من وصفات الجدة إلى نجمة ميشلان.. مسيرة طاهٍ فلسطيني في أميركا
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
في شهر مايو/أيار الماضي، استضافت ولاية شيكاغو حفل توزيع جوائز جيمس بيرد، التي تُعد بمثابة "جوائز الأوسكار" في عالم الطهي. تُنظم هذه الجوائز مؤسسة جيمس بيرد، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة الأميركية، تهدف إلى تكريم ودعم الأفراد الذين يسهمون في تعزيز ثقافة الطعام الأميركية، مع التركيز على الموهبة والابتكار في هذا المجال.
وفي ختام الحفل، أُعلن عن الخبر الأبرز، حيث انضم رئيس الطهاة في مطعم "أويستر روب"، روب روبا، الحائز على جائزة "الطاهي المميز" من مؤسسة جيمس بيرد لعام 2023، إلى الكاتبة والطاهية نانسي سيلفرتون للإعلان عن خليفته لهذا العام: مايكل رفيدي.
وأثناء تسلمه الجائزة كان رفيدي ذو الملامح العربية يرتدي الكوفية الفلسطينية، وفي كلمته التي ألقاها بعد تسلمه الجائزة أهدى فوزه "لفلسطين ولكل الشعب الفلسطيني هناك، سواء كان هنا (الولايات المتحدة) أو في فلسطين أو في جميع أنحاء العالم".
قال رفيدي للحضور: "الشيء الوحيد الذي أفكر فيه الآن هو أجدادي الفلسطينيون وأمي. هذه الجائزة مخصصة لفلسطين".
رفيدي هو مالك ورئيس الطهاة لواحد من المطاعم الفاخرة في العاصمة الأميركية واشنطن، ويدير أيضًا مقهى في مدينة جورج تاون، حيث يقدم وجبات خفيفة وأطباقًا مستوحاة من المطبخ العربي بلمسة فرنسية.
يصف رفيدي مطعمه بأنه واحد من المطاعم الأميركية القليلة الفاخرة التي تقدم وصفات فلسطينية (مواقع التواصل الاجتماعي)في فبراير/شباط 2022، ترشح رفيدي كأحد المتأهلين لنصف نهائي جائزة جيمس بيرد لأفضل طاه، وأصبح مرشحًا نهائيًا في الفئة نفسها في عام 2023. ومنتصف عام 2024، فاز بالجائزة.
لم تكن هذه الجائزة الوحيدة التي ترشح لها، فقد كان من بين المتأهلين للنهائيات في عام 2018 لجائزة "الطاهي النجم الصاعد" (Rising Star Chef)، ومرشحًا نهائيًا لعام 2022 لجائزة "طاهي العام" (Chef of the Year) في جوائز "رامي" (RAMMY) لجمعية مطاعم منطقة واشنطن العاصمة. ويُعد رفيدي أحد نجوم المطبخ الجدد في الولايات المتحدة، ويتميز مطعمه بتقديم تجربة غير تقليدية.
فلسطين.. الجذوررفيدي الذي نشأ بالقرب من واشنطن العاصمة، استلهم فن الطهي من أجداده الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة من رام الله في الأربعينيات. وكان، وفق تصريحاته الصحفية، هو وإخوته يقضون وقتًا في المطبخ مع جدتهم التي تعد الأطباق الفلسطينية التقليدية، في حين كان جدهم يمتلك مطاعم في المنطقة.
يعتز رفيدي بأصول عائلته التي تنتمي لمدينة البيرة الفلسطينية، حيث لا يزال باقي أفراد عائلته يقطنون هناك. ونشر مايكل على صفحته على منصة إنستغرام صورة لمخبز ومطحنة تحمل لافتتها اسم عائلته "رفيدي"، وعلق عليها قائلا: "مطحنة ومخبز رفيدي – مؤسسة عمرها أكثر من قرن في البيرة، فلسطين".
View this post on InstagramA post shared by Michael Rafidi (@chefmichaelrafidi)
"يعتبر مطعم ألبي مثالا رائعًا للطهي على النار المفتوحة في أفضل حالاته.. وأطباق رفيدي مليئة بالمفاجآت حيث ينسج نكهات شرق البحر الأبيض المتوسط مع عدد لا يحصى من المكونات المحلية" بهذه الكلمات أشاد دليل ميشلان بمطعم مايكل رفيدي.
يصف رفيدي مطعمه بأنه ليس مطعما فلسطينيا حرفيا، بل هو واحد من المطاعم الأميركية القليلة الفاخرة التي تقدم وصفات فلسطينية، وقد حصل على نجمته الأولي في دليل ميشلان في عام 2022، بعد عامين فقط من افتتاحه.
تعكس قائمة الطعام في مطعم مايكل رفيدي تحديثًا إبداعيًا للمطبخ العربي التقليدي، مستخدمةً تقنيات حديثة لتقديم أفضل ما يقدمه الساحل الشرقي للولايات المتحدة بلمسة فلسطينية مستوحاة من رام الله. تقدم القائمة لمسة عصرية على الأطباق العربية التقليدية، وتشمل أطباقًا مثل حمص السلطعون على طريقة ميريلاند، وحمص الفطر المشوي على الفحم، و"كبة نية" المصنوعة من سمك التونة الأصفر والجزر المدخن. إلى جانب هذه الإبداعات الجديدة، يقدم المطعم أيضًا أطباقًا تقليدية مثل الفتوش، والبطاطا الحارة، والمجدرة، وكباب لحم الضأن.
مايكل رفيدي يرى أن الطعام وسيلة للتواصل مع الثقافات (المصدر : صفحته الرسمية على إنستغرام)في البداية كان رفيدي يخشى عدم تقبل الجميع وخصوصا العرب دمجه المكونات الأميركية المحلية مع الأطباق التقليدية العربية، لكن التجربة حققت نجاحا وتميز مطعمه بطابع خاص.
أما عن المقهى الذي يديره رفيدي في ضاحية جورج تاون الراقية، فيحاول الطاهي الأميركي ذو الأصول الفلسطينية تقديم الأطباق الغربية التقليدية الكرواسون والدانش وغيرها من المعجنات، لكنه يدمجها بنكهة شامية فلسطينية مثل السماق والزعتر وزهرة البرتقال التي يعرفها، بالإضافة إلى بعض الأطباق التقليدية مثل البقلاوة والمنقوشة الفلسطينية.
يرى رفيدي أن الطعام وسيلة للتواصل مع الثقافات، كما احتل مطعمه المركز الثاني في قائمة أفضل 100 مطعم في واشنطن وفقًا للقائمة السنوية لصحيفة "واشنطنيان" العريقة، ويعتبر رفيدى مطعمه سفيرًا لفلسطين في الولايات المتحدة، وتحديدًا في واشنطن. كما يمثل مطعمه طريقته لحفظ تقاليد وتراث عائلته ووصفات أجداده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
فريدريك جد دونالد ترامب.. ألماني هرب من التجنيد إلى أميركا
فريدريك ترامب، رجل أعمال أميركي من أصل ألماني، وجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وُلد عام 1869 في بلدة كالشتات بألمانيا، لعائلة فقيرة مما اضطره للعمل حلاقا عقب وفاة والده، قبل أن يقرر الهجرة إلى الولايات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 1885 هربا من الخدمة العسكرية.
انتقل فريدريك إلى الغرب الأميركي، وقرر فتح مطاعم وفنادق مستفيدا من ازدهار مناطق التنقيب عن الذهب، واستطاع جمع ثروة من أعماله، فقرر العودة إلى ألمانيا والاستقرار مع أسرته، قبل أن يطرد منها ويعود إلى الولايات المتحدة ويتوفى فيها عام 1918.
المولد والنشأةولد فريدريك ترامب (فريدريش بالألمانية) يوم 14 مارس/آذار 1869، في بلدة كالشتات جنوب غرب ألمانيا، لأسرة فقيرة كانت تعتمد على زراعة العنب في مزرعة صغيرة تملكها، قبل أن تغرق بالديون عقب وفاة رب أسرتها يوهانز ترامب، وعمر فريدريك حينئذ 8 سنوات.
وبحكم صغر سن فريدريك ومعاناته المستمرة من المرض، قررت والدته إرساله إلى بلدة مجاورة ليتعلم مهنة يقتات منها، فامتهن الحلاقة وعمل يوميا في صالون حلاقة دون إجازات لعامين ونصف. وبعد تمكنه من المهنة عاد إلى بلدته ليفتتح صالونه الخاص، لكنه اكتشف وجود حلاق آخر، في بلدة صغيرة لا تتسع لحلاقين.
واعتقد فريدريك أن بقاءه في بلدته كالشتات سيحكم عليه بالحياة الشاقة والفقر، وتزامن ذلك مع دخوله السن الإلزامي للخدمة في الجيش الألماني، فقرر الهرب من التجنيد والفرار من البلاد تماما.
فريد ترامب الابن الثاني للألماني فريدريك ترامب ووالد رئيس الولايات المتحدة الـ47 دونالد ترامب (الصحافة الأميركية) الهجرة لأميركاوفي إحدى ليالي أكتوبر/تشرين الأول 1885، فرّ فريدريك من مسقط رأسه، تاركا خلفه رسالة وداع لوالدته، وذهب إلى مدينة بريمن، وحجز تذكرة ذهاب دون عودة، وركب متن سفينة "إس إس إيدر" المتوجهة إلى الولايات المتحدة حيث تقطن أخته كاثرين التي سبقته إلى هناك قبل عام.
وأبحر فريدريك البالغ من العمر 16 عاما حينئذ، عبر شمال المحيط الأطلسي، في رحلة استمرت 10 أيام، إلى جانب مئات المهاجرين الآخرين الذين كانوا يأملون العثور على حياة أفضل لهم في المهجر.
واستقر فريدريك مع أخته كاثرين في مدينة مانهاتن بنيويورك، وسكن بجوار ألمان، وبدأ العمل حلاقا، وبدأ الادخار من ماله ليفتح عمله الخاص.
وبعد سنوات توجه فريدريك غربا نحو سياتل مقر مقاطعة كينغ في ولاية واشنطن عام 1891، واشترى مطعما في شارع اشتهر بتجارة الخمور والدعارة، وجدده وافتتحه باسم "مطعم الألبان". وحصل فريدريك عام 1892 على الجنسية الأميركية وغير اسمه من فريدريش إلى فريدريك.
وعام 1894 توجه فريدريك إلى منطقة مونت كريستو بواشنطن، بعد انتشار أخبار عن وجود الذهب بها، وافتتح فيها فندقا، قبل أن يقرر العودة إلى سياتل بعد سنوات وبيع ممتلكاته.
وانتقل فريدريك بعد ذلك إلى كندا حيث افتتح سلسلة فنادق ومطاعم مع شريك له في مقاطعة كولومبيا ومدينة وايت هورس وحقق ثروة من تقديم خدمات القمار والدعارة.
دونالد ترامب حفيد رجل الأعمال الألماني فريدريك ترامب (الفرنسية) الطرد من ألمانيابحلول عام 1901 جمع فريدريك ثروة كبيرة، فقرر العودة إلى مسقط رأسه، وتزوج من إليزابيث كريست وخططا للاستقرار في ألمانيا.
لم يمكث فريدريك طويلا في ألمانيا، إذ قررت السلطات الألمانية طرده وزوجته من البلاد، وسحب الجنسية منهما، بتهمة مغادرة ألمانيا بشكل غير قانوني والتهرب من الضرائب والخدمة العسكرية الإلزامية، فعادا إلى نيويورك.
وعاش الزوجان في حي ألماني جنوب ذا برونكس في نيويورك، وأنجبا 3 أطفال من بينهم فريد ترامب والد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كبر وأصبح من أنجح رجال الأعمال الشباب في المدينة.
وفاتهظل فريدريك يعمل سنوات في مجال الفنادق حتى توفي متأثرا بإصابته بالإنفلونزا عام 1918، عن عمر ناهز الـ49 عاما، وترك خلفه ثروة قدرت بحوالي 510 آلاف دولار أميركي لزوجته وأبنائه.