من حرارة صيف مُفرطة، إلى طُرق باتت مقطوعة لعدد من المناطق المغربية، نواحي مدينة ورزازات (جنوب المغرب) إثر فيضانات وسيول جارفة، أدّت صباح السبت، للعثور على جثّة سيدة جرفتها الفيضانات الغزيرة، فيما لا يزال البحث جاريا عن سيدة أخرى، أعلن عن فقدانها خلال هذه السيول.



وباشرت مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية، مدعومة بساكنة القرى المتضرّرة، منذ ليلة أمس الجمعة، عمليات البحث عن المفقودين، بعدما تسبّبت التساقطات المطرية الغزيرة في حدوث سيول قويّة أدت إلى تسجيل جُملة خسائر تصفها السّاكنة بـ"المُهولة بين المادّي والبشري".



ليلة عصيبة
هكذا تحوّل الوضع بين ليلة وضحاها، في عدد من مناطق جنوب المغرب، التي عاشت ليلة الجمعة- السبت لحظات تنقطع فيها الأنفاس، إثر تساقطات مطرية مهمّة جرفت عددا من العربات، وحوّلت عدّة مناطق إلى بركة ماء كبيرة جارفة. 



جرّاء الأحداث الجارية، بات الخوف يتسلّل لقلوب الساكنة، التي تُناشد الجهات المسؤولة، بالتدخّل السريع، بكل ما تملكه من وسائل. خاصّة مع انقطاع شبكة الكهرباء وشبكة الاتصالات الهاتفية بعدد من الدواوير المُتضرّرة.

ورصدت "عربي21" عدد من التدوينات والتغريدات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أصحابها من أبناء المناطق المتضرّرة، أو من المُتعاطفين معهم؛ بين من يوثّق لمُجريات الأحداث المُتسارعة بالصور ومقاطع الفيديو، وبين من يرسل نداء استغاثة، للمسؤولين، من أجل إيجاد حل سريع للمياه الجارفة.




وقالت ساكنة "دوّار إكرزكى إكرنان" بإقليم ورزازات، خلال نداء استغاثة، وصل "عربي21" نسخة منه، "نود أن نبلغكم بأن الأمطار الغزيرة التي لا زالت تهطل حتى اللحظة (19:00)، والبرد (التبروري) الذي بلغ سمكه نحو 3 سنتيمترات، وارتفاعه الحالي يقارب 30 سنتيمترًا، تسببا في فيضانات أدت إلى جعل المنطقة في وضعية كارثية".

وطالب المتضرّرين، المتوجّهين بالاستغاثة، لمسؤولي إقليم ورزازات، بتمكينهم من مساعدات فورية، عقب تضرّرهم من الفيضانات التي لا تزال تضرب المنطقة حتى الآن، وفق تعبيرهم.


كذلك، أثار المتضررين انتباه السلطات، إلى أن جميع الطرق المؤدّية إلى الدوار مقطوعة حاليا، وكل الشّعاب تضررت، والعديد من المنازل تكبدت أضرارا كبيرة؛ مناشدين كافة الجهات المسؤولة بالتدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقديم الدعم اللازم للمتضررين في هذه الأزمة.

نشرة إنذارية
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية، قد أصدرت، نشرة إنذارية تحذّر فيها من زخات رعدية (من 15 إلى 25 ملم) مصحوبة بحبات البرد وهبّات رياح ستهمّ، يوم الجمعة، عددا من مناطق المملكة.

وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أن هذه الزخات الرعدية مرتقبة بكل من ورزازات وأزيلال (من الخامسة والربع مساء إلى غاية التاسعة مساء)، وكذا بعمالات وأقاليم فكيك وبولمان والرشيدية وميدلت وتنغير (من الخامسة والربع مساء إلى غاية منتصف الليل).

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المغربية ورزازات المغرب ورزازات سيول جارفة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أمطار غير مسبوقة وسيول جارفة تفاقم معاناة اليمنيين

قرب منزله المهدّم، يبكي أبو إبراهيم ابنه وأحفاده السبعة الذين قضوا جراء فيضانات ضربت مؤخرا اليمن، حيث تتسبب الأمطار "غير المسبوقة" في زيادة البؤس في بلد فقير مزقته الحرب.

يشير الرجل الذي غزا الشيب لحيته، إلى جدران منهارة، هي كلّ ما تبقى من المنزل الجبليّ الذي اجتاحته سيول عارمة، ويحاول حبس دموعه وهو يستذكر انهيار منزل ابنه.

ويقول أبو ابراهيم الذي يعيش على مقربة من المكان مع زوجته، لوكالة فرانس برس: "كنا نسمع أصوات الانهيارات والأمطار بكثافة. بعد ذلك، رأت زوجتي أن منزل إبراهيم لم يعد موجودا، فصرخت بصوت عالٍ: إبراهيم جرفته السيول هو وأولاده".

وليست هذه العائلة الوحيدة التي قضت أو تشرّدت بسبب الأمطار الموسمية هذا العام، التي يقول خبراء إنها تزداد شدّة سنة بعد سنة نتيجة التغيّر المناخي.

وقُتل نحو 100 شخص في أنحاء اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا الى أرقام نشرتها الأمم المتحدة.

وفي نهاية أغسطس، اجتاحت فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة محافظة المحويت غربي اليمن، مما أسفر عن فقدان أو مقتل أكثر من 40 شخصا، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الذي أشار إلى أن عشرات المنازل دُمّرت في المنطقة، مما أرغم 215 عائلة على النزوح.

وكان 60 شخصا قد لقوا مصرعهم في فيضانات بدأت أواخر يوليو، حسب الأمم المتحدة.

وأثّرت الأمطار والسيول على أكثر من 560 ألف شخص في أنحاء البلاد منذ أواخر يوليو، وفق المنظمة الدولية للهجرة، التي أطلقت نداء عاجلا لجمع 13,3 مليون دولار للاستجابة لحاجات المتضررين.

وقال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، مات هوبر، إن "حجم الدمار مروّع، ونحن بحاجة ماسة إلى تمويل إضافي".

وتشهد المرتفعات الغربية في اليمن هطول أمطار موسمية غزيرة، لكن الظروف الجوية هذا العام كانت "غير مسبوقة"، حسب هوبر.

ففي ملحان، جرفت السيول والانهيارات الأرضية المنازل ودفنت عددا من سكانها.

ويقول عبدالله الملحاني، وهو جار إبراهيم المحويتي الذي قضى مع أبنائه: "سمعنا أصوات الانهيارات من الجبال".

ويستذكر كيف سأله أبو إبراهيم عما إذا كان قد رأى ابنه وأولاده، فقال: "خرجنا ولم نجد أحدا، اختفوا جميعا. جرفتهم السيول والصخور".

وكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن على منصة "إكس"، أن إيصال المساعدات للمتضررين كان "شبه مستحيل" بسبب "الطرق المتضررة والعائمة"، مرفقا المنشور بصور تُظهر جِمالا تحمل صناديق مساعدات على طرق جبلية وعرة.

وتسبّبت فيضانات اليمن بتدمير منازل ونزوح آلاف الأسر، وألحقت أضرارا بالبنية التحتية الحيوية بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس والطرق.

ويعاني أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية أصلا من زيادة معدلات سوء التغذية وأعداد الإصابات بالكوليرا نتيجة السيول.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا اندلع مع سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. 

وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية، مما فاقم النزاع الذي أوقع مئات آلاف القتلى. وأدّت الحرب إلى إغراق البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، من أن الوضع قد يتفاقم في الأشهر المقبلة. وتوقّعت أن "تشهد المرتفعات الوسطى والمناطق الساحلية على البحر الأحمر وأجزاء من المرتفعات الجنوبية مستويات (متساقطات) غير مسبوقة تتجاوز 300 ملم".

وأشار الباحث في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، كريم الجندي، إلى أن "تهالك البنية التحتية في اليمن وضعف قدرات الاستجابة للكوارث نتيجة سنوات من النزاع، يزيدان من التهديد الذي يمثّله تغير المناخ".

وقال خبير المناخ لفرانس برس: "واقعة تساقط أمطار أكثر غزارة مقرونة ببلد غير مستقر نتيجة الحرب، يعرّضان اليمن بشكل استثنائي لهطول أمطار غير مسبوقة، مما أدى إلى فيضانات كارثية في العديد من المحافظات".

مقالات مشابهة

  • التساقطات المطرية المسجلة بالمغرب خلال الـ 24 ساعة الأخيرة
  • سيول عارمة وأمطار غير مسبوقة تفاقم ازمات اليمنيين
  • أمطار غير مسبوقة وسيول جارفة تفاقم معاناة اليمنيين
  • فيضانات نيجيريا تودي بحياة العشرات وتشرد الآلاف
  • ليلة مع الأغاني والقصائد الفرنسية في أوبرا القاهرة والإسكندرية
  • بالفيديو.. سيول جارفة تجتاح المنصورة ولا أضرار بشرية
  • أمن البيضاء: نطالب أصحاب البيوت المتضررة من سيول العام الماضي بتركها
  • صونٌ للحياة.. رسالةٌ ونداء
  • وزارة التجهيز تكشف عن الطرق التي تم إعادة فتحها بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة
  • الطقس.. تفاصيل الموجة الحارة التي تضرب البلاد لمدة 96 ساعة وموعد ذروتها