الثورة نت / أسماء البزاز

دشنت اللجنة التحضيرية النسائية للمولد النبوي الشريف فعاليات وأنشطة المولد النبوي الشريف 1446ه في جميع المحافظات الحرة احتفالا وابتهاجا بقدوم ذكرى مولد خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين.

وفي الفعالية ألقت ابتسام الخاشب المنسقة الثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة كلمة المناسبة واستعرضت خطة اللجنة المنظمة للفعاليات النسوية في المحافظات في كلا من محافظة صنعاء ، ذمار ، إب ، تعز ، البيضاء ، المحويت ، ريمة ، الحديدة ، عمران ، الجوف ، حجة ، وصعدة .

موضحة ان اللجنة ستقيم ما يقارب 4500 مجلس ثقافي ضمن برنامج الفرقان الثقافي، وإقامة 520 فعالية على مستوى العزل والقرى بالإضافة إلى عمل ندوات في الجامعات والمستشفيات والقطاعات الحكومية النسوية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

وبينت الخاشب عن عزم اللجنة لتنفيذ 2500 إذاعة مدرسية بالتنسيق مع مكاتب التربية والمدارس في المحافظات، وتنظيم معارض وحملات لتعزيز روح التكافل الاجتماعي والانساني وتنظيم  مسيرات للأطفال وعمل أوبريتات إنشادية من إنتاج الهيئة النسائية الثقافية العامة.. بالإضافة إلى اخراج قوافل عينية ومواد غذائية للمجاهدين والمرابطين في جبهات ، لتتوج تلك الأنشطة بالفعالية المركزية ب35 فعالية مركزية في جميع المحافظات الحرة في الثاني عشر من ربيع الأول.

من جانبها القت الثقافية أم يحيى كلمة بينت فيها أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة وجعلها محطة للعودة للتربية الدينية والأخلاقية على خطى بيت النبوة.. مؤكدة دور المرأة تعزيز هذه الهوية الايمانية ومحاربة جاهلية العصر وبؤر الحرب الناعمة التي تستهدف نسائنا وشبابنا

تخلل الفعالية العديد من الفقرات الإنشادية والشعرية والتمثيلية التي اكدت اهمية هذه المناسبة وجعلها محطة للم الشمل العربي والاسلامي ونصرة لغزة وفلسطين والانتصار لمظلوميتهم ودمائهم الزكية.

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف

إقرأ أيضاً:

الرأسمالية الثقافية: كيف يُعاد تشكيل وعينا الجمعي؟

لم يعد الزمن الذي نعيشه محايدًا، بل هو مرحلة أُعيد تشكيلها بعناية، وفق منطق الهيمنة الثقافية والاستهلاكية. تحوّلت المعرفة من أداة للتحرر والوعي إلى منتج استهلاكي سريع الزوال، تُصاغ سردياته وفق متطلبات السوق، لا وفق أسس التفكير النقدي العميق.

لم يعد السؤال الوجودي للمثقف: “ماذا نقرأ؟” بل تحوّل إلى: “كيف نقرأ وسط هذا الركام الهش من النصوص المختزلة؟”. إنها مرحلة تاريخية انتصر فيها السطح على العمق، والاختزال على التحليل، والسرعة على التأمل.
ما نشهده اليوم ليس مجرد انحدار في جودة المنتج المعرفي، بل هو إعادة تشكيل متعمّدة للعقل الجمعي، بحيث يصبح عاجزًا عن التفكير خارج قوالب جاهزة، أُنتجت في معامل السلطة الرأسمالية.
هذه السلطة تدرك أن أسهل طريقة لإخضاع الشعوب ليست بالقمع المباشر، بل بإغراقها في سرديات تافهة، وسياقات باردة، وحقائق ملفّقة تعيد إنتاج ذاتها بلا مقاومة.

وبينما يتفاقم هذا الانحدار، يجد المثقف نفسه كائنًا زائدًا عن الحاجة، في عصرٍ لم تعد العزلة فيه خيارًا فلسفيًا يمارسه المفكرون لبلورة رؤاهم، كما كان الحال مع هايدغر أو سارتر، بل صارت حكمًا قسريًا يُفرض على كل من يرفض الانسياق في جوقة التفاهة.

المثقف اليوم ليس فقط كائنًا منبوذًا، بل هو فائض عن الحاجة في منظومة لم تعد تتّسع إلا للأفكار السريعة، والتصريحات الجوفاء، والمقالات المعقّمة من أي أثر فكري حقيقي.

ولكن، وسط هذا الواقع المتأزم، لا بد من التساؤل: من الذي جعل المعرفة هشّة؟

لا شك أن الرأسمالية المتأخرة أدركت أن المعرفة ليست فقط أداة تحرر، بل يمكن أن تكون أداة تحييد وإعادة إنتاج للامتثال. في عالمٍ أصبحت فيه “التفاهة شرط البقاء”، كما يقول ألان دونو، صار على الكاتب الجاد إما أن يتبنّى لغة السوق، أو أن يُدفن في أرشيف النسيان.

غير أن هذه الصورة ليست مغلقة بالكامل. صحيح أن الرأسمالية الثقافية قد فرضت منطقها بقوة، لكن المقاومة لا تزال ممكنة. فحتى في ظل الهيمنة الشاملة، تبرز دوائر صغيرة ترفض الانسياق، سواء عبر المشاريع الثقافية المستقلة، أو عبر وسائل رقمية بديلة لم تخضع بالكامل لمنطق السوق.

السؤال ليس فقط عن كيف نرصد هذا التدهور، بل كيف يمكن خلق فضاءات جديدة قادرة على كسر احتكار المعنى؟

إن هشاشة المعرفة ليست مجرد حالة عابرة أو نتيجة عرضية لزمن السرعة، بل هي جزء من مشروع متكامل. هشاشة النصوص، هشاشة النقاشات، هشاشة المقولات التي تتكرّر دون أي قدرة على إحداث قطيعة معرفية مع النظام القائم.

والنتيجة؟ ثقافة سائلة، كما وصفها زيجمونت باومان، حيث لا شيء يستقر، ولا شيء يمتلك وزنًا، لأن كل شيء محكوم عليه بأن يكون سريع الاستهلاك وسريع الاضمحلال.

لكن، إذا كان المثقف والقارئ معًا هما الضحيتين الواضحتين، فمن هو الجاني الحقيقي؟

التفاهة ليست ظاهرة طبيعية، بل مشروع سياسي واقتصادي له رُعاته ومهندسوه. الرأسمالية النيوليبرالية أدركت أن إنتاج النخب الفكرية الحقيقية يشكّل تهديدًا لها، فكان الحل هو إعادة هندسة المجال الثقافي برمّته.

لم تعد هناك حاجة إلى مفكرين جادّين، بل يكفي بضعة مؤثّرين يتحدثون عن الفلسفة كأنها لعبة مسلية، ويختزلون التاريخ في دقائق معدودة، ويحوّلون أعقد القضايا إلى أسئلة ترفيهية بلا سياقات.

لقد صارت المعرفة تُنتج داخل مختبرات الشركات التقنية الكبرى، حيث يتم تصميم “المحتوى الثقافي” وفق مقاييس السوق.

الأخبار تُختصر في تغريدة، الفلسفة تُختزل في فيديو من خمس دقائق، الكتب تتحوّل إلى ملخصات ممضوغة بلا نكهة.

بهذا الشكل، يُعاد تشكيل الذائقة الفكرية، بحيث يصبح أي شيء يتجاوز 280 حرفًا عملًا شاقًا لا يستحق القراءة.

هذه ليست مجرد هيمنة اقتصادية، بل هيمنة إبستمولوجية، حيث لا يُسمح للأفكار العميقة بأن تنمو خارج الحقول المسيّجة للمنظومة القائمة.

لكن، هل الجمهور ضحية فقط؟ أم أن هناك مسؤولية تقع على عاتقه أيضًا؟

وهنا، لا بد من الاعتراف بأن الجمهور لم يعد مجرد مستقبل سلبي لهذا الواقع، بل أصبح جزءًا منه. فالرغبة في استهلاك المحتوى السريع، والميل إلى ما هو مختزل ومباشر، يعززان هذه الهيمنة.

لذا، فإن السؤال لا يجب أن يكون فقط: “كيف تفرض الرأسمالية الثقافية منطقها؟” بل: “لماذا يتقبل الجمهور ذلك؟ وهل يمكن تغيير ذائقته الفكرية؟”

إن الإجابة على هذه الأسئلة تبدأ بالمقاومة، التي لا تعني فقط الرفض، بل إعادة تعريف العلاقة بالزمن وبالمعرفة ذاتها.

لا بد من رفض منطق السوق الثقافي، وعدم الاستسلام لهذا الإيقاع المجنون، الذي يحاول أن يجعل من الثقافة مجرد سلعة سريعة الاستهلاك.

على القارئ المثقف أن يعيد تشكيل علاقته مع القراءة، بحيث لا تكون مجرد بحث عن الجديد، بل عن الضروري والقيّم.

كذلك، يجب أن يعي الكاتب الجاد أن العزلة ليست قدرًا محتومًا، بل يمكن أن تكون موقفًا ثوريًا ضد سرديات الهشاشة.

لا جدوى من مسايرة التفاهة، ولا من محاولة إثبات الذات في فضاء باتت قوانينه تخدم الرداءة. بل إن الرهان الحقيقي هو خلق فضاءات بديلة، حيث يمكن للأفكار العميقة أن تتنفس بعيدًا عن ضجيج السوق.

ولكن، كيف يمكن تحقيق ذلك في عالم مصمم لمنع أي تغيير حقيقي؟

لقد قال ماركس ذات مرة: “الفلاسفة فسروا العالم بطرق مختلفة، لكن الأهم هو تغييره.”

ولكن، كيف يمكننا تغيير عالمٍ باتت أدواته مصممة لمنع أي تغيير حقيقي؟

هل من الممكن إعادة ترميم العقل الجمعي في عصر التفكيك المستمر؟

هل يمكن للمعرفة أن تستعيد وزنها في عالم لم يعد يقيس الأشياء إلا بمدى قدرتها على الترويج الذاتي؟

الإجابة تبدأ بإعادة إحياء السؤال الفلسفي، في زمن يحاول دفن الأسئلة العميقة تحت أنقاض المحتوى السريع.

في زمن يتهافت فيه الجميع على التصفيق، فإن الصمت قد يكون أكثر ضجيجًا، والكتابة الجادّة أكثر فعلًا من ألف ضوضاء زائفة.

ليست المشكلة في اختفاء الفكر العميق، بل في أن الجميع يحتفي بالسطحية وكأنها قدر محتوم، بينما تستمر الآلة الثقافية في إعادة تدوير التفاهة بوجوه جديدة، تحت إيقاع منصات مصممة لجعل الثقافة مجرّد وهم عابر.

وفي هذا المسرح، يكون المثقف آخر الواقفين على الخشبة، يتأمل الخراب، متسائلًا:

“هل يمكن للمعرفة أن تستعيد هيبتها؟ أم أننا أمام عصر جديد من الفراغ الفكري المقنّع بمظاهر الحداثة؟”.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • طلب عاجل من شيخ الأزهر الشريف للمسلمين في أول ليالي رمضان
  • نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات زارت وزير الصحة للبحث في التعاون وتنظيم القطاع
  • الأزهر الشريف يحرم مشاهدة مسلسل معاوية..ما السبب؟
  • خلال شهر رمضان المبارك.. “الشؤون النسائية بالمسجد النبوي” تطلق عددًا من المسارات والمبادرات
  • الثقافة: برنامج رمضاني شامل بـ4640 فعالية في جميع المحافظات
  • الرأسمالية الثقافية: كيف يُعاد تشكيل وعينا الجمعي؟
  • وفاة الدكتور محمود توفيق سعد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
  • 27 فبراير.. ذكرى تسليم السلطة محطة مفصلية في التاريخ اليمني
  • في ذكرى وفاته.. أبو بكر عزت رمز للفن الصادق والإنسانية
  • خالد منتصر يُحيي ذكرى حماه الفنان أبو بكر عزت: كان اليد الحانية والحضن الدافئ