وأضافت أن تلك الهجمات تزايدت في عددها، وتنوعت في أساليبها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أدركت عجزها في البحر الأحمر، وسحبت جميع سفنها الحربية، وتبعتها بريطانيا في ذلك، ولم تعد هناك سوى السفن الأوروبية.

وتحت عنوان "الحوثيون هزموا البحرية الأمريكية" نشرت الصحيفة، السبت، تقريراً ذكرت فيه بأن عملية ما يسمى "حارس الازدهار" الأمريكية التي تأسست في ديسمبر الماضي، كان هدفها هو "توفير جبهة دولية موحدة" لردع اليمن وإيقاف الهجمات البحرية، مؤكدة أن ذلك "لم ينجح".

وأضافت أن اليمنيين "لم يتراجعوا عن موقفهم واستمروا في شن الهجمات" وهو ما أدى إلى "بدء عملية (بوسايدون آرتشر) في يناير، من خلال شن ضربات أمريكية وبريطانية" على اليمن، ولكن "مثلما أثبتت السعودية مراراً وتكراراً بين عامي 2015 و2023 فإن محاولة تعطيل الهجمات اليمنية من خلال الضربات الجوية أشبه بلكم الدخان" حسب تعبير الصحيفة.

وقالت الصحيفة: "لم تسفر أي من تلك الجهود عن أي تقدم حتى عندما شكل الاتحاد الأوروبي ائتلافاً منفصلا أطلق عليه اسم (أسبيدس) كي لا يرتبط بالموقف الأمريكي تجاه إسرائيل، فالعجز الغربي عن الاتفاق على كيفية أداء المهمة الأساسية لم يمر مرور الكرام، فقد لاحظت ذلك بالتأكيد شركات الشحن التي كنا نحاول طمأنتها".

وأشار التقرير إلى أنه " منذ يناير، لم تتزايد الهجمات بشكل مطرد في عددها فحسب، بل تنوعت أيضاً، فقد كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة مصحوبة بعمليات اختطاف وصواريخ باليستية، وشهد شهر أبريل أول استخدام لمركبة سطحية غير مأهولة، وكان هناك زيادة مطردة في هذه الطريقة أيضاً منذ ذلك الحين".

وأضاف أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد "ففي الآونة الأخيرة بدأ "اليمنيون" في متابعة هجماتهم بإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة من الزوارق السريعة، وشهدت الأسابيع القليلة الماضية زيادة في عدد الهجمات فوق المتوسط الذي كان خمس هجمات كل أسبوعين".

وتطرق التقرير إلى عملية استهدف وإحراق سفينة النفط اليونانية (سونيون) لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن سفينة تابعة للاتحاد الأوروبي قامت بإجلاء طاقم السفينة.

وأوضح التقرير أن السفن العسكرية الأوروبية "هي الوحيدة حالياً التي تتواجد في المنطقة، حيث لا توجد أي سفينة تابعة لعملية (حارس الازدهار) ضمن مسافة 500 ميل (أكثر من 920 كيلو متر)".

وأضاف: "في شهر مايو الماضي، عندما كانت حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي أيزنهاور) موجودة، كان لدى الولايات المتحدة 12 سفينة حربية في المنطقة تقدم مزيجاً من مهام مراقبة الصواريخ والمرافقة، والآن ليس لديها أي سفينة، ولمدة وجيزة كان لدى المملكة المتحدة ثلاث سفن، وقد قامت المدمرة (إتش إم إس دايموند) ببعض الأعمال المتميزة كجزء من مجموعة (حارس الازدهار) ولكن عندما غادرت المجموعة، غادرنا".

وفي محاولة لتبرير الهروب البريطاني، قال التقرير إنه "من وجهة نظر المملكة المتحدة، السبب واضح ومباشر، فنحن لا نملك ما يكفي من السفن، أو بالأدق لا نملك ما يكفي منها في حالة صالحة للعمل، أما الولايات المتحدة فهي أكثر تعقيداً لأنها تمتلك السفن، ولكنها اختارت عدم إرسال أي منها".

وأضاف: "هذا لا يعني أنهم (أي الأمريكيين) لا يعانون من مشاكل خاصة بهم، فقد أعلنت البحرية الأمريكية أنها قد تضطر إلى إيقاف 17 سفينة دعم مساعدة بسبب مشاكل تتعلق بالطاقم، كما أن منطقة غرب المحيط الهادئ خالية من حاملات الطائرات للمرة الأولى منذ سنوات، ومن عجيب المفارقات أن اثنتين من هذه السفن تقعان في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ليس في البحر الأحمر، كما أن أحدث برنامج لبناء الفرقاطات الأميركية ينهار، ومعدل بناء الغواصات من فئة فرجينيا أقل مما هو مطلوب للحفاظ على الأسطول الحالي".

وتابع التقرير: "لا يمكن أن نصل إلا إلى استنتاج واحد: وهو أن الولايات المتحدة تخلت عن عملية (حارس الازدهار)، فهي لم تنجح في ردع اليمنيين ولم تطمئن حركة الشحن البحري، ولذا فقد يكون من الأفضل لها أن تذهب وتفعل شيئاً آخر".

واعتبر التقرير أن "المرور حول رأس الرجاء الصالح هو الوضع الطبيعي الجديد في الوقت الحالي".

وأضاف أنه حتى لو انتقلت حاملة الطائرات الأمريكية (ثيودور روزفلت) إلى البحر الأحمر، فإنه "لم يعد هناك ما يضمن نجاح هذه المهمة أكثر من أي وقت مضى" معتبراً أن "السعي إلى حل سياسي أو مالي يشكل انحرافاً كبيراً لا يمكن وصفه عن التفكير البحري التاريخي للولايات المتحدة" في إشارة إلى العجز عن فرض استراتيجيات الردع التي تعودت أمريكا عليها.

 

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الولایات المتحدة حارس الازدهار

إقرأ أيضاً:

فرنسا تؤجل الإفراج عن لبناني متواطئ في اغتيال دبلوماسيَين

أرجأت محكمة الاستئناف في باريس، الخميس، حتى 19 يونيو (حزيران)، النظر في طلب إطلاق سراح الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج إبراهيم عبد الله، المعتقل منذ 40 عاماً، لإدانته بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيَين أمريكي وإسرائيلي في فرنسا.

وأفاد مصدر قضائي ومحامي عبدالله جان لوي شالانسيه، بأن المحكمة أرجأت النظر حتى يتمكن المحكوم عليه من إبراز إثباتات على التعويض للأطراف المدنية، وهو ما كان يرفضه حتى الآن.
ويبلغ عبدالله حاليا 73 عاماً. وأصبح من الممكن إطلاق سراحه منذ عام 1999، بموجب القانون الفرنسي، لكن طلبات الإفراج المشروط التي تقدم بها رُفضت، باستثناء طلب واحد حين وافق القضاء في 2013 على طلب إفراج، شرط أن يكرس بقرار طرد، الأمر الذي لم يصدره وزير الداخلية الفرنسي يومها مانويل فالس.
وقال شالانسيه إن موكله أصبح "استثناء"، في حين أُطلق سراح "سجناء سياسيين" رئيسيين في البلاد من السجن.

وأضاف المحامي في تصريحات للصحافيين "لم أشاهد قراراً مثل هذا من قبل"، متحدثاً عن "تعذيب معنوي".
وأضاف "إنهم يعترفون بذلك، ولكنهم يريدون الاستسلام للولايات المتحدة مرة أخرى"، وتابع "لكنه قال دائماً، وأنا معه، إنه لن يعوض أبداً الولايات المتحدة التي ترسل القنابل لإلقائها على الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين".



وأثناء محاكمته في 23 فبراير (شباط) 1987 في قضية اغتيال الدبلوماسيَّين، بدت قاعة المحكمة أشبه بمعسكر محصّن، خوفاً من أي هجمات محتملة، إذ كان يشتبه وقتها بوقوفه وراء موجة من الهجمات القاتلة في باريس، إلا أنها في الواقع كانت من تنفيذ أفراد مؤيدين لإيران.

فرنسا: غزة "أرض فلسطينية".. ولا بديل عن التسوية السلمية - موقع 24دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الإثنين، إلى وقف عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس.

لكن اليوم، أصبح منسياً إلى حد كبير، فيما يقتصر الدعم الذي يحصل عليه من لجنة دعم صغيرة، وعدد قليل من البرلمانيين اليساريين، أو شخصيات مثل آني إرنو، الحائزة جائزة نوبل للآداب.

مقالات مشابهة

  • فرص تجارية جديدة في الأنظمة البحرية
  • تصريح جديد مفاجئ لترامب بشأن خطته حول غزة
  • تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين
  • بطول 170 متراً.. أبوظبي لبناء السفن تطلق الجيل الجديد من سفينة "ديتيكتور"
  • البحرية الأمريكية تقيل قائد حاملة الطائرات “ترومان” من منصبه
  • تعاون بين "أبوظبي لبناء السفن" و"انترمارين" لتعزيز القدرات البحرية
  • حارس ياباني يلعب مباراته الأولى منذ 9 سنوات قضاها على مقاعد البدلاء
  • فرنسا تؤجل الإفراج عن لبناني متواطئ في اغتيال دبلوماسيَين
  • تجهيز سفينة «FA-400» الدورية بأنظمة بحرية متطورة
  • "أبوظبي لبناء السفن" و"إندرا" تتعاونان لتعزيز قدرات سفينة FA-400 الدفاعية