مهرجان المسرح العماني الثامن .. عودة تجدد الأمل وتحيي التفاؤل
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
- أحمد الزدجالي: العودة تشير إلى بداية جديدة وحيوية في الحركة المسرحية بسلطنة عمان
- جاسم البطاشي: ملتزم بتقديم عمل فني يليق بمكانة المهرجان ويعكس الصورة المشرقة للمسرح العماني
- د.مرشد راقي: المهرجان ملتقى للفرق المسرحية لتستعرض مهاراتها الفنية والمستويات العالية التي وصلت إليه
- ياسر أسلم: إننا مقبلون على عرس مسرحي دسم بعد هذا الغياب الطويل
- عبدالله تبوك: نحن أمام حدث مسرحي يليق بالمستوى الذي وصلت إليه الساحة المسرحية العمانية
- أسامة السليمي: النسخة الثامنة ستكون استكمالا لمسيرة التطور التي يشعر بها المسرح والمسرحي العماني
- سامي البوصافي: أملي كبير في أن نرى عروضًا ترفع من مستوى المسرح العُماني وتبرز إمكانيات الفرق المتأهلة
بعد سبع سنوات من التوقف، يعود مهرجان المسرح العُماني ليضيء من جديد في نسخته الثامنة، حاملا معه شغف الفن وروح الإبداع التي طال انتظارها.
في هذه النسخة، نشهد تنافس ثمانية عروض مسرحية تمثل الفرق الأهلية العمانية، التي تأهلت بعد جولات مشاهدات دقيقة من قبل لجنة تحكيم متخصصة، وهذه العروض، التي تألقت بعد مراحل متعددة من التقييم والتصفية، تَعِدُ بتقديم تجربة مسرحية ثرية تعكس تنوع الفكر والإبداع في الساحة المسرحية العمانية، ومع رفع قيمة الجوائز المالية بنسبة 100% مقارنة بالنسخة السابقة، يأمل الجميع أن يكون هذا المهرجان نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل مشرق للمسرح العماني.
وفي هذه المساحة، نستطلع آراء عدد المخرجين المسرحيين المشاركين في هذه النسخة من المهرجان، لنتعرف على رؤاهم وتطلعاتهم وما يحملونه من أفكار وطموحات لمستقبل المسرح في عمان وكذلك عن عروضهم المسرحية.
الجدر
تبدأ أولى العروض التنافسية مع فرقة لبان المسرحية وعرضها المسرحي "الجدر" وذلك يوم الاثنين 23 سبتمبر، ويعبر مخرج العمل ومؤلفه أحمد بن يوسف الزدجالي عن حماسه الكبير لعودة مهرجان المسرح العماني، حيث وصفه بأنه "الحلم المنتظر" الذي طال انتظاره منذ توقفه في عام 2017، وبالنسبة له، عودة المهرجان في هذا العام ليست مجرد حدث عادي، بل هي بمثابة "الملجأ الفني الأهم" الذي يجمع المسرحيين العمانيين الذين يعشقون المسرح ويعتبرونه جزءًا لا يتجزأ من حياتهم، كما يرى في المهرجان أكثر من مجرد فعالية ثقافية، قائلا: "يمثل مهرجان المسرح العماني أحد أبرز المحافل الثقافية في سلطنة عمان، والذي يعكس عمق وتنوع التراث الفني والمسرحي العماني، ويعبر عن مدى أهمية هذا المهرجان بالنسبة للمسرحيين، حيث يوفر لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وللتواصل مع جمهورهم من خلال أعمالهم الفنية".
وتابع: "العودة المنتظرة للمهرجان تكتسب أهمية خاصة في ظل توقفه لعدة سنوات، ما جعل منها لحظة محورية في مسيرة المسرح العماني، هذه العودة تشير إلى بداية جديدة وحيوية في الحركة المسرحية بسلطنة عمان، ما يعزز من أهمية المهرجان كمحفل يجمع كل من لديهم شغف بالمسرح، ويسهم في تطور هذا الفن".
وعن عمله المسرحي، لخص لنا العمل بقوله"(الجدر) هو صراع بين الشر والخير، بين المخاوف والتمرد، بين الماضي والمستقبل المجهول، بين المحتل وابن الأرض، وتدور الحكاية في في بلدة معزولة بالجدران عن العالم الخارجي، يوهم قائدهم بأن هناك شرورًا خلف الجدران يمنع دخولها إليهم. فيستغل مخاوفهم من المجهول ويمارس عليهم كل أشكال القمع".
الزمر
وتقدم فرقة مسرح مسقط ثاني العروض التنافسية بالمهرجان، عرض "الزمر" من تأليف عبدالله البطاشي وإخراج جاسم البطاشي، وتحدث لـ"عمان" بحماس كبير عن عودة المهرجان بعد فترة انقطاع دامت طويلا. وأشار إلى أن هذا الحدث يمثل لهم، كمخرجين ومشاركين، مصدرًا للسعادة والفرح، ويعتبرونه نجاحًا بحد ذاته، خاصة بعد هذا الغياب الطويل الذي أثّر على الحركة المسرحية في عمان، وأعرب البطاشي عن أمله الكبير بأن تكون هذه النسخة من المهرجان نقطة تحول مهمة في تاريخ المهرجان، وأنها ستكون متميزة عن النسخ السابقة من حيث التنظيم والمحتوى، بحيث تليق باسم عُمان العريق في مجال تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، كما أشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تنظيم هذه الفعالية، مؤكدًا على أن التنظيم منذ البداية وحتى الإعلان الرسمي عن المهرجان كان واضحًا واحترافيًا.
وعن عرض "الزمر" قال البطاشي: "أنا ملتزم بتقديم عمل فني يليق بمكانة المهرجان ويعكس الصورة المشرقة للمسرح العماني، وأهدف من خلال هذه المشاركة إلى تقديم تجربة مسرحية تضيف إلى رصيد مسرح مسقط المعروف بجودته وسمعته الطيبة، فمثل هذه التجارب المسرحية تمثل فرصة للتعلم والتطوير المستمر، وهي فرصة لتبادل المعرفة والخبرات بين المبدعين في هذا المجال".
واختتم البطاشي حديثه بالإشارة إلى أن الهدف النهائي من هذه المشاركات لا يقتصر فقط على الفوز أو التقدير، بل هو جزء من مسيرة تعلمية وتفاعلية تسعى إلى الارتقاء بالمسرح العماني وتعزيز مكانته على الساحة الثقافية.
أصحاب السبت
وثالث العروض من فرقة "السلطنة"، بعنوان "أصحاب السبت" تأليف أسامة زايد وإخراج د.مرشد راقي.
وعن عودة المهرجان تحدث د.مرشد راشي عن الأهمية التي تأتي في سياق تاريخي وفني طويل. وأوضح أن المسرح العماني لم يتوقف عند حدود التقليد، بل كان في حالة تطور مستمر على مدى عقود، مما أتاح له الوصول إلى مستويات عالية من النضج الفني، وبيّن أن الجهود الكبيرة التي بذلها المسرحيون، سواء من الرواد أو الجيل الجديد، أسهمت في تحقيق هذه القفزة النوعية، حيث أصبح المسرح العماني قادرًا على تقديم رؤى فنية جديدة وجمالية تتجاوز الحدود التقليدية، وأكد أن هذه التجربة المسرحية لم تكن وليدة اللحظة، بل نتاج عمل طويل ومتواصل أفضى إلى تراكم فني أدى إلى بروز مسرح عماني مشرق يعكس هوية فنية متجددة، قادرة على المنافسة والإبداع على مختلف المستويات، ومن هنا يكمن أهمية مهرجان المسرح العماني ليكون ملتقى للفرق المسرحية لتستعرض مهاراتها الفنية والمستويات العالية التي وصلت له".
وعن عرض أصحاب السبت قال: "مسرحية (أصحاب السبت) للكاتب الشاب أسامة زايد تعتبر عملا مسرحيًا ثريًا يتجاوز تناظر الطرح ويتناول قضايا محورية تتجاوز الإطار المحلي لتصبح أكثر بُعدًا وعمقًا من مجرد طرح اجتماعي مباشر ومؤثر إلى إسقاط اقتصادي وسياسي عالمي، يتميز نص الكاتب بالعمق والتعقيد، ويعكس واقعًا معاصرًا صعبًا يعيشه الكثيرون، بالرغم من أن النص يستخدم لغة معقدة في بعض الأحيان، إلا أنه يوفر فرصًا للخلق الفني، والإبحار بعيدًا، والتفاعل العاطفي والفكري العميق".
من بعثنا من مرقدنا
"من بعثنا من مرقدنا" هو رابع العروض المتنافسة، من تقديم فرقة الشرق وتأليف وإخراج ياسر أسلم البلوشي، وشاركنا ياسر بالاستطلاع قائلا: "أملي بالمهرجان كبير جدا، وأظن أن هذه النسخة ستكون مختلفة مقارنة بكل النسخ السابقة من حيث تجهيزات الوزارة والعروض التي ستُقدّم، على الأغلب، كل المسرحيين قد تطوروا وتواكبوا مع التطور المسرحي الذي حدث خلال السنوات الماضية، أعتقد أننا مقبلون على عرس مسرحي دسم بعد هذا الغياب الطويل".
وتابع حديثه متطرقا إلى العرض الذي سيقدمه في المهرجان بقوله: "بالنسبة للعرض الذي سنقدمه والذي يحمل عنوان (من بعثنا من مرقدنا)، بكل أمانة هو عرض حساس جداً، حتى أثناء كتابته كتبته بحذر شديد، وأعتقد أن المسرحي لا يقدم وعوداً، فهو دائماً يقدم العرض ويذهب تاركاً الجمهور مع تساؤلاته، أما في عرضنا، فقد نحيي البعض ونضحك البعض ونطرح البعض على الأرض، ولكننا على الأغلب لن ندعهم يرحلون فارغين، لأن الجمهور جزء من عرضنا".
شجريون
وسيكون جمهور المسرح مع خامس عروض المهرجان المتنافسة "شجريون" تأليف وإخراج عبدالله تبوك وتقديم فرقة موشكا المسرحية، وحول رأي مخرج العمل عن عودة المهرجان أشار بحديثه قائلا: "الأمل في المهرجان كبير جداً والتطلعات دائما مرتفعة، خاصةً أن القائمين على المهرجان يتمتعون بخبرة مسرحية واسعة وطويلة، ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي تم عقده للحديث عن المهرجان، إلى جانب الفعاليات المصاحبة له، يتضح لنا أننا أمام حدث مسرحي يليق بالمستوى الذي وصلت إليه الساحة المسرحية العمانية. في السنوات الأخيرة، أصبح المسرح العماني رقماً صعباً في المنطقة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذا المهرجان ويجعلنا نترقب نسخة استثنائية".
وتابع عبدالله تبوك حديثه قائلا: "عودة المسرح بعد فترة توقف طويلة تأتي محملة بالكثير من الأمل والتفاؤل. ونحن نتطلع إلى مشاهدة عروض تواكب التطور الكبير الذي شهدته الساحة المسرحية، ونستفيد من الخبرات المكتسبة على مر السنين. يتوقع أن تقدم هذه النسخة من المهرجان تجربة مسرحية غنية ومتميزة تعكس الجهود الكبيرة المبذولة في التجهيز والتحضير.
أما بالنسبة للعرض الذي سأقدمه ضمن العروض الرئيسية، فهو بعنوان "شجريون"، وهو عمل من تأليفي وإخراجي. العرض يضم مجموعة متميزة من النجوم والشباب المبدعين من فرقة موشكا المسرحية. نحن نعد الجمهور بتجربة فنية استثنائية، حيث سيتم تقديم عرض يجمع بين الإبداع والاحترافية ويقدم حالة فنية رائعة. هدفنا هو أن نترك أثراً عميقاً في قلوب المشاهدين ونقدم لهم تجربة مسرحية ممتعة وملهمة بإذن الله تعالى.
أضغاث أوهام
وشاركنا الاستطلاع مؤلف ومخرج سادس العروض المتنافسة "أضغاث أوهام"، أسامة السليمي، والذي قال: "من المؤكد أن أمل المشاركين والقائمين على المهرجان هو أمل المحب الذي ينتظر قدوم حبيبه الغائب بعد فترة طويلة، وعاد ومعه الكثير من المكاسب التي جلبت الفرج، ومن المتوقع أن يكون المهرجان هذا العام استثنائياً من حيث التنظيم ومكان العرض والجمهور، بالإضافة إلى العروض التي ستقدمها الفرق المتأهلة، فبعد سبع نسخ من ممارسة الشغف المسرحي، يبدو أن النسخة الثامنة ستكون استكمالاً لمسيرة التطور التي يشعر بها المسرح والمسرحي العماني".
وحول العرض قال: "عرضي سيكون بعنوان (أضغاث أوهام.. حكاية الرجل الذي مات غدًا)، وهو من تأليفي وإخراجي، ويشرف على السينوغرافيا والإشراف العام الدكتور سامي النصري، هذه الشراكة في إنتاج العمل قد أوجدت مزيجاً بين ما نراه من تقدم في المسرح التونسي وما يشهده المسرح العماني من تطور وصدق في العطاء والأداء، وبعد التأكد من أن العرض خضع لدراسة أكاديمية محكمة ضمن مشروع أسميناه (مختبر المسرح)، أعد الجمهور الذي يبحث عن التنوع والتساؤل والبحث بأن (أضغاث أوهام) ستقدم نقلة نوعية متقدمة في المسرح، وستؤثر بشكل كبير في دخول مسرح حديث ومعاصر إلى أرض سلطنة عمان".
مهرة
وأخيرا شاركنا الحديث مخرج آخر عمل مسرحي "مهرة" ضمن عروض المنافسة، المخرج سامي البوصافي، والذي تحدث عن عودة المهرجان بقوله: "بعد توقف استمر سبع سنوات، أملي كبير في أن نرى عروضًا ترفع من مستوى المسرح العُماني وتبرز إمكانيات الفرق المتأهلة، بحيث تقدم تجارب فنية تعكس النضج والإبداع. أتطلع إلى عروض تحمل أبعادًا جديدة وأشكالًا فنية مختلفة، تُثري المشهد المسرحي المحلي وتفتح آفاقًا جديدة للفن المسرحي في عُمان، هذا التجمع المرتقب سيكون بلا شك مناسبة هامة لكل المتعطشين لهذا الفن، وسيكون فرصة ثمينة للتعلم والتفاعل مع الأفكار والتجارب الجديدة التي تقدمها الفرق المشاركة، المهرجان يمثل عودة طال انتظارها، وأتمنى أن يكون نقطة تحول إيجابية لتطوير المسرح العُماني ودعم العاملين فيه".
وحول تقديمه لعمل "مهرة" في هذا المهرجان قال: "أحاول تقديم تجربة فنية متجددة تتجاوز ما قدمته في النسخة السابعة، العرض الذي سأقدمه من تأليف بدر الحمداني، يمثل حالة شعورية مميزة أود من خلالها إبراز الخبرات التي اكتسبتها فرقة تواصل على مر السنوات، سيكون العرض انعكاسًا لما وصلنا إليه من تطور ونضج، حيث نسعى لتقديم أداء يرقى بحجم الملتقى المسرحي الذي طال انتظاره".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحرکة المسرحیة هذا المهرجان تجربة مسرحیة هذه النسخة من تألیف مسرحی ا من خلال عروض ا
إقرأ أيضاً:
مجلس صحار الثقافي يُثري المشاركات العُمانبة في مهرجان الحرفة الدولي بالسعودية
الرياض- الرؤية
يشارك وفد عُماني برئاسة صالح بن سعيد بن صالح الحمداني رئيس مجلس صحار الثقافي في فعاليات مهرجان الحرفة الدولي الذي انطلق عصر الخميس بمحافظة الزلفي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
ويزخر المهرجان بروح التراث الأصيل ويجمع بين عراقة الماضي وإشراقات الحاضر وسط حضور رسمي وشعبي كثير ومشاركة واسعة من مختلف دول الخليج. ومهرجان الحرف الدولي بالزلفى تظاهرة ثقافية خليجية تحتفي بالثقافة والادب والتراث والأصالة بمشاركة عُمانية لافتة.
ورعى افتتاح المهرجان سعادة صالح بن سيف الرافع محافظ الزلفي وبإشراف الغرفة التجارية بالزلفي وبالتعاون مع جمعية التراث والوثائق والحرف. ويستمر المهرجان خلال الفترة من 1 إلى 9 مايو 2025م ليشكل منصة فريدة للاحتفاء بالثقافة والادب وبالحرف التقليدية والتقاليد الثقافية المتنوعة التي تزخر بها دول الخليج والمنطقة العربية.
ويسعى المهرجان إلى إبراز الثراء الثقافي والحرفي بروح عصرية تجذب الأجيال الجديدة وتحافظ في ذات الوقت على الهوية والتراث.
وحظيت فعاليات المهرجان منذ انطلاقها بتفاعل لافت من الحضور الذين تنوعت اهتماماتهم الثقافية والادبية من خلال والمحاضرات والفنون الشعبية والمشغولات اليدوية والمعارض الفنية، إذ أقيمت أجنحة تمثل الدول المشاركة إلى جانب ورش عمل تفاعلية وأمسيات أدبية وفنية تُثري المشهد الثقافي وتعزز من التواصل بين الجمهور والموروث الشعبي.
ويُسلط جناح مجلس صحار الثقافي الضوء على عمق الثقافة والأدب والتراث العُماني في مشاركة متنوعة متميزة تؤكد الحضور العُماني الفاعل في المحافل الخليجية والدولية. ويضم الجناح سلسلة من الأنشطة التي تجذب أنظار الزوار حيث سيقدم عروضًا للفنون الشعبية العمانية مثل فن الرزحة والعازي، الذي يقوده الشاعر هزاع الشبلي بمشاركة نخبة من الشعراء، إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية، وركن للأدب العُماني، وآخر للصور الفوتوغرافية التي تجسد ملامح التاريخ والطبيعة في سلطنة عُمان.
كما ستبدع العضوات الحرفيات المشاركات من مجلس صحار الثقافي في عرض مهاراتهن في الصناعات التقليدية مثل السعفيات والفخار والنسيج وصياغة الفضة، حيث أتيحت للزوار فرصة التعرف عن كثب على أدوات وتقنيات هذه الحرف الأصيلة، ولم تغب الضيافة العُمانية عن المشهد إذ خُصّص ركن لتقديم الحلوى العُمانية والقهوة العربية مما أضفى طابعًا من الحفاوة على الجناح.
وشارك متحف الحمراء للنقود العُمانية بجناح خاص يستعرض تاريخ العملة في عُمان، بينما نشر مصنع الحوجري للّبان عبير اللبان العُماني الأصيل في أرجاء المهرجان ليمنح الزوار تجربة عطرية فريدة.
وأكد القائمون على جناح مجلس صحار الثقافي أن المشاركة جاءت تجسيدًا لرؤية المجلس في مد جسور التواصل الثقافي بين سلطنة عُمان وشقيقاتها من دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمعها لاسيما مع المملكة العربية السعودية.
وأشاروا إلى أن المشاركة تهدف أيضًا إلى تبادل الخبرات والمعارف مع الوفود الخليجية المشاركة بما يسهم في تطوير الفكر الثقافي والأدبي والحرف التقليدية وتحديثها عبر تبادل الأفكار والابتكارات بين الحرفيين والمثقفين.
ويأتي حضور مجلس صحار الثقافي في مهرجان الحرف الدولي ضمن سلسلة من المشاركات الخارجية التي دأب المجلس على المشاركة فيها حيث سبق أن شارك في مهرجان جرش بالأردن ثلاث مرات متتالية، كما سجل حضورًا فاعلًا في فعاليات يوم التأسيس بالمملكة العربية السعودية عام 2024 إضافة إلى مشاركته في احتفالات الكويت الوطنية في ذات العام.
ويُولي المجلس هذه المشاركات أهمية كبيرة في إطار سياسته الرامية إلى تمثيل سلطنة عُمان ثقافيًا في المحافل الإقليمية والدولية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب بما يتسق مع الرؤية الوطنية لتعزيز الحضور العُماني عالميًا.
وأكد أعضاء المجلس أن هذه المشاركة تأتي ضمن خطة طموحة للعام 2025م تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والورش والمعارض بالشراكة مع مؤسسات ثقافية خليجية وعربيةبهدف نشر الثقافة العُمانية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها.
ويمثل مهرجان الحرف الدولي بالزلفي محطة مهمة في خارطة الفعاليات الخليجية، لما يحمله من رسائل نبيلة حول صون التراث وإحياء الحرف التقليدية، ولما يتيحه من فرص لتعزيز العلاقات الإنسانية وتبادل الثقافات بين الشعوب.
ودعا مجلس صحار الثقافي زوار المهرجان إلى زيارة الجناح العُماني للاستمتاع بتجربة ثقافية متكاملة تبرز ثراء الحرف والفنون والأدب العُماني بما يعكس روح التسامح والحوار التي تشكل جوهر الثقافة العُمانية.