الرعب يطارد الاسرائيلين فيلجؤون لبناء غرف محصّنة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
تل موند (اسرائيل)"أ ف ب": أقامت الاسرائيلية أفيفا برتزوف وجيف ليدرر لأعوام من دون ملجأ في منزلهما الواقع وسط إسرائيل(الأاراضي الفلسطينية)، لكنهما شرعا مؤخرا ببناء غرفة محصّنة في ظل التهديدات الصاروخية ومخاطر تصعيد واسع النطاق.
يأمل ليدرر وبرتزوف بأن توفّر غرفة من الخرسانة المسلحة بدأت تنبثق من قالب خشبي في باحة منزلهما بتل موند شمال تل أبيب، الحماية لهما ولأحفادهما.
عند إنجازها، ستتألف هذه "الغرفة الآمنة" من جدران بيضاء ونافذة مربعة يحميها مغلاق من الحديد، وأرضية من البلاط. وستوضع في داخلها أريكة.
قالت برتزوف، وهي اختصاصية في علم النفس، إنه في فترات النزاعات السابقة "كنا في كل مرة نقول إنه ربما يجدر بنا أن نبنى ملجأ في المنزل، لكننا لم نفعل شيئا".
أضافت "هذه المرة، وبعدما بدا أن (الهجمات) تقترب من منطقتنا، قلت لنفسي إنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".
وتعرضت مناطق عدة في إسرائيل لهجمات صاروخية على مدى الأشهر الماضية.
فتلك الجنوبية القريبة من قطاع غزة حيث تشن اسرائيل عدوانها منذ أكتوبر، طالتها صواريخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية، وإن تراجعت وتيرتها مؤخرا.
أما في الشمال، فيتبادل كيان الاحتلال وحزب الله اللبناني القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ أشهر.
وفي أبريل، شنّت إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات، ردا على قصف منسوب لإسرائيل استهدف قنصليتها في دمشق.
كما كررت إيران وحليفها حزب الله على مدى الأسابيع الماضية، التوعد بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران بعملية نسبت الى إسرائيل، واغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتزامنا مع حرب غزة، أعلنت جماعات مسلحة منها "المقاومة الإسلامية في العراق" وأنصار الله في اليمن، استهداف مناطق إسرائيلية بصواريخ ومسيّرات.
وبالنسبة الى برتزوف وليدرر، يبقى حزب الله الذي يملك ترسانة صاروخية ضخمة، التهديد الأكبر. وقال ليدرر، وهو طبيب يبلغ 79 عاما "الآن نقلق أكثر لأن صواريخ حزب الله يمكنها أن تصل إلينا".
أضاف "نخشى أيضا أن تطلق إيران النيران باتجاهنا".
وقلّص تنامي القدرات الصاروخية الواعدة ضد لإسرائيل من الوقت المتاح لسكانها للاحتماء من الهجمات.
فعند بناء أولى الملاجئ العامة في إسرائيل خلال الخمسينات من القرن الماضي، كانت صفارات الانذار تنطلق قبل 30 دقيقة من سقوط الصواريخ.
واعتبر مسؤول الهندسة في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية اللفتنانت كولونيل موشيه شلومو أن هذه المدة "كانت تكفي لإعداد كوب من القهوة" قبل الاحتماء.
لكن حاليا، بات أمامهم ما بين 15 و90 ثانية فقط لبلوغ مكان آمن بعد انطلاق الصفارات أو تلقي إشعار عبر الهاتف.لذلك، تحضَ السلطات السكان على بناء غرف محصنة ملحقة بمنازلهم.
وقال شلومو الذي تحدث في قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، إن "مستوى التهديد في إسرائيل مرتفع للغاية".
وأشار الى أن بعض الدول لديها الصواريخ والصواريخ البالستية.معلقا آماله على هذه الغرف ومممنيا النفس ان تنقذ الأرواح. واضاف "هذا ما رأيناه في هذه الحرب".
وتصمّم الغرف الآمنة لتحمّل عصف انفجار طنّ من المتفجرات على مسافة 15 مترا، وهي معزولة ومزودة بنظام تهوئة خاص في حال التعرض لهجوم بيولوجي أو كيميائي، وفق ما أكد شلومو.
وتراوح كلفتها بين 30 و65 ألف دولار.
وبعد هجوم طوفان الأقصى، باتت أبواب الغرف الآمنة الجديدة تزوّد بأقفال يتم التحكم بها من الداخل. وبحسب التقديرات الرسمية، تفتقد 55 بالمئة من المنازل لغرف كهذه، إما بسبب الكلفة أو ضيق المساحة، أو حتى العجز عن بناءها.
وأوضح شلومو "العديد من المسنّين يقولون: لا أريد شيئا، أنا هنا منذ 80 أو 90 عاما، وسأنجو مهما حصل... نحاول أن نقنعهم. بعضهم لا يريدون أن يحموا أنفسهم .
وفي محاولة لإقناع مزيد من الإسرائيليين ببناء غرف آمنة، قلّصت قيادة الجبهة الداخلية المدة الزمنية لنيل ترخيص الى 14 يوما، وأنجزت 4500 طلب في الأشهر السبعة الماضية.
واقتنع برتزوف وليدرر ببناء هذه الغرفة خوفا على أحفادهما. وأوضحت برتزوف "لدينا العديد من الأحفاد يأتون للنوم هنا لأنهم لا يقيمون في مكان قريب.. لذا فإنه يأتي من الشعور بالواجب".
نك-ته/كام/ص ك
بقلم نير كفري وتاليك هاريس في الرملة
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: الشرع مستعد للتعاون مع إسرائيل بشرط واحد
شدد الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، أماتسيا برعام، على وجود "مصلحة مشتركة وغير متوقعة" تجمع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومة لبنان الجديدة والرئيس السوري أحمد الشرع،
وأوضح في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، أن هذه المصلحة المشتركة بين الأطراف الثلاثة تتمثل في منع حزب الله في لبنان من إعادة التسلح بالأسلحة بدعم من إيران.
وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل بشكل مستمر لمنع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر العراق، وهي مصلحة حيوية بالنسبة لها، مضيفا "بالنسبة للجولاني (الاسم الحركي السابق للشرع)، هذه المسألة أكثر أهمية، لأنه إذا فشل في ذلك، فسيكون ذلك بمثابة نهايته".
وأكد برعام أن الأمر لا يتعلق بدعوة إلى تعاون علني مع "شخص يعتبر إرهابيا"، بل بفهم المصالح الإقليمية المتداخلة، مشيرا إلى أن الشرع قد يكون مستعدا للتعاون "بهدوء، بشرط أن يكون ذلك سريا، لأنه قد يسبب له إحراجا في بلاده".
ولفت برعام إلى أن الحكومة اللبنانية الجديدة تشترك أيضا في هذه المصلحة، موضحا أن "هناك رئيس جديد في لبنان، رئيس وزراء جديد، حكومة جديدة، ورؤساء جدد لأجهزة الأمن. هذه الحكومة لديها مصلحة كبيرة وواضحة في منع حزب الله من إعادة تسليحه".
وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن المشهد الإقليمي الحالي خلق "مصلحة مثلثية" غير مسبوقة بين دولة الاحتلال والحكومة الجديدة في لبنان والشرع في سوريا، مشددا على أنه "رغم كل الصراعات والعداوات، هناك هدف مشترك يجب العمل عليه بجد".
يأتي ذلك على وقع تصاعد التوترات الأمنية على الحدود السورية اللبنانية توترات عقب مقتل 3 من جنود الجيش السوري وسحب جثثهم إلى الجانب اللبناني، ما أسفر عن قصف متبادل من أراضي الجانبين.
ومساء الأحد، اتهمت وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وقالت إنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله".
بينما قال "حزب الله"، عبر بيان في اليوم ذاته: "ننفي بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت على الحدود اللبنانية السورية".
وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية، حسب وكالة الأناضول.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ 6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.