"القهوة" في أفريقيا.. مزاج وقاطرة للنمو الاقتصادي
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
هناك 50 منتجًا للبن في جميع أنحاء العالم، و25 منتجًا في أفريقيا، ومن بين هؤلاء، تمثل أوغندا اليوم خامس أكبر منتج للبن في العالم، حيث يجعل موقعها الجغرافي البلاد مصدرا هاما للبن الذي يزرع على مدار السنة، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وخلال حديثه في جلسة "زيادة مرونة القهوة في أفريقيا" ضمن فعاليات النسخة الـ45 من ملتقى ريميني، قال فريد بوينو كياكولاجا، وزير الدولة للزراعة في جمهورية أوغندا إن "القهوة هي أهم سلع التصدير في أوغندا حيث تمثل 30 في المائة من عائدات البلاد من النقد الأجنبي.
وفي حين تعتمد أوغندا بشكل حصري على الصادرات، حيث يتم تصدير 75% منها وعلى الرغم من تصدير 94,6% من القهوة، فإن مواطنيها يكسبون "القليل جدًا مما يزرعونه ويكسب منتجو القهوة في أوغندا 3,3 دولارات من كيلو القهوة الخضراء، لكن بنفس الكمية يكسب بائع قهوة الإسبريسو 107,4 دولارات"، على حد قول كياكولاجا، فيما أشار أندريا إيلي رئيس شركة "إيلي كافيه" إلى أن "5 بالمائة من القيمة النهائية تبقى في الدول المنتجة وهي قليلة جدًا".
أحد أكبر التحديات هو تغير المناخ وضعف مرونة حقول زراعة البن، حيث أبدى كياكولاجا قلقه، قائلاً: "في أوغندا ليس لدينا العديد من أنواع القهوة التي نزرعها، وهذا بسبب الأبحاث المحدودة التي نجريها. أصبحت سلسلة قيمة القهوة ضعيفة".
وتترافق العواقب الوخيمة لتغير المناخ مع نقص البحوث وتطبيقات التقنيات المبتكرة للزراعة الذكية للحقول. وهذا يشير إلى أن “التنوع مفقود، لأن كل زراعة أصلية تعطي جودتها. وإذا أردنا زيادة القيمة المضافة بجودة وأسعار أكبر، فيجب علينا تنويع الإنتاج بشكل متزايد"، على حد قول كياكولاجا.
وأكد إيلي "نحن بحاجة إلى تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم من البلدان المنتجة، وتحسين الممارسات الزراعية والتدخل الفوري في تجديد المزارع".
وأكد سولومون س. روتيجا الأمين العام لمنظمة البلدان الأفريقية للبن أن المنظمة "تمثل كافة الدول المنتجة ونحاول التوفيق بين التحديات واستغلال كافة الفرص المتاحة للقارة الإفريقية”.
وتقترح المنظمة غير الحكومية رؤية مبتكرة "تتكون من تحويل قطاع البن الأفريقي من خلال إضافة قيمة عبر سلسلة التوريد"، على حد تعبير روتيجا. وتركز المبادرة على أربع طرق استراتيجية: الدعم السياسي، والبحث والتطوير للأصناف المقاومة للمناخ، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء من القطاع الخاص، والتعليم، والتدريب، وبناء القدرات.
ومن أكبر الجهات المانحة إيطاليا نفسها، التي تتعاون مع اليونيدو منذ عام 2015، ممثلة في المؤتمر بـ غونتر بيغر مدير إدارة التحول الاقتصادي والابتكار. واغتنمت اليونيدو هذه الفرصة لتجديد التزامها بالتواصل الوثيق مع إيطاليا، وخاصة في قطاع القهوة، "لتحسين سلسلة القيمة ودعم الإنتاج المحلي".
في الواقع، "تمثل أفريقيا فرصة عظيمة لإيطاليا، والنمو في أفريقيا يمثل نموًا لإيطاليا وأوروبا"، كما أعلن إدموندو شيريلي، نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي والمشارك شخصيًا في "خطة ماتي".
وقال شيريلي: "من المثير للاهتمام أيضًا أن صندوق المناخ الإيطالي الذي خصصته إيطاليا لدعم الأنشطة التي تكافح تغير المناخ يمكن أن يكون أيضًا أداة مفيدة في هذا القطاع المهم للغاية".
ومن أجل تنفيذ خطة الوقاية والحماية والمرونة لحقول زراعة البن في أفريقيا، يقول إيلي: "هناك حاجة إلى حوالي 10 مليارات دولار، ومحاولة استثمار مليار دولار سنويا. لكن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التعاون الدولي"، لكن الجلسة التي عقدت اليوم في ملتقى ريميني كان مرة أخرى مكانًا للقاء والحوار، مما أدى إلى توقيع الإعلان المشترك بين اليونيدو ومنظمة البلدان الأفريقية للبن الذي التزم "بالتعاون في قطاع القهوة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المدرحة على أجندة 1”"
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البلدان الأفريقية تغير المناخ افريقيا ملتقى ريميني فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
رئيس جهاز شئون البيئة يشارك بالمؤتمر السنوي للنمو الأخضر
أكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، أن النمو الأخضر ليس مجرد شعار ندافع عنه؛ بل هو استراتيجية عملية نؤمن بها ونسعى جاهدين لتنفيذها على أرض الواقع، مؤكدًا أن الدولة المصرية تدرك تمامًا أن حماية البيئة ومعالجة تحديات المناخ مسؤولية وطنية وعالمية، فضلاً عن كونها فرصة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام يعود بالنفع على الأجيال الحالية والمستقبلية، مشيرًا إلى أن مصر قطعت خطوات جادة في هذا الاتجاه من خلال إطلاق استراتيجيتها للتنمية المستدامة، "رؤية مصر 2030"، والتي تضع البيئة والاقتصاد الأخضر في قلب أولوياتها، كما نعمل بنشاط على تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، ودعم مشاريع كفاءة الطاقة، وتشجيع الابتكار في التكنولوجيات الخضراء.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، في المؤتمر السنوي للنمو الأخضر الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، تحت شعار (تعزيز الابتكار من أجل مستقبل مستدام)، بحضور السيد أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومشاركة المعنيين من القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، ومجتمع الاستدامة العالمي.
وأضاف رئيس جهاز شئون البيئة، أن رواد الأعمال في المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم الخضراء، أصبح أحد أحدث ركائز الاقتصاد المصري، حيث يظهرون إمكانات الابتكار للانتقال إلى الاقتصاد الدائري من خلال الوصول المناسب إلى التمويل الأخضر، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك رابع أكبر منظومة ناشئة في أفريقيا، وتتحول سياسة الحكومة نحو تسويق التكنولوجيا الخضراء ورواد الأعمال الخضر.
وأشار رئيس جهاز شئون البيئة، إلى أن وزارة البيئة تقوم حالياً بالتعاون مع هيئة المعونة الألمانية بإعداد الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، مؤكدًا على أهمية هذه الاستراتيجية والتي تأتي في إطار مشاركة مصر في إعداد استراتيجية الاقتصاد الدائري لأفريقيا.
وسلط أبوسنة الضوء على إحدى المبادرات المهمة وهى جوائز سفراء الشباب الخضر، التي يتم تنفيذها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووزارة الشباب والرياضة، ومنظمة بلان إنترناشيونال، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين الشباب وإلهامهم ليصبحوا صناع تغيير في مجال الاستدامة من خلال تزويدهم بالموارد والفرص اللازمة لتحويل أفكارهم إلى حلول خضراء مؤثرة وقابلة للتطوير.
وتابع رئيس جهاز شئون البيئة، أنه من خلال هذه المبادرة، نعمل على تعزيز الروابط الاستراتيجية بين المبدعين الشباب الطموحين والمستثمرين وأصحاب المصلحة الرئيسيين لتعزيز التعاون ودعم نمو المشاريع الخضراء، وتشجيع ثقافة المنافسة التي تدفع الإبداع والابتكار والتميز في الممارسات المستدامة بين الشباب، كما نعمل من خلال ورش العمل المتخصصة، على بناء قدرة المشاركين الشباب على تقييم وتعزيز النتائج الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لمبادراتهم، لافتاً إلى أن هذه الورش تقدم أدوات عملية وأنشطة تفاعلية لمساعدة المشاركين على تصميم أطر تأثير قوية وتطوير استراتيجيات مخصصة لقياس وإدارة وتوصيل مساهماتهم في التنمية المستدامة بشكل فعال، بالإضافة إلى ذلك، نعمل على التعمق في ممارسات الاقتصاد الدائري، واستكشاف إمكانية دمج المؤسسات الخضراء لهذه المبادئ في عملياتها.
وأكد رئيس جهاز شئون البيئة، أن تحقيق النمو الأخضر يتطلب التعاون الدولي والشراكات الفعّالة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، كما يتطلب التزامًا جماعيًا بتبني ممارسات مستدامة في جميع جوانب الحياة من الزراعة إلى الصناعة، والطاقة، والنقل.
ودعا أبو سنة، خلال كلمته الجميع إلى العمل معًا لتحويل التحديات البيئية إلى فرص للتنمية، وضمان أن تضع أفعالنا اليوم الأساس لمستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لأطفالنا وأحفادنا، معربا عن أمله أن تسفر مناقشات المؤتمر عن توصيات ومبادرات قابلة للتنفيذ تسهم في تعزيز النمو الأخضر على نطاق عالمي، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ خطوات جريئة وحاسمة بدءاً من الآن نحو عالم أكثر نظافة واستدامة، وأن تُكلل جهودنا الجماعية في بناء مستقبل أكثر اخضرارًا.
وتركز الجلسات الرئيسية للمؤتمر على مواضيع بالغة الأهمية مثل الاقتصاد الأخضر والدائري، وقياس الأثر، والتمويل الأخضر للشركات الصغيرة والمتوسطة، كما سيتم عرض إنجازات الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة من برنامج تسريع النمو الأخضر وبرامج الشباب، وإطلاق منصة التعلم الرقمي للمهارات الخضراء، وتدشين فريق العمل الأخضر الوطني.