عن إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أفادت إحصائية رسمية صادرة عن الأمم المتحدة أن المستوطنين الإسرائيليين نفذوا 600 اعتداء ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 خلال الشهور الستة الماضية، بينما قالت إحصائية أخرى صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة إن الاعتداءات لامست في الحقيقة حدود الألف اعتداء خلال نفس الفترة الزمنية المذكورة.
لا شك أننا أمام منحى تصاعدي لاعتداءات المستوطنين التي تتم بحماية جيش الاحتلال، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية واسعة وصلت واشنطن وعواصم غربية أخرى، كما نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة وبروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، بينما اهتمت وسائل الإعلام العبرية بالحدث من زوايا متعددة، خاصة بعد الاعتداء الذي استهدف قرية برقة الأسبوع الماضي وأدّى إلى استشهاد الشاب قصي معطان، حيث كتب المعلق المخضرم بصحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، صباح الثلاثاء عن حماية وتغطية رسمية من قبل الوزراء والنواب للمستوطنين، وضعف الجيش وقيادته أمامهم، وهو ما تأكد مساء اليوم نفسه مع قرار المحكمة بالإفراج عن المستوطن المتهم بقتل الشهيد عطان.
هذه القصة تكفي وحدها لشرح المشهد، كون المستوطن المذكور عضوا في حزب القوة اليهودية" عوتسما يهوديت" بقيادة المجرم المدان بالإرهاب والعنصرية، وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، كما عمل لفترة ناطقاً رسمياً باسم ليمور سون هار ميلخ، أحد نواب الحزب في الكنيست. وعليه لم يكن مفاجئاً أن يعمل بن عفير على تحويل الملف إلى الشرطة الخاضعة لسيطرته، لتقصير وتسهيل الإجراءات والإفراج عنه ضمن أقل مدة زمنية ممكنة.
يمكن الحديث عن منحى تصاعدي لاعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الشهور والسنوات الأخيرة، حيث يعبر الأمر بالعموم عن الانزياح إلى اليمين والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، وهيمنة المستوطنين على الساحة السياسية خلال العقد الماضي وصولا إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي يحاول الآن اليمين الأكثر تطرّفاً استغلالها؛ لفرض قبضته التامة على كافة السلطات
تاريخياً، بنظرة إلى الوراء يمكن الحديث عن منحى تصاعدي لاعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الشهور والسنوات الأخيرة، حيث يعبر الأمر بالعموم عن الانزياح إلى اليمين والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، وهيمنة المستوطنين على الساحة السياسية خلال العقد الماضي وصولا إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي يحاول الآن اليمين الأكثر تطرّفاً استغلالها؛ لفرض قبضته التامة على كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في إسرائيل.
تاريخياً أيضاً، كانت الكيبوتسات بمثابة المستوطنات الأولى في الأراضي المحتلة عام 1948 -المزارع التعاونية- وهي التي أسست الدولة العبرية، وقادتها لثلاثة عقود تقريباً، وانتمت بغالبيتها العظمى إلى حزب ماباي -العمل فيما بعد، وهو يسار وسط بالمعنى الإسرائيلي- قبل أن تعيش الدولة العبرية مرحلة انتقالية لثلاثة عقود ويقع التبدل والتحوّل الكبير، وتأخذ المستوطنات مكان الكيبوتسات، وتفرض سيطرتها على الساحة السياسية خاصة في العقد الأخير عبر التحالف الذي يصفه أعضاؤه بالطبيعي والراسخ بين الليكود والأحزاب المتدينة، وتلك التابعة للصهيونية الدينية.
من هنا، يمكن القول إن المستوطنين باتوا الذراع أو العمود الفقري لإسرائيل الجديدة أو الثانية، الأكثر يمينية وتديّناً وتطرّفاً وإجراماً واستبداداً، بالطبع بعيداً عن مساحيق التجميل التقليدية عن أكذوبة واحة الديمقراطية في الحوض العربي الإسلامي، والفيلا في الغابة حسب تعبير رئيس الوزراء السابق الجنرال إيهود باراك.
قال برنياع في مقاله إن المستوطنين يتمتعون بحماية من المستوى السياسي عبر وزراء ونواب كثر خاصة بعد نجاحهم في إيصال ممثليهم إلى قمة هرم السلطة، مع تولّي زعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش منصب وزير بوزارة الدفاع، وتحكمه بملف الاستيطان، وتولّي حليفيه إيتمار بن غفير وزارة الأمن القومي وفرض قبضته على الشرطة المعنية أيضاً بملف المستوطنين. منذ تسلم الحكومة الجديدة مهام عملها بداية العام الجاري جرى إطلاق يد المستوطنين عبر بناء آلاف الوحدات السكنية وشرعنة بؤر عشوائية -11 ألفا- ضمن تطبيق خطة سموتريتش الهادفة إلى السيطرة على كامل الضفة الغربية والتي يريد فرضها بالقوة الجبرية والقهرية على الشعب الفلسطيني، وتخييره بين الاستسلام أو التهجير أو القتل والاعتقال.
برنياع أشار كذلك إلى ما أسماه ضعف الجيش أمام المستوطنين وتحاشي قيادته الاصطدام معهم في ظل الحماية السياسية الرفيعة لهم، هذا مع عدم تجاهل حقيقة أن الجيش هو حامي المشروع الاستيطاني بما في ذلك البؤر العشوائية نفسها وغير الشرعية حتى وفق قانون الإسرائيلي نفسه.
في السياق، قال الناطق باسم جيش الاحتلال دانييال هغاري الاثنين الماضي إن اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين إرهابية ولا يمكن تسميتها بغير ذلك، ونفس الشيء كان قد قاله قادة الأجهزة الأمنية في رسالتهم إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع تحذير من تداعيات الاعتداءات على صورة الدولة العبرية في الخارج، كما من رد الفعل الشعبي الفلسطيني عليها مع وصمها بالإرهاب أيضاً، علماً أن هذا غير صحيح كون الفلسطينيين يملكون الحق بالمقاومة المشروعة حسب المواثيق والشرائع الدولية في مواجهة إرهاب المستوطنين والدولة ككل؛ بما أنهم محميون من أعلى الهرم السياسي في السلطة وتحديداً في وزارتي الدفاع والأمن الداخلي.
إلى ذلك، يعبّر انفلات المستوطنين عن تراجع مكانة الدولة العبرية وفقدان أسباب قوتها ولو بشكل تدريجي، كما رؤية العالم إليها مع تحذير السفير الأمريكي في تل أبيب توم نيدس المستمر من تداعياتها، كما النقاشات في واشنطن التي امتدت لتشمل العلاقة نفسها مع الدولة العبرية والمساعدات الأمريكية السنوية الهائلة المقدمة لها.
فيما يخص التصدي الفلسطيني لاعتداءات وجرائم المستوطنين، فلا بد من فعل ذلك بحزمة أدوات وأساليب سياسية وإعلامية وقانونية وميدانية عبر التأكيد الدائم على أن المستوطنين يعبّرون عن القيادة الرسمية ومحميون منها، مع جهد إعلامي مواز لتكريس حقيقة أننا أمام إرهاب دولة موصوف لا يمكن طمسه أو إخفاؤه
وكما يقال في الإعلام الغربي وحتى العبري، فقد زاد الموضوع عن الحد ولا يمكن تجاهله بعد ذلك لتداعياته السلبية والهائلة على الصورة التي تم ترويجها لعقود عن إسرائيل كقاعدة متقدمة للغرب المتنور، والتي تنسفها مشاهد عصابات المستوطنين المعربدين والهمجيين المحميين من الحكومة والجيش والشرطة والسلطات الرسمية بشكل عام.
وفيما يخص التصدي الفلسطيني لاعتداءات وجرائم المستوطنين، فلا بد من فعل ذلك بحزمة أدوات وأساليب سياسية وإعلامية وقانونية وميدانية عبر التأكيد الدائم على أن المستوطنين يعبّرون عن القيادة الرسمية ومحميون منها، مع جهد إعلامي مواز لتكريس حقيقة أننا أمام إرهاب دولة موصوف لا يمكن طمسه أو إخفاؤه.
وعلى المستوى القانوني لا بد من المطالبة بالمحاسبة وإحالة جرائم المستوطنين إلى المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك الاعتداءات الجماعية الأخيرة مع تخلي سلطات الاحتلال عن واجباتها حسب معاهدة جنيف الرابعة، كما العمل المثابر على إخراج حزبي بن غفير وسموتريتش عن القانون وإدراجهما ضمن اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
في النهاية وقبل ذلك وبعده، لا بد من التصدي للمستوطنين ميدانياً وجماعياً، بتعميم نموذج المقاومة الشعبية كما نراه في مدن وبلدات وأحياء برقة وبيتا وكفر قدوم وبلعين ونعلين وبيت دجن والشيخ جراح وسلوان والقدس والضفة الغربية بشكل عام، مع القناعة التامة الراسخة والعنيدة أن حق المقاومة مكفول للفلسطينيين فردياً وجماعياً، لكن تبقى المقاومة الشعبية الجامعة أكثر جدوى وفعالية بالتأكيد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المستوطنين الإسرائيليين الفلسطينيين الاعتداءات إسرائيل فلسطين مستوطنين اعتداءات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المستوطنین ضد لا بد من لا یمکن
إقرأ أيضاً:
مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
لا أحد يستطيع تغيير طبيعة السياسة العدوانية والإجرامية الإسرائيلية التي لا تحترم ولا تلتزم بأيّ اتفاقيات أو تعهّدات. ليس سوى القوة ما يُلزِم دولة الاحتلال على الالتزام رغم أنفها.
خلال المرحلة الأولى من الاتفاق بين حركة «حماس» ودولة الاحتلال، انتهكت الأخيرة ما وقّعت عليه عشرات المرّات، لكنها لم تفلح في تحقيق ما أرادت حكومتها الفاشية المفلسة. محاولات دولة الاحتلال لإرغام «حماس» على الاستسلام لما أرادت بشأن تمديد المرحلة الأولى والإفراج عن أعداد أكبر من الرهائن، لم تصل إلى نتيجة.
الإدارة الأميركية منحت بنيامين نتنياهو مهلة 10 أيام، لتحقيق ما أراد، لكنه لم ينجح، بل إنه استدعى المزيد من الضغوط الداخلية، التي تطالب حكومته بالذهاب إلى المرحلة الثانية، ووقف الحرب.
صعّدت حكومة الاحتلال تهديداتها إلى أقصى مدى، عَبر إغلاق المعابر، ووقف تدفّق المساعدات إلى قطاع غزّة، ثم حاولت إضفاء مصداقية على التهديدات بالعودة للقتال، عَبر تحرّكات عسكرية، لكنها في الأخير لم تتمكن من تجاوز عتبة تهديداتها، والاكتفاء بإغلاق المعابر.
بالتأكيد يرغب نتنياهو وفريقه بالعودة للقتال، باعتباره الأسلوب المعتمد لبقاء الائتلاف الحكومي الفاشي، على الرغم من أن الضغط العسكري لم يؤدِّ إلى الإفراج عن أيّ رهينة.
كلمة السرّ في هذا العجز تكمن في رفض الإدارة الأميركية العودة إلى الحرب الإبادية، وتصرّ على متابعة المفاوضات. كان ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي قد قال: إنه سيحاول الإفراج عن الرهائن، إما بتمديد المرحلة الأولى، أو عَبر الانتقال للمفاوضات التي تتعلّق بالمرحلة الثانية.
صحوة المقاومة الفلسطينية - التي تقرأ على نحو جيّد طريقة تفكير كل من أميركا ودولة الاحتلال - أدّى إلى إرباك موقف الأخير، وأظهر عجزه عن اعتماد سياسة مستقلة خاصة به، والتصرّف وفق حساباته.
لذلك إن التطور الكبير - الذي ينطوي على أبعاد مهمّة - تمثل في تدخل الإدارة الأميركية على خطّ المفاوضات المباشرة مع «حماس» من دون انتظار الموافقة الإسرائيلية.
علينا أن نصدّق أنّ دولة الاحتلال لم تكن على علم مسبق بقرار الإدارة الأميركية الشروع في مفاوضات مباشرة مع «حماس»، وفي أقلّ تقدير فإن نفي نتنياهو علمه بتلك المفاوضات مجرّد محاولة فاشلة لحفظ ماء الوجه.
حفظ ماء الوجه فقط، لأنّ دولة الاحتلال لن تجرؤ على الاعتراض على ما تقوم الإدارة الأميركية بالتفاوض المباشر مع «حماس»، ولا الاعتراض على أيّ نتائج يمكن التوصّل إليها.
هيئة البث الإسرائيلية عكست حالة من الارتباك لدى حكومة الاحتلال، فلقد كانت أعلنت أنّ ثمّة تقدّماً في المفاوضات، ثم عادت لتتحدّث أن المفاوضات لم تحرز أيّ تقدّم.
الإدارة الأميركية قدّمت لنتنياهو السلّم الذي ينزل عليه؛ بعد أن دخلت خياراته في حالة اختناق، فلا هو قادر على نسف كل مجرى المفاوضات والذهاب إلى الحرب، ولا هو قادر على إرغام «حماس» على تغيير موقفها بالاتجاه الذي يستجيب ولو جزئياً للشروط الإسرائيلية.
في كلّ الحالات ثمّة رسائل مهمّة تقف خلف السلوك الأميركي، أوّلها أنّ هذه الإدارة لا علاقة لها بالمبادئ، وأنّها يمكن أن تتراجع عمّا يصدر عنها في العلن. هذه الإدارة ذهبت للتفاوض المباشر مع «حماس» التي صنّفتها على أنّها جماعة إرهابية، ما يعني أنّها تتمتّع بقدرٍ عالٍ من البراغماتية والمواقف غير المتوقّعة.
ثاني هذه التداعيات، أنّ الإدارة الأميركية ليست وسيطاً، بل إنها طرف مباشر في الصراع، بالنيابة عن دولة الاحتلال وبالأصالة عن نفسها، ما يؤكّد، أيضاً، أنها شريكة في كل ما ارتكبته وترتكبه الأخيرة من جرائم متعدّدة الأشكال.
ثالث هذه الرسائل، أنّ دولة الاحتلال - التي كانت تدّعي أنها سيّدة نفسها وسياساتها، وأنها دولة مستقلة - لا تلتزم بما لا يتوافق مع مصالحها وإستراتيجياتها حتى لو جاءت من حليفها الأميركي.
طبعاً مثل هذا الخطاب الإسرائيلي كان إلى حدّ ما وبالمعنى النسبي صحيحاً خلال مرحلة الإدارة «الديمقراطية» السابقة. فلقد عاندت وأقدمت على مواقف وإجراءات، تعارضت مع مواقف وطلبات إدارة جو بايدن.
غير أنّ هذا الخطاب اختفى مع مرحلة دونالد ترامب، إذ لم تصدر عن أيّ مسؤول إسرائيلي تبجّحات من هذا القبيل، بل إن الأسابيع المنصرمة من عمر الإدارة الأميركية الجديدة أظهرت أنها هي التي تقود، وتتعامل مع دولة الاحتلال على أنها أداة تنفيذية للسياسة والمواقف الأميركية.
هكذا أكدت دولة الاحتلال مكانتها باعتبارها أداة تابعة للسياسة الأميركية والدعم الأميركي، الذي إن توقّف عنها فإنها ستكون في حال يُرثى لها.
ويتكوف سيعود إلى المنطقة غداً، لتسريع عملية التفاوض، ولذلك لم يجد نتنياهو أمامه أيّ خيارات سوى أن يُرسل وفده إلى العاصمة القطرية ليظهر وكأنه شريك أساسي في المفاوضات.
المقاومة التي أثبتت نجاحها في الميدان تثبت مرّة أخرى نجاحها في معركة التفاوض، فهي لا تزال تصرّ على مواقفها وشروطها.
المقاومة تدرك أن إدارة ترامب لا ترغب في إعطاء فرصة لمعاودة الحرب الدموية، التي ستعيد فتح المجال أمام توسيع دائرتها بما يهدد الاستقرار الهشّ في المنطقة.
يعزّز هذا الاتجاه عدم نجاح الإدارة الأميركية حتى الآن في إقفال صفحة الحرب في أوكرانيا، ما يعني أنها تعتقد بإمكانية تحقيق نجاح أسرع على جبهة الشرق الأوسط.
إعلان جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) اليمنية، أنهم سيواصلون القتال على جبهة البحر الأحمر وإعطاء مهلة 4 أيام، لكي تعاود دولة الاحتلال فتح المعابر والسماح بتدفّق المساعدات، يؤخذ على محمل الجدّ لدى الإدارة الأميركية، ولكن ليس لدى دولة الاحتلال التي تتمنّى أن تتوفّر لها الذرائع بقلب الطاولة، لكنها ليست صاحبة قرار في ذلك، فالأمر منوط بالإدارة الأميركية التي ستعمل على التسريع في التوصّل إلى اتفاق.
(الأيام الفلسطينية)