كيف تحترم استقلالية الأبناء وتقاوم الرغبة المفرطة في حمايتهم؟
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
تدخُّل الآباء في حياة أبنائهم البالغين يمكن أن يتحول إلى مشكلة كبيرة تواجه العديد من الأسر، خاصة بعد زواج الأبناء. فبعد سنوات طويلة من تحمل المسؤولية الكاملة عنهم واتخاذ القرارات بالنيابة عنهم، ومع كل الجهود والتضحيات التي قدمها الآباء، قد يكون من الصعب عليهم التراجع خطوة للخلف والسماح للأبناء بالاستقلال والانطلاق في حياتهم الخاصة، واتخاذ قراراتهم بأنفسهم، واكتساب الخبرة من تجاربهم.
قد لا تشعر أنك تتدخل في حياة ابنك أو ابنتك، بل تشعر أن حبك لهم يدفعك لحمايتهم من الأخطاء أو الألم أو الندم الناتج عن اتخاذ قرارات غير سديدة. ترغب في تقديم النصيحة لهم ليتمكنوا من اتخاذ الخيارات الصحيحة، لأنك ترى أن تجربتك وخبراتك تمنحك فهمًا أعمق للحياة.
وربما تشعر بالألم عندما يخبرك أحدهم أنه يجب عليك التراجع قليلًا وترك أبنائك يتحملون مسؤولية قراراتهم. لكن لن تتمكن من قبول ذلك إلا عند إدراك أهمية وضع حدود بين الآباء والأبناء البالغين. إذ إن الحدود ضرورية للحفاظ على علاقة صحية داخل الأسرة.
يتم وضع الحدود العاطفية من خلال إدراك كل طرف في العلاقة أنه مسؤول عن سعادته (شترستوك)وفقًا لموقع "فيري ول مايند"، ستُمكنك الحدود الصحية من الحفاظ على التفاهم المتبادل بينك وبين أبنائك والسلاسة في التعامل، لأنها ستحدد بوضوح ما هو مقبول وما هو غير مقبول في العلاقة بين الطرفين. إذ يمكن للتدخل المفرط أن يؤدي إلى خلق مشاعر الاستياء لدى كلا الجانبين.
تحديد الحدود يشجع الأبناء البالغين على تحمل مسؤولية حياتهم، ويمنحهم شعورًا بالاستقلالية، مما يدعم نموهم ليصبحوا أفرادًا ناضجين ومكتفين ذاتيًا.
في المقابل، يدرك الآباء أن لديهم حياة يمكنهم عيشها، ولديهم هوية وتعريف لأنفسهم بخلاف كونهم آباء، وهو ما يُشعرهم بإمكانية متابعة اهتماماتهم واحتياجاتهم الخاصة دون الشعور بالذنب.
نصائح لتعيين الحدود بفعاليةهناك بعض النصائح والخطوات التي يُمكنك من خلالها تعيين الحدود بشكل صحي دون أن يتأثر الوالدان أو الأبناء سلبًا، ومنها:
مقاومة الرغبة الشديدة في إنقاذ الأبناء: أحد أهم الأشياء التي تُعين الآباء على تعيين الحدود مع أبنائهم هو مقاومة الدافع المستمر في إنقاذهم؛ هنا يجب إدراك أن جزءًا من مخاوف الآباء نابع من وجهات نظرهم التي قد تكون مختلفة تمامًا عن وجهات نظر الأبناء، هذا الاختلاف قد يجعل ما يعتبره الوالد شرًا محضًا ليس شرًا أبدًا من وجهة نظر الابن.
حتى في ظل وجود الشرور والأزمات الحقيقية والواقعية تمامًا، والتي لا يختلف أحد بشأنها، يكون من حق الأبناء البالغين التعامل معها، إذا أرادوا ذلك، لتكون لهم تجربتهم الذاتية، وليتمكنوا من التعلم من أخطائهم، فليس بوسع أحد حماية شخص آخر بشكل تام من كافة المخاطر أو الصدمات.
الاعتراف بأن أبناءك قد أصبحوا بالغين: لتتمكن من تحقيق الخطوة السابقة، سيكون عليك أن تعترف أن أبناءك قد أصبحوا رجالًا ونساءً، وأنهم لم يعودوا أطفال الأمس، الذين كانوا بحاجة للرعاية الكاملة. اعترف أن ابنك البالغ أصبح من حقه الآن الاستقلال، وعليك أن تحترم آراءه وخياراته وأسلوب حياته، وتجنُّبُ إصدار الأحكام عليه أو انتقاده.
بناء كلا الطرفين لهويته: عند تعيين الحدود مع الأبناء البالغين يجب على الوالدين أن يعيدا بناء هويتهما، وتحديد ما يرغبان في القيام به في حياتهما، وتشجيع الأبناء على فعل الشيء نفسه، وفهم الاحتياجات الخاصة ومنح الاهتمام للرعاية الذاتية لتجنب الشعور بالإرهاق أو الاستياء.
عند تعيين الحدود يدرك الآباء أن لديهم حياة خاصة يمكنهم عيشها (شترستوك)وضع الحدود العاطفية: يتم وضع الحدود العاطفية من خلال إدراك كل طرف في العلاقة أنه مسؤول عن سعادته، فلا يجب أن يستمد الوالد كامل سعادته أو شعوره بالاطمئنان أو الأنس فقط من الأبناء، بل يجب أن يدرك أنه مسؤول عن بناء حياة لنفسه وخلق سعادته الشخصية، وليس على الأبناء أن يكونوا مسؤولين عن تحقيق هذه السعادة للآباء. والعكس صحيح أيضًا، ليس على الآباء أن يكونوا مسؤولين عن تحقيق سعادة أبنائهم البالغين.
حاول أن تجعل كل شيء واضحًا: بعد تعيين الحدود وهو ما قد يشمل مجالات مثل الدعم المالي أو المشاركة العاطفية أو المساحة الشخصية أو المشاركة في صنع القرار، عليك أن تجلس مع أبنائك وتتحدث معهم بشأن هذه الحدود بوضوح. عليك هنا أن تكون حازمًا ومتسقًا في التأكيد على حدودك. كما يمكن التعبير خلال هذه الجلسة بوضوح عن توقعاتك ومخاوفك، وأن تستمع أيضًا إلى وجهة نظرهم. التواصل الفعال هو المفتاح لتحقيق التفاهم المتبادل. بعد توضيح كل شيء، سيكون عليك أن تتعلم أن تقول "لا" عندما يطلب أبناؤك طلبات تخترق أو تنتهك حدودك، عليك تعلم كيفية قول "لا" دون الشعور بالذنب.
طلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر: إذا وجدت صعوبة في وضع حدود صحية أو إذا استمرت الأزمات والصراعات في الحدوث، فقد يكون عليك أن تفكر هنا في الحصول على استشارة من معالج أو مستشار عائلي. يمكن للمتخصص تقديم رؤى وتقنيات فعالة للتعامل مع ديناميكيات الأسرة المعقدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تعیین الحدود علیک أن
إقرأ أيضاً:
5 أطعمة صحية تغنيك عن تناول السكر خلال فصل الشتاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع حلول فصل الشتاء، تزداد رغبة الكثيرين في تناول الأطعمة الدسمة والحلويات نتيجة لانخفاض درجات الحرارة وزيادة الشعور بالجوع، مما يؤدي إلى تراكم الوزن الزائد، فالحفاظ على الوزن خلال هذا الفصل يُعد ضرورة أساسية للحفاظ على الصحة العامة وتجنب المشكلات المرتبطة بالسمنة.
يلعب اختيار بدائل طبيعية وصحية للسكر دورًا مهمًا في السيطرة على الرغبة في تناول الحلويات، مع تعزيز استقرار مستويات الطاقة في الجسم من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على بدائل السكر والمكونات الغنية بالعناصر الغذائية، يمكن تجنب زيادة الوزن والاستمتاع بصحة أفضل طوال فصل الشتاء.
وتقدم لكم “البوابة نيوز” بدائل طبيعية للسكر يمكن اعتمادها خلال فصل الشتاء، وللحفاظ على نظام غذائي صحي يُمكن دمج هذه الأطعمة في وجباتك اليومية كبدائل طبيعية وآمنة، مما يساهم في تحسين صحتك العامة وتقليل الاعتماد على السكريات المصنعة، وذلك وفقًا لما تم نشره بموقع “ تايمز أوف انديا”.
1. المكسرات والبذور
تُعد المكسرات والبذور، مثل اللوز والجوز وبذور الشيا والكتان، خيارًا ممتازًا للحد من الرغبة في تناول السكر، فهي غنية بالدهون الصحية والبروتين والألياف، مما يُبقي مستوى السكر في الدم مستقرًا ويمنحك شعورًا بالشبع لفترات أطول.
2. البطاطا الحلوة
بفضل غناها بالكربوهيدرات المعقدة والألياف، تُعتبر البطاطا الحلوة مصدرًا رائعًا للطاقة، فهي تُبطئ عملية الهضم، مما يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مفاجئ، بينما تُرضي حلاوتها الطبيعية رغبتك في تناول الحلويات بشكل صحي.
3. التوت
يُعد التوت، وخاصة التوت الأزرق، خيارًا مثاليًا لأنه منخفض السكر وغني بالألياف ومضادات الأكسدة، حيث يساعد تناوله على إبطاء امتصاص السكر في الدم، كما يوفر حلاوة طبيعية دون التأثير السلبي للأطعمة السكرية.
4. الزبادي اليوناني
يتميز الزبادي اليوناني بمحتواه العالي من البروتين والبروبيوتيك، مما يساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتنظيم مستويات السكر في الدم، فالبروتين يطيل الشعور بالشبع، والبروبيوتيك يُحسن صحة الأمعاء، ما يساهم في السيطرة على الرغبة بتناول الحلويات.
5. القرفة
تُعتبر القرفة من التوابل ذات الخصائص الصحية المهمة، حيث تساعد على تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم، ويمكن إضافتها بسهولة إلى الأطعمة والمشروبات لمنع ارتفاع السكر المفاجئ، مما يُقلل من الرغبة في تناول الحلويات.