سرايا - - بحث المشاركون في المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق المحتجزين مقترحات جديدة للتسوية في القاهرة السبت، سعيا لتقريب المواقف بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

يأتي ذلك بعدما أفادت الأمم المتحدة بتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في القطاع مع ارتفاع معدلات سوء التغذية ورصد إصابة بشلل الأطفال.



وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن قصف الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء القطاع أدى لاستشهاد 50 شخصا السبت، وذكرت السلطات أن الشهداء قضوا من جراء الأعمال القتالية على مدى الساعات الماضية، وما زالوا ممدّدين في طرق تستمر بها المعارك أو تحت الأنقاض.

وقال مصدران أمنيان مصريان إن وفدا من حماس وصل السبت ليكون على مقربة من المحادثات لمراجعة أي مقترحات قد تتمخض عن المحادثات الرئيسة بين الاحتلال الإسرائيلي والدول التي تقوم بالوساطة وهي مصر وقطر والولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يحضر رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المحادثات.

ولم تنجح المحادثات المتقطعة التي تجري منذ شهور في تحقيق انفراجة تنهي الحملة العسكرية المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة أو تحرير المحتجزين المتبقين لدى حماس.

وقال المصدران المصريان إن المقترحات الجديدة تتضمن حلولا وسطا للنقاط العالقة مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسة وعودة السكان إلى شمال غزة.

لكن لا توجد أي مؤشرات على حدوث انفراجة في النقاط الشائكة الرئيسة مثل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين غزة ومصر.

وتتهم حماس إسرائيل بالتراجع عن أمور كانت وافقت عليها سابقا خلال المحادثات، كما تقول الحركة إن الولايات المتحدة لا تتوسط بحسن نية.

وفي إسرائيل، دخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خلاف مع المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار بشأن ما إذا كان يتعين أن تبقى القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر، بحسب مصدر مطلع على المحادثات.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة إن من السابق لأوانه التنبؤ بنتيجة المحادثات.

وأضاف المسؤول "حماس موجودة هناك للبحث مع الوسطاء نتيجة مباحثاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين وما إذا كان هناك ما يكفي للإشارة إلى وجود تغير في موقف نتنياهو إزاء التوصل إلى صفقة".

انتشار الأمراض

من شأن استمرار الحرب أن يؤدي إلى تفاقم محنة سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذين شُردوا جميعا تقريبا ويعيشون في خيام أو ملاجئ وسط الأنقاض، بينما ينتشر سوء التغذية والأمراض ممّا يهدد أيضا حياة المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في القطاع.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) الجمعة إن كمية المساعدات الغذائية التي دخلت إلى غزة في تموز/ يوليو كانت من بين الأدنى منذ تشرين الأول/ أكتوبر عندما فرضت إسرائيل حصارا كاملا على القطاع.

وذكر المكتب أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال غزة في تموز/ يوليو كان أعلى بأربعة أمثال مقارنة مع أيار/ مايو، بينما في الجنوب حيث القتال أقل حدة ويسهل الوصول إليه مقارنة مع الشمال، ارتفع العدد لأكثر من المثلين.

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن رضيعا يبلغ من العمر 10 شهور أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما مما أثار مخاوف من انتشار المرض على نطاق أوسع في ظل افتقار السكان الذين يعيشون وسط الحطام لخدمات الصرف الصحي المناسبة.

كما يهدّد استمرار الحرب بتصعيد كبير آخر في المنطقة؛ إذ تواصل إيران دراسة طريقة الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها الشهر الماضي.

وفي هذه الأثناء، بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية سي.كيو براون زيارة لم يُعلن عنها مسبقا إلى منطقة الشرق الأوسط السبت لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للتوتر يفضي إلى اتساع رقعة الصراع، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة تأهب للهجوم الذي تهدد إيران بشنه على إسرائيل.

في الوقت نفسه، تصاعدت حدة القتال بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في الآونة الأخيرة، مع شنّ ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان وفي البقاع، وإطلاق حزب الله المزيد من الصواريخ على شمال إسرائيل.

رويترز


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

القطاع الصحي في السودان.. انهيار يفاقم المعاناة وسط الفيضانات والصراع

يشهد السودان تدهورًا كبيرًا في القطاع الصحي، تفاقم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي اجتاحت البلاد، في وقت يعاني فيه السودان من صراع مستمر منذ 16 شهرًا. هذه الكوارث الطبيعية والإنسانية المتداخلة تسببت في تزايد معاناة النازحين والمجتمعات المضيفة التي تواجه تحديات هائلة.

وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، فقد شهد السودان منذ بداية يونيو وحتى 12 أغسطس 2024 نحو 60 حادثة من الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى نزوح آلاف الأسر وتدمير البنية التحتية الحيوية. ومن المتوقع أن يستمر موسم الأمطار حتى أكتوبر، مع تحذيرات من احتمال حدوث فيضانات مفاجئة إضافية.

الولاية الشمالية وولاية نهر النيل: أضرار جسيمة وخسائر بشرية

تشير تقارير التقييم إلى أن الولاية الشمالية ونهر النيل هما الأكثر تضررًا، حيث تم تدمير عشرات الآلاف من المنازل والمرافق العامة. في الولاية الشمالية، تضرر أكثر من 50 ألف شخص جراء الفيضانات، بينما تعرضت آلاف المنازل للانهيار، مما ترك سكانها بلا مأوى. أما في ولاية نهر النيل، فقد توفي 34 شخصًا وأصيب 588 آخرين، فيما دمرت الفيضانات أكثر من 32 ألف مرحاض، مما يفاقم خطر انتشار الأوبئة.

انهيار سد أربعات: كارثة إنسانية جديدة

في ولاية البحر الأحمر، أعلنت السلطات السودانية عن انهيار سد أربعات، مما أدى إلى وفاة 30 شخصًا وفقدان 64 آخرين. الكارثة أثرت على أكثر من 50 ألف شخص، وتسببت في انهيار البنية التحتية المحلية ونفوق آلاف رؤوس الماشية. كما دمرت السيول والفيضانات الطرق الرئيسية التي تربط بورتسودان ببقية الولايات، مما يزيد من عزلة المناطق المتضررة.

تفشي الأوبئة: الكوليرا تتصدر المشهد

إلى جانب الفيضانات، يشهد السودان تفشيًا مقلقًا لوباء الكوليرا، خصوصًا في ولايات كسلا، القضارف، ونهر النيل. وزارة الصحة السودانية أعلنت عن تسجيل 2895 حالة إصابة بالكوليرا و112 حالة وفاة، وسط تحذيرات من أن انتشار الوباء ناجم عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الفيضانات.

تحديات القطاع الصحي والاستجابة الإنسانية

الانهيار الذي يشهده القطاع الصحي في السودان زاد من تفاقم الأزمة. تدمير المرافق الصحية وشبكات المياه في العديد من المناطق المتضررة أعاق قدرة الحكومة والمنظمات الإنسانية على تقديم الدعم الفوري للمحتاجين. الاحتياجات الأساسية تشمل المياه النظيفة، المأوى، والرعاية الصحية، إلا أن القدرة على تلبية هذه الاحتياجات تظل محدودة بسبب الظروف الأمنية واللوجستية.

في ظل هذه الأوضاع الحرجة، يبقى التدخل الدولي والإنساني السريع ضروريًا لتجنب كارثة إنسانية أكبر في السودان، حيث يهدد سوء التغذية والأمراض بتفاقم معاناة الملايين.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل الفلسطيني للحرة: نرفض اتهام إسرائيل للأونروا بالإرهاب
  • صحف عالمية: إسرائيل تعرقل التأكد من دقة رواية حماس في غزة
  • حماس: لا اتفاق مع إسرائيل إلا بوقف الحرب والانسحاب من غزة وكسر الحصار وتحقيق صفقة تبادل جادة
  • مفاوضات غزة مستمرة.. اجتماع قطري مصري مع حماس الأربعاء
  • إسرائيل في قطاع غزة.. من الانسحاب الأحادي إلى الحرب الشاملة!
  • إسرائيل تقصف «المنطقة الإنسانية» في خان يونس
  • إسرائيل تنشر فيديو النفق الذي قُتل فيه الرهائن
  • عطاف يجري محادثات ثنائية مع نظرائه العرب بالقاهرة
  • القطاع الصحي في السودان.. انهيار يفاقم المعاناة وسط الفيضانات والصراع
  • هآرتس: نتنياهو يحضر للاستيطان وضم شمال غزة إلى إسرائيل