هآرتس تروي الوصايا الأخيرة لـ4 شبان فلسطينيين استشهدوا بغزة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
روت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قصص 4 فلسطينيين من سكان قطاع غزة استُشهدوا بعد أن نشروا صورا ومقاطع فيديو شخصية وكتبوا وصاياهم، التي كان موضوعها المشترك أنهم كانوا يعرفون أنهم سيقتلون، لكنهم لا يريدون أن يطويهم النسيان ويصبحوا مجرد أرقام في الحرب الطاحنة التي تشنها إسرائيل على القطاع.
من بين هؤلاء شاب في مقتبل العمر اسمه بلال إياد عقل، ظل لأكثر من 3 سنوات يتأهب للموت، ونعى نفسه قائلا "اسمي بلال، وعمري 23 سنة، وهذه صورتي في ملفي الشخصي"، كتب في منشور باللغتين الإنجليزية والعربية، تم تحميله على منصة فيسبوك في 17 مايو/أيار 2021.
وزاد "أنا لست شابا عاديا، ولا رقما، استغرق الأمر مني 23 عاما لأصبح كما ترون الآن… لدي منزل وأصدقاء وذكريات وكثير من الألم".
كتب بلال هذه الوصية أثناء عملية حارس السور، كما تسميها إسرائيل، أو معركة "سيف القدس" كما يطلق عليها الفلسطينيون، عندما كان القلق يعم مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.
"إن أكثر ما يخيفني"، يقول بلال في وصيته، "هو أن يشار إلى أنني مت في هجوم كرقم بين أرقام تتزايد كل دقيقة". وأضاف "هذه وصيتي الأخيرة، لا أريد أن أكون رقمًا آخر، هذه الحرب تقتلني ببطء، صمت الأطفال ومخاوف والدتي تؤلمني، لا أستطيع البكاء".
وفي 19 يوليو/تموز من ذلك العام سقطت قنبلة إسرائيلية على المكان الذي كان يقيم فيه حوالي 12 فردا من عائلة عقل، من بينهم بلال نفسه ووالده إياد وجده زكي وأبناء وبنات أخيه. قُتل الأب على الفور وأصيب بلال، وفي اليوم التالي توفي متأثرا بجراحه.
"رسالتي الأخيرة"وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، قام ياسر بربخ، وهو من سكان رفح، بتحميل آخر مقطع فيديو له باللغة العربية، على صفحته الشخصية على إنستغرام، جاء فيه "أطلب الصفح منكم على فقداني الاتصال بكم مؤخرا، لكن الوضع هنا صعب للغاية".
وسرد فيه جانبا من حياته اليومية، حيث المستشفيات وسيارات الإسعاف تتعرض للهجوم، والصحفيون يُقتلون، ومشرحة المستشفيات مليئة بالجثث. وقال "أطلب فقط أن تستمروا في إسماع صوتنا للعالم، استمروا في نشر المعلومات عن المعاناة التي نعيشها، صلوا من أجلي".
وفي اليوم التالي، قام بتحميل منشور كتب فيه "ربما تكون هذه رسالتي الأخيرة"، هكذا بدأ، واختتمها بطلب "إذا لم نعد على قيد الحياة، تذكروا ما فعلناه وتذكروا أسماءنا واكتبوا على شاهد قبري بشكل واضح: هنا يرقد شخص أحب الحياة وبذل كل ما في وسعه بحثا عن طريقة ليعيشها". وتابع: ادعوا لي من أعماق قلوبكم. أطلب المعذرة".
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول، استُشهد بربخ مع 6 آخرين من أفراد عائلته إثر قنبلة أصابت منزلهم في رفح جنوبي القطاع.
وقال أحمد، وهو أحد أصدقاء الراحل، إن بربخ (27 عاما) حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الإسكندرية في مصر، وكان يخطط لتنظيم مؤتمرات في غزة والخارج لرفع درجة الوعي السياسي بين الشباب.
"ملاحظاتي الأخيرة"وثالث الشهداء شاب آخر يدعى محمد بركات (39 عاما) كان يقيم في منطقة خان يونس، وكان لاعب كرة قدم دوليا شهيرا، عندما استشهد في 11 مارس/آذار.
وفي مقطع فيديو نشره اتحاد كرة القدم الفلسطيني باللغة العربية، ظهر بركات متحدثا حيث قال "أنا في وقت صعب". وأضاف وهو ينظر إلى الكاميرا ودوي الرصاص والقنابل يُسمع على خلفية الصورة "هذه ملاحظاتي الأخيرة والفيديو الأخير".
وفي المقطع، كان بركات يتلو آيات من سورة التغابن، التي تتحدث عن مصير الإنسان والموت، والابتلاءات والاختبارات التي يضع الله الإنسان فيها.
وقال أمام الكاميرا "أطلب منكم العفو، وادعوا لي. أمي وأبي، أنتم أعز الناس إلى قلبي. هياثم (زوجته)، أبنائي الأعزاء، أقول لكم وداعا. لقد حان أجلي الآن وأطلب منكم الاستمرار في الدعاء بهدوء".
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة AYAT KHADOURA | آيات خضورة (@ayat.khadoura)
لا تزال حية على إنستغرامكانت آخر كلمة قالتها آيات خضورة (26 عاما) من سكان بيت لاهيا، والتي استشهدت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني في قصف إسرائيلي "عسى الله أن يتغمدني برحمته".
وخضورة حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصالات المرئية من جامعة القدس في مدينة غزة. وعملت قبل الحرب منشئة محتوى مرئي وإعلانات ومقاطع فيديو.
وقد كشفت لحظاتها الأخيرة عن ضعف قوتها وقلة حيلتها. ونقلت فتاة اسمها مها عن خضورة قولها "لا أريد أن توضع أشلائي في كيس، الشيء الوحيد الذي أريده أن يبقى جسدي سليما".
بشكل أو بآخر، تواصل خضورة إنتاج المحتوى حتى بعد وفاتها. فقد فتح أفراد عائلتها الذين يعيشون خارج غزة حسابا على إنستغرام باسمها، حيث يواصلون سرد قصتها للناس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
عرب الخط الأخضر بلا ملاجئ وغاضبون من اللامبالاة
انتقدت صحيفة هآرتس لا مبالاة الدولة الإسرائيلية تجاه العرب الذين يحملون جنسيتها، حيث يعيش الكثيرون منهم في رعب دائم دون توفر مناطق محمية في منازلهم أو إمكانية الوصول إلى الملاجئ العامة.
وقالت إن "عرب إسرائيل" غاضبون من "لا مبالاة" الدولة تجاههم، مشيرة إلى أن الحرب كشفت عن عدم المساواة التي يعانون منها مقارنة بالسكان اليهود، في ظل افتقارهم لأنظمة بنية تحتية خاصة بالدفاع المدني، وإهمال الحكومة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟list 2 of 2صحيفة روسية: حلفاء كييف يزودونها بأسلحة تجاوزها الزمنend of listوأفادت بأن 19 من أصل 34 مدنيا قُتلوا في شمال إسرائيل جراء إطلاق الصواريخ منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، هم من "عرب إسرائيل".
مراسم جنازة عامة للأشخاص الذين قتلوا في مجدل شمس خلال الهجوم الصاروخي على الجولان في 28 يوليو/تموز (الأناضول)وذكرت الصحيفة في تقريرها أن "المصيبة الكبرى" وقعت في يوليو/تموز الماضي في مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، عندما قُتل 12 طفلا ومراهقا بصاروخ سقط في ملعب لكرة القدم، لافتة إلى أن الصدمة لا تزال تؤرق أهالي البلدة الهادئة حتى اليوم، وما عادوا يشعرون بالأمان.
19 من أصل 34 مدنيا قُتلوا في شمال إسرائيل جراء إطلاق الصواريخ منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، هم من "عرب إسرائيل".
ونقلت عن والد أحد الأطفال الضحايا أن البلدة تفتقر إلى أي بنية تحتية للدفاع المدني، منتقدا إسرائيل بالقول: "عندما أرى الطريقة التي تعاملنا بها الحكومة، أشعر أن حياة أطفالنا لا تساوي شيئا، فلا أحد يهتم بنا".
ويوم الجمعة الماضي، سقطت صواريخ على المركز التجاري لقرية مجد الكروم في الجليل للمرة الثانية في أسبوع واحد، قُتلت على إثرها امرأة تبلغ من العمر 35 عاما وشاب يبلغ من العمر 21 عاما وأصيب العديد من الأشخاص. وقد بادر رئيس مجلس القرية، سليم صليبي، بالشكوى معربا عن يأسه من عدم كفاءة السلطات.
وقال: "لقد طلبنا العشرات من الملاجئ المتنقلة لأن القرية لا يوجد بها ملاجئ من القنابل، ولكننا لم نحصل حتى الآن سوى على 7 منها فقط"، مضيفا أنهم استعانوا بأحد المقاولين الذي أمدَّهم بأنابيب مجاري خرسانية في وسط القرية وحشوها بأكياس الرمل.
ولم تكن الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وحزب الله هي المرة الأولى التي يسقط فيها مدنيون عرب، وكأن شيئا لم يتغير. وتشير هآرتس إلى أن 44 مدنيا إسرائيليا كانوا قد قُتلوا -منهم 19 عربيا 6 منهم أطفالا- خلال حرب لبنان الثانية عام 2006.
معهد إسرائيلي: الحكومة لم توفر الحماية اللازمة للمواطنين العرب في الشمال البالغ عددهم حوالي 822 ألفا أي 51.6% من إجمالي سكان إسرائيل العرب
وأكد المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن الحكومة لم توفر الحماية اللازمة للمواطنين العرب في الشمال البالغ عددهم حوالي 822 ألفا، أي 51.6% من إجمالي سكان إسرائيل العرب.
وأشار الصحفي الفلسطيني ضياء حاج يحيى وزميلته الإسرائيلية عدي هاشموناي، في تقريرهما المشترك الذي نشرته هآرتس، إلى تقرير صادر عن المراقب المالي للدولة في عام 2018، أظهر أن 26% من المدنيين الإسرائيليين (بمن فيهم العرب) لم يكن لديهم مأوى مناسب. وبعبارة أخرى، لم يكن لديهم غرفة محمية ولا ملجأ خاص في منازلهم ولا ملجأ عام أو مشترك. أما في المجتمعات المحلية غير اليهودية، فقد كانت النسبة مضاعفة تقريبا إذ بلغت 46.5%.
بشارات: اليهود يحظون بحماية أكثر 50 مرة من نظرائهم في المجتمعات العربية
وانتقد المحامي أمير بشارات، المدير التنفيذي للجنة الوطنية لرؤساء الإدارات المحلية العربية، التباين "الهائل" في تعامل الحكومة الإسرائيلية مع القرى والبلدات العربية واليهودية من حيث توفير الحماية لهم من الصواريخ، حيث يحظى اليهود بحماية أكثر 50 مرة من نظرائهم في المجتمعات العربية.
ويشكو مواطن من قرية مجد الكروم اسمه سامر مناع من إهمال الحكومة الإسرائيلية لهم، وقال إنها تتخلى عنهم حتى في وقت الحرب.
ولا يقتصر الأمر على المناطق الشمالية، فسكان الجنوب العرب يعانون أيضا من الافتقار إلى الحماية الكافية، بحسب هآرتس التي أوردت شواهد على ذلك من بينها أن مواطنة عربية تُدعى أمينة الحصاوني أُصيبت بجروح خطيرة في الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان.