انتخابات الرئاسة.. ترامب وهاريس يتجنبان التفاصيل
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه في الآونة الأخيرة، تجنب المرشحان الرئاسيان للانتخابات الأميركية، كاملا هاريس، ودونالد ترامب السياسات التفصيلية لصالح طرح أفكار كبرى، وتركا المقترحات الرئيسية غامضة، ما سمح للناخبين بوضع افتراضات وتصورات مختلفة.
وترى الصحيفة أن المؤتمر الديمقراطي الذي اختتم مؤخرا أوضح أمراً واحداً بشأن السباق الرئاسي، وهو أن هذه ليست انتخابات على أساس ورقة سياسية.
ووفقا للصحيفة، عرضت هاريس، التي قبلت ترشيح الحزب الديمقراطي، الخميس، في حملتها القصيرة مجموعة من الأفكار والدوافع حول المسار الذي ستتبعه كرئيسة، لكن بتفاصيل أقل مما قدمه العديد من المرشحين في الماضي.
وأوضحت أن هذا النهج قد يؤدي إلى إحباط الناخبين الذين يركزون على السياسة وهم يفكرون في كيفية دفعها لمقترحاتها الاقتصادية، بما في ذلك توسيع الائتمان الضريبي للأطفال والمساعدة لمشتري المنازل لأول مرة. كما لم تحدد كيف ستتعامل مع مسائل السياسة الخارجية الملحة، مثل مواجهة صعود الصين والتعامل مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
ومن جانبه، كان المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، شحيحًا أيضًا في التفاصيل، بحسب الصحيفة التي أوضحت أنه اقترح إنهاء الضرائب على مزايا الضمان الاجتماعي، لكنه لم يذكر كيف سيغطي التكلفة، التي يقدرها محللون مستقلون بنحو 1.6 تريليون دولار أو أكثر، أو التعامل مع عدم الاستقرار الإضافي الذي قد يسببه لملاءمة البرنامج.
ونقلت الصحيفة عن مارك غولدوين، نائب الرئيس الأول في اللجنة غير الحزبية للميزانية الفيدرالية المسؤولة، قوله "لقد كنت أحلل البرامج الرئاسية منذ انتخابات عام 2008، وباستثناءات قليلة يبدو أنه في كل انتخابات هناك تفاصيل أقل واهتمام أقل بشرح كيف سيت توفير نفقات العديد من الأشياء".
وقال بعض المحللين للصحيفة إن مجموعة مهمة من الناخبين على وجه الخصوص تريد المزيد من التفاصيل. وقال ديفيد وينستون، الاستراتيجي الجمهوري المخضرم، إن الـ 10% إلى 15% المتبقين من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم يركزون بشكل أكبر على الاقتصاد والتضخم، ولم يسمعوا تفاصيل كافية حتى الآن لإرضائهم.
وأضاف: "إنهم يبحثون عن الجوهر، وما سمعوه عمومًا حتى الآن هو أخطااء المرشح الآخر، وربما عنصر أو عنصرين مما سيتم تقديمه".
لكن "وول ستريت جورنال" ترى أن الحملات الرئاسية لا تنظر إلى تفاصيل السياسة على أنها رسائل رابحة في حد ذاتها، بل كعناصر لقصة أوسع حول من هو مرشحهم ولماذا يتمتع بالمصداقية اللازمة لإنجاز ما يتم وعده به.
وهذا الأمر أوضحت الصحيفة أنه أحد الأسباب التي جعلت الديمقراطيين في مؤتمرهم يبرزون بشكل كبير عمل هاريس كمدعي عام لولاية كاليفورنيا لإجبار البنوك على تسوية تهدف إلى إبقاء أصحاب المساكن المتعثرين في منازلهم بعد الأزمة المالية في عام 2008.
ووفقا للصحيفة، تريد حملة هاريس من الناخبين أن ينظروا إلى سيرتها الذاتية كدليل على أنها تمتلك الخبرة اللازمة للوفاء بوعدها، إذا انتخبت رئيسة، بمحاربة الاحتكار المزعوم من قبل شركات الأغذية والدفع نحو تخفيضات الضرائب التي تهدف إلى مساعدة مشتري المنازل لأول مرة والآباء الجدد، من بين أمور أخرى.
وقال جون أنزالون، مسؤول استطلاعات الرأي في حملة الرئيس بايدن في عام 2020، للصحيفة إن تلك الأفكار وغيرها التي طرحتها هاريس في خطة اقتصادية قبل أسبوع كانت "إشارات" و"نقاط إثبات" لحجتها بأنها ستقاتل من أجل الطبقة المتوسطة بينما تزعم هاريس أن ترامب سيقاتل من أجل الأميركيين الأثرياء مثله.
وقالت هاريس إنها سترفع معدل ضريبة الشركات إلى 28٪، من معدل 21٪ الذي حدده ترامب في قانون ضريبي خفضه من 35٪، لكن الصحيفة ذكرت أن هذا لن يغطي إلا جزئيًا تكلفة التخفيضات الضريبية وغيرها من البنود التي اقترحتها الأسبوع الماضي لجعل الحياة أكثر تكلفة للعديد من الأسر، والتي تقدر لجنة الميزانية المسؤولة أنها ستزيد العجز بما لا يقل عن 1.7 تريليون دولار على مدى عقد من الزمان.
وبالإضافة إلى زيادة ضريبة الشركات، أشارت الصحيفة إلى أن هاريس أيدت المقترحات التي أدرجها بايدن في ميزانيته الأخيرة، بما في ذلك زيادات ضريبية لزيادة الإيرادات على الأفراد الأثرياء للغاية، لكن "وول ستريت جورنال" ذكرت أنها لم تكن محددة بشأن ما إذا كانت تخطط لاقتراح زيادات ضريبية إضافية.
ووفقا للصحيفة، شعر مستشارو هاريس بالغضب الشديد من الضغوط في واشنطن للإفصاح عن المزيد من تفاصيل السياسة. وهم يزعمون أنهم لم يكن لديهم سوى خمسة أسابيع لبناء أجندة. ويقولون إنهم يخضعون لمعايير أعلى من ترامب.
وفي الوقت نفسه، ذكرت الصحيفة أن فريق هاريس يعمل على خطط سياسية إضافية يمكن طرحها في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك السياسات التي تهدف إلى تعزيز الشركات الصغيرة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات.
واعترف مستشارو هاريس بشكل خاص بأن إصدار خطط أكثر تفصيلاً من شأنه أن يمنح ترامب المزيد من الذخيرة لمهاجمتها. وانقض ترامب على إعلان هاريس الأسبوع الماضي أنها ستفرض أول حظر فيدرالي على الإطلاق على التلاعب بالأسعار على المواد الغذائية والبقالة، مدعيًا أن الاقتراح يرقى إلى مستوى ضوابط الأسعار على الطريقة السوفييتية.
لكن مساعدي هاريس ردوا بأن الخطة سوف تعكس قوانين مكافحة التلاعب بالأسعار في عشرات الولايات.
من جانبه، تجنب ترامب إلى حد كبير تفاصيل السياسة رغم أنه أطلق حملته الحالية قبل ما يقرب من عامين. ومن بين أمور أخرى، قال إنه سيعمل على تحسين قانون الرعاية الميسرة، أو أوباما كير، والذي حاول إلغاؤه كرئيس. لكنه لم يقل ما الذي سيفعله لتغييره، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جوهر أجندة ترامب في فترة ولايته الثانية هو تعهده بإجراء أكبر عملية ترحيل جماعي في التاريخ. وقدم ترامب في المقابلات تلميحات حول كيفية تنفيذه للخطة، بما في ذلك أنه سيعتمد على الحرس الوطني لترحيل المهاجرين وسيستند في جهوده إلى عملية ترحيل في عهد أيزنهاور.
لكن حملته لم تصدر خطة مفصلة تحدد كيفية عمل الاقتراح، بحسب الصحيفةز
وترى الصحيفة أن ترامب نأى بنفسه عن الجهد الأكثر شمولاً لصياغة أجندة سياسية لولايته الثانية، وهو مشروع 2025. ونشرت المجموعة التي تديرها مؤسسة هيريتيغ كتابًا يزيد عن 900 صفحة يوضح قائمة أمنيات المحافظين للحكومة التي يديرها ترامب.
لكن الخطة أصبحت بمثابة مغناطيس للنقد، حيث استعان الديمقراطيون بمقترحات المجموعة لتصوير ترامب على أنه خطير وجذري.
وأثار مشروع 2025 غضب ترامب ومستشاريه، الذين يصرون على أن مقترحات السياسة ليست رسمية ما لم تأت مباشرة من الحملة.
وذكرت الصحيفة أنه لأشهر، عرض موقع حملة ترامب على الإنترنت مقترحات سياسية بعبارات عامة حول كل شيء من التعليم إلى الطاقة. ووعد باتخاذ سلسلة من الخطوات في أيامه الأولى في منصبه، بما في ذلك توقيع الأوامر التنفيذية وبذل الجهود لإلغاء المقترحات التي طرحها بايدن.
ويوجه موقع حملة ترامب الآن الناخبين إلى المنصة الجمهورية، التي أقرها مسؤولو الحزب قبل وقت قصير من مؤتمر الشهر الماضي. وجرد ترامب ومستشاروه المنصة من العديد من تفاصيل السياسة التي كانت مدرجة في المنصات السابقة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تفاصیل السیاسة الصحیفة أن بما فی ذلک على أن
إقرأ أيضاً:
من المصارعة إلى التعليم.. هذه مرشحة ترامب للوزارة التي يريد إلغاءها
اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ليندا ماكمان، الرئيسة السابقة لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي"، لتولّي حقيبة التعليم، الوزارة التي يعتزم إلغاءها والتي يدور حولها نزاع شرس بين التقدميين والمحافظين.
وقال ترامب في بيان إنّ ماكمان هي "مدافعة شرسة عن حقوق الوالدِين"، مضيفا "سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وليندا ستقود هذا الجهد".
ومنذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، بدأ الرئيس السابق الذي سيتسلم السلطة مجددا في 20 كانون الثاني/ يناير، بتعيين كوادر إدارته المقبلة، وقد اختار لملء بعض المراكز أسماء فاجأت كثيرين.
وفي بيانه اعتبر ترامب أنّه "بصفتها وزيرة للتعليم ستكافح ليندا بلا كلل" من أجل منح كل ولاية أميركية مزيدا من الحريات التعليمية و"تمكين الآباء من اتخاذ أفضل القرارات التعليمية لعائلاتهم".
وتشهد الولايات المتحدة انقساما حادا حول موضوع التعليم إذ ترفض الولايات التي يقودها جمهوريون نشر المبادئ التي يدافع عنها الديموقراطيون من مثل حقوق المرأة والأقليات وحقوق المثليين.
وماكمان، سيدة الأعمال البالغة من العمر 76 عاما، سبق لها وأن شغلت منصب وزيرة شؤون الشركات الصغيرة وذلك في مستهل ولاية ترامب الأولى، وتحديدا بين العامين 2017 و2019.
وتعتبر هذه المرأة أحد أركان الحلقة الضيقة لترامب الذي اختارها أيضا لتكون أحد قادة فريقه الانتقالي الذي سيتولى السلطة من الديموقراطيين.
ولا تتردّد ماكمان في وصف ترامب بـ"الصديق"، وهي مانحة رئيسية للحزب الجمهوري وقد ساهمت ماليا في دعم ترشيح ترامب للسباق الرئاسي منذ 2016، أولاً في الانتخابات التمهيدية الحزبية ومن ثم في الانتخابات الوطنية.
وهذه السيدة متزوجة من فينس ماكمان، وريث اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي".
وهذا الاتحاد هو شركة عملاقة تأسّست في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تصبح ماكمان في 1993 رئيستها ومن ثم مديرتها العامة في 1997.
واستقالت ماكمان من هذه المنظمة في 2009 لتجرب حظها في عالم السياسة.
أمام زوجها فقد بقي على رأس الاتحاد حتى كانون الثاني/يناير الماضي حين اضطر للاستقالة بعد أن تقدمت موظفة سابقة بشكوى ضده بتهمة الاعتداء جنسيا عليها.