عربي21:
2025-01-05@04:15:31 GMT

في فهم الخلاف حول منصب محافظ المصرف المركزي في ليبيا

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

بات من المعلوم لكل ناظر للمشهد الليبي أن السبب الرئيسي لإقالة الصديق الكبير من قبل المجلس الرئاسي الليبي إنما هو اقترابه من مجلس النواب والحكومة التابعة له في الشرق، والصناديق الخاصة بالإعمار والتنمية التي يديرها أبناء خليفة حفتر، وإلا فإن التجاوزات التي امتلأت بها تقارير ومقالات وأدراج المؤيدين لإقالته والتي تتعلق بما وصفوه بالإدارة السيئة للمصرف المركزي، ليست أمرا مستحدثا وبعض تجاوزاته مضى عليها أعوام كان فيها الصديق الكبير في سويداء القلب في الغرب الليبي.



أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة صرح في أحد الغرف المغلقة أن الكبير أحال نحو 3.2 مليار دولار أمريكي إلى جبهة الشرق، بحسب عضو الأعلى للدولة فإن خصومه في الغرب يؤكدون أنها أحيلت إلى صدام حفتر، فيما لم ينف الصديق الكبير صرفه للمبلغ المشار إليه إلا أنه يقول إنها لصالح مشروعات التنمية وما في حكمها.

متنفذون في الجبهة الغربية يتخوفون من أن يرجع إليهم هذا الإنفاق السخي من قبل محافظ المركزي في شكل قوات مجهزة ومدعومة لتحتل العاصمة، كما وقع العام 2019م، أيضا فإن هذا الإنفاق سيكون على حساب نفوذ حكومة الوحدة التي لم تعد في نظر الصديق الكبير المخول بشكل منفرد بالإنفاق العام بشتى أصنافه، حتى أن الميزانية التي أقرها مجلس النواب، وأكد أعضاؤه أن الكبير تعهد بتمويلها، ستشرف عليها حكومة الشرق المدعومة من البرلمان والجيش التابع له.

كان من المتوقع أن يرفض الكبير قرار إقالته، وتابعه في ذلك مجلس النواب، وأحد أجنحة المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، بعد إعلانه الفوز بانتخابات رئاسة المجلس، حتى أنه رفض التجاوب مع لجنة الاستلام المشكلة من الرئاسي، وأعطى موظفي المصرف إجازة لحين انتهاء النزاع حول إدارة المركزي.

اتساع رقعة المعارضة لاستمرار الكبير في منصبه في الغرب قد يعرقل التوجه الدولي لتثبيته، لذا قد تبادر البعثة بخطة لاحتواء الوضع المحتدم تشمل، بالإضافة إلى المسائل السياسية، الخلاف حول إدارة المال العام، وهذا ما قد يرجح فكرة تقاسم الموارد المالية بين سلطات الغرب والشرق.الكبير ومن شايعه في موقفه يعتبرون أن قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة المصرف المركزي صدر عن جهة غير ذات اختصاص، وهو محق في ذلك نسبيا، والتحدي في خلافات وصراعات اليوم أنها تأتي خارج السياقات القانونية، فقد سبق القرار المتعلق بالمصرف المركزي قرارات لمجلس النواب تنهي السلطة التنفيذية ممثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وتنتزع منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة لصالحها، وهي جهة غير ذات اختصاص بموجب اتفاق الصخيرات واتفاق تونس ـ جنيف، مما يعني أن ما يقع من تدافع بين الأطراف المتنازعة في الغرب والشرق الليبي هو بالأساس شد وجذب سياسي تستخدم فيه حجج قانونية، وبالتالي فإن دحض هذه القرارات لا يتأتى بإخضاعها لسلطة القانون لأنها صارت مغيبة وغير ذات احترام من الجميع، فقد تجاهل مجلس النواب والمصرف المركزي أحكام عدة محاكم بخصوص الضريبة على بيع العملات الأجنبية، وسبق ذلك رفض لأحكام صادرة عن المحكمة العليا بجلالة قدرها.

المجلس الرئاسي وظهيره السياسي والعسكري في الغرب الليبي يصرون على موقفهم، ويتجهون إلى استلام مقر المصرف المركزي، فيما يستمر الكبير في موقفه الرافض، ومن المتوقع أن تقابل ضغوط جبهة الغرب بردود فعل مشابهة منها إغلاق حقول النفط، ثم إجراءات إدارة المصرف المركزي من مناطق الشرق.

هذا التدافع المحموم الذي يأخذ بعدا تصعيديا خطيرا يراقب من قبل الأطراف الخارجية دون ردود فعل مؤثرة، فالموقف العام للأطراف الدولية متحفظ على إجراءات المجلس الرئاسي، ومعلوم الدعم الذي يتلقاه الكبير من الأطراف الدولية، إلا أن اتساع رقعة المعارضة لاستمرار الكبير في منصبه في الغرب قد يعرقل التوجه الدولي لتثبيته، لذا قد تبادر البعثة بخطة لاحتواء الوضع المحتدم تشمل، بالإضافة إلى المسائل السياسية، الخلاف حول إدارة المال العام، وهذا ما قد يرجح فكرة تقاسم الموارد المالية بين سلطات الغرب والشرق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرف المركزي خلافات ليبيا رأي خلافات المصرف المركزي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الرئاسی المصرف المرکزی الصدیق الکبیر مجلس النواب الکبیر فی فی الغرب

إقرأ أيضاً:

البرلمان ينظم ملتقى علميًا للإعلان عن الانتهاء من إعداد دليل الصياغة التشريعية

نظم مكتب دعم السياسات البرلمانية والبحوث بديوان مجلس النواب، ملتقى علميًا للإعلان عن الانتهاء من إعداد دليل الصياغة التشريعية، الذي عملت عليه لجنة من الباحثين بديوان مجلس النواب وخبراء دوليين من المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات لأكثر من عام بحضور نخبة من المستشارين، والقضاة، والأكاديميين، والخبراء القانونيين الذين أبدو ملاحظاتهم واقتراحاتهم وأوراقهم العلمية بالخصوص.

ويأتي هذا الدليل كخطوة علمية ومنهجية في إطار الدور الفني والإداري الذي يضطلع به ديوان مجلس النواب لدعم مهام المجلس التشريعية، حيث يُمثل الدليل مرجعًا عمليًا سيُسهم في مساعدة مجلس النواب ولجانه المختصة في تعزيز جودة الصياغة التشريعية، وتحسين وضوح النصوص القانونية ودقتها، بما ينسجم مع المبادئ الدستورية والمعايير الحديثة.

وألقى مدير مكتب دعم السياسات البرلمانية والبحوث ورئيس لجنة إعداد الدليل “عبد الواحد اللافي ” كلمة افتتاح الملتقى، أكد خلالها أن الدليل قد تم الانتهاء من إعداده بعد مراحل متعددة من الدراسة والبحث والتشاور، وهو الآن جاهز لتقديمه لأعضاء المجلس ولجانه المختلفة، ليُساعدهم في أداء مهامهم التشريعية، ويُوفر لهم أداة مرجعية تُساعد في إعداد نصوص قانونية محكمة ومتناسقة.

وأشاد بدور المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات (IDEA) وخبرائها، الذين قدموا دعمًا فنيًا ومعرفيًا ساهم في تعزيز محتوى الدليل من خلال الاستفادة من التجارب الدولية، مع الحفاظ على خصوصية النظام القانوني الليبي وهويته.

و اختُتم الملتقى، بجلسة نقاش تناولت آليات تطبيق الدليل، وسبل الاستفادة منه في تطوير العمل التشريعي، بما يُسهم في دعم جهود المجلس ولجانه في إعداد تشريعات فعّالة تُلبي احتياجات المجتمع، وتُعزز سيادة القانون وتحقيق العدالة.

الوسومالانتهاء من إعداد دليل الصياغة التشريعية البرلمان ملتقى علمي

مقالات مشابهة

  • قوات (الرئاسي الليبي) تطلق عملية عسكرية في (الزاوية)
  • وعدل المركزي الليبي عن قراره
  • لمساءلة الحكومة الشرعية.. مجلس النواب يدعو لعقد جلسة رسمية
  • ثاني أهم منصب.. انتخاب رئيسا لمجلس النواب الأميركي
  • بدء التصويت لاختيار رئيس لمجلس النواب الأمريكي في دورته الجديدة
  • مجلس النواب يعلن الانتهاء من إعداد «دليل الصياغة التشريعية»
  • البرلمان ينظم ملتقى علميًا للإعلان عن الانتهاء من إعداد دليل الصياغة التشريعية
  • تنتوش: قانون فرض الضريبة على سعر الصرف انتهى بنهاية العام الماضي 2024
  • تنتوش: السياسة النقدية أصبحت مسؤولية مصرف ليبيا المركزي
  • تنتوش: مجلس إدارة المركزي هو المعني حاليا بفرض ضريبة الدولار أم لا