بوابة الوفد:
2025-03-31@07:15:55 GMT

الفلسفة.... المفترى عليها.!

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

هذا المقال يحمل ما يحمله من الشجن والحزن الدفين على ما يحدث للفلسفة الآن من حملات طعن وتشويه، ليس هى وحدها بل جل العلوم الإنسانية وكأن شيطان ماكر وسوس فى الأذهان للإطاحة بمقدراتنا الفكرية وعلومنا الإنسانية التى تمثل فى حد ذاتها حلقات وصل بين ماضينا وحاضرنا وطريقنا إلى المستقبل.

فكيف لنا أن نرقى ونصل إلى العالمية ونحن مصابون بجمود فكرى وجفاء روحى خلفته عقليات لا تمت للإنسانية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هى آلات  تعمل بالريموت كنترول، ويبدو أن لكل عصر وزمان ومكان آلاته لوأد الفكر وسفك دمه وقبل ذلك استباحة حرماته إما تشكيكا فى أهميته، أو طعنا فى محتواه الذى يقدمه للمتلقى فيثار الجدل حوله وتبدأ الإتهامات تكال من كل الاتجاهات، كمن يهاجمون العلوم الإنسانية وإنها عديمة الفائدة، وكمن يهاجم الفلسفة أنها تقود إلى التيه والضلال، وتؤدى إلى الكفر والإلحاد والزندقة ومن ثم ضرورة ملحة إلى حذفها من المقررات الدراسية وهذا ما حدث فى احدى دول الخليج، ولما أصيب الفكر بالعطب، وأصبحت المادة التى تقدم للمتلقى جوفاء مفرغة من المضمون سئمها الناس، فراحوا يبحثون عن حل، فأعادوها وبقوة إلى المقررات الدراسية.

وفى بلادنا مصر، حاضرة الثقافة العربية، بلد الأدباء والفلسفة والمفكرون، بلد الفن الراقى، بلد الأوبرا ومسرح الشرقاوى وطليمات وصبحي.

بلد طه حسين، وزكى نجيب محمود، وأحمد لطفى السيد، وحسن الشافعى، وتوفيق الطويل، وحسن حنفى، وأنيس منصور ،بمعنى أوضح بلد الثقافة والفن والفكر والآداب، ومن ثم فحيل وأد الفلسفة وهتك عذريتها لن تجدى معه مثل هذه الحيل، والتكفير، وخلافه، لماذا ؟!، ففضلا عما ذكرته، نحن نسعى إلى التجديد، تجديد الفكر المصرى، تجديد الفكر العربى، تجديد الفكر الدينى، الكوكبة، الهيمنة، المعاصرة، الحداثة. فلن تجدى، وإن كانت قد أفلحت فى وقت من الأوقات، فاحجم الكثيرون عن تعاطى الفلسفة، لكن مع حدوث الثورة المعلوماتية بات الأمر ملحا للتفلسف.

فما عساهم أن يفعلوه حتى يوقفوا المد الفكرى، المد الفلسفى، يلجأوا إلى حيلة أخرى، حيلة خبيثة قد تنطلى على بعض الناس ولا ألومهم، هذه الحيلة تخفيض عدد المواد لرفع الأعباء من على كواهل أولياء الأمور.؟!، لكن السؤال، هل شعرتم الآن بأولياء الأمور، نعالج العرض ونترك الداء متغلغلا فى أجسادهم ينهش لحومهم، ونلعب على دغدغة مشاعرهم، تحذف المواد، نحذف الفلسفة، نحذف الفكر، نحذف الإنسان عن طريق فقدانه لهويته، لذاتيته، فإذا ما أردنا هدم أمة فلتأتوا على أهم مقوم لهذه العقول، فإذا ما خربت العقول فحدث ولا حرج، وتلك خطط الاستعمار الذى إذا ما فشل فى إحتلال الأرض، يفكر فى طريقة أخرى، احتلال العقول وحشوها بفكر مادى متمثلاً فى الاسطوانات المشروخة المتكررة، حاجة سوق العمل، نقول، بناء العقول التى تفكر هى من ستوجد سوق العمل، فمن صنع الروبوت، الإنسان المفكر، من الذى يتعامل بالذكاء الاصطناعى، العقل الإنسانى ومن ثم بات الأمر ملحا إلى التدخل الفورى وبمنتهى القوة لوقف هذا العدوان السافر على الفلسفة فهذا الافتراء لابد من التصدى له.

ورب واحد يقول لم تلغى، وإنما هى فى الصف الأول، نقول تلك سفسطة بغيضة واحدى الحيل لاسكات بعض المعلمين الذين يقومون بتدريسها، لكن هذه الحيلة لن تنطلى كل ذى عقل متفلسف لماذا ؟!، لأن خطر هذه الفرية أشد وقعا، كيف، الفلاسفة نسيج وكل متكامل الأركان، فإذا ما أسسنا لابد أن نكمل البناء وإلا سيهدم البناء برمته، وهذا غاية مرامهم هدم الفلسفة وتفريغها من مضمونها، يريدون جعلها صورة، فقط، إكمال ديكور، تحلية لباقى المواد، (رضوة) لأساتذة الفلسفة، لا وألف له، لا شكر الله سعيكم.

إن ما تتعرض له الفلسفة الآن ليس جديدا، وعندما كتب الدكتور محمود قاسم كتابه ابن رشد الفيلسوف المفترى عليه.

لم يكن هذا الجور والظلم والاضطهاد على شخص ابن رشد، وإنما غلى فكر عقلانى كاملا، لماذا، لأن الناس وقتئذ بدأت تفكر وتبحث وتناقش، صحوة عقلية، ومن ثم قامت القيامة على ابن رشد ومن قبله ابن باجه وابن مسرة وابن جبيرول وكل من يكتب فلسفة، فمن نفى نفى ومن سجن سجن ومن أحرقت كتبه، ليس هؤلاء وحدهم، بل تعرض معظم الفلاسفة إلى أشد من ذلك ألم يعدم سقراط، ألم يتهم فلاسفة المسيحية بالهرطقة.

التنكيل بالفلسفة والمنسوبين إليها ليس جديدا بل وجدنا ذلك فى كل عصور الفكر الفلسفى، يحدث اضطهاد، ثم تخمد جذوته، فتعود الفلسفة أقوى مما كانت عليه من ذى قبل.

فالغلبة للعقل والانتصار للفكر العقلانى الحر المستنير.

فهيا أيها الفلاسفة دافعوا عن محبوبتكم الفلسفة ضد هذه الافتراءات، وضد هذه الهجمات الشرسة التى تتعرض لها الفلسفة والمنسوبين إليها.

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفلسفة المفترى عليها العلوم الإنسانية المستقبل ومن ثم

إقرأ أيضاً:

سنن صلاة العيد.. 10 أمور حرص عليها النبي

يحتفل المسلمون بأول أيام عيد الفطر المبارك غدا وذلك بعدما تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر شوال اليوم بعد المغرب، حيث يرصد صدى البلد أهم الآداب والعادات و سنن العيد التى يسن للمسلمين أن يفعلوها عند الاستعداد للصلاة وذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن سنن العيد الاغتسال حيث إنه قد صح ذلك عن بعض الصحابة، فسأل رجلٌ عليًّا رضي الله عنه عن الغسل قال: اغتسل كل يوم إن شئت، فقال : "لا ، الغسل الذي هو الغسل" ، قال : "يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم الفطر"، لبس ثياب جديدة يتجمل بها فعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ) رواه البخاري (906)، التطيب بأحسن الطيب، وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه " كان يتطيب يوم الفطر " ، كما في " أحكام العيدين "، وهذا التزين والتطيب إنما يكون من النساء في بيوتهن ، أمام أزواجهن ونسائهن ومحارمهن، ويستوي في استحباب تحسين الثياب والتنظيف والتطيب وإزالة الشعر والرائحة الكريهة : الخارج إلى الصلاة ، والقاعد في بيته ؛ لأنه يوم الزينة فاستووا فيه ، وهذا في حق غير النساء ، وأما النساء إذا خرجن : فإنهن لا يتزين ، بل يخرجن في ثياب البذلة ، ولا يلبسن الحسن من الثياب ، ولا يتطيبن ؛ لخوف الافتتان بهن ، وكذلك المرأة العجوز ، وغير ذوات الهيئة ، يجري ذلك في حكمها ، ولا يخالطن الرجال بل يكن في ناحية منهم .

تكبيرات عيد الفطر .. أفضل صيغة أوصى بها النبيهل وقفة عيد الفطر 2025 غدا؟.. الإفتاء تحددها بعد 17 ساعة

كذلك من سنن العيد التكبير، حيث إنه يسنُّ التكبير في عيد الفطر: من رؤية الهلال ؛ لقوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)، وإكمال العدة يكون بإتمام الصيام ، وانتهاؤه : إذا خرج الإمام للخطبة، الزيارات تعد من سنن العيد، حيث أنه لا حرج في العيد من زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء ، قد اعتاد الناس ذلك في الأعياد، وقيل إن ذلك من حكَم تغيير الطريق في الرجوع من مصلى العيد، التهنئة وتكون بأي لفظ مباح ، وأفضلها : " تقبل الله منا ومنكم " ، لأن هذا هو الوارد عن الصحابة رضي الله عنهم .

التوسعة في الطعام والشراب، لا حرج من التوسعة في الطعام والشراب وأكل الطيب من الطعام ، سواء كان ذلك في البيت أو في مطعم خارج البيت ، غير أنه لا يجوز أن يكون ذلك في مطعم تدار فيه كؤوس الخمور ، ولا مطعم تصدح الموسيقى في أرجائه ، أو يرى فيه الرجال الأجانب النساء، وقد يكون من الأفضل في بعض البلاد : الخروج إلى رحلة برية أو بحرية حتى يبتعدوا عن الأماكن التي يختلط فيها النساء بالرجال اختلاطًا مستهترًا، أو تعج بالمخالفات الشرعية، اللهو المباح، أنه لا مانع من أخذ الأسرة في رحلة برية أو بحرية ، أو زيارة أماكن جميلة ، أو الذهاب إلى مكان فيه ألعاب مباحة ، كما لا مانع من الاستماع للأناشيد الخالية من المعازف.

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"صدى البلد"، إن سنن العيد هي: الغسل، والطيب، والتجمل بالثياب، والسواك، وتنظيف الجسم فيها بتقليم الأظفار وقص الشارب، وما تقدم في الجمعة، والرجوع من غير الطريق الذي يخرج عليه، والأكل قبل الغدو إليها يوم الفطر، وتأخيره يوم عيد الأضحى حتى يأكل من لحم أضحيته، وقراءة الأعلى ونحوها فيهما بعد أم القرآن، والسعي إليها راجلا.

ونبهت دار الإفتاء المصرية على مجموعة من الآداب الشرعية والسلوكيات المرعية التي تنبغي مراعاتها والحرص عليها في أداء هذه المناسبة الإسلامية العظيمة: الاغتسال وارتداء أفضل الثياب، مع التزام النساء بمظاهر الحشمة وعدم كشف العورات، والالتزام بغض البصر عن المحرمات.

وتابعت: تناول شيء من الطعام قبل صلاة العيد، ويستحب أن يكون عددًا وتريًّا من التمر؛ لِمَا روى البخاري في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا».

واستطردت: التبكير إلى مصلى العيد بسكينة ووقار، ويستحب الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر؛ لحديث جابر رضي الله عنه: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ» رواه البخاري، ومن الحكمة في ذلك: أن يوافق تسليم الملائكة ووقوفهم على أبواب الطرقات، وأن يشهد له الطريقان بإقامة شعائر الإسلام.

وتابعت: الإكثار من التكبير سرًّا وجهرًا، حتى يقوم الإمام لصلاة العيد، ولا يجوز إنكار ما تعارف الناس عليه من صيغ التكبير ولا جعلها مثارًا للنزاع والشقاق في هذه المناسبة التي توصل فيها الأرحام وتجتمع فيها الكلمة، كالصيغة المتعارف عليها عند المصريين، فلا بأس بها ولا مخالفة فيها للشريعة، بل هي أفضل؛ لزيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها، ولم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، والأمر فيه على السعة عند أئمة الفقهاء، قال ابن القاسم: "ما كان مالك يحدّ في هذه الأشياء حدًّا"، وقال الإمام الشافعي: "وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن"، وقال الإمام أحمد بن حنبل: "هو واسع".

واستكملت: يستحب خروج الناس جميعًا رجالًا ونساءً لصلاة العيد لما فيه من الاجتماع على الخير وإظهار الفرح والسرور؛ كما جاء في الحديث عَنْ أم عطية رضي الله عنها أَنها سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَخْرُجُ العَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الخُدُورِ، أَوِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ، وَالحُيَّضُ، وَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى» متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك بالسويس
  • المحافظون ونوابهم يؤدون صلاة عيد الفطر ويشيدون بجهود الأوقاف في نشر الفكر الوسطي
  • كيف يواصل الحوثيون تعزيز ترسانتهم؟
  • وعدت يا "عيد"
  • أشهر 10 أماكن سياحيه وترفيهية لقضاء إجازة عيد الفطر بالوادي الجديد.. تعرف عليها
  • سيرة الفلسفة الوضعية (14)
  • سنن صلاة العيد.. 10 أمور حرص عليها النبي
  • حكومة غزة: نأمل تشكيل إدارة مؤقتة للقطاع وفق رؤية مصر المتوافق عليها
  • لو صدر ضدك حكم غيابى.. إجراءات عمل معارضة على الحكم
  • لعلهم يرشدون