~ في برنامج الوفد الإعلامي السوداني المصري ، كان لابد من مقابلة سعادة سفير جمهورية مصر العربية لدى السودان هانىء صلاح والقنصل العام اللواء تامر منير والقنصل العام السفير سامح فاروق.
~ داخل مبنى القنصلية المصرية في بورتسودان ، استقبلنا بحرارة ومحبة سعادة السفير هانىء صلاح ، نجم السفراء العرب والأفارقة في بلادنا ، وأيقونة الدبلوماسية المصرية ، هذا الرجل الرفيع البديع الذي ظل مهتماً بالوفد ومتابعاً اجراءات سفره حتى وصل مطار بورتسودان ، مثلما تابعه بذات الإيقاع سفيرنا في القاهرة سعادة الفريق أول عماد الدين مصطفى عدوي الذي ودع الوفد المصري بمكتبه في الدقي.


~ في نهار بورتسودان القائظ ، جمعت الوفد المشترك جلسة حوار شفاف حول العلاقات السودانية المصرية مع السفير هانئ والقنصل سامح بحضور عدد من المستشارين بالسفارة ، وتبادلنا بحُب الأفكار والآراء حول سبل تعزيز علاقات شعب وادي النيل العظيم.
~ في ونستنا الجانبية مع الزملاء في القاهرة تعودنا أن نطلق لقباً على الشخص الإيجابي فنسميه (الرجل أو الشاب التفاحة) ، وعلى هذا المنوال ، فإن السفير هانىء صلاح هو ( تفاحة الخارجية المصرية) ، فشكراً له على جميل التعاون وحفاوة الاستقبال.

~ *في مقر المخابرات ..*

~ عبرت السيارات التي تقلنا بوابة رئاسة جهاز المخابرات العامة في بورتسودان ، وهبطنا أمام الباب الداخلي ، مروراً بجهاز الفحص الإلكتروني ، ومنه إلى درج ينتهي إلى باب ثالث يفتح بشفرة ، دلفنا إلى بهو دائري كبير تزينت جدرانه بصور داخل براويز تشكل معرضاً صغيراً لنشاط مدير المخابرات السودانية في فترة ما بعد الحرب ، حيث جمعت الصور الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مع عدد من رؤساء أجهزة المخابرات الدولية.
طفنا على المعرض ، ثم انتقلنا إلى صالون فخيم ملحق بمكتب المدير العام.
~ لا مقارنة بين مباني رئاسة الجهاز في الخرطوم الشاهقة الفسيحة ومبنى بورتسودان الذي كان في الأصل مقر إدارة المخابرات في ولاية البحر الأحمر ، لكنه الأفضل قياساً إلى وزارات ومؤسسات حكومية عديدة انتقلت إلى بورتسودان فلم تجد مقرات تناسب طبيعة عملها وعدد موظفيها.

~ *الفريق أول مفضل .. الخبرة والحكمة*

~ أطل علينا الفريق أول أحمد مفضل عبر باب مكتبه الداخلي وصافح أعضاء الوفد السوداني المصري ثم أخذ مقعده وإلى جواره مدير إدارة الإعلام اللواء التجاني ، التجليس هنا كان بدقة عالية ونظام ، حيث جلس الوفد المصري على يمين المدير العام بينما الوفد السوداني على يساره.
~ رحب الفريق أول مفضل بالوفد المصري وتحدث عن العلاقات السودانية المصرية بتقدير كبير وعرفان ومحبة ، وأثنى على دعم القيادة المصرية لوحدة واستقرار السودان ، وحُسن استقبال الشعب المصري لأشقائه السودانيين الذين لجأوا لشمال الوادي بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م.
~ مدير المخابرات العامة طلب عدم نشر الحديث المطول الذي أدلى به للوفد المشترك ، والاستفادة منه في فهم خلفيات حرب مليشيا الدعم السريع على الدولة السودانية وآفاق المستقبل السياسي والعسكري.
~ بدا مفضل واثقاً من حسم التمرد وإنهاء الحرب ، لكنه مهموم بالمستقبل الذي يؤسس لدولة سودانية زاهرة وآمنة ومستقرة.
~ يمتلك الجهاز خبرات عالية وقدرات بشرية هائلة مكنته من إسناد الجيش بقوة في معركة الكرامة ، سواء على صعيد المعركة في ميادين القتال عبر قوات مكافحة الجريمة والإرهاب (هيئة العمليات سابقاً) ورصد حركة خلايا التمرد في الداخل ، أو على مستوى العمل الخارجي بالغ الأهمية في كسر طوق الحصار الدولي المفروض من رعاة التمرد على الجيش السوداني وفي هذا الملف بذل مفضل جهداً جباراً نعلمه ونتابعه منذ أيام الحرب الأولى.
~ ورغم أن الفريق أول مفضل ينحدر من إحدى قبائل دارفور التي انخرط منها الآلاف في صفوف التمرد ، إلا أن قيادة الدعم السريع تضمر كراهيةً وغلاً تجاه الرجل ، لدرجة أن عبدالرحيم دقلو رفض وجود الفريق أول مفضل في مفاوضات المنامة السرية !!
~ ولا شك أن سبب كراهية آل دقلو للرجل هو الدور الكبير الذي قام به ومؤسسة الجهاز في إحباط عملية الإطاحة بالدولة وابتلاع القوات المسلحة في أسبوع الحرب الأول ، فخاب ظن حميدتي وأخوانه وفشل مخطط سادتهم الأغبياء.
~ الفريق أول مفضل من جيل معتق في الجهاز ، غير أنه يتميز على مَن سبقوه وخلفوه في الديسك السياسي ، بأنه مستقيم وحكيم ، متدين ومهني ، لا ولاء له لقبيلة أو حزب ، ولاؤه الوحيد للسودان .. الشعب .. الأرض والدولة.

~ *في مكتب الرئيس .. كيف يبدو البرهان ؟*

~ داخل مكتب رئيس مجلس السيادة وقف المدير الجديد لمكتبه اللواء الركن عادل سبدرات وإلى جواره سكرتير المكتب المقدم مدثر عثمان ، وفي الصالون وقف الفريق أول عبد الفتاح البرهان يستقبل الوفد واحداً تلو الآخر ، بينما توثق الكاميرا الفوتوغرافية والتلفزيونية مصافحة الرئيس لأعضاء الوفد.
~ جلسنا بعد أن دعانا للجلوس ، وبدأ يتحدث باستفاضة عن خلفيات الحرب وما تلاها وصولاً إلى دعوة مفاوضات جنيف ، استغرق حديثه نحو عشرين دقيقة دون توقف ، ولم يكن يستخدم أي مذكرات أو يلجأ إلى نوتة وقلم يرقدان على طاولة صغيرة إلى يمينه.
~ إكتسب الجنرال البرهان خبرةً في التعامل مع الإعلام ، ورغم ما تبدى على وجهه من رهق ، إلا أنه كان متقد الذهن حاضر البديهة.
~ البرهان قال إن الجيش عثر على وثائق ومستندات في برج رئاسة قوات الدعم السريع بعد ضربه ، تكشف عن مخطط الاستيلاء على السلطة في السودان ، إضافة إلى رصد مكالمة هاتفية بين حميدتي وضباط إماراتيين في شهر مارس قبل الحرب ، يقولون فيها لقائد التمرد : (سنعود قريباً إلى السودان لنهنئك بالرئاسة في القصر الجمهوري) !
~ الفريق أول البرهان برأ ساحته من مسؤولية تمدد الدعم السريع على حساب الجيش ، حتى بلغت قوته نحو 200 ألف جندي ، وقال إنه استلم السلطة وقد كان عدد القوات 106 ألف جندى ، أُضيفت لها 60 ألف من قوات حرس الحدود والمجندين بموجب الترتيبات الأمنية أواخر عهد النظام السابق.
~ الرئيس البرهان أكد أن القوات المسلحة ستنتصر في هذه الحرب وتجبر المتمردين على الخروج من منازل المواطنين ومغادرة كل المدن والقرى في الخرطوم والجزيرة ودارفور ، وقال إن دعوة الأمريكان لنا إلى مفاوضات جنيف (لم تكن محترمة) ، ولن نوافق إلا بمشاركة وفد يمثل حكومة السودان وليس الجيش.
~ البرهان شكر مصر حكومة وشعباً على استقبال السودانيين في أزمة الحرب الراهنة ، وأكد أنه على تواصل مستمر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
~ وبشأن محادثته مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد ، قال إن الوسيط كان رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد ، و أنه كان واضحاً مع بن زايد وكاشفه بالمعلومات المتوفرة والموثقة عن رحلات الطيران الإماراتي التي زودت المليشيا يالسلاح والذخيرة والمؤن وعن الطائرات الإماراتية التي حملت قادة التمرد إلى عدد من العواصم الأفريقية ، وأنه خاطبه ( كل هذا يتم بعلمك أو بدون علمك ، وبالتالي أنتم تشاركون في قتل الشعب السوداني). وعد محمد بن زايد بإصلاح ما يمكن إصلاحه واستمرار التواصل.
~ بالنسبة لآلية الرقابة المقترحة من الجيش لعملية وقف إطلاق النار ، كشف البرهان أنهم اقترحوا مراقبين من مصر وجنوب السودان وعدد من دول الجوار ، إلا أن قيادة المليشيا رفضت وجود مصر وجنوب السودان في الآلية !!
~ بعد أن أكمل حديثه الأول ، طلبتُ من الرئيس أن يسمح لكل واحد منا بطرح سؤال ، فوافق بعد أن قال (يعني الكلام دا كلو ما كفاكم ؟).
~ طرح كل عضو من الوفد سؤالاً ، وكان الرئيس يجاوب مباشرة بعد السؤال ، كان مباشراً وواضحاً وسريعاً .
~ وجهنا له كل الاسئلة المطروحة من قبل الشارع السوداني ، غير أن بعض الإجابات غير مناسبٍ للنشر في الوقت الحالي ، لتأثيرها على مجريات حرب الكرامة.
~ بعد نهاية المقابلة الرسمية ، وقف البرهان يتبادل معنا الحديث وبدا لي أنه كان يرغب في تمديد زمن اللقاء الذي اقترب من الساعة ونصف الساعة ، إلا أن مدير مكتبه اللواء سبدرات كان يذكره بالبرنامج التالي خارج المكتب.
~ كان الرئيس البرهان منفتحاً وسعيداً بالتواصل مع الوفد السوداني المصري ، وكنا أيضاً سعداء بأن يكون ختام رحلتنا إلى بورتسودان لقاء رأس الدولة لنتزود بالمزيد من المعلومات ونتعرف على الكثير من الخلفيات لتساعدنا في قراءة المشهد السياسي والعسكري على نحو صحيح.
~ أقوال الفريق أول البرهان توافق أقوال الفريق أول كباشي والفريق جابر ، لا تناقض بينها ، وقد توصلتُ إلى نتيجة مفادها أن قيادة الجيش متفقة ومتسقة تماماً وعلى هذه الوحدة والصلابة تكسرت نصال المؤامرة الأمريكية الإماراتية في جنيف.
~ صباح اليوم التالي كنا في صالة كبار الزوار بمطار بورتسودان ، وكان اللواء التجاني والعميد الحوفي في وداعنا ، بينما أشرف الضابط المنضبط حاتم على تكملة الإجراءات بهمة عالية.
~ الشكر الكثير الغزيز لمدير شركة بدر للطيران في مصر الأستاذ عثمان الأحمر الذي كان بكامل طاقمه في وداعنا بصالة الدرجة الأولى في مطار القاهرة ، وبذات المثابرة تابع المدير التنفيذي لشركة تاركو للطيران الأستاذ موسى محمد علي رحلة مغادرتنا إلى القاهرة وأشرف طاقم تاركو في مطار بورتسودان على توفير كافة سبل الراحة للوفد.

~ انتهت الحلقات .

الهندي عز الدين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع إلا أن عدد من

إقرأ أيضاً:

وليدٌ وإن طال المخاض

بقلم عمر العمر

كما الفيل تتمدد حربنا المُدمِّرة عبر المكان والزمان فتتضخم معها أسوأ كارثة إنسانية على سطح المعمورة . تحت دخانها يتصاعد إيقاع المُهجرين إذ بلغت أعدادهم نحو ثُلث السكان.المحنة آخذة في الاتساع على نحو يهدد بتحويل (سلة غذاء العالم) إلى أفدح بقعة للجوع يعرفها العالم إبان الأربعين سنة الأخيرة. طوال نحو ثمانية عشر شهرا تتعرض المدن والقرى لعمليات الاجتياح والنهب ، للقتل والإهانة و الاغتصاب دونما يلوح وسط العتمة خيط نهاية وشيكة ولو قاتما . على النقيض ترتفع أصوات المدافع بينما تخفت الإدعاءات بالنصر .هذا هو الوجه الرمادي من المحنة الوطنية.أما الأسود فيعكسه عجزنا الماحق ازاء تأطير مفهوم واسع لهذه الحرب الكارثة حتى بدا استيعابنا لكل سيناريوهاتها وأهوالها آشبه بمظهر أطفال أمام فيل .كلٌ يرى منه الأقربَ إليه! فنحن في حال تشرزمٍ فاضح في الرؤى والمواقف منذ اشتعال شرارة الحرب وحتى الفيتو الروسي! هذه الحرب ليست من أجل العدالة والديمقراطية كما يزعم الجنجويد كما هي ليست من من أجل الكرامة والوحدة الوطنية كما يحاجج أنصار استمرارها.
*****

الساسة كذلك كأطفال أمام فيل بحجم الوطن. السياسة لديهم سفسطة هراء خارج المنطق ،التاريخ ،الجغرافيا والواقع. هم طبول جوفاء لايصدر عنها قراءات موضوعية، ممارسة النقد الذاتي، الاعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب.ما منهم من يتسلح بالحد الأدنى من عدة الكاريزما .غالبية النشطاء الجائلين في المعترك العام تغلب عليهم غريزة القطيع ، يدافعون أو يهاجمون بثوابت المواقف الصمدية المسبقة. تحت كل هذا الركام تندثر قنوات الحوار مثلما تضيع مصائر ملايين الهائمين في الفضاء محرومين من الشروط الدنيا للحياة المعاصرة.وسط الضجيج المتخذ لغة سياسية تحترق فرص كسب العيش أمام ملايين الشباب دع عنك بناء حيوات أسرية.الألاف من من أفراد الأُسر يتساءلون في لوعة من الوجع عمّا إذ كان ستتاح لهم فرص إعادة جمع الشمل قبل الممات.هذه همومٌ لا ترد على خاطر مقاولي السياسة وزبانية الحرب.فهم ماقرأوا مانديلا(الأمن هو أمن الناس ليس أمن الحكومات)
*****

بعض المحاججة على منابر السياسة لا تخرج عن اللجاجة.فإعادة انتاج التجارب الخاطئة لا يصبغ عليها صوابية.فالدفاع عن استيلاد نظام الإنقاذ الجنجويد استنادا إلى إرث سوداني قديم أو عُرف دولي يقفز فوق حواجز عقلانية.إذ استعانة الجيش بفرق من قبائل تضررت مصالحها من قبل جماعات رفعت السلاح في وجه الدولة كانت صفقات محدودة الزمكانية . الصادق المهدي لم يفلح في بسط مظلة الدولة على فرق عرب التماس في مواجهة حركة غرنغ. الدولة القابضة على قوام أمنها الوطني لا تركن إلى الاستعانة بميليشيات . الضباط الوطنيون يرفضون بناء أجسام عسكرية خارج ظل الجيش. الدول ذات المصالح عابرة الحدود تسمح ببناء ميليشيات بدوافع متعددة ليس بينها البتة استخدامها ضد شعوبها .في الغالب تستعين بها بغية إنجاز مهام قذرة وراء الحدود حماية لجنودها وهربا من المساءلات.فالميلشيات وليدة جراحات قيصرية حكومية،ليست نتاج مخاض مجتمعي
*****

الجنجويد صناعة إنقاذية صرفة هندستها الدولة ثم أصبغت عليها مشروعية دستورية بدوافع غلبت عليها حماية النظام وتحقيق غايات ليست وطنية.المفارقة المحزنة صمت الجنرالات ازاء التوغل في التعدي على هيبة الجيش. عمليات تسمين الميليشيا تمت تحت رعاية كل الضباط ، بل بمشاركة بعضهم و على حساب الجيش. النظام فتح مسارب الاستعانة بشتات حزام وسط الغرب الإفريقي . الغاية العليا لذلك حماية النظام ليس الوطن أو المواطن.المفارقة المحزنة حدوث تلك الممارسات بينما ظل الجيش جيشاً للنظام أكثر مما هو جيشٌ للدولة. حتى مع استفحال حرب الفجار لايزال السؤال مطر حا عمّا إذا ما هو جيشٌ قومي للوطن أم تنظيمٌ عسكري للحزب.؟ مما يعيد طرح التساؤل بقاءُ الجيش والجنجويد جناحين عسكريين للإنقاذ حتى وقت إنفجار حرب السعار.
*****

على الضفة المقابلة لا يشفع لاداء القوى السياسية الهزيل خروجُها منهكةً من تحت قبضة النظام القمعي.صحيحٌ أنها حققت بعضاً من إجازٍ إبان فترة مبكرة من المرحلة الانتقالية .لكن تركيبتها المسكونة بالهزال السياسي ساهم في قعودها على نحو لم تستوعب معه مكامن التربص بها .أكثر من ذلك غلب حسن النوايا حد السذاجة السياسية على أداء ومواقف طاقم افتقد حاسة الانفعال مع ما يسمى باللحظة التاريخية لثورة مجيدة. قعود حمدوك وطاقمه أفرغ الزخم الجماهيري من مضمونه الثوري حد الهبوط إلى درك الإحباط . مع انتشار الحرب فقدت الحركة المدنية ماتبقى من قواها فظلت تمارس السياسة فقط من على المنصات . هكذا انقطع الحبل السري بين القيادة والجماهير المبعثرة في ملاذات اللجوء على صعيدالداخل والخارج.
*****

لا أحد ينكر تدني الامكانات المادية للقوى السياسية .لكن ذلك لا يبرر ضعف مخيالها السياسي ووهن مساهماتها على صعيد العمل الجماهيري .فحتى في ظروف البعثرة الشعبية ثمة متسعٌ للتواجد الفعال وسط النازحين واللاجئين. هناك فرصٌ لبناء شبكة - مفوضية-للإغاثة ولو رمزية على نطاق معسكرٍ لتفقد حال النازحين إن لم يبلغ الجهد تحسين ظروفه . من المتاح بناء (مفوضية للتعليم ) تساهم في تأمين استقرار طلاب النازحين في عدد من الدول .فهناك طلاب يحتاجون إلى عون من أجل استكمال امتحاناتهم.بعض الدول لم تكن تمانع بل ربما رحبت بمثل ذلك النشاط. عددٌمن أندية الجالية انجزت تلك المهام ومثلها. هذه المفوضيات ربما تتيح فرص تمارين لكوادر دولة مرتجاة.
*****

البؤس الناجم بفعل الإنسدادالماثل في الأفق السوداني لا يتطلب بالضرورة معجزة لتحقق اختراقاً. ففي زمن المآسي يحقق بعض الناس أشياء مذهلة. الإنسان السوداني أثبت رغم تواضعه قدرات ليست عادية على الابداع ، النجاة والتغيير. فعبر تاريخه الطويل تدرّب على مخاضات وطنية ثم استئناف الحياة دوما من جديد.هكذا فعل من أجل الخلاص من الاستعمار التركي.كذلك فعل تجاه الحكم الاستعماري الثاني الثنائي.هكذا أنجز عند إطاحة أول نظام عسكري ثم عقب انتفاضتة على جعفر نميري ثم مع مناة -الانقاذ -الثالثة . طلق طبعي أم قيصري فلابد من الجنين .الأصل في الجراحة القيصرية إختزال معاناة المخاض .كيفما تنتهي هذه الكارثة فلا ملجأ إلا إلي الشعب بغية تثبيت سلطة قابضة .ربما يتعلّم السودانيون من هذه المحنة كيفية عدم التفريط في مصيرهم عبر النوايا الساذجة والثقة المفرطة في من لايستحق.

aloomar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حزب الوفد: رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهاب يؤكد جهود الدولة لتحقيق مبدأ العدالة
  • «الوفد» يشيد بقرار الجنايات برفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهاب
  • وليدٌ وإن طال المخاض
  • قبل عرض الحلقة 21 من مسلسل وتر حساس.. هل تنتصر كاميليا على سلمى؟
  • عقيلة صالح: إصدار قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية خلال أيام
  • البليهي يرد على صديقه الذي قدّره بعمر 25 عاماً: كذا تعجبني واحترمك .. فيديو
  • موازنة الموت!!
  • هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خبز لمن استطاع إلى الحياة سبيلا
  • خبير علاقات دولية: الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة.. وفرص التسوية تبدو بعيدة 
  • تشغيل المطارات في السودان.. خدمة للمدنيين أم دوافع عسكرية؟!