اتفقت الصين وروسيا على توسيع تعاونهما الاقتصادي باستخدام نظام مصرفي يسمح بطرق بديلة للدفع لتجنب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية.

ويقول محللون إن التعاون الصيني الروسي يهدف إلى دعم جيشيهما وتقويض النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفق تقرير من موقع "صوت أميركا".

وأصدر البلدان بيانا مشتركا اتفقا فيه على "تعزيز وتطوير البنية التحتية لنظام مالي للدفع" بما في ذلك "فتح حسابات وإنشاء فروع وبنوك فرعية في البلدين" لتسهيل الدفع "السلس" في التجارة.

 

وصدر البيان عندما التقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ برئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في موسكو، الأربعاء.

وأشار ميشوستين أيضا إلى أن استخدام عملاتهما الوطنية "قد توسع أيضا ، حيث تجاوزت حصة الروبل واليوان في المدفوعات المتبادلة 95٪".

وقال ديفيد آشر، وهو زميل بارز في معهد هدسون: "هذا الاجتماع بين الروس والصينيين مهم لأنه يدخل في دائرة تعاون آخذة في الاتساع" سيكون لها "بعد عسكري أكبر"، مما يهدد الأمن القومي الأميركي. 

وأضاف آشر أن تعاونهما الثنائي يمكن أن يؤدي إلى "مساعدة روسيا للصين في المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي" مقابل دعم بكين لاقتصاد موسكو وصناعتها ما يساعد جهود روسيا الحربية في أوكرانيا، في تحد للولايات المتحدة".

و قال إدوارد فيشمان، الأستاذ المساعد في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا الذي ساعد وزارة الخارجية في تصميم العقوبات الدولية ردا على العدوان الروسي في أوكرانيا، "الصين هي شريان الحياة الوحيد لبوتين" .

وأضاف فيشمان: "استفادت الشركات الصينية من موقف روسيا التفاوضي الضعيف وأبرمت عددا كبيرا من الصفقات، لكن هذه الصفقات لها أكثر من مجرد أهمية تجارية". 

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، عقوبات على أكثر من 400 كيان وفرد يدعمون جهود الحرب الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك الشركات الصينية التي قالت إنها تساعد موسكو على التهرب من العقوبات الغربية عن طريق شحن أدوات الآلات والإلكترونيات الدقيقة.

وقال محللون إن الصين وروسيا قد تلجآن بشكل متزايد إلى طرق بديلة للدفع للتهرب من العقوبات. 

وعلقت روسيا في يونيو التداول بالدولار واليورو في بورصة موسكو، ردا على حزمة من العقوبات التي أصدرتها الولايات المتحدة والتي تستهدف أكبر بورصة في روسيا. وتحظر الخطوة الروسية على البنوك والشركات والمستثمرين التداول بأي من العملتين.

وقال توم كيتنغ، مدير مركز التمويل والأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن: "من الواضح أن هناك رغبة في كل من موسكو وبكين لبناء روابط مالية وتجارية تعمل بعيدا عن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، وآليات الدفع والتسوية بالدولار ونظام دفع "معزول" أوسع يسمح للدول الأخرى التي تدور في فلكها بتجنب العقوبات الأميركية".

وأضاف كيتنغ أن طرق الدفع الممكنة الأخرى يمكن أن تشمل العملات الرقمية للبنك المركزي بالإضافة إلى العملات المشفرة.

وحل اليوان الصيني محل الدولار باعتباره العملة الأكثر تداولا في روسيا في عام 2023، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد قليل من البنوك في روسيا التي لا يزال بإمكانها التداول عبر الحدود بالدولار، وفقا لمايا نيكولادزي، المدير المساعد لمركز الجغرافيا الاقتصادية التابع للمجلس الأطلسي، في تقرير يونيو. 

وقال نيكولادزه للموقع إن المعاملات التي تتم باليوان والروبل سمحت لموسكو بالتخفيف من آثار العقوبات حتى أنشأت واشنطن في ديسمبر 2023 سلطة لتطبيق عقوبات ثانوية على البنوك الأجنبية التي تعاملت مع الكيانات الروسية.

وتقدم الصين نفسها على أنها طرف محايد في هذه الحرب وتؤكد أنها لا ترسل مساعدة فتاكة لأي من الطرفين خلافا للولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

إلا أن بكين حليف سياسي واقتصادي وثيق لروسيا وتتهم دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بكين بتوفير دعم اقتصادي "حاسم" لها في الحرب.

 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بايدن يقترح أن الولايات المتحدة قد تسمح لأوكرانيا قريبًا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف عمق روسيا

سبتمبر 11, 2024آخر تحديث: سبتمبر 11, 2024

المستقلة/- يفكر الرئيس الأمريكي جو بايدن برفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى في عمق روسيا، بما في ذلك الصواريخ المصنوعة في المملكة المتحدة، في لحظة محورية للحرب في أوكرانيا.

زودت بريطانيا أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو، التي يبلغ مداها حوالي 155 ميلاً، أي ثلاثة أضعاف مدى الصواريخ التي استخدمتها أوكرانيا حتى الآن، لكنها لا تستطيع استخدامها لضرب أهداف رئيسية داخل روسيا. في حين يقال إن المملكة المتحدة – وفرنسا، التي تستخدم أيضًا نوعًا مختلفًا من ستورم شادو – تدعم استخدام مثل هذه الصواريخ في عمق روسيا، يقال إن كييف تنتظر الإذن من واشنطن، نظرًا لأن الأنظمة الأمريكية هي المفتاح لإطلاق واستهداف الصواريخ بعيدة المدى.

ظلت الولايات المتحدة، التي زودت أوكرانيا بأطول نسخة من ATACMS، وهو صاروخ باليستي يمكن أن يسافر لمسافة 190 ميلاً، مترددة في إطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا بسبب مخاوف من رد فعل من موسكو يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الصراع. ويعتقد أنهم قلقون بشكل خاص من أن روسيا قد ترد بنشر أسلحة نووية.

ويصل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكين إلى كييف يوم الأربعاء لمناقشة إمكانية رفع هذه القيود مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وعندما سُئل بايدن عن إمكانية استخدام صواريخ بعيدة المدى داخل روسيا، قال في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن إدارته “تعمل على حل هذه المسألة الآن”.

وقال بلينكين في مؤتمر صحفي مع لامي في لندن قبل السفر إلى كييف: “أعتقد أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا في خضم موسم قتال خريفي مكثف مع استمرار روسيا في تصعيد عدوانها”.

ومن المرجح أيضًا أن يناقش بايدن استخدام أوكرانيا للصواريخ مع رئيس الوزراء كير ستارمر عندما يلتقيان في واشنطن يوم الجمعة.

وفي رده على الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد ترفع القيود، اتهم فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما الروسي، واشنطن والمملكة المتحدة “بالاشتراك في الحرب في أوكرانيا”.

وحث زيلينسكي الغرب مرارًا وتكرارًا على توريد المزيد من الصواريخ بعيدة المدى ورفع القيود المفروضة على استخدامها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

ونقلت مصادر حكومية بريطانية عن مصادر قولها إن موقف الولايات المتحدة المتردد يتغير الآن. كما ألمح رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز إلى تحول في تفكير واشنطن خلال زيارة إلى لندن يوم السبت الماضي. ومن شأن مثل هذا الإذن من الولايات المتحدة أن يشكل تحولا كبيرا في قدرات كييف.

ويزور السيد بلينكن والسيد لامي كييف بعد يوم واحد من تلقي روسيا شحنة من 200 صاروخ باليستي من إيران.

وقد نددت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بهذه الخطوة وكشفتا عن عقوبات جديدة ضد إيران، بما في ذلك حظر رحلات الركاب التابعة لشركة إيران إير من المجال الجوي البريطاني.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أن “هذا التطور والتعاون المتزايد بين روسيا وإيران يهدد الأمن الأوروبي ويوضح كيف يمتد نفوذ إيران المزعزع للاستقرار إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط”.

وقال بلينكن إن التعاون العسكري المتنامي بين إيران وروسيا يشكل تهديدا لكل أوروبا، وأضاف أن واشنطن حذرت إيران سراً من أن توفير الصواريخ الباليستية لروسيا سيكون “تصعيدا دراماتيكيا”. وأصدرت الولايات المتحدة عقوبات على إيران في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بسبب هذا النقل.

ورفض تأكيد ما إذا كانت واشنطن ستسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى داخل روسيا، لكنه قال إن مثل هذا القرار يستند إلى عوامل متعددة.

وقال بلينكين: “ليس النظام نفسه هو المهم. عليك أن تسأل: هل يمكن للأوكرانيين استخدامه بشكل فعال، وفي بعض الأحيان يتطلب ذلك تدريبًا كبيرًا، وهو ما قمنا به. هل لديهم القدرة على صيانته؟”.

بعد أن أعلن بلينكين عن العقوبات الجديدة ضد إيران، أشاد أندريه يرماك، رئيس أركان زيلينسكي، بـ “الخطوة الإيجابية” لكنه أضاف: “نحتاج أيضًا إلى إذن لاستخدام الأسلحة الغربية ضد الأهداف العسكرية على الأراضي الروسية، وتوفير صواريخ بعيدة المدى، وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي لدينا”.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يقرر تمديد العقوبات على السودان بموافقة الصين وروسيا وحظر على شخصيات بالأسماء
  • الكرملين يحذر من التصعيد إذا سمحت الولايات المتحدة لكييف بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى
  • مجلس الأمن يمدد حظر الأسلحة في دارفور
  • مجلس الأمن يجدد عقوباته على السودان
  • بايدن يقترح أن الولايات المتحدة قد تسمح لأوكرانيا قريبًا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف عمق روسيا
  • إدارة الخلافات : لماذا زار مُستشار الأمن القومي الأمريكي الصين؟
  • هددت بالمزيد..واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران
  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على إيران بعد دعم روسيا بصواريخ باليستية
  • ضغط أمريكي على البنوك التركية لقطع التعاملات مع روسيا
  • كينيدي جونيور: الولايات المتحدة تعمل كل ما بوسعها للدخول في نزاع مع روسيا والصين