رئيس هيئة الكتاب: السويس عامرة بتاريخها وتراثها
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
قال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب إن مدينة السويس عامرة بتراثها وتاريخها، ومبانيها ذات الطابع المملوكي، وبها كوكبة من المبدعين الذين أثروا الثقافية العربية.
وأضاف أن المعرض يحتفي يحتفي بكوكبة من مبدعي محافظة السويس، ويتناول الإبداع في السويس: الشعر، والسرد، والمسرح، كما يحتفي بإرث السويس المحافظة العريقة، ويكرم الفائزين بجوائز ثقافية، كما يضم لقاء دينيا بالتعاون مع وزارة الأوقاف، إضافة إلى انفتاح النشاط الثقافي على قضايا العصر ومن خلال بثها نشر ثقافة العالم الجديد والذكاء الاصطناعي، والاحتفاء بتاريخ محافظة السويس النضالي.
وتابع «بهي» خلال افتتاح معرض السويس للكتاب، أن المعرض هذا العام يشهد تطورا كبيرا على مستوى مشاركة دور النشر المصرية، وعلى مستوى الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام على خامسه للجمهور السويسي، وعلى مستوى النشاط المقدم للطفل سواء من خلال الهيئة العامة للكتاب، أو من خلال مكتبة مصر العامة المتنقلة التي تشارك في معرض السويس للمرة الثانية على التوالي.
توجيهات وزير الثقافة بالاهتمام بالمعارض لنشر القراءةولفت إلى أن معرض السويس، واحد من المعارض الصيفية، التي تنظمها الهيئة، تنفيذا لتوجيهات الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بالاهتمام بالمعارض، لنشر القراءة، والاهتمام بالجيل الجديدة، من الأطفال والشباب، حيث يقدم مئات العناوين المهمة التي ترسخ الوعي، وتنشر المعرفة وتغذي العقل، وذلك في إطار خطة الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان، وتحقيق العدالة الثقافية.
وأكد أن معرض الكتاب في السويس هذا العام متميز، لزيادة عدد دور النشر المشاركة إلى ضعف عدد الدورة الماضية، ما يؤكد وجود حالة ثقافية حقيقية، موضحا أن هذه المعارض تساعد في إنعاش سوق النشر ودعم صناعة النشر واستمرارها، وهذا يؤكد حرص من القارئ المصري على اقتناء الكتاب باعتباره أحد أهم مصادر المعرفة بالإضافة إلى الانفتاح الرقمي.
وتابع أن الجمهورية الجديدة تعمل على دعم الكتاب بشكل كبير حتى يكون في متناول الجميع، وهناك الكثير من التخفيضات في المعرض، وخاصة في أجنحة وزارة الثقافة، والهيئة العامة للكتاب، وقصور الثقافة، والقومي للترجمة، ودار الكتب، وأكاديمية الفنون، لأن القارئ يستحق الكثير.
مشاركة هيئة الكتاب في معرض السويسوتشارك الهيئة في المعرض بمجموعة كبيرة من إصداراتها المختلفة بكل السلاسل التي تصدر عنها، ومن بينها إصدارات سلسلة عقول، وإصدارات مشروع استعادة طه حسين، وإصدارات سلسلة ديوان الشعر المصري «ابن سناء الملك.. يا شقيق الروح من جسدى»، و«ابن النبيه.. أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا»، و«ابن نباته المصرى.. قامت قيامة قلبى»، و«البهاء زهير.. يا من لعبت به شمول»، وكتاب أبوالهول، وفجر الضمير، لعالم المصريات سليم حسن، وإصدارات أحمد لطفي السيد، وإصدارات سلسلة حكايات النصر، وسلسلة مصريات، وتاريخ المصريين، والثقافة الشعبية، وموسوعة مصر القديمة، وموسوعة الأغاني، وموسوعة وصف مصر، وكتاب الخط الكوني، وسلسلة رؤية، ومشروع ما، ومؤلفات ثروت عكاشة، وذاكرة الفنون، فضلًا عن مجموعة كبيرة من إصدارات كتب الأطفال، والنشر العام، بالإضافة إلى إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين «أمهات فى المنفى»، و«الناس الأكابر» للكاتب يوسف جوهر، وكتاب «ليالي سطيح» للشاعر حافظ إبراهيم، و«حواديت عم فرج» للكاتب الكبير نعمان عاشور وغيرها من العناوين، بالإضافة إلى مؤلفات مبدعي وكتاب محافظة دمياط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة الثقافة هيئة الكتاب معرض السويس للكتاب معرض الكتاب معرض السویس
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر «كل النهايات حزينة» لـ عزمي عبد الوهاب بهيئة الكتاب
صدر حديثا عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «كل النهايات حزينة» للكاتب عزمي عبد الوهاب.
ويتناول الكتاب اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، وأنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.
ويقول عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة".
تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية"، وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.
إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».
ويضيف عبد الوهاب: «يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام 1939 إلى 1973.
لكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام 1967م؟
ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام ١٨٤٩م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».