بقلم : تيمور الشرهاني ..

تحمل قصص الأنبياء في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن نستلهمها في حياتنا اليومية. هذه القصة هي واحدة من القصص المليئة بالتحديات والإيمان، حيث تحكي عن كيفية مواجهة الظلم والإخفاقات في الوقت الذي ينضم فيه الخير والشر. وفي حالة يوسف، كانت اليد التي وضعته في البئر علامة على الخيانة والجحود، لكنها كذلك بدأت رحلة من التغيير والتطور الروحي.


بيد أن اليد الخبيثة التي وضعت يوسف في البئر تمثل خيانة الأخوة الذين عانوا من الحسد والغيرة طوال سنين. رغم أن هذا العمل كان غاشماً وغير إنساني، إلا أنه أدى إلى مجيء الخير بعد فترات طويلة من المعاناة. وإن الأقدار قد تتطلب من الإنسان تجاوز الظلم والاستمرار في الإيمان، حتى وإن بدا كل شيء مظلماً في نهاية المطاف. هنا يظهر أن الأيدي التي قد تؤذي يمكن أيضاً أن تكون سبباً في تحول حياة الإنسان نحو الأفضل، فلابد من تأثير الزمن على المصير والقدر لأنه خصم لا يرحم، لكن في نفس الوقت هو شريك في كشف الحقائق. هكذا عاش الصديق يوسف (ع) سنوات من الصبر والإيمان، ولم يكن يعلم أن مكانه الحقيقي سيكون في قمة السلطة. هذا يعكس كيف يتغير مصير الإنسان من حال إلى حال عبر مراحل الزمن. وإن انتظار اللحظة المناسبة يعني ضرورة الصبر والثقة في القدر، فالله ينظم الأمور بشكلٍ يجعل كل شيء في وقته الصحيح.
بشكل طبيعي، إن العدل هو أحد القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المسؤولون في أي زمان ومكان، سيما إن الفساد يؤدي إلى تدهور المجتمعات وعلى الجميع أن يدرك أهمية هذه القيمة في القرارات اليومية. كما تُظهر قصة يوسف أن تحقيق العدل قد يكون مؤلماً، لكنه ضروري لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار. من المهم أن ندرك أن أي مسؤول مُفسد ستنكشف أوراقه يوماً ما، وهذا يؤكد أهمية الأعمال الصالحة والنزيهة. فنحن نحتفظ بكم هائل من الوثائق التي تثبت تورط كبار المسؤولين في الدولة، وهنالك تعاون مُسبق بيننا وبين الإخوة الأبطال في هيئة النزاهة.
ونتيجة لذلك، ستنكشف الحقائق في الوقت المناسب وتبدأ بالظهور عندما تكون الأيام الصعبة قد وضعت بصمتها على القلوب. وفي قصة يوسف، برزت الحقائق في لحظة فاصلة عندما أدرك الأخوة ذنبهم. بدأ يُظهر هذا كيف يمكن أن تُكشف الأمور في الوقت المناسب، وهذا يعني أن الله يراقب كل ما يجري. كما أن الأوقات الصعبة تزيد من قيمة الحقيقة، مما يجعل اكتشافها أكثر قوة وتأثيراً.
في المقابل، شاهدنا ولمسنا التحديات التي واجهها يوسف الصديق، والتي تمنحنا دروساً قيمة حول الإيمان والصبر. كما أن نتيجة معرفته وفهمه تسلط الضوء على ضرورة السعي نحو العدل. هنا يبرز دور الإيمان في مواجهة الظلم دون خوف، حيث يساعد المؤمن على الصمود والثبات. بالإضافة إلى ذلك، تقدم القصة تحذيرات من عواقب الفساد وسرقة المسؤولين التي يمكن أن تغيّر مصير المجتمعات بأسرها.
فلابد من التحذير من الندم لأنه لا ينفع بعد فوات الأوان، لكون شعوره يأتي متأخراً في الكثير من الأحيان. كما تَعلم الأخوة الدرس بعد فقدهم يوسف. هذا يُشير إلى أهمية اتخاذ القرارات بحكمة، وعدم الاستخفاف بعواقب الأفعال. لذا يجب علينا كأشخاص مسؤولين أن نكون واعين لما ينبغي علينا فعله اليوم حتى لا نندم غداً. الضمير الحي يمكن أن يكون حصناً ضد الخطأ، وهذا يبرز أهمية العدل في بناء المجتمعات.
لا شك أن الله يبقى حارساً للعدل في كل الأوقات، وإن الإيمان بأن الله يراقب ويسجل كل فعل هو ما يجعل الأفراد يشعرون بالمسؤولية تجاه أفعالهم. وأكرر، الله هو العادل الذي يجعل الحقائق تظهر في الوقت المناسب. الرسالة من قصة يوسف تؤكد أن العدالة ستكون دائماً محمية، وأن الحق سينتصر في النهاية، ولن يقف شيء أمام إرادة الله. لذلك يجب علينا الدعاء والعمل من أجل تحقيق العدل في حياتنا.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی الوقت المناسب یمکن أن

إقرأ أيضاً:

موعد زكاة الفطر 2025.. مسموح حتى هذا الوقت ولا تحتسب بعده

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن فتوى خاطئة منتشرة بين الناس في هذه الأيام، والتي تقول إن آخر موعد لإخراج زكاة الفطر هو قبل صلاة العيد وبعد ذلك تكون صدقة.

دار الإفتاء تعلن آخر موعد لإخراج زكاة الفطر لعام 2025مقدار زكاة الفطر.. الإفتاء توضح كيفية تقدير قيمتها بطريقة بسيطةموعد زكاة الفطر

قالت دار الإفتاء إن هذه الفتوى خاطئة وأن الفتوى الصحيحة هو تقديم زكاة الفطر وإخراجها قبل صلاة عيد الفطر، ويمتد وقت الجواز إلى مغرب يوم العيد، ويحرم تأخيرُها عنه، ويجب قضاؤُها حينئذٍ، وهذا هو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.

وتابعت: ودليل جواز إخراجها إلى نهاية يوم العيد؛ ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: "كنَّا نخرجُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يوم الفطر صاعًا من طعام"؛ واليوم يطلق على جميع النهار.

قيمة زكاة الفطر

شرحت دار الإفتاء المصرية، طريقة تقدير زكاة الفطر 2025، حيث قدرتها هذا العام عن الفرد الواحد بمبلغ 35 جنيها كحد أدنى ويجوز الزيادة عن ذلك.

ونشرت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، منشورا، توضح فيه الطريقة، وقالت: "اعرف دار الإفتاء المصرية قدرت قيمة زكاة الفطر ازاي بطريقة سهلة وبسيطة وميسرة، ولغة عامية أيضا سهلة وبسيطة.

وتابعت: حسبناها على القمح اللي هو نوع من الأنواع المذكورة في سنة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- والخاصة بزكاة الفطر، بالإضافة إلى أنه غالب طعام المصريين بيتعمل منه العيش اللي هو وجبة أساسية، وكمان بيدخل في أطعمة كثيرة جدًا، طيب سعر أردب القمح كام؟، دلوقتي سعره ٢٠٠٠ جنيه مصري من أحسن الأنواع.

كما تابعت: وأردب القمح فيه ١٥٠ كيلو، يبقى سعر الكيلو كام ١٣.٣٣ ثلاثة عشر جنيه وثلاثة وثلاثون قرشًا تقريبًا، طيب والزكاة أد إيه في القمح (٢.٠٤ كيلو) يبقى نضرب ٢.٠٤ كيلو * ١٣.٣٣، يطلع الناتج ٢٧.١٩ جنيه مصري.

وأوضحت الصفحة أن دار الإفتاء قالت إنه ٣٥ جنيها يعني زودت كمان عن الحد الأدنى بشويه، و ٣٥ جنيها الحد الأدنى (يعني طلع أكتر من ٣٥ جنيها لو معاك ودخلك يسمح لك)، طيب أنا شايف إن ٣٥ جنيها قليل مش هتعمل حاجه، يبقى تطلع ما ترضاه نفسك، وتحس إنه له قيمه، لكن لا تقل عن ٣٥ جنيها، ولا تلزم غيرك يطلع زيك لأنه ممكن يكون غير قادر.

كما يجوز إخراج زكاة الفطر مالا، لأن بعض الناس مفكره إننا ناخد الفلوس نشتري بها أرز مثلا، ونقول لهم: لأ طلعها فلوس وربنا يتقبل منك، كما يجوز إخراجها من أول رمضان لحد قبل صلاة العيد.

مقدار زكاة الفطر

ومقدار زكاة الفطر صاع من غالب ما يتخذه النَّاس قوتًا بالبلد، كالقمح والأرز واللوبيا والعدس والفول والزبيب، وغير ذلك مما يُقتات.

والصَّاع من القمح ما يساوي بالوزن: 2,04 (اثنان كيلو وأربعون جرامًا) تقريبًا، ومتوسط الصَّاع من بقية السِّلع التي يجوز إخراج الزكاة عليها كالأرز والفول والزبيب .. إلخ يساوي: 2,5 (اثنان كيلو وخمسمائة جرام) تقريبًا.

حكم زكاة الفطر

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن زكاة الفطر شُرعت زكاة؛ لتطهير الصائم من الإثم والمعصية، وجبرًا لما وقع في أثناء صومه من نقص وتقصير.

كما شرعت زكاة الفطر، لإغناء الفقراء عن الحاجة والسؤال في يوم العيد؛ فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ...». [أخرجه أبو داود وغيره].

وكشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه تجب زكاة الفطر على كل مسلم ذكر أو أنثى، كبير أو صغير، غنيّ أو فقير، توفَّر لديه ما يكفيه لقوته وقوت أولاده من حاجاته الأصلية يوم العيد وليلته.

وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أنه لا تجب عمن تُوفّي قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، ولا عن الجنين إذا لم يولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، وإن كان يُستحب إخراجها عن الجنين عند بعض الفقهاء.

وأضاف، أن زكاة الفطر يخرجها المسلم عن نفسه وزوجه، وعن كل من تلزمه نفقته كـ (أولاده الصِّغار، والكبار الذين هم تحت ولايته، والوالدين الفقيرين)؛ فزكاة الفطر تابعة للنَّفقة.

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز في زكاة الفطر أن يُخرجها المُسلم بنفسه، ويجوز أن يُوكّل غيره في إخراجها عنه.

مقالات مشابهة

  • أنصار الله في مواجهة الأمريكيين.. كيف يمكن أن ينتهي هذا الاشتباك غير الطبيعي؟
  • حزب الأمة يتَواصل مع فضل الله برمة ويوضح الحقائق
  • موعد زكاة الفطر 2025.. مسموح حتى هذا الوقت ولا تحتسب بعده
  • قيادي بحزب العدل عن بيان العامة للاستعلامات: دولة الاحتلال تتنفس الكذب لطمس الحقائق
  • قيادي بحزب العدل عن بيان هيئة الاستعلامات: دولة الاحتلال تتنفس الكذب لطمس الحقائق
  • الأنبا توما يشارك حراس الإيمان زيارة بيت عانيا بأسيوط احتفالًا بعام الرجاء
  • حزب الله يؤكد أنه لا يمكن أن يقبل أن تواصل إسرائيل استباحة لبنان
  • وزير العدل يرفع أسمى آيات التهاني للقيادة السياسية بعيد الفطر المبارك
  • دعاء نهاية رمضان.. كلمات تجبر خاطرك اغتنم الوقت ورددها الآن
  • ما حكم مَن فاتته صلاة العيد.. هل يمكن قضاؤها؟