الإمارات توطن الاستثمارات في الصناعات الدوائية
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
أكد مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبو ظبي أن دولة الإمارات تعد من أبرز دول المنطقة والعالم المهتمة بتعزيز صناعتها الدوائية المحلية مدعومة بارتفاع الإنفاق على الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن اهتمام الدولة بهذه الصناعة يأتي في سياق الزخم العالمي حول قطاع صناعة الأدوية الذي يتجاوز حجمه 1.6 تريليون دولار.
واستعرضت ورقة بحثية حديثة للمركز أبعاد اهتمام دولة الإمارات بصناعة الدواء في أبوظبي والتي أصبحت صناعة الأدوية فيها مساهماً كبيراً في إنتاج الأدوية في الدولة؛ حيث بلغت مساهمتها نحو 27% العام 2021 فيما بلغت قيمة الإنتاج في قطاع الأدوية في أبوظبي في ذلك العام نحو 284 مليون دولار.
وأضاف “إنترريجونال” أن أبوظبي تتبنى استراتيجية صناعية لدعم تنافسية القطاع واستثمار 10 مليارات درهم من لمضاعفة حجم القطاع التصنيعي ليصل إلى 172 مليار درهم، وزيادة الصادرات غير النفطية بنسبة 148% إلى 178.8 مليار درهم، وإيجاد 13600 وظيفة بحلول عام 2031. وتسعى الاستراتيجية إلى جعل أبوظبي مركزاً إقليمياً للابتكار في صناعة الأدوية الصيدلانية والمستحضرات.
وأشار المركز إلى أن شركة “مبادلة للاستثمار” قد أبرمت في مارس 2024 اتفاقية نهائية للاستحواذ على شركة “كيليكس بايو” المتخصِّصة في مجال توفير الأدوية العامة المتطورة في الأسواق الناشئة، لتعزيز منظومة صناعة الأدوية في الدولة، كما استحوذت شركة “كيليكس بايو” على شركات تصنيع أدوية في الهند، مصر، مالطا والمغرب.
استثمارات كثيفة
وأكد “انترريجونال” أن الصناعات الدوائية تعتبر محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي والتنويع الصناعي في الإمارات، وعليه تستثمر الدولة بشكل مكثف في إنشاء مراكز بحثية ومصانع حديثة للأدوية، وتقديم حوافز للمستثمرين الأجانب والمحليين في هذا المجال، بما يدفع نحو تعزيز مكانة الدولة كمركز إقليمي لصناعة الأدوية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذا المجال.
وتشير بيانات اللجنة المنظمة لمؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا «دوفات» 2024، إلى أن عدد مصانع الأدوية في الإمارات يتجاوز35 مصنعاً توفر أكثر من 2500 دواء منتج محلياً، فيما أشارت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى أن عدد مصانع الأدوية في الدولة قد بلغ 24 مصنعاً العام 2022.
ويحتضن مجمّع دبي للعلوم التابع لـ “مجموعة تيكوم” نخبة من أبرز شركات القطاع الطبي العالمي، مثل “أسترازينيكا” و”بيجين” و”فايزر” و”فيراكس بايولابز” وغيرها.
وتعد شركة “جلوبال فارما” التي تمتلك 3 مصانع حاليا، وتعد إحدى أبرز شركات الأدوية في الدولة والمنطقة والمملوكة لـ”دبي للاستثمار”، والتي تأسست منذ أكثر من 25 عاماً في دولة الإمارات وتصل مبيعاتها السنوية إلى 450 مليون درهم، وشهدت الشركة نمواً بنسبة 100% خلال الـ 5 سنوات الماضية.
وتعد شركة الخليج للصناعات الدوائية (جلفار)، إحدى أكبر الشركات المصنعة للأدوية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأحد أكبر منتجي الأنسولين في العالم والتي تأسست العام 1980 وتوزع منتجاتها في أكثر من 30 دولة في 5 قارات. وتنتج منشآت التصنيع الخاصة بها والبالغ عددها 12 منشأة، ما يصل إلى مليون علبة دواء يوميًا.
اهتمام عالمي
وقال ” إنترريجونال”: بات تطوير صناعة الأدوية بعد جائحة “كوفيد-19: مسألة حتمية لا غنى عنها، حيث تسعى الحكومات إلى توطين صناعاتها في ذلك القطاع الحيوي، لاسيما خلال السنوات الأربع الماضية كما أصبحت شركات الأدوية محط أنظار الحكومات.
هيمنة أمريكية
وأوضح مركز ” إنترريجونال” أن السوق الأمريكية تهيمن على نصف مبيعات السوق العالمية من الأدوية بحصة 51% من سوق الأدوية العالمي، وبإجمالي مبيعات بنحو 678 مليار دولار، فيما استحوذت الأسواق الناشئة على 23% من حجم مبيعات السوق، والتي تشمل دولاً مثل الصين وروسيا والبرازيل والهند، بينما بلغت مبيعات أوروبا نحو 19% من سوق الأدوية العالمية.
سوق ضخم
ويشهد سوق الأدوية العالمي نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث قُدِّر إجمالي السوق الأدوية في العالم العام 2023 بنحو 1.6 تريليون دولار، ما يمثل زيادة تتجاوز الـ 100 مليار دولار مقارنة بـ 2022 ، وقُدر إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير في الصناعة بنحو 244 مليار دولار عالمياً.
وعلى مدار السنوات الـ 5 الماضية، نما الإنفاق العالمي على الأدوية بنسبة 35%، ومن المتوقع أن يزيد بنسبة 38% حتى عام 2028، كما من المحتمل أن تساهم العلامات التجارية الجديدة في ذلك النمو بمبلغ 193 مليار دولار.
دوافع
وقال “انترريجونال” إن اهتمام الحكومات بصناعة الدواء وحرصها الواسع على تعزيز قدراتها وإمكانياتها في هذه الصناعة يرجع إلى عدد من الدوافع أبرزها: توطين الصناعة وتقليل الاعتماد على الخارج وتحسين النظام الصحي والوقاية من الأمراض وضمان الاستجابة السريعة والفعالة مع الأوبئة وأداة لتعزيز الدبلوماسية الصحية عبر تقديم المساعدات الطبية والتبرع بالأدوية واللقاحات للدول الأخرى إلى جانب العوائد الضخمة لصناعة الدواء عالمياً كما تلعب الصناعة دوراً بارزاً في تعزيز البحث والتطوير.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأدویة فی الدولة صناعة الأدویة ملیار دولار سوق الأدویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
قرض إماراتي لكينيا بقيمة 1.5 مليار دولار بعد استضافة مؤتمر لـالدعم السريع
تتوقع كينيا الحصول على قرض بقيمة 1.5 مليار دولار من الإمارات بحلول نهاية الأسبوع المقبل، وذلك بعد فترة قصيرة من استضافة نيروبي اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع المدعومة من أبو ظربي بهدف تشكيل حكومة موازية.
وجاء في تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن الدولة الواقعة في شرق أفريقيا ستحصل على التمويل دفعة واحدة، مما يعكس خطة سابقة لتقسيط القرض، وفقًا لاثنين من الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المناقشات خاصة.
وأكد التقرير أن كينيا لجأت إلى الإمارات للحصول على الأموال العام الماضي لتنويع مصادر تمويل ميزانيتها خارج سندات اليورو والدائنين الثنائيين التقليديين مثل الصين والمقرضين المتعددين الأطراف.
وقال "سوف يساعد القرض إدارة الرئيس وليام روتو على استقرار وضعها المالي بعد أن أجبرتها الاحتجاجات المميتة في حزيران/ يونيو على التخلي عن الضرائب المخطط لها على كل شيء من الخبز إلى الحفاضات والتي كان من المتوقع أن تحقق إيرادات إضافية قدرها 2.7 مليار دولار".
وأكد أن "الإمارات تستخدم بشكل متزايد دولاراتها النفطية لبناء النفوذ في أفريقيا، مع تقليص الصين للقروض المقدمة للقارة، وتقليص أوروبا لوجودها، وزيادة تركيز الولايات المتحدة على الداخل".
وأشار إلى أنه وفي كانون الثاني/ يناير وقعت الإمارات اتفاقا مع كينيا لتعزيز التجارة وتشجيع الاستثمارات، وفي العام الماضي وافقت شركة أبوظبي الوطنية للثروة (ADQ) على استثمار 35 مليار دولار في مصر، معظمها لتطوير الأراضي الرئيسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
وأوضح أن "الصرف سيعزز الاحتياطيات الأجنبية لكينيا مع دخولها في محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج جديد حيث ينتهي ترتيبها الحالي البالغ 3.6 مليار دولار في الأول من نيسان/ أبريل".
وأضاف أن صندوق النقد الدولي حث كينيا في تشرين الثاني/ نوفمبر على النظر في تأثير قرض الإمارات العربية المتحدة على أهدافها المالية والديون.
وقامت أكبر شركة لشحن الشاي الأسود في العالم بمراجعة عجزها المالي للعام حتى حزيران/ يونيو وترى أنه سيبلغ 4.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بدلا من 4.3 بالمئة.
والخميس، اتهم السودان الرئاسة الكينية بأنها تحتضن وتشجع مؤامرة تأسيس حكومة لقوات الدعم السريع.
وطالب السودان، كينيا بالتراجع عمّا وصفه "التوجه الخطير" الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم ويشجع على الإرهاب والإبادة الجماعية.
جاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية السودانية، على خلفية استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع، بهدف ما اعتبرته الخرطوم "إقامة حكومة موازية".