«الماهر بالقرآن» تعزز دور المسجد في بناء الأجيال
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
اختتمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أمس دورة الماهر بالقرآن، التي أقيمت في 9 مراكز قرآنية بمساجد جامعة ضمن الدورات الثلاث ببرنامج «صيفنا على كيفنا».
استهدف البرنامج الذي انطلقت فعالياته في التاسع من يوليو الماضي؛ استغلال أوقات الطلاب من الفئات العمرية المستهدفة خلال الإجازة الصيفية فيما يعود عليهم بالخير والفائدة، ولربط أبنائنا الطلاب على اختلاف أعمارهم بالمساجد وتعزيز رسالة المسجد ودوره في المجتمع وبناء الأجيال.
وشهدت الدورات الثلاث بالبرنامج استقطاب نحو 1500 طالب من الأطفال والأشبال والشباب، حرصوا على المشاركة في هذا البرنامج التربوي العلمي القيمي الترفيهي والاستفادة منه خلال الإجازة الصيفية.
واستهدفت دورة (الماهر بالقرآن) فئة الشباب (فوق 16) سنة وحفظة القرآن فوق خمسة أجزاء، وتهدف لحفظ ومراجعة القرآن الكريم للمشاركين حسب مستوى حفظ كل منهم، مع تعلم آداب حملة القرآن من كتاب التبيان في حملة القرآن، والاستفادة من دروس في التجويد النظري، فضلا عن البرامج الثقافية والأنشطة الحركية والترفيهية.
وأقيمت دورة الماهر بالقرآن في تسعة مراكز قرآنية بمساجد جامعة وهي: عبدالجليل عبدالغني في مدينة الوكرة، عبدالرحمن بن حسن آل ثاني في أم صلال علي، جاسم درويش فخرو في أبو هامور، عائشة بنت أبي بكر في فريج كليب، علي بن علي المسلماني في الهلال، محمد بن عبدالعزيز آل ثاني في حزم المرخية، محمد حمد المانع في الوعب، عبداللطيف محمد المسند المهندي في مدينة الخور، ومركز جامع سعد بن معاذ في معيذر الشمالي.
وقال الشيخ عبد الملك محمود رئيس المركز الصيفي بمسجد محمد بن عبد العزيز آل ثاني في حزم المرخية «إن البرنامج يتميز بالتنوع في الأنشطة والفعاليات القرآنية والتربوية والعلمية والترفيهية، التي يستفيد منها أبناؤنا الطلاب المشاركون بالدورة خلال الإجازة الصيفية.
وذكر أن عدد الطلاب المسجلين في دورة الماهر بالقرآن، بلغ 48 طالباً، وجرى توزيعهم على تسع حلقات يشرف عليهم مدرسون متقنون لكتاب الله، لافتاً إلى أن من بين هؤلاء الطلاب 9 طلاب خاتمين لكتاب الله.
وأضاف: أن البرنامج يبدأ من الثامنة صباحاً حتى الحادية عشرة ظهراً من الأحد إلى الأربعاء، ويبدأ اليوم بمراجعة جزء ونصف من القرآن الكريم بواقع ثلاثين صفحة، ثم استراحة قصيرة يليها درس في تعلم أحكام التجويد وحفظ أبيات متن تحفة الأطفال في أحكام التجويد، لافتا إلى أن الطلاب المشاركين بالدورة يجتمعون في درس لتعلم آداب حملة القرآن من كتاب «التبيان في آداب حملة القرآن»، ويتفاعلون في برامج ترفيهية ومسابقات ثقافية وألعاب حركية.
تفاعل أولياء الأمور
وأكد رئيس المركز أهمية البرامج الصيفية والتربوية والقرآنية في تهيئة وتطوير قدرات الطلاب المشاركين بالدورة واستغلال أوقات الإجازة الصيفية في الفترة الصباحية بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، مثمناً تفاعل أولياء الأمور مع رئيس المركز والمدرسين في متابعة أبنائهم، والوقوف على ما حفظوه وراجعوه من كتاب الله وما تعلموه من دروس وقيم، ونوه باستحسانهم لإقامة مثل هذه البرامج التربوية والعلمية التي تسهم في زيادة التحصيل القرآني وتعزز القيم وترسخ المفاهيم الصحيحة في نفوس الأبناء.
وأوضح يحيى ياسين المدرس بالمركز أن الدورة لها الكثير من الفوائد فهي توفر بيئة مناسبة للطلاب المشاركين لاستغلال أوقاتهم في فترة الإجازة الصيفية في حفظ القرآن الكريم ومراجعة المحفوظ وإتقان الحفظ والاستفادة من تعلم أحكام التجويد، وحفظ متن تحفة الأطفال وشرح كتاب التبيان وبيان آداب المعلم وطالب العلم، وغيرها من البرامج الثقافية والترفيهية التي تشملها الدورة ويتنافس فيها الطلاب، في جو من الحب والتآلف والتنافس المحمود.
وأشار المدرس عبدالكريم آيت إلى أن الطلاب المشاركين معه في الحلقة حرصوا على إنجاز المقرر اليومي وهو مراجعة جزء ونصف من كتاب الله بواقع ثلاثين صفحة أي بمعدل 120 صفحة خلال الأسبوع من الأحد إلى الأربعاء، وحفظ المقرر من أبيات تحفة الأطفال.
وأكد الطالب زياد محمد مصطفى أنه حرص على أن يشارك في دورة الماهر بالقرآن خلال الإجازة الصيفية لاستغلال وقته والاستفادة من حفظ ومراجعة القرآن الكريم من خلال الدورة والمدرسين القائمين عليها.
وأعرب الطالب مجد عبدالفتاح عن إعجابه بالدورة لما لها من فوائد في مراجعة القرآن الكريم وإتقان الحفظ، وتدبر معاني القرآن مع مراجعة أحكام التجويد، والمداومة على تلاوة ومراجعة كتاب الله مع أقرانه في بيئة مناسبة بالمسجد، منوهاً بأنه يراجع كل يوم المقرر من القرآن ويسمعه ويحفظ الجديد، ويستفيد كثيراً من دروس في تعلم تجويد القرآن التي تشتملها الدورة، ويحفظ متن تحفة الأطفال، وقال إنها تعد من أفضل الدورات التي شارك بها، فما أجمل أن نحفظ كتاب الله ونراجع تلاوته ونتفهم معانيه.
وذكر الطالب محمد أحمد الحرم، أن الدورة مفيده لكونها في المسجد الذي يهيئ أجواء الحفظ والمراجعة وسط مجموعة من الطلاب الذين يحرصون جميعا على حفظ القرآن خلال تواجدهم بالدورة.
وأضاف الطالب عمر أحمد درموش أنه يحرص على الاستفادة من الدورة من خلال حفظ متن تحفة الأطفال في تعلم تجويد القرآن، ومراجعة المحفوظ من القرآن الكريم، لافتا إلى أنه يراجع كل يوم ثلاثين صفحة بمعدل جزء ونصف، كما يشارك في الفعاليات الترفيهية والألعاب الحركية التي تساهم في تنويع الأنشطة والبرامج بدورة الماهر بالقرآن.
الجدير بالذكر أن دورة «صيفنا على كيفنا» خصصت للفئة العمرية من (10-15) سنة، وعنيت بتعليم المشاركين عددا من المفاهيم والقيم المهمة، ومن أبرزها مفاهيم قرآنية من سورة النور وقيم تربوية وأخلاقية يحتاجها كل فرد في حياته اليومية وألعاب حركية ومسابقات ثقافية، بالإضافة إلى بعض الفعاليات الترفيهية والحركية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الأوقاف خلال الإجازة الصیفیة القرآن الکریم کتاب الله من کتاب إلى أن
إقرأ أيضاً:
محاضرة حول السكينة في القرآن الكريم والسنة النبوية
السكينة في الإسلام حالة ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده
الشارقة: «الخليج»
نظّم مجلس منطقة الحمرية، التابع لدائرة شؤون الضواحي، محاضرة قيمة بعنوان «السكينة في القرآن والسنة وأثرها على الفرد والمجتمع»، قدّمها فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي، بحضور سيف بوفيير الشامسي، رئيس مجلس منطقة الحمرية، وحميد خلف آل علي، نائب الرئيس، وأعضاء المجلس، إلى جانب جمع من أهالي المنطقة.
استهل فضيلة الشيخ العنزي المحاضرة، التي أقيمت مساء أمس الأول الجمعة في مقر المجلس، بالحديث عن أهمية السكينة كحالة من الطمأنينة والراحة التي ينزلها الله على عباده المؤمنين، مبيّناً أن الإنسان حين يعيش في دوامة الخوف والقلق، فإنه يبتعد عن نهج الكتاب والسنة، فيسعى إلى حلول مؤقتة زائفة كطرق الاسترخاء البدني أو التأمل في الطبيعة، وهي وإن لم تكن ممنوعة في ذاتها، إلا أن السكينة الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال القرب من الله وأداء العبادات.
أوضح أن السكينة في الإسلام ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالة ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده، وهي تتجلى في القرآن الكريم في ست آيات، منها قول الله تعالى: «وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم»، وقوله عز وجل: «إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه».
كما وردت في أحداث عظيمة مثل صلح الحديبية، حيث قال تعالى: «فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين».
وأشار إلى أن السكينة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دعا إليها في كثير من المواقف، كما في قوله: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة»، وفي حديث جابر رضي الله عنه عن حج النبي، حين قال: «أيها الناس، السكينة السكينة» عند دفعهم من عرفات.
واستشهد الشيخ العنزي بقصة مريم عليها السلام، حين ناداها الله عز وجل في أشد لحظات ضعفها، قائلاً: «فكلي واشربي وقرّي عيناً»، ليرشدها إلى السكينة وسط الألم.
وبيّن فضيلته أن السكينة تكون شعاراً للمسلم في كل أحواله، في الصلاة، وفي الحج عند تقبيل الحجر الأسود، وفي التعاملات اليومية، بل وحتى في الجدال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
وتحدث الشيخ عن أثر السكينة في الحياة الزوجية، مستشهداً بقوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها»، مؤكداً أن الاستقرار الأسري لا يتحقق إلا بالسكينة والطمأنينة.
وأشار أيضاً إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهودي الذي كان يؤذيه، وكيف قابله النبي بالحلم والوقار، فكان ذلك سبباً في إسلامه.
ثم تطرق إلى الأسباب التي تعين على تحصيل السكينة، ومن أبرزها: مراقبة الله تعالى: إذ يستشعر الإنسان أن الله مطّلع عليه فيطمئن قلبه، وذكر الله: مصداقاً لقوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، وقراءة القرآن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة».
الصبر: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».
والحلم والأناة: قال صلى الله عليه وسلم: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة».
التأمل في سير الصالحين، وكيف كانت السكينة شعارهم في أحلك الظروف.
وختم فضيلته بأن السكينة هي باب النجاة من الفتن، وهي السبيل إلى اتخاذ القرارات الصائبة بعيداً عن الانفعالات، وأكد أن من يتحلى بالسكينة يحظى بمحبة الناس، ويعيش في راحة نفسية تقيه من الأمراض النفسية والجسدية.
وفي زمن كثرت فيه الاضطرابات والضغوط، وتفشى فيه القلق والأمراض النفسية، شدد الشيخ على أن السكينة هي نعمة من الله ينبغي أن يتمسك بها المسلم، فهي منحة إلهية تقود إلى بر الأمان وتمنح الإنسان هدوء النفس وسلامة القلب.