يرى محللون سياسيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح بمساعدة الإدارة الأميركية في جر الوسطاء إلى جملة من التفاصيل بعيدا عن الهدف الأساسي للمفاوضات والذي يتمثل في وقف العدوان على قطاع غزة وسحب قوات الاحتلال منه ورفع الحصار عنه.

ووفقا للمحلل السياسي أحمد الحيلة، فإن الحديث المتركز حاليا على وضعية القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا يخدم هدف نتنياهو المتمثل في إطالة أمد الحرب عبر الإغراق في تفاصيل بعيدة عن أصل المفاوضات.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال الحيلة إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا ترفض المفاوضات لكنها لا تتفاوض بشروط نتنياهو، مشيرا إلى أنها ذهبت للقاهرة للوقوف على طبيعة ما يتم التفاوض بشأنه.

وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأن حماس "سترفض أي حديث لا يتناول تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في يوليو/تموز الماضي".

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد تسملت مصر مؤخرا خرائط جديدة من إسرائيل بشأن وضعية جديدة لقوات الاحتلال في محور فيلادلفيا لعرضها على حماس التي قررت إرسال وفد للقاهرة لمتابعة تطورات المفاوضات.

ويشير هذا التطور إلي تغير جديد ربما طرأ على الموقف الإسرائيلي كما يقول المحلل السياسي الدكتور محمود يزبك، مشيرا إلى أن هذه الخرائط التي يتحدثون عنها ربما تعني تغيرا في موقف القاهرة التي كانت ترفض أي تواجد للقوات الإسرائيلية في المحور.

إشاعة حالة من التناقض

في الوقت نفسه، أشار يزبك إلي تأكيد نتنياهو شخصيا لبعض عائلات الأسرى بأنه "لا توجد صفقة أصلا" في حين تتحدث صحيفة "هآرتس" عن موقف إسرائيلي جديد، وهو ما يؤكد حالة التناقض التي يحاول نتنياهو فرضها على المفاوضات، حسب قوله.

وقال يزبك إن بقاء جندي إسرائيلي واحد في المحور سيكون مقدمة لإعادة احتلاله بشكل كامل وهو أمر لا يمكن للمقاومة أن تقبل به، برأيه.

الرأي نفسه ذهب إليه نائب رئيس مركز السياسة الدولية في واشنطن ماثيو داس بقوله إن واشنطن لا تزال تمارس سياسة تعديل المقترحات بما يناسب إسرائيل، مؤكدا أن هذا الأمر حدث في المقترح الأخير الذي تحدث عنه بايدن قبل 3 أشهر.

وأضاف داس أن بايدن يرفض ممارسة أي ضغط حقيقي على نتنياهو لوقف الحرب رغم أنه يملك القيام بذلك، متهما واشنطن باستخدام المساعدات كسلاح لإجبار الجانب الفلسطيني على الخضوع لشروط نتنياهو.

ليس هذا وحسب، بل إدارة بايدن -كما يقول داس- لا تريد وقفا دئما للقتال بقدر ما تريد تبريد الأجواء والحيلولة دون اندلاع حرب كبرى. كما إنها "تحاول امتصاص الغضب عبر إطالة أمد المفاوضات لكي تؤجل الرد الإيراني المتوقع على اغتيال الزعيم السابق لحماس إسماعيل هنية في طهران، حسب قوله.

وقال إن بايدن يعتقد أنه من غير المقبول ممارسة أي ضغط على إسرائيل لأسباب تتعلق بالعلاقات الإستراتيجية من جهة وبالانتخابات الرئاسية من جهة أخرى.

وختم بالقول "ما يهم الإدارة الأميركية هو منع الحرب الإقليمية وليس إنهاء الحرب في غزة لذلك لا تستخدم نفوذها القوي لوقف الحرب بينما ترسل رسائل لإيران في محاولة لاستخدام ضبط النفس وعدم رغبة الإيرانيين في توسيع رقعة الحرب لإطالة الحرب قدر الإمكان.

وفي ظل هذه التطورات، يعتقد يزبك أن مفاوضات القاهرة لن تسفر عن أي شيء وقال إن الولايات المتحدة ستواصل تحميل المقاومة مسؤولية إفشالها سعيا لإطالة الحرب تحت مظلة المفاوضات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

واللا: المفاوضات بين واشنطن وحماس شكلت مفاجأة كبيرة لإسرائيل

نقل موقع “والا” العبري، عن مصدر عسكري رفيع المستوى عن أن المفاوضات الجارية بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس قد شكلت مفاجأة كبيرة لإسرائيل، إذ إنها تمنع تل أبيب من التهديد بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة. 

وأضاف المصدر العسكري، أن وقف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كان نتيجة الجمود المستمر في المفاوضات، وأن هذا القرار يعد بمثابة "بديل مؤقت" لاستئناف الحرب. 

وأكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن المفاوضات الجارية مع الوسطاء وأدم بولر مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، تركزت بشكل رئيسي على ملفات إنهاء الحرب الحالية في قطاع غزة، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تحتلها، بالإضافة إلى ملف الإعمار.

وأكد وزير المالية الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية ، أنه سيتم استئناف الحرب على قطاع غزة في وقت قريب.

وقال سموتريتش، إن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، الذي وصفه بأنه "ذو روح مختلفة وأكثر صرامة"، يسعى لشن عملية عسكرية مكثفة تهدف إلى احتلال قطاع غزة وتدمير حركة حماس بشكل نهائي.

مقالات مشابهة

  • محللون: اتفاق غزة خرج عن مساره وترامب يريد وقف الحرب بشروطه
  • المعارضة الإسرائيلية تحذر من موت الأسرى بحال عودة الحرب إلى غزة
  • هل نجحت إسرائيل في ثني واشنطن عن التفاوض المباشر مع حماس؟
  • محادثات الدوحة تسابق الزمن وواشنطن تغضب إسرائيل بتواصلها مع حماس
  • «مركز بحثي»: نتنياهو يشعر بالقلق من أي حوار بين الإدارة الأمريكية وحماس
  • حماس تبدي مرونة في المفاوضات وتنتظر نتائج الوسطاء مع إسرائيل
  • تفاهمات بين إسرائيل وواشنطن حول محادثات مبعوث ترامب مع حماس
  • وزير حرب سابق: حكومة نتنياهو فقدت السيطرة على المفاوضات ويجب استبدالها
  • واللا: المفاوضات بين واشنطن وحماس شكلت مفاجأة كبيرة لإسرائيل
  • حماس: نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية