نزل القرآن الكريم على سيد الخلق معجزة لا يمكن حصر إعجازة وبلاغته، وأطول سورة في كتاب الله وأكثرها فضائل هى سورة البقرة، الثانية بعد أم الكتاب، فلها بركات جليلة تصلح من حال المسلم، وتحصنه، وتهذب خلقه.
 

حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن البحوث الإسلامية يوضح المقصود بقوله تعالى: "إن قرآن الفجر كان مشهودا"

 

الأسرار القرآنية في قوله تعالى: إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

وضح الدكتور علي جمعة عضور هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك، عدة تأملات وأسرار للآية الكريمة 153 من سورة البقرة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ حيث قال:

الصبر منه ممدوح ومقدوح ؛ أما الذي هو ممدوح فالصبر في الله وبالله ولله, وأما الذي هو مقدوح فالصبر عن الله.


 أول ما خاطبنا به ربنا سبحانه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فتجلى علينا بالجمال .
 لم يورد ربنا -تعالى- عذاباً في القرآن إلا ومعه الرأفة والرحمة ، ولم يتجلى أبداً بالجلال إلا وقد كسى ذلك بالجمال.
 الصلاة صلة بين العبد وربه ، والصلاة هي عماد الدين وذروة سنامه.
 {إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} و"مع" تدخل على العظيم ، فأعلى الله تعالى شأن الصابرين.

 

 

 

أقسام الصبر..  "إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"



قال السعدي في تفسيره أن الله تعالى أمر المؤمنين بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره، فهو ثلاثة أقسام:

 صبرها على طاعة الله حتى تؤديها
 وعن معصية الله حتى تتركها
  وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها
 

وتابع السعدي أن الصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة، فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر، وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح، وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها، لم يدرك شيئا، وحصل على الحرمان.

وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم، وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى، واستعانة بالله على العصمة منها، فإنها من الفتن الكبار، وكذلك البلاء الشاق، خصوصا إن استمر، فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية، ويوجد مقتضاها، وهو التسخط، إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله، والتوكل عليه، واللجأ إليه، والافتقار على الدوام.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الص ب ر الله الصبر

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الله ينزل علينا المحن لا انتقاما منا فنحن صنعته وإنما لنتذكر ونرجع

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله تعالى يُنزل علينا المحن، لا انتقامًا منا؛ فإنه يحبنا، لأننا صَنعته.

وأشار الى ان الله ينظر إلينا، وهو رءوف بنا، ولما خاطبنا قال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، حتى يطمئن روعاتنا، ويؤمِّن خوفنا؛فلما خاطبنا بهذا، وتجلى علينا بالجمال، ولم يُورد عذابًا في القرآن إلا ومعه الرأفة والرحمة. 

علي جمعة: العلماء اختاروا 6 قبائل لتعلم اللغة العربية وفهم القرآن«إنَّ ما أتخوف عليكم رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فغيّر معناه».. موضوع خطبة الجمعة القادمةكيف نبدأ ونوقظ أنفسنا من جديد؟.. علي جمعة يوضحعلي جمعة يُصحّح اعتقادًا خاطئًا حول الخشوع في الصلاة

وتابع:ولم يتجلَّ أبدًا بالجلال إلا وقد كسى ذلك بالجمال؛ فإنه - سبحانه وتعالى - قد فتح لنا من أبواب رحمته، ونحن صَنعته،

فينزل علينا المحن من أجل أن نتذكر، ومن أجل أن نرجع وأن نعود.

وبين ان المحن تذكرنا بتقوى الله، وتذكرنا بالأمر والنهي، وتذكرنا بأنه يجب علينا أن نعبد الله كما أراد، وأن نعمر الأرض كما أراد، وأن نزكي النفس كما أراد… لا كما نريد {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، فتدبّروا حكمة الله تعالى، حتى نُحوِّل المحنة إلى منحة.

السلام 

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وصفة من صفاته، قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر:23].

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الله عز وجل قد جعله تحيته إلى عباده في الجنة حيث قال: (سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس:58] ، وقال: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [يونس:10]، وتحية الملائكة للمؤمنين في الجنة السلام قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر:73]، وسَمَّى الجنَّةَ دَارَ السلامِ حيث قال: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [يونس:25]، وقال: (لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام:127]، وأهل الجنة لا يسمعون من القول ولا يتحدثون بلغة غير لغة السلام قال تعالى: (لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا) [الواقعة: 25-26]. 

وأشار إلى أنه قد جعل سبحانه وتعالى الهداية إلى سبل السلام جزاء لمن اتبع هديه وأطاعه، قال تعالى: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 16].

وأمر الله تعالى المؤمنين أن يجعلوا السلام تحيتهم يلقيها بعضهم على بعض، وشعارهم في جميع مجالات الحياة في المسجد والمعهد والمصنع والمتجر، فالسلام شعارٌ يُلقيه المسلم على صاحبه كلما لقيه وكلما انصرف عنه وجواب المؤمنين ردًّا على الجاهلين هو السلام: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً) [الفرقان:63]، والسلام يلقيه المسلم كل يوم خمس مرات على الأقل في خاتمة الصلوات المفروضة بقوله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرتين.

وغير ذلك الكثير من الآيات التي تبرهن على أن قيمة السلام تعد من أعظم القيم الأخلاقية في الدين الإسلامي. 

ويقول الإمام الغزالي: السلام هو الذي تَسْلَمُ ذَاتُهُ مِنَ الْعَيْبِ وَصِفَاتُهُ مِنَ النَّقْصِ وَأَفْعَالُهُ مِنَ الشر، حتى إذا كان كذلك لم يَكُن في الوجود سَلاَمَةٌ إِلاَّ وكانت مَعْزُوَّةً إليه صَادِرَةً مِنْهُ.. وكل عبد سَلِمَ مِنَ الغِشِّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَإِرَادَةِ الشَّرِّ قَلْبُهُ، وَسَلِمَ مِنَ الآثَامِ والمَحْظُورَاتِ جَوَارِحُهُ، وسلم من الانْتِكَاسِ والانْعِكَاسِ صِفَاتُهُ، فَهُوَ الذي يَأْتِي اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.. وأعني بالانتكاس في صفاته أن يكون عقلُهُ أسيرَ شهوتِهِ وَغَضَبِهِ إِذِ الْحَقُّ عَكْسُهُ، وهو أن تكون الشهوة والغضب أسير العقل وَطَوْعَهُ فَإِذَا انْعَكَسَ فَقَدِ انْتَكَسَ (الغزالي: المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ص69).

طباعة شارك علي جمعة السلام المحن

مقالات مشابهة

  • حكم قراءة سورة الإخلاص على المتوفى 1000 مرة.. أمين الفتوى يوضح
  • علي جمعة: الله ينزل علينا المحن لا انتقاما منا فنحن صنعته وإنما لنتذكر ونرجع
  • هل تكرار سورة الإخلاص ثلاثًا بعد ختم القرآن جماعة بدعة .. الإفتاء تجيب
  • كم مرة تقرأ سورة الأنبياء لاستجابة الدعاء؟.. السر في 4 آيات
  • حكم تسمية شركة باسم من أسماء الله الحسنى.. دار الإفتاء ترد
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق أحد الجناة في مكة المكرمة
  • ‏عزيمة اليمن.. كيف حوَّل الصبر ساحة الحرب إلى ميدان انتصار؟
  • علي جمعة: السلام من أسماء الله الحسنى وتحيته لعباده في الجنة
  • حكم قراءة القرآن بنية قضاء الحاجة.. الإفتاء تكشف عن سورة فضلها عظيم
  • ماذا خسر من لم يقرأ سورة الكهف أمس بأول جمعة في ذي القعدة؟