احتفال مؤتمر الحزب الديمقراطي في زمن الإبادة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
آدم جونسن
ترجمة: أحمد شافعي
انتهى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وعشرات الآلاف من أعضاء الحزب الذين قصدوا شيكاغو هذا الأسبوع في طريقهم الآن إلى بيوتهم، بعد أن قضوا وقتا رائعا لو أننا صدقنا العناوين.
سيطرت «البهجة» على الرسائل التي وجّهتها حملة كامالا هاريس والإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، كانت البداية عنوانا في صيحة شيكاغو صن تايمز يقول إن «كامالا هاريس تعتمد على سياسات البهجة».
ولكنّ تحالفا مفككا وقليل التمويل من النشطاء بدا غير مستعد للمضي في طريق البهجة وسط ما يقولون ـ وعدد لا حصر له من الباحثين ـ إنه إبادة جماعية مستمرة في غزة، وهي إبادة جماعية يستمر تنفيذها باستعمال أسلحة أمريكية.
كان أولئك النشطاء داخل المؤتمر وخارجه، أقام «تحالف المسيرة إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي» ـ المؤلف من مائتين وخمسين منظمة ـ تجمُّعين في بداية المؤتمر ونهايته، وانضم إليه الناس بالآلاف، متحدثين حول مطالبات بإنهاء الإبادة الجماعية وإيقاف المساعدة الأمريكية لإسرائيل. (ونفذت بعض المنظمات أعمالا على مدار الأسبوع)، وظهر داخل المؤتمر تسعة وعشرون مندوبا غير ملتزمين تصويتيا، يمثلون قرابة سبعمائة وأربعين ألف ناخب أدلوا بأصوات احتجاجية خلال الانتخابات التمهيدية لإظهار معارضتهم للدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الإسرائيلية، فنادى أولئك المندوبون بحظر الأسلحة، نظموا اعتصاما ليليا، أعقبه تحرك داخل المؤتمر، طارحين مطلبا معتدلا يتمثل في تقديم متحدث أمريكي فلسطيني على المسرح الرئيسي (برغم أن هدفهم الأساسي، وهدف المتظاهرين خارج المؤتمر، ظل يتمثل في فرض حظر الأسلحة على إسرائيل).
كان ذلك الجهد كله يصب في خدمة هدف واحد هو ضمان ألا يهرب الليبراليون المبتهجون من الحقيقة المزعجة والمخزية وهي أن بيت بايدن الأبيض لم يغير موقفه ـ وكذلك حملة هاريس ـ من تدمير إسرائيل الشامل المستمر لغزة.
ولا يعني هذا أن الديمقراطيين وحلفاءهم لا يسعون بكل طاقتهم لإقناع الناس بغير ذلك. ففي خطاب الذروة الذي أعلنت فيه هاريس قبولها الترشح للرئاسة ليلة الخميس الماضي، وصفت هاريس معاناة غزة بـ«المهلكة» و«المفجعة»، ولكنها أبت أن تعيّن سببا لتلك المعاناة. قالت إنها وبايدن «يعملان من أجل ضمان وقف إطلاق النار» لكي «يتمكن الشعب الفلسطيني من إدراك حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير»، وتلك كلمات مطابقة للتي يستعملها بايدن. ولقيت على هذا الحد الأدنى ثناء من الكتاب الليبرليين باعتبار أنها أحدثت فتحا جديدا ذا شأن.
ولكن الحقيقة واضحة، برغم إشارة كل من بايدن وهاريس إلى ما يوصف بـ«محادثات وقف إطلاق النار»، فقد رفضا دعم مطلب نشطاء السلام وكل المنظمات الفلسطينية الكبيرة والجماعات الإنسانية وسبع من النقابات الكبرى الممثلة لقرابة نصف أعضاء اتحادات البلد ومنها الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة والرابطة الوطنية للتعليم واتحاد عمال المركبات: وهو الحظر التام على الأسلحة إلى أن تنهي إسرائيل قصفها وحصارها واحتلالها لغزة.
بالنسبة للعضو العادي في الحزب الديمقراطي، قد يكون هذا كله محيرا، وهذا مفهوم، ففي نهاية المطاف، ألا يؤيد البيت الأبيض ونائبة الرئيس هاريس وقف إطلاق النار؟
والحيرة هي المسألة، فبايدن وهاريس يدعمان وقف إطلاق النار قولا لا فعلا، لقد استغل البيت الأبيض دعوات وقف إطلاق النار في فبراير، وبدّل استعمال التعريف التاريخي الشائع: أي استعمال التهديد بحظر الأسلحة لإرغام إسرائيل على إنهاء حملتها العسكرية. كان المصطلح يستعمل على هذا النحو في الهجمات السابقة على غزة في أعوام 2009 و2012 و2014 و2018 و2021. والآن يشير مصطلح «وقف إطلاق النار» إلى هدنة غامضة يمكن أن تختار إسرائيل أن تقبل أو ترفض الموافقة عليها، وتظل برغم ذلك تتلقى المساعدة العسكرية الأمريكية في كلتا الحالتين.
ولهذا السبب غيّر النشطاء بدءا من ربيع هذا العام مطلبهم من وقف إطلاق النار إلى حظر الأسلحة على إسرائيل: لأن البيت الأبيض وكثيرا من الديمقراطيين حولوا مصطلح «وقف إطلاق النار» ـ شأن عبارة «حل الدولتين» من قبل ـ إلى طريقة أخرى لإكساب إسرائيل الوقت لفرض الموت يوميا بوتيرة غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين.
في أسبوع إقامة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي تجاوزت حصيلة الموتى الرسمية ـ التي يعتقد باحثون أنها أقل كثيرا من الحقيقة ـ أربعين ألفا، وفي اليوم الذي ألقت فيه كامالا هاريس خطبتها لقي أكثر من أربعين فلسطينيا مصرعهم في قصف إسرائيلي لخان يونس فكان من الصرعى أكثر من اثني عشر طفلا.
يبدو أن جهود العلاقات العامة التي يبذلها الأبيض لتبديل مصطلح «وقف إطلاق النار» ـ بالتزامن مع الانتقال من بايدن إلى هاريس ـ قد أثمرت إلى حد كبير. فقد تجدد دعم الشباب ويتردد أن «الأجواء» صفت من جديد.
ولكن من ينصب تركيزهم الحقيقي على السياسة وعلى حقيقة أن الولايات المتحدة تدعم إبادة جماعية لا يسهل خداعهم بإيماءات سطحية. ولن تنطلي عليهم تحولات مبهمة في «النبرة» أو خطاب مجاني لا يقول أكثر من «إنني أراكم، وأسمعكم». ولذلك فقد تمسكوا هذا الأسبوع في شيكاغو ـ وهي المدينة ذات العدد الأكبر من فلسطينييّ الشتات ـ بخططهم للضغط على كل من الرئيس الحالي بايدن والرئيسة المستقبلية المحتملة هاريس من أجل الموافقة على حظر الأسلحة والمساعدة المشروطة لإسرائيل إلى أن تتصرف بما يتسق مع الولايات المتحدة والقانون الدولي.
حتى الآن ترفض هاريس هذه المطالب، فقد قال مستشارها الأعلى للشؤون الخارجية فيل جوردون لصحفيين في الثامن من أغسطس إن «هاريس لا تساند حظر الأسلحة على إسرائيل». وقالت مستشارتها السابقة للأمن الوطني في مجلس الشيوخ هالي سويفر للجنة في المؤتمر الوطني للحزب يوم العشرين من أغسطس إن «إدارة كامالا هاريس لن تقلل أو تشرط المعاونة الأمنية الأمريكية لإسرائيل». أي أن هاريس ببساطة سوف تواصل إستراتيجية بايدن: فتتظاهر أن وقف إطلاق النار سوف يتحقق بقوة السحر، أو أن مشاعر بنيامين نتنياهو سوف تتغير فجأة، بدلا من استعمال النفوذ الحقيقي الذي يمتلكه أقوى بلد في تاريخ الإنسانية من أجل إنهاء الحرب.
في قاعة مؤتمرات غامضة خارج محيط الأمن في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، التقيت بجماعة من الأطباء الشجعان الذين وصفوا لي أهوالا لا يتصورها الخيال، وكانوا محاطين بمندوبين غير ملتزمين تصويتيا.
جميعهم كانوا قد تطوعوا في غزة، ولشهور في بعض الأحيان. ثم جاؤوا إلى شيكاغو في محاولة للاختراق ومناشدة إنسانية الحاضرين في المؤتمر. تحدثوا عن إمساكهم أيدي أطفال يحتضرون لا أقارب لهم على قيد الحياة ليرعوهم، وصفوا أنظمة طبية منهارة ندرت فيها الإمدادات الأساسية من قبيل الصابون والضمادات فلم يستطيعوا ممارسة عملهم الطبي. قال فيروز سيدهاوا، جراح الصدمات الذي كان في غزة من 25 مارس إلى 8 أبريل للحاضرين في القاعة:
«لقد رأيت رؤوس أطفال حطمتها رصاصات نحن الذين دفعنا ثمنها، لا مرة، ولا مرتين، بل في كل يوم. رأيت دمارا ممنهجا ومستعِرا لمدينة كاملة هي خان يونس. لو أن غرفة واحدة لم تزل بجدرانها الأربعة في تلك المدينة كلها فليس بوسعي أن أخبركم أي هي. رأيت أمهات يخلطن ما يعثرن عليه من حليب صناعي قليل بمياه ملوثة من أجل إرضاع أطفالهن لأنهن أنفسهن يعانين سوء تغذية فلا يستطعن إرضاعهم طبيعيا. رأيت أطفالا يصرخون لا من الألم، ولكن لأنهم يطلبون الموت مع أسرهم بدلا من احتمال وجع ذكرى إخوتهم وآبائهم الذين احترقوا وتشوهوا فاستحال التعرف عليهم. وكل ذلك طبعا بذخيرة أمريكية».
غير أن الحفل لا بد أن يستمر، وبالنسبة لغالبة الديمقراطيين، تمثل هذه الدعاية الزائفة الخاصة بوقف إطلاق النار مجالا لتقسيم أهوال غزة. لكن الخط القائم بين إدارة بايدن-هاريس وغزة ليس مبهما على الإطلاق، بل هو واضح ومباشر، وإبادة غزة الجماعية واقع ومسؤولية أيضا تقع إلى حد كبير على عاتق الإدارة الحالية.
ومن نافلة القول إن كبار الديمقراطيين ليسوا حريصين بشدة على مناقشة هذا الواقع فعندما رأينا تشاك شومر على أرضية المؤتمر الوطني الديمقراطي، حيث كان أنصاره يرحبون به بحرارة، سألناه عما إذا كان يؤيد دعوات اتحاد عمال السيارات وغيره من النقابات العمالية لفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل. ولحظة أن سمع سؤالنا مشى مبتعدا عنا. فأهوال غزة لا يمكن إلا أن تفسد عليه البهجة.
في الوقت نفسه كانت مجموعة من تسعة وعشرين مندوبا غير ملتزمين تصويتيا تبذل أقصى جهدها لتكون الصوت الأعقل والأخلص والأقوم في مناصة فلسطين هناك. وبرغم ثنائهم على كامالا هاريس، في محاولة للعمل معها، ومحاولتهم استعمال أوراق اعتمادهم بوصفهم موالين وناخبين ديمقراطيين راسخين، رفض الحزب طلبهم بالحديث لفترة قصيرة.
في الوقت نفسه، كان المتظاهرون بالخارج موضع سخرية وكتابات متهكمة تقلل من شأن حضورهم، برغم كونهم آلافا مؤلفة في الشوارع لا يبالون بحضور الشرطة واعتقال ما لا يقل عن أربعة وسبعين شخصا منذ الأحد الماضي.
ما من طريقة واحدة بسيطة صحيحة لمعارضة الإبادة الجماعية. وسواء كنت تصف نفسك في أدب بـ«الموجود بالداخل» أو المتظاهر، فأنت موضع تجاهل، وتلقى معاملة الإرهابي، أو تتعرض للنكات.
لقد كان الفارق صادما بين قاعة المؤتمرات الباهتة القائمة خارج مؤتمر الحزب في مركز مؤتمرات ضخم وخاو إلى حد كبير وما جرى فيها من حديث إلى الأطباء الذين يطالبون بتغيير ما في السياسة وبين الإثارة الصاخبة في قاعة المؤتمر المزدحمة. كان التناقض صادما أخلاقيا لكل من يؤمن بالعلاقة المباشرة بين البيت الأبيض والصور المتواصلة للأطفال الموتى. ولكن الغالبية ليسوا كذلك. وليس معروفا بعد كيف توضح الرابط لملايين ممن لا يريدون أن يروا الواضح.
الجواب اليساري اليسير هو أن الموجودين بالداخل أشخاص ضالون، معرّضون لدعاية كثيفة، ومع أن هذا صحيح بلا شك إلى حد كبير، فلست متأكدا أنهم لا يريدون هذا التضليل، فالتعصب الحزبي قوة بالغة، والتضليل الإعلامي قوة بالغة، وامتلاك علاقات قوية مع قادتنا المنتخبين قوة بالغة، والخوف من دونالد ترامب وأخطار مشروع 2025 الحقيقية قوة بالغة.
ومزيج النتائج هو قرار منتشر بدفع غزة بعيدا عن مجال الرؤية. ولا يملك المرء مهربا من الظن بأنه لو كان 5% فقط من هذا الدعم المعروض في المؤتمر هذا الأسبوع قد امتنع عن هاريس إلا بشرط موافقتها على إنهاء مبيعات الأسلحة لإبادة غزة الجماعية، لوافقت على الفور. لو أن المسؤولين المنتخبين الموالين لحظر الأسلحة من أمثال النائبين إيلهان عمر وجاكوين كاسترو والنقابات الموالية لحظر الأسلحة من قبيل الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة والرابطة الوطنية للتعليم واتحاد عمال المركبات قد رهنوا دعمهم لهاريس بموافقتها على وقف المعونة ـ بدلا من عرضها في غضون أيام ـ فربما كان الأمر قد نجح. لكنهم لم يفعلوا. وفعلته النائبة الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس رشيدة طالب، لكنها تظل وحيدة في ذلك. أصدر معظم التقدميين بيانات جيدة، بلا شك، ولكنهم أبوا ـ شأن بيت بايدن الأبيض ـ استخدام نفوذهم الفعلي. فالجميع يقولون ما ينبغي أن يقال، ويستاؤون ويحزنون، ولكن لم يبد أن أحدا على الإطلاق ممن تحدثت إليهم - باستثناء المحتجين في الخارج، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، والمندوبين غير الملتزمين تصويتيا في الداخل - مستعد للمخاطرة بأي شيء فعليا.
وهكذا تستمر القنابل، ويستمر الحفل. تُزال غزة من أذهاننا ومن مجال رؤية حاضري الاحتفال الكبير. ويشعر الجميع - أو الذين لا تستهدفهم الأسلحة الأمريكية على الأقل - «بالبهجة» مرة أخرى.
آدم جونسن كاتب صحفي ومقدم برامج
الترجمة عن مجلة «ذي نيشن»
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی للحزب الدیمقراطی الأسلحة على إسرائیل وقف إطلاق النار کامالا هاریس البیت الأبیض حظر الأسلحة إلى حد کبیر فی المؤتمر من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
البحرين.. مؤتمر الحوار الإسلامي يؤكد دعم القضية الفلسطينية
اختتمت في مملكة البحرين فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي والذي انعقد تحت شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، حيث دعا لتوحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية.
المؤتمر عقد يومي 19 و20 فبراير 2025، برعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وبحضور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ومشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والمرجعيات الإسلامية من مختلف المدارس الفكرية حول العالم.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى "توحيد الجهود الإسلامية في دعم القضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، ومواجهة الفقر والتطرف".
كما أكد أن التعاون في هذه القضايا الكبرى سيذيب الخلافات الثانوية تحت مظلة الأخوة الإسلامية، كما أوصى المؤتمر بإنجاز مشروع علمي شامل يوثق قواسم الاتفاق بين المسلمين في العقيدة والشريعة والقيم، ليكون مرجعا يعزز الوعي الإسلامي المشترك ويصلح التصورات الخاطئة بين أبناء الأمة.
وأكد البيان الختامي أن "وحدة الأمة الإسلامية عهد وميثاق، وأن تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجب على الجميع".
كما شدد على أن "الحوار المطلوب اليوم ليس حوارا عقائديا أو تقريبا بين المذاهب، بل حوار تفاهم وبناء، يعزز القواسم المشتركة بين المسلمين في مواجهة التحديات العالمية، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه".
وأوصى البيان بضرورة "تعزيز التعاون بين المرجعيات الدينية والفكرية والإعلامية لنزع ثقافة الكراهية والحقد بين المسلمين، مؤكدا على أهمية النقد الذاتي لمراجعة الاجتهادات الفكرية والثقافية وتصحيح ما يحتاج إلى تعديل، استئنافا لما بدأه الأئمة والعلماء السابقون، مشددا على تجريم الإساءة واللعن بين الطوائف الإسلامية، موضحا أن الإسلام يحرم الإساءة حتى لمن يعبد غير الله".
ولفت البيان إلى أن "المرأة تلعب دورا محوريا في ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية، سواء من خلال الأسرة أو من خلال حضورها في المجالات العلمية والمجتمعية، داعيا إلى تحويل ثقافة التفاهم إلى مناهج تعليمية، وخطب دينية، ومنصات إعلامية، ومشاريع تنموية".
كما أوصى بوضع "استراتيجية جديدة للحوار الإسلامي تأخذ في الاعتبار قضايا الشباب، وتعتمد على الوسائل الرقمية والتكنولوجية الحديثة لضمان تفاعلهم مع الخطاب الديني وتعزيز انتمائهم الإسلامي في عالم متغير".
ودعا إلى "تنظيم برامج ومبادرات شبابية تجمع المسلمين من مختلف المذاهب، وتعزز التفاهم بينهم، مع ربط الشباب المسلم في الغرب بتراثهم الإسلامي، وإزالة الصور النمطية المتبادلة التي تعيق التعاون بين المذاهب".
كما أوصى المؤتمر بصياغة خطاب دعوي مستلهم من نداء أهل القبلة، يستنير به العلماء والدعاة والمدارس الإسلامية، تحت شعار أمة واحدة ومصير مشترك، مشددًا على أهمية إنشاء رابطة للحوار الإسلامي لفتح قنوات تواصل بين مكونات الأمة دون إقصاء.
من جانبه أعلن أحمد الطيب شيخ الأزهر عن بدء التحضيرات بالتنسيق مع الأزهر الشريف لتنظيم المؤتمر الثاني للحوار الإسلامي - الإسلامي في القاهرة، تأكيدا على استمرار هذا النهج في تعزيز الوحدة الإسلامية.