محللون: التعاون المالي بين الصين وروسيا يهدد الأمن القومي
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
اتفقت الصين وروسيا على توسيع تعاونهما الاقتصادي باستخدام نظام مصرفي يسمح بطرق بديلة للدفع لتجنب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية.
ويقول محللون إن التعاون الصيني الروسي يهدف إلى دعم جيشيهما وتقويض النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفق تقرير من موقع "صوت أميركا".
وأصدر البلدان بيانا مشتركا اتفقا فيه على "تعزيز وتطوير البنية التحتية لنظام مالي للدفع" بما في ذلك "فتح حسابات وإنشاء فروع وبنوك فرعية في البلدين" لتسهيل الدفع "السلس" في التجارة.
وصدر البيان عندما التقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ برئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في موسكو، الأربعاء.
وأشار ميشوستين أيضا إلى أن استخدام عملاتهما الوطنية "قد توسع أيضا ، حيث تجاوزت حصة الروبل واليوان في المدفوعات المتبادلة 95٪".
وقال ديفيد آشر، وهو زميل بارز في معهد هدسون: "هذا الاجتماع بين الروس والصينيين مهم لأنه يدخل في دائرة تعاون آخذة في الاتساع" سيكون لها "بعد عسكري أكبر"، مما يهدد الأمن القومي الأميركي.
وأضاف آشر أن تعاونهما الثنائي يمكن أن يؤدي إلى "مساعدة روسيا للصين في المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي" مقابل دعم بكين لاقتصاد موسكو وصناعتها ما يساعد جهود روسيا الحربية في أوكرانيا، في تحد للولايات المتحدة".
و قال إدوارد فيشمان، الأستاذ المساعد في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا الذي ساعد وزارة الخارجية في تصميم العقوبات الدولية ردا على العدوان الروسي في أوكرانيا، "الصين هي شريان الحياة الوحيد لبوتين" .
وأضاف فيشمان: "استفادت الشركات الصينية من موقف روسيا التفاوضي الضعيف وأبرمت عددا كبيرا من الصفقات، لكن هذه الصفقات لها أكثر من مجرد أهمية تجارية".
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، عقوبات على أكثر من 400 كيان وفرد يدعمون جهود الحرب الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك الشركات الصينية التي قالت إنها تساعد موسكو على التهرب من العقوبات الغربية عن طريق شحن أدوات الآلات والإلكترونيات الدقيقة.
وقال محللون إن الصين وروسيا قد تلجآن بشكل متزايد إلى طرق بديلة للدفع للتهرب من العقوبات.
وعلقت روسيا في يونيو التداول بالدولار واليورو في بورصة موسكو، ردا على حزمة من العقوبات التي أصدرتها الولايات المتحدة والتي تستهدف أكبر بورصة في روسيا. وتحظر الخطوة الروسية على البنوك والشركات والمستثمرين التداول بأي من العملتين.
وقال توم كيتنغ، مدير مركز التمويل والأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن: "من الواضح أن هناك رغبة في كل من موسكو وبكين لبناء روابط مالية وتجارية تعمل بعيدا عن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، وآليات الدفع والتسوية بالدولار ونظام دفع "معزول" أوسع يسمح للدول الأخرى التي تدور في فلكها بتجنب العقوبات الأميركية".
وأضاف كيتنغ أن طرق الدفع الممكنة الأخرى يمكن أن تشمل العملات الرقمية للبنك المركزي بالإضافة إلى العملات المشفرة.
وحل اليوان الصيني محل الدولار باعتباره العملة الأكثر تداولا في روسيا في عام 2023، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد قليل من البنوك في روسيا التي لا يزال بإمكانها التداول عبر الحدود بالدولار، وفقا لمايا نيكولادزي، المدير المساعد لمركز الجغرافيا الاقتصادية التابع للمجلس الأطلسي، في تقرير يونيو.
وقال نيكولادزه للموقع إن المعاملات التي تتم باليوان والروبل سمحت لموسكو بالتخفيف من آثار العقوبات حتى أنشأت واشنطن في ديسمبر 2023 سلطة لتطبيق عقوبات ثانوية على البنوك الأجنبية التي تعاملت مع الكيانات الروسية.
وتقدم الصين نفسها على أنها طرف محايد في هذه الحرب وتؤكد أنها لا ترسل مساعدة فتاكة لأي من الطرفين خلافا للولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
إلا أن بكين حليف سياسي واقتصادي وثيق لروسيا وتتهم دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بكين بتوفير دعم اقتصادي "حاسم" لها في الحرب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الجزائر وروسيا: اجتماع تحضيري للجنة الحكومية المشترك
افتُتِحت، يوم الثلاثاء بالعاصمة ، أشغال اجتماع الخبراء التحضيري للدورة الـ12 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني. تحضيرًا لاجتماع اللجنة المزمع عقده الخميس المقبل.
ويرأس هذه الدورة وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري الجزائري، يوسف شرفة، ونائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري باتروشيف. وجرت مراسم افتتاح الاجتماع التحضيري بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين. من بينهم المدير العام لأوروبا بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية. توفيق جوامع، ومدير إدارة تطوير التعاون الثنائي بوزارة التنمية الاقتصادية الروسية، بافل كالميتشيك، إضافة إلى عدد من الخبراء وممثلي المؤسسات والهيئات من البلدين.
أكد توفيق جوامع، في كلمته الافتتاحية، أن هذه الدورة تأتي في إطار “تعزيز الحوار والتشاور رفيع المستوى بين البلدين. وتوطيد الروابط المتعددة الأوجه التي تجمع الجزائر وروسيا”. وأبرز أن العلاقات الجزائرية-الروسية شهدت ديناميكية متصاعدة بفضل الخطوات المهمة التي تم اتخاذها خلال السنوات الأخيرة. تحت قيادة الرئيسين عبد المجيد تبون وفلاديمير بوتين.
وأشار جوامع إلى أن الدورة الحالية تمثل فرصة لتعميق التعاون الاقتصادي والفني في مجالات عدة، مع التركيز على استثمار الشركات الروسية في الجزائر. كما أشار إلى أن الجزائر تُعد بوابة مثالية للسوق الإفريقية، خاصة مع دخولها منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
من جانبه، أشاد بافل كالميتشيك بالعلاقات الثنائية الوثيقة بين الجزائر وروسيا. مشيرًا إلى وجود “إمكانات كبيرة لتوسيع مجالات التعاون”.
كما أعرب عن اهتمام بلاده بتعزيز الشراكة مع الجزائر في القطاعات الاقتصادية والعلمية والثقافية. مع التركيز على التعليم العالي. حيث أبدى استعداد روسيا لإبرام اتفاقيات جديدة بين الجامعات لاستقبال الطلبة والباحثين الجزائريين.
ويعمل المشاركون في الاجتماع التحضيري، على مدار يومين، على تقييم مدى تطبيق قرارات الدورة السابقة التي انعقدت بموسكو في أكتوبر 2023. كما تُشكَّل مجموعات عمل لمناقشة ملفات التعاون في قطاعات متنوعة. تشمل الفلاحة، الطاقة، الصناعة، الصحة، النقل، التعليم، والسياحة، وغيرها.
ومن المقرر أن تُختَتم الدورة بالتوقيع على محضر رسمي يُحدَّد فيه وضع خارطة طريق مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، مما يرسخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية المشتركة