل #القدس pic.twitter.com/gnFYzNjv4R
— مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) March 10, 2025
إعلان خرجت ولم تعدقبل اعتقال القاصرين السبعة بـ3 أيام، وتحديدا في السادس من مارس/آذار الجاري، خرجت الطفلة المقدسية تقى خليل غزاوي (12 عاما) إلى مدرستها في القدس، لكنها لم تعد، فقد اعتقلتها قوات الاحتلال من طريق عودتها إلى منزلها في حي الثوري ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة وضعها ورقة على مركبة الشرطة، كتب عليها عبارات "تحريضية".
اعتقل الاحتلال الطفلة تقى، وفتش حقيبتها المدرسية، وعاملها كأنها وضعت قنبلة لا قصاصة ورق على إحدى مركباته، لتصدر شرطته لاحقا بيانا رسميا، تعلن فيه عزمها مواصلة "الضرب بيد من حديد لكل من يدعم أو يمجد الإرهاب"، ونشرت صورا للقصاصة، وغلاف كتاب مدرسي قالت إنه يعود للطفلة، وكتب عليهما آيات قرآنية مثل "نصر من الله وفتح قريب"، وعبارات تمجيدية للمقاومة الفلسطينية، وثناء على أهل غزة مثل "أرادوا لغزة أن تخرج من الجغرافيا فدخلت التاريخ".
وبسبب تلك العبارات، تعرضت الطفلة الصائمة للتحقيق والإهانة ومنع الطعام، ولبثت في الأسر 4 أيام بين سجنيّ المسكوبية وهشارون، واقتحم الاحتلال منزل عائلتها وعاث فيه خرابا كبيرا، واعتقل والدها الأسير المحرر خليل غزاوي لساعات، ثم أفرج عنها في العاشر من مارس/آذار، بشرط الإبعاد عن منزلها ومدرستها 30 يوما، والحبس في منزل جدها، واستدعيت للتحقيق بعدها مرة أخرى.
لم يقطع الاحتلال طريق تقى وحدها، بل تكرر الاعتداء مرات عديدة ماضية كما حدث مع الطفل بسام أبوسبيتان، الذي أصيب برصاصة في ساقه واعتقل أثناء مغادرة مدرسته في قرية الطور، في سبتمبر/أيلول 2021. أما في نوفمبر/تشرين ثاني 2022 فاختطف عناصر من وحدة "المستعربين" الطفل محمد السلايمة أثناء مغادرة مدرسته في حي رأس العمود.
وقبل عام في مارس/آذار 2024، اختطف المستعربون طفلا مقدسيا عمره 10 سنوات، أثناء مغادرة مدرسته في رأس العمود، وذلك بتهمة إلقاء حبة فاكهة (برقوق) على حافلة للمستوطنين.
يستهدف الاحتلال الأطفال بقرارات الحبس المنزلي، حيث يجبرهم على التزام منازلهم أو منازل أقربائهم لمدة معلومة أو مفتوحة، ويجبر ذويهم على ملازمتهم وضمان تنفيذ القرار.
إعلانكما يتم تقييد أقدام الأطفال بأساور إلكترونية تمنح الاحتلال ميزة مراقبة موقع الطفل وحركته، كما حدث مع الطفل علي زماعرة (13 عاما)، الذي يقبع في حبس منزلي مفتوح بقرية الطور، وذلك بعد اعتقاله لمدة 10 أيام، والاعتداء عليه جسديا ونفسيا في نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2024.
ويؤثر الحبس المنزلي -الشائع في القدس- على صحة الأطفال النفسية، وعلى مستواهم الدراسي، حيث يحرمهم من الذهاب إلى مدارسهم ومجاراة أقرانهم.
وعلى ذكر المدارس، حورب أطفال القدس في مدارسهم التي حُظر المنهاج الفلسطيني في معظمها، كما يسعى الاحتلال لإغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة "الأونروا" في القدس، والتي يدرس فيها نحو 1600 طالب وطالبة.
ووفق توثيق الجزيرة نت، فإن معظم حالات الاعتقال والاستهداف للأطفال تركزت في سلوان وأحيائها، والعيساوية، والطور، والبلدة القديمة، ومخيم شعفاط.
وفي ذات السياق أصدرت محاكم الاحتلال منذ بداية العام الجاري أحكاما عالية بحق قُصّر مقدسيين، أبرزهم الأسير محمد الزلباني (15 عاما) من مخيم شعفاط، والذي حُكم بالسجن 18 عاما، بعد اعتقاله في 13 فبراير/شباط 2023، واتهامه بالتسبب بمقتل أحد جنود الاحتلال قرب حاجز المخيم.
وفي نفس اليوم الذي اعتقل فيه الزلباني، اعتقل الاحتلال جعفر مطور الذي يسكن مخيم شعفاط أيضا، وكان حينها يبلغ من العمر 14 عاما، ليحكم في يناير/كانون الثاني الماضي بالسجن 12 عاما، بتهمة تنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة.
كما حظي الطفل أدهم السلايمة بتفاعل إعلامي واسع، حين اضطر في نهاية عام 2024 إلى تسليم نفسه للقضاء الذي حكم عليه بالسجن 12 شهرا، بعد أن قضى 14 شهرا قبلها في الحبس المنزلي ببيته في سلوان، ولم يتجاوز عمره 14 عاما.
إعلانويذكر أن صفقة تبادل الأسرى نهاية عام 2023 حررت 55 قاصرا مقدسيا، بينما حررت الثانية مطلع عام 2025 على دفعات 11 قاصرا.
ولا تقتصر انتهاكات الطفولة في القدس على الاعتقال، وإنما تتعداها إلى القتل، حيث وثقت الجزيرة نت استشهاد 16 طفلا مقدسيا دون سن 18 عاما خلال 2024، أصغرهم الطفلة رقية أبوداهوك (4 أعوام)، بينما ما زالت تحتجز جثامين 9 أطفال منذ عام 2021، أصغرهم الطفلان وديع عليان، وخالد زعانين (14 عاما).
وعدا عن القتل، يستهدف الاحتلال أطفال القدس بالإصابة، كما حدث مؤخرا في السادس من مارس/آذار الجاري، مع الطفلة ميس محمود، التي أصيبت في قدمها برصاصة قناص إسرائيلي، أثناء لهوها مع شقيقتها على سطح منزلهما في قرية العيساوية بالقدس.
وفي رمضان أيضا وبرصاص قناص إسرائيلي، أعدم الطفل رامي الحلحولي (13عاما)، في 12 مارس/آذار 2024، أثناء لهوه بالألعاب النارية قرب منزله في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة.
ومن أصعب الإصابات التي ما زال صاحبها يعاني منها، هي إصابة الطفل عبد الرحمن الزغل (14 عاما)، في أغسطس/آب 2023، حيث أصيب حينها بجراح خطيرة أثناء ذهابه لشراء الخبز قرب بيته في بلدة سلوان، وتسببت الإصابة بتهشم جمجمته وتضرر عينه اليسرى، وعلاوة على ذلك اعتقل وحوّل للحبس المنزلي، حتى حررته المقاومة في صفقة تبادل الأسرى نهاية عام 2023.
من جهته يقول مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، للجزيرة نت، إن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة تصاعدت بشكل لافت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وانتهكت حق الأطفال في الحياة والحرية والتعليم.
كما ذكّر أن الاحتلال صنّف الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين والقدس "منظمة إرهابية".
إعلان