كاتب بريطاني: هكذا تُهدد اسرائيل استقرار الأردن
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
خلص كاتب بريطاني معروف ومختص بشؤون الشرق الأوسط الى أن اسرائيل هي التهديد الأكبر لأمن واستقرار الأردن، مستعرضاً كيف يتبنى المسؤولون الاسرائيليون على اختلاف توجهاتهم فكرة حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، بما في ذلك التهديد المستمر بالتهجير القسري للفلسطينيين الى الأردن.
وشرح الكاتب والخبير في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست كيف تُشكل اسرائيل التهديد الأكبر لأمن واستقرار الأردن، كما أكد أن كل الأدلة والقرائن تشير الى أن تل أبيب تريد أن يتم إقامة الدولة الفلسطينية على حساب الأردن وليس في الضفة الغربية أو غزة، ويؤكد بأن هذا المشروع الاسرائيلي يعود الى سنين طويلة ماضية ولا علاقة له بالجولة الأخيرة من الصراع والتي بدأت بعد السابع من أكتوبر 2023.
وقال هيرست في المقال الذي ترجمته "عربي21" بشكل كامل إن "أكبر خطر يهدد الأردن يوجد داخل الرؤوس الإسرائيلية. إن لديهم فكرة بأن (الأردن هو فلسطين)، وقد تعددت الصور التي تم التعبير بها عن ذلك، بما في ذلك خطة آلون، والتي اكتسبت اسمها من السياسي الإسرائيلي إيغال آلون، التي تدعو إلى قيام إسرائيل بضم مساحات واسعة من الضفة الغربية، بينما يتم ضم ما يتبقى منها إلى الأردن، وتجد هذه الخطة قبولاً لدى من يعتبرون أنفسهم معتدلين داخل الطيف السياسي الإسرائيلي".
ويضيف هيرست: "أما حزب الليكود فقد طالب بأن تستولي إسرائيل على كل الضفة الغربية، وإعلان أن الأردن، بكل بساطة، هو الدولة الفلسطينية. ومؤخراً أثار الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب فكرة الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية. وأما النسخة الأكثر توحشاً من هذه الخطة فتتمثل بالتهديدات المباشرة التي يوجهها المستوطنون إلى القرى والبلدات الفلسطينية داخل الضفة الغربية المحتلة بأن على سكانها المغادرة أو التعرض للحرق".
ويقول هيرست إن "الخيار الأردني" لم يسبق أن اختفى من الخطاب الإسرائيلي، حيث في عام 2010 الذي كان العام الأكثر أمناً وسلاماً بالنسبة لإسرائيل، تقدم ما يقرب من نصف أعضاء الكنيست الـ120 بمقترح لمناقشة ما أطلقوا عليه "دولتين لشعبين على جانبي نهر الأردن"، بما يعني الطرد الجماعي للفلسطينيين نحو الأردن. ويقول هيرست: "لقد كان واضحاً في ألفاظ ذلك القرار حظر قيام دولة فلسطينية في المستقبل".
ويتابع هيرست: "ما من أردني إلا ويعي ما الذي تعنيه عبارة (على أي قطعة أرض غربي نهر الأردن).. إنها تعني أن المكان الوحيد الذي يُمكن أن تسمح إسرائيل بقيام دولة فلسطينية فيه هو الأردن".
ويؤكد هيرست أن وزير الأمن الاسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير "يتعمد النيل من ولاية المملكة الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، حيث أدلى بتصريح يقول فيه بأن الصلاة اليهودية مسموح بها داخل المسجد الأقصى، وكل ذلك لا يخدم سوى غاية واحدة، ألا وهي دفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى إخلاء بيوتهم والتوجه شرقاً"، بحسب ما يؤكد الكاتب البريطاني.
وكان الملك عبد الله الثاني قد أعلن قبل أيام أن المنطقة "لن تقبل بأن يصبح مستقبل المنطقة رهينة لسياسات حكومة إسرائيلية متطرفة"، في إشارة الى حالة الغضب من السياسات الاسرائيلية التي تريد تدمير أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية التاريخية غربي النهر.
ويرى هيرست بأن السياسات الاسرائيلية خلقت تياراً قوياً داخل الديوان الملكي الأردني يرى في اسرائيل التهديد الأساس والمباشر للأمن والاستقرار في المملكة، وهو الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية أيمن الصفدي مؤخراً، عندما لم يتردد طوال الوقت ولم يتزحزح، بل ظل باستمرار يدق جرس الإنذار.
وقال الصفدي إن دفع إسرائيل الفلسطينيين نحو الخروج من غزة يمكن أن يجر المنطقة نحو هاوية صراع إقليمي. بل إن الصفدي وصف إسرائيل بالدولة المارقة بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران قبل أسابيع.
ثم بعد أن جدد نظيره الإسرائيلي، وزير الخارجية إسرائيل كاتز، دعوته إلى بناء جدار على امتداد الحدود مع الأردن لمنع "التهريب" عبر الحدود، قال الصفدي: "لا المزاعم المفبركة ولا الأكاذيب التي ينشرها المسؤولون الإسرائيليون المتطرفون، بما في ذلك تلك التي يستهدفون بها الأردن، بإمكانها أن تخفي حقيقة أن عدوان إسرائيل على غزة، وانتهاكاتها للقانون الدولي، وانتهاكها لحقوق الشعب الفلسطيني، هي التهديد الأكبر للأمن والاستقرار في المنطقة".
كما يلفت هيرست الى أن الملكة رانيا تعتبر أحد الأصوات البارزة في هذا التيار أيضاً، فقد نددت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" بالتجويع الجماعي لأهل غزة واصفة إياه "بالعار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية ديفيد هيرست الإسرائيلية الاردن إسرائيل الوطن البديل ديفيد هيرست المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
القيادية الفلسطينية المحررة خالدة جرار: إسرائيل لا تعامل الأسرى كبشر
#سواليف
قالت الأسيرة المحررة والقيادية الفلسطينية #خالدة_جرار، إن إدارات #السجون_الإسرائيلية لا تتعامل مع #الأسرى والأسيرات كبشر، ووصفت أوضاع السجون في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها الأسوأ منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش استقبالها المهنئين في قاعة عامة بمدينة رام الله، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال ليلة الأحد/ الاثنين ضمن أخريات، بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في المقابل، أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” الأحد سراح 3 أسيرات “مدنيات” إسرائيليات من قطاع #غزة كن في حالة صحية جيدة ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل ومنحتهن هدايا تذكارية.
مقالات ذات صلة من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه 2025/01/21وذكرت جرار أن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل “هي الأصعب منذ عام 1967”.
وقالت: “لم تكن الظروف بمثل هذه القسوة، سواء من حيث الاعتداء المتكرر على الأسرى والأسيرات أو رش الغاز المستمر، أو رداءة نوعية وكمية الطعام، أو سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها سلطات الاحتلال”.
وأضافت: “مكثت 6 أشهر في العزل وخرجت منه أمس الاثنين”.
والأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين #حماس وإسرائيل ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، كما تم إطلاق 3 إسرائيليات من غزة، و90 أسيرة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، بينهم خالدة جرار.
وأشارت القيادية الفلسطينية إلى أن “ما يجري في السجون نتيجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية و(وزير الأمن القومي المستقيل) إيتمار بن غفير الذي يحاول أن يتعامل مع الأسيرات والأسرى وكأنهم ليسوا بشرا”.
وظهرت جرار (61 عاما) لحظة الإفراج عنها فجر الاثنين من سجن عوفر غرب رام الله، بمظهر غير مألوف: بيضاء الشعر نحيلة الجسد لا تكاد تقوى على السير.
وتعد جرار قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإحدى أبرز الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيات لا سيما الأسيرات، وهي برلمانية سابقة، وتملك حضورا شعبيا، وتحظى بتقدير واحترام واسعين.
واعتقلت في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023 من منزلها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفا سريا يُمنع المحامي و/ أو المعتقل من الاطلاع عليه.
وقالت الأسيرة المحررة: “قبيل الإفراج عنا، تم التعامل معنا بقسوة كبيرة جدا وتعرضنا للاعتداء بالضرب في محاولة لإذلالنا وإهانتنا بشكل مقصود متعمد”.
وشددت في حديثها على أن قضية الأسرى والأسيرات “جزء من قضايا شعبنا ويجب التصدي بشكل وطني لكل السياسات التي تمارس بحقهم لحين تحررهم جميعا”.
ولفتت إلى عدم تمييز سلطات السجون الإسرائيلية بين الأسرى والأسيرات “فالجميع يتلقى #معاملة_قاسية: استفزاز ليلي، مصادرة كل شيء حتى الملابس، حرمان من الزيارات”.
وتحدثت جرار عن “وجود عدد كبير من الأسرى في زنازين انفرادية وظروف قاسية جدا”.
ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل 1737 أسيرا فلسطينيا بينهم 295 محكومون بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وفق ما أعلنه مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.