بوابة الوفد:
2024-11-19@23:46:57 GMT

الفلسفة.... المفترى عليها.!

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

هذا المقال يحمل ما يحمله من الشجن والحزن الدفين على ما يحدث للفلسفة الآن من حملات طعن وتشويه، ليس هى وحدها بل جل العلوم الإنسانية وكأن شيطان ماكر وسوس فى الأذهان للإطاحة بمقدراتنا الفكرية وعلومنا الإنسانية التى تمثل فى حد ذاتها حلقات وصل بين ماضينا وحاضرنا وطريقنا إلى المستقبل.

فكيف لنا أن نرقى ونصل إلى العالمية ونحن مصابون بجمود فكرى وجفاء روحى خلفته عقليات لا تمت للإنسانية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هى آلات  تعمل بالريموت كنترول، ويبدو أن لكل عصر وزمان ومكان آلاته لوأد الفكر وسفك دمه وقبل ذلك استباحة حرماته إما تشكيكا فى أهميته، أو طعنا فى محتواه الذى يقدمه للمتلقى فيثار الجدل حوله وتبدأ الإتهامات تكال من كل الاتجاهات، كمن يهاجمون العلوم الإنسانية وإنها عديمة الفائدة، وكمن يهاجم الفلسفة أنها تقود إلى التيه والضلال، وتؤدى إلى الكفر والإلحاد والزندقة ومن ثم ضرورة ملحة إلى حذفها من المقررات الدراسية وهذا ما حدث فى احدى دول الخليج، ولما أصيب الفكر بالعطب، وأصبحت المادة التى تقدم للمتلقى جوفاء مفرغة من المضمون سئمها الناس، فراحوا يبحثون عن حل، فأعادوها وبقوة إلى المقررات الدراسية.

وفى بلادنا مصر، حاضرة الثقافة العربية، بلد الأدباء والفلسفة والمفكرون، بلد الفن الراقى، بلد الأوبرا ومسرح الشرقاوى وطليمات وصبحي.

بلد طه حسين، وزكى نجيب محمود، وأحمد لطفى السيد، وحسن الشافعى، وتوفيق الطويل، وحسن حنفى، وأنيس منصور ،بمعنى أوضح بلد الثقافة والفن والفكر والآداب، ومن ثم فحيل وأد الفلسفة وهتك عذريتها لن تجدى معه مثل هذه الحيل، والتكفير، وخلافه، لماذا ؟!، ففضلا عما ذكرته، نحن نسعى إلى التجديد، تجديد الفكر المصرى، تجديد الفكر العربى، تجديد الفكر الدينى، الكوكبة، الهيمنة، المعاصرة، الحداثة. فلن تجدى، وإن كانت قد أفلحت فى وقت من الأوقات، فاحجم الكثيرون عن تعاطى الفلسفة، لكن مع حدوث الثورة المعلوماتية بات الأمر ملحا للتفلسف.

فما عساهم أن يفعلوه حتى يوقفوا المد الفكرى، المد الفلسفى، يلجأوا إلى حيلة أخرى، حيلة خبيثة قد تنطلى على بعض الناس ولا ألومهم، هذه الحيلة تخفيض عدد المواد لرفع الأعباء من على كواهل أولياء الأمور.؟!، لكن السؤال، هل شعرتم الآن بأولياء الأمور، نعالج العرض ونترك الداء متغلغلا فى أجسادهم ينهش لحومهم، ونلعب على دغدغة مشاعرهم، تحذف المواد، نحذف الفلسفة، نحذف الفكر، نحذف الإنسان عن طريق فقدانه لهويته، لذاتيته، فإذا ما أردنا هدم أمة فلتأتوا على أهم مقوم لهذه العقول، فإذا ما خربت العقول فحدث ولا حرج، وتلك خطط الاستعمار الذى إذا ما فشل فى إحتلال الأرض، يفكر فى طريقة أخرى، احتلال العقول وحشوها بفكر مادى متمثلاً فى الاسطوانات المشروخة المتكررة، حاجة سوق العمل، نقول، بناء العقول التى تفكر هى من ستوجد سوق العمل، فمن صنع الروبوت، الإنسان المفكر، من الذى يتعامل بالذكاء الاصطناعى، العقل الإنسانى ومن ثم بات الأمر ملحا إلى التدخل الفورى وبمنتهى القوة لوقف هذا العدوان السافر على الفلسفة فهذا الافتراء لابد من التصدى له.

ورب واحد يقول لم تلغى، وإنما هى فى الصف الأول، نقول تلك سفسطة بغيضة واحدى الحيل لاسكات بعض المعلمين الذين يقومون بتدريسها، لكن هذه الحيلة لن تنطلى كل ذى عقل متفلسف لماذا ؟!، لأن خطر هذه الفرية أشد وقعا، كيف، الفلاسفة نسيج وكل متكامل الأركان، فإذا ما أسسنا لابد أن نكمل البناء وإلا سيهدم البناء برمته، وهذا غاية مرامهم هدم الفلسفة وتفريغها من مضمونها، يريدون جعلها صورة، فقط، إكمال ديكور، تحلية لباقى المواد، (رضوة) لأساتذة الفلسفة، لا وألف له، لا شكر الله سعيكم.

إن ما تتعرض له الفلسفة الآن ليس جديدا، وعندما كتب الدكتور محمود قاسم كتابه ابن رشد الفيلسوف المفترى عليه.

لم يكن هذا الجور والظلم والاضطهاد على شخص ابن رشد، وإنما غلى فكر عقلانى كاملا، لماذا، لأن الناس وقتئذ بدأت تفكر وتبحث وتناقش، صحوة عقلية، ومن ثم قامت القيامة على ابن رشد ومن قبله ابن باجه وابن مسرة وابن جبيرول وكل من يكتب فلسفة، فمن نفى نفى ومن سجن سجن ومن أحرقت كتبه، ليس هؤلاء وحدهم، بل تعرض معظم الفلاسفة إلى أشد من ذلك ألم يعدم سقراط، ألم يتهم فلاسفة المسيحية بالهرطقة.

التنكيل بالفلسفة والمنسوبين إليها ليس جديدا بل وجدنا ذلك فى كل عصور الفكر الفلسفى، يحدث اضطهاد، ثم تخمد جذوته، فتعود الفلسفة أقوى مما كانت عليه من ذى قبل.

فالغلبة للعقل والانتصار للفكر العقلانى الحر المستنير.

فهيا أيها الفلاسفة دافعوا عن محبوبتكم الفلسفة ضد هذه الافتراءات، وضد هذه الهجمات الشرسة التى تتعرض لها الفلسفة والمنسوبين إليها.

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفلسفة المفترى عليها العلوم الإنسانية المستقبل ومن ثم

إقرأ أيضاً:

أدعية مستجابة بعد قراءة سورة يس .. احرص عليها في هذه الأوقات

تحظى سورة يس بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث يحرص الكثيرون على تلاوتها وحفظها لما فيها من فضل وبركة ، وتُقرأ سورة يس  في أوقات مختلفة بنية قضاء الحوائج أو طلب الرزق، أو الشفاء من الأمراض، خاصة في الأوقات التي يُرجى فيها، استجابة الدعاء مثل ليلة الجمعة أو في الثلث الأخير من الليل.

ورغم عدم وجود دعاء معين مخصوص يُقال بعد قراءة سورة يس، فإن المؤمنين يرددون أدعية عامة يتوجهون بها إلى الله تعالى، طالبين رحمته وفرجه. 

ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها:

 "سبحان العالم لكل مكنون والقاضي لكل الديون، سبحان من خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من قوله كن فيكون. اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بحبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تسخر لي قلب من أحوجتني إليه ومن بيده قضاء حاجتي، وأن تكفني اللهم شر من يقدر عليّ ولا أقدر عليه. 

يا من بيده ملكوت كل شيء، أنت العالم به والقادر عليه، اللهم بحق نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه سورة يس، أسألك يا رب أن تجعلني في كل أمر وشدة غالبًا، وأن تمن عليّ بسرعة العطاء وتحقيق الرجاء.

 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد بقدر حبك فيه، وبجاهه فرج عني ما أنا فيه، يا أكرم الأكرمين. جئتك أتوسل إليك بقدر النبي الكريم وبسر بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم".

ويُختتم الدعاء بتسمية الحاجة المطلوبة من الله عز وجل، ثم يُقال: "وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".

تظل سورة يس وفضلها جزءًا من القربات التي يتوسل بها المسلمون إلى الله، مستحضرين نية الإخلاص والتوكل عليه في كل أمر.

كيفية التخلص من الغم والشعور بالحزن .. نصائح الشيخ الشعراوي حكم الإسراع في الصلاة خوفا من دخول وقت الفريضة الثانية.. الإفتاء توضح هل يس لما قرأت له؟ 

وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه جاء في بعض الأحاديث الشريفة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "يس لما قرأت له" وهو حديث ضعيف إسناده ولكن يجوز الأخذ به في فضائل الأعمال.

وأضاف أحمد ممدوح، خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية ، أن أهل الله قالوا إن سورة يس فاعلة جدا في قضاء حوائج الناس فإذا كان للإنسان حاجة يريد أن يقضيها فليقرأ سورة يس فسيتحقق له ما يشاء، لافتا إلى أن أهل الله لا يتحدثون إلا عن تجربة وليس لمجرد الكلام.

هل قراءة سورة يس سبع مرات تجعل الدعاء مستجابا ؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن قراءة سورة يس 7 مرات تجعل الدعاء مستجابا، وهذا الكلام لم يرد عليه دليل شرعي، وإنما من الأمور المجربة عن مشايخنا.

وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وإن لم يستجب الله تعالى لدعاء بعد قراءة سورة يس فلا يسخط الإنسان له قد حصل على ثواب القراءة.

وأشار المفتي السابق، أن قول «يس لما قرئت له» ليس حديثا صحيحا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومعناه أي يقرأ الإنسان سورة يس فإنه يدعو بما شاء ويستجيب الله له.

مقالات مشابهة

  • سحب الجنسية الكويتية من فنانة حصلت عليها
  • خيالُ الشِّعر و أناقةُ الفلسفة في المجموعةِ القَصَصِيَّة ( إحساسٌ مُحرَّم)
  • الهجرة التركية تعلن عن تسهيلات تعرف عليها
  • سفير بلجيكا: دور حيوي لمراكز الفكر في استشراف المستقبل
  • سفير بلجيكا يؤكد على دور مراكز الفكر والبحث العلمي في استشراف المستقبل
  • أدعية مستجابة بعد قراءة سورة يس .. احرص عليها في هذه الأوقات
  • برلماني: إشادة الإمارات بدور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي نجاح كبير لمصر
  • عصابة نسائية في حضرموت: تفاصيل صادمة عن الابتزاز والقبض عليها!
  • نهيان بن مبارك يشيد بدور مصر في نشر الفكر الوسطي المستنير
  • جلستان حواريتان لمفكر مغربي وكاتبة إماراتية بـ «الشارقة الدولي للكتاب»