تلغراف البريطانية: اليمنيون هزموا البحرية الأمريكية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
وأضافت أن تلك الهجمات تزايدت في عددها، وتنوعت في أساليبها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أدركت عجزها في البحر الأحمر، وسحبت جميع سفنها الحربية، وتبعتها بريطانيا في ذلك، ولم تعد هناك سوى السفن الأوروبية.
وتحت عنوان "الحوثيون هزموا البحرية الأمريكية" نشرت الصحيفة، السبت، تقريراً ذكرت فيه بأن عملية ما يسمى "حارس الازدهار" الأمريكية التي تأسست في ديسمبر الماضي، كان هدفها هو "توفير جبهة دولية موحدة" لردع اليمن وإيقاف الهجمات البحرية، مؤكدة أن ذلك "لم ينجح".
وأضافت أن اليمنيين "لم يتراجعوا عن موقفهم واستمروا في شن الهجمات" وهو ما أدى إلى "بدء عملية (بوسايدون آرتشر) في يناير، من خلال شن ضربات أمريكية وبريطانية" على اليمن، ولكن "مثلما أثبتت السعودية مراراً وتكراراً بين عامي 2015 و2023 فإن محاولة تعطيل الهجمات اليمنية من خلال الضربات الجوية أشبه بلكم الدخان" حسب تعبير الصحيفة.
وقالت الصحيفة: "لم تسفر أي من تلك الجهود عن أي تقدم حتى عندما شكل الاتحاد الأوروبي ائتلافاً منفصلا أطلق عليه اسم (أسبيدس) كي لا يرتبط بالموقف الأمريكي تجاه إسرائيل، فالعجز الغربي عن الاتفاق على كيفية أداء المهمة الأساسية لم يمر مرور الكرام، فقد لاحظت ذلك بالتأكيد شركات الشحن التي كنا نحاول طمأنتها".
وأشار التقرير إلى أنه " منذ يناير، لم تتزايد الهجمات بشكل مطرد في عددها فحسب، بل تنوعت أيضاً، فقد كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة مصحوبة بعمليات اختطاف وصواريخ باليستية، وشهد شهر أبريل أول استخدام لمركبة سطحية غير مأهولة، وكان هناك زيادة مطردة في هذه الطريقة أيضاً منذ ذلك الحين".
وأضاف أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد "ففي الآونة الأخيرة بدأ "اليمنيون" في متابعة هجماتهم بإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة من الزوارق السريعة، وشهدت الأسابيع القليلة الماضية زيادة في عدد الهجمات فوق المتوسط الذي كان خمس هجمات كل أسبوعين".
وتطرق التقرير إلى عملية استهدف وإحراق سفينة النفط اليونانية (سونيون) لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن سفينة تابعة للاتحاد الأوروبي قامت بإجلاء طاقم السفينة.
وأوضح التقرير أن السفن العسكرية الأوروبية "هي الوحيدة حالياً التي تتواجد في المنطقة، حيث لا توجد أي سفينة تابعة لعملية (حارس الازدهار) ضمن مسافة 500 ميل (أكثر من 920 كيلو متر)".
وأضاف: "في شهر مايو الماضي، عندما كانت حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي أيزنهاور) موجودة، كان لدى الولايات المتحدة 12 سفينة حربية في المنطقة تقدم مزيجاً من مهام مراقبة الصواريخ والمرافقة، والآن ليس لديها أي سفينة، ولمدة وجيزة كان لدى المملكة المتحدة ثلاث سفن، وقد قامت المدمرة (إتش إم إس دايموند) ببعض الأعمال المتميزة كجزء من مجموعة (حارس الازدهار) ولكن عندما غادرت المجموعة، غادرنا".
وفي محاولة لتبرير الهروب البريطاني، قال التقرير إنه "من وجهة نظر المملكة المتحدة، السبب واضح ومباشر، فنحن لا نملك ما يكفي من السفن، أو بالأدق لا نملك ما يكفي منها في حالة صالحة للعمل، أما الولايات المتحدة فهي أكثر تعقيداً لأنها تمتلك السفن، ولكنها اختارت عدم إرسال أي منها".
وأضاف: "هذا لا يعني أنهم (أي الأمريكيين) لا يعانون من مشاكل خاصة بهم، فقد أعلنت البحرية الأمريكية أنها قد تضطر إلى إيقاف 17 سفينة دعم مساعدة بسبب مشاكل تتعلق بالطاقم، كما أن منطقة غرب المحيط الهادئ خالية من حاملات الطائرات للمرة الأولى منذ سنوات، ومن عجيب المفارقات أن اثنتين من هذه السفن تقعان في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ليس في البحر الأحمر، كما أن أحدث برنامج لبناء الفرقاطات الأميركية ينهار، ومعدل بناء الغواصات من فئة فرجينيا أقل مما هو مطلوب للحفاظ على الأسطول الحالي".
وتابع التقرير: "لا يمكن أن نصل إلا إلى استنتاج واحد: وهو أن الولايات المتحدة تخلت عن عملية (حارس الازدهار)، فهي لم تنجح في ردع اليمنيين ولم تطمئن حركة الشحن البحري، ولذا فقد يكون من الأفضل لها أن تذهب وتفعل شيئاً آخر".
واعتبر التقرير أن "المرور حول رأس الرجاء الصالح هو الوضع الطبيعي الجديد في الوقت الحالي".
وأضاف أنه حتى لو انتقلت حاملة الطائرات الأمريكية (ثيودور روزفلت) إلى البحر الأحمر، فإنه "لم يعد هناك ما يضمن نجاح هذه المهمة أكثر من أي وقت مضى" معتبراً أن "السعي إلى حل سياسي أو مالي يشكل انحرافاً كبيراً لا يمكن وصفه عن التفكير البحري التاريخي للولايات المتحدة" في إشارة إلى العجز عن فرض استراتيجيات الردع التي تعودت أمريكا عليها.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة حارس الازدهار
إقرأ أيضاً:
شركات الشحن تواجه اضطرابات مستمرة في ظل تقلبات التعرفات الجمركية
باريس «أ.ف.ب»: مع التراجع في حمولات السفن والتقلب المستمر في الأسعار، يتعين على شركات الشحن البحري الدولية أن تتكيف مع الاضطرابات المرتبطة بالإعلانات الأمريكية عن التعرفات الجمركية، والتي أثارت تقلبات غير مسبوقة في النشاط خلال الأسابيع الأخيرة.
فقد أحدث تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات لمدة 90 يوما، مع الاستثناء الملحوظ لتلك المفروضة على الصين، هزة جديدة في الأسواق بعد الاضطرابات المسجلة في بداية العام.
يقول ألكسندر شاربنتييه، خبير النقل المتعاون مع شركة رولان بيرجيه: إنه «في الأسابيع الثلاثة التي سبقت الإعلان، شهدنا تباطؤا في التجارة، وكانت سفن كثيرة محملة بنسبة 50% فقط في المسارات العابرة للمحيطين الأطلسي والهادئ باتجاه الولايات المتحدة».
خلال هذه الفترة، انخفضت أسعار الشحن البحري، واحتفظت شركات الشحن بمخزوناتها احترازيا.
غير أن ألكسندر شاربنتييه يلفت إلى «تسجيل مفعول معاكس» خلال الأيام العشرة الماضية، كما أن قرار الممثل التجاري للبيت الأبيض الخميس بفرض ضرائب على السفن المصنعة في الصين عندما ترسو في الموانئ الأمريكية بدءًا من منتصف أكتوبر من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا.
ومن المعلوم أن حوالي نصف السفن المشيدة في العالم تأتي من أحواض بناء السفن الصينية.
ويوضح شاربنتييه أن «الناس يريدون شحن أكبر قدر ممكن من البضائع إلى الولايات المتحدة، وهم يقومون بتصفية مخزوناتهم، وهناك اندفاع لحجز مساحات لهم» في سفن الشحن، لدرجة أنه أصبح من الصعب في بعض الأحيان نقل الحاوية وبدأت الأسعار في الارتفاع مجددا.
انخفاض الأسعار
لكن على المدى الطويل، تخشى الشركات انخفاض أسعار الشحن، كما حدث في عامي 2018 و2019، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، ومع فرض حواجز جمركية أقل حدة من تلك الموجودة اليوم.
في تلك الفترة، واجهت شركات النقل «طاقة فائضة، وانخفاضا قي أسعار الشحن، وارتفاعا في التكاليف، وفي نهاية المطاف، انخفضت الإيرادات»، على ما تذكر ساندي جوسلينج، المتخصصة في النقل والخدمات اللوجستية في شركة ماكينزي.
ويقول ألكسندر شاربنتييه: «من الصعب أن نقرأ ما يحمله المستقبل، ولكن ما يبدو لنا الأكثر احتمالا هو تراجع بعض الطرق لصالح دول أخرى في جنوب شرق آسيا أو الهند».
وتتوقع نائبة رئيس شركة الشحن البريطانية «زينكارجو» آن صوفي فريبورج أن يصبح مسار الشحن بين الصين والولايات المتحدة خاسرا.
إذا تأكد ذلك، «سيعدّل مالكو السفن عملهم. وهذا يعني التخلي عن المسارات التقليدية والتوجه نحو مسارات جديدة، مثل أمريكا اللاتينية التي تشهد طلبا متزايدا نسبيا منذ فترة لا بأس بها».
في الوقت الحالي، لم تعمد الشركات العالمية الكبرى مثل «ام اس سي» MSC أو «سي ام ايه سي جي ام» CMA CGM أو «ميرسك» Maersk إلى إعادة نشر أساطيلها للتكيف مع الوضع الجديد.
تغيير المسارات
وقالت شركة «هاباج لويد» الألمانية: إنها لم تشهد «أي تغيير في (مسارات) المحيط الأطلسي» لكنها سجّلت «انخفاضا هائلا في الصين»، قابلته «زيادة كبيرة في الطلب في جنوب شرق آسيا».
وفي مذكرة لزبائئها، قالت مجموعة بوسطن الاستشارية: إنها تتوقع انخفاضا حادا في التجارة بين الصين والولايات المتحدة وزيادة في التجارة داخل «الجنوب العالمي» الذي يتكون من دول ناشئة وبلدان مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وبحسب منظمة التجارة العالمية، فإن التجارة العالمية في السلع قد تنخفض بنسبة 1,5% من حيث الحجم في عام 2025، وذلك تبعًا لسياسة التعرفات الجمركية التي ينتهجها ترامب، كما توقعت المنظمة انهيار حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 81%.
وكان القطاع البحري نجح في التغلب على الكثير من الأزمات في السنوات الأخيرة.
وبعد انقطاع سلاسل التوريد خلال سنوات جائحة كوفيد والحاجة إلى الالتفاف حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح بسبب هجمات أنصار الله في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، اكتسب أصحاب السفن «المرونة اللازمة لتغيير الطرق»، وفق آن صوفي فريبورج من «زينكارجو».
ويوضح ألكسندر شاربنتييه أن «إعادة توزيع تدفق (رحلات الشحن) إلى مناطق أخرى سيستغرق بعض الوقت».