عربي21:
2024-12-03@17:59:36 GMT

في فهم الخلاف حول منصب محافظ المصرف المركزي في ليبيا

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

بات من المعلوم لكل ناظر للمشهد الليبي أن السبب الرئيسي لإقالة الصديق الكبير من قبل المجلس الرئاسي الليبي إنما هو اقترابه من مجلس النواب والحكومة التابعة له في الشرق، والصناديق الخاصة بالإعمار والتنمية التي يديرها أبناء خليفة حفتر، وإلا فإن التجاوزات التي امتلأت بها تقارير ومقالات وأدراج المؤيدين لإقالته والتي تتعلق بما وصفوه بالإدارة السيئة للمصرف المركزي، ليست أمرا مستحدثا وبعض تجاوزاته مضى عليها أعوام كان فيها الصديق الكبير في سويداء القلب في الغرب الليبي.



أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة صرح في أحد الغرف المغلقة أن الكبير أحال نحو 3.2 مليار دولار أمريكي إلى جبهة الشرق، بحسب عضو الأعلى للدولة فإن خصومه في الغرب يؤكدون أنها أحيلت إلى صدام حفتر، فيما لم ينف الصديق الكبير صرفه للمبلغ المشار إليه إلا أنه يقول إنها لصالح مشروعات التنمية وما في حكمها.

متنفذون في الجبهة الغربية يتخوفون من أن يرجع إليهم هذا الإنفاق السخي من قبل محافظ المركزي في شكل قوات مجهزة ومدعومة لتحتل العاصمة، كما وقع العام 2019م، أيضا فإن هذا الإنفاق سيكون على حساب نفوذ حكومة الوحدة التي لم تعد في نظر الصديق الكبير المخول بشكل منفرد بالإنفاق العام بشتى أصنافه، حتى أن الميزانية التي أقرها مجلس النواب، وأكد أعضاؤه أن الكبير تعهد بتمويلها، ستشرف عليها حكومة الشرق المدعومة من البرلمان والجيش التابع له.

كان من المتوقع أن يرفض الكبير قرار إقالته، وتابعه في ذلك مجلس النواب، وأحد أجنحة المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، بعد إعلانه الفوز بانتخابات رئاسة المجلس، حتى أنه رفض التجاوب مع لجنة الاستلام المشكلة من الرئاسي، وأعطى موظفي المصرف إجازة لحين انتهاء النزاع حول إدارة المركزي.

اتساع رقعة المعارضة لاستمرار الكبير في منصبه في الغرب قد يعرقل التوجه الدولي لتثبيته، لذا قد تبادر البعثة بخطة لاحتواء الوضع المحتدم تشمل، بالإضافة إلى المسائل السياسية، الخلاف حول إدارة المال العام، وهذا ما قد يرجح فكرة تقاسم الموارد المالية بين سلطات الغرب والشرق.الكبير ومن شايعه في موقفه يعتبرون أن قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة المصرف المركزي صدر عن جهة غير ذات اختصاص، وهو محق في ذلك نسبيا، والتحدي في خلافات وصراعات اليوم أنها تأتي خارج السياقات القانونية، فقد سبق القرار المتعلق بالمصرف المركزي قرارات لمجلس النواب تنهي السلطة التنفيذية ممثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وتنتزع منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة لصالحها، وهي جهة غير ذات اختصاص بموجب اتفاق الصخيرات واتفاق تونس ـ جنيف، مما يعني أن ما يقع من تدافع بين الأطراف المتنازعة في الغرب والشرق الليبي هو بالأساس شد وجذب سياسي تستخدم فيه حجج قانونية، وبالتالي فإن دحض هذه القرارات لا يتأتى بإخضاعها لسلطة القانون لأنها صارت مغيبة وغير ذات احترام من الجميع، فقد تجاهل مجلس النواب والمصرف المركزي أحكام عدة محاكم بخصوص الضريبة على بيع العملات الأجنبية، وسبق ذلك رفض لأحكام صادرة عن المحكمة العليا بجلالة قدرها.

المجلس الرئاسي وظهيره السياسي والعسكري في الغرب الليبي يصرون على موقفهم، ويتجهون إلى استلام مقر المصرف المركزي، فيما يستمر الكبير في موقفه الرافض، ومن المتوقع أن تقابل ضغوط جبهة الغرب بردود فعل مشابهة منها إغلاق حقول النفط، ثم إجراءات إدارة المصرف المركزي من مناطق الشرق.

هذا التدافع المحموم الذي يأخذ بعدا تصعيديا خطيرا يراقب من قبل الأطراف الخارجية دون ردود فعل مؤثرة، فالموقف العام للأطراف الدولية متحفظ على إجراءات المجلس الرئاسي، ومعلوم الدعم الذي يتلقاه الكبير من الأطراف الدولية، إلا أن اتساع رقعة المعارضة لاستمرار الكبير في منصبه في الغرب قد يعرقل التوجه الدولي لتثبيته، لذا قد تبادر البعثة بخطة لاحتواء الوضع المحتدم تشمل، بالإضافة إلى المسائل السياسية، الخلاف حول إدارة المال العام، وهذا ما قد يرجح فكرة تقاسم الموارد المالية بين سلطات الغرب والشرق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرف المركزي خلافات ليبيا رأي خلافات المصرف المركزي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الرئاسی المصرف المرکزی الصدیق الکبیر مجلس النواب الکبیر فی فی الغرب

إقرأ أيضاً:

إيرادات النفط الليبي: 23 حوالة مالية بقيمة 14.7 مليار دولار إلى المركزي

ليبيا – أكدت المؤسسة الوطنية للنفط استمرار إحالة إيرادات النفط إلى مصرف ليبيا المركزي وفقًا للإجراءات المعتادة، في إطار التزامها بمسؤولياتها القانونية.

وأوضحت المؤسسة، عبر مكتبها الإعلامي، أن إجمالي المبالغ المحالة إلى حساب المصرف المركزي منذ يناير الماضي وحتى نهاية دوام يوم الإثنين بلغ 14,787,184,278 دولارًا أمريكيًا.

كما أشارت إلى أن عدد الحوالات التي أرسلتها المؤسسة منذ بداية العام بلغ 23 حوالة.

 

مقالات مشابهة

  • الصول: اجتماع لندن فرصة لتحريك المشهد السياسي الليبي إذا دعم الاستقرار
  • الرئاسي: المنفي والدبيبة ناقشا البدائل والمقترحات الممكن عرضها على الشعب الليبي
  • قنيدي: الرشاوي في جنيف أوصلت المجلس الرئاسي للمنصب ولا حلول قريبة للأزمة
  • إيرادات النفط الليبي: 23 حوالة مالية بقيمة 14.7 مليار دولار إلى المركزي
  • افحيمة: “الرئاسي” وحكومة الدبيبة يخشون تنظيم حوار سياسي جديد
  • البسيكري: المجلس الرئاسي يسعى لتعزيز دوره في إدارة موارد النفط
  • محافظ مصرف ليبيا المركزي يعلن خطة تدريجية لحل أزمة السيولة النقدية
  • الرئاسي: اللافي بحث مع سفير سويسرا تطورات المشهد السياسي الليبي
  • توقيع مذكرة تفاهم بين شركة إعمار ليبيا القابضة ومجموعة كارين التركية
  • محافظ المصرف المركزي: عيد الاتحاد ذكرى ملهمة ويوم تاريخي