"ريميني" بأيدٍ مصرية في إيطاليا.. البروفيسور وائل فاروق يوضح أهداف الملتقى
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
صرّح البروفيسور وائل فاروق أستاذ اللغة والثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية أن ملتقى "ريميني" هو أكبر فعالية ثقافية في العالم خلال أشهر الصيف.
وقال فاروق، في حوار مع وكالة "نوفا"، إن الملتقى يُعقد في مدينة ريميني، التي تقع على ساحل البحر الأدرياتيكي وهي أيضًا موطن المخرج السينمائي الشهير فليني، ويقصدها السائحون من كل الشعوب الأوروبية ولا سيما شمال أوروبا، ومن هنا جاءت فكرة تسمية ملتقى ريميني بهذا الاسم.
وبحسب فاروق، يحضر ملتقى ريميني كل عام بين 800 ألف إلى مليون شخص. ويستمر لمدة أسبوع، تعقد فيه حوالي 400 ندوة. وخلال هذا الاسبوع، تقام معارض يشارك فيها صحفيين من كل العالم.
وتابع فاروق أن "ملتقى ريميني أصبح علامة ومنصة كبيرة تجمع بين الشعوب وكبار مثقفي العالم. وشارك في هذا الملتقى، يوجين يونسكو، والمخرج السينمائي تاركوفسكي، وعدد من كبار الفنانين حول العالم في الموسيقى والفن التشكيلي، إلى جانب رواد الأعمال والصناعة، وكبار رجال السياسة. وفي الماضي، شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعمرو موسى، وزير الخارجية المصري السابق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية. كما شارك نجيب ساويرس رجل الأعمال المصري، وطارق بن علي من تونس"، مضيفا: "كل نخب العالم تلتقي في مدينة ريميني لبناء جسور وحوار بين الثقافات المختلفى".
وعن أهم فعاليات ريميني في دورته الـ45، أوضح فاروق أن هناك فعاليات كثيرة جدا من بينها معارض وندوات كبرى يشارك فيها مثقفين كبار من جميع أنحاء العالم، وأبرزهم إيمانويل إيرك شميت، مؤلف رواية "مسيو إبراهيم وزهور القرآن"، التي تحولت لاحقاً إلى فيلم سينمائي كان بطله الفنان المصري عمر الشريف.
كما يشارك رئيس المفوضية الأوروبية السابق، ومعظم وزراء الحكومة الإيطالية، إلى جانب رئيسة وزراء أوغندا، وكبار رجال الدين من كل أنحاء العالم، وفقاً لفاروق. ومن إيطاليا، يشارك الكاردينال زوبي، والكاردينال بيتسبالا بطريرك القدس.
ومن العالم الإسلامي، يشارك رئيس رابطه العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، إلى جانب العديد من النخب من جميع أنجاء العالم، على حد قول فاروق.
وهذا العام، يشهد الملتقى عدة عروض فنية موسيقية ومسرحية وسينمائية، على حد تعبير فاورق، الذي قال إن "للعالم العربي حضور خاص أيضًا في المعارض"، حيث إن هناك معرضًا كبيرًا عن "رحلة العائلة المقدسة إلى مصر" هذا العام.
التربية على المصالحة
وضمن فعاليات ملتقى ريميني.. أدار فاروق جلسة بعنوان "التثقيف من أجل المصالحة"، التي شهدت كذلك مشاركة الكاردينال ماثيو ماريا زوبي، رئيس الاتحاد الأسقفي الإيطالي ورئيس أساقفة بولونيا.
وصرّح زوبي أن "هناك القليل جدًا من المصالحة، لأننا نسعى إلى الماديات قليلاً جدًا. في الواقع، إذا لم تكن هناك مصالحة، فهناك شر ولا يوجد حل وسط. الشر لا يتوقف أبدًا، والكراهية ليست خاملة أبدًا. فبدلاً من التربية على المحبة، نحن محاطون بالتربية على الكراهية، ولهذا السبب تحديداً، لا يمكن للمصالحة أن تكون خياراً لأنها الطريقة الوحيدة للتخلص من النفايات السامة التي ينتجها الشر دائماً. إن الشر الذي يُزرع يكون دائمًا خصبًا. المصالحة ليست شيئاً إضافياً، بل هي واجب".
وفي لحظة تاريخية طغت عليها الكراهية والجروح والانقسامات والصراعات، فإن المصالحة هي السبيل الوحيد للسلام، لأنها "توقظ ذكرى الوحدة بيننا"، على حد قول الكاردينال زوبي، لأنه "حتى لو كان لدينا دين آخر، فإن الآخر هو أخوك”.
وشدد زوبي على أن الأمر المُلح هو "انفتاح القلب والعينين، لأننا نفتح أعيننا لرؤية الجمال واستقباله واحتضانه. إن قبول الجمال الموجود في تجربة الآخر هو الخطوة الحقيقية الأولى نحو المصالحة”.
ركائز الاستقرار
من بين المتحدثين في الجلسة كذلك، كان محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبر رابط فيديو لملتقى ريميني، حيث قال إنه: "عندما نتحدث عن المصالحة فإننا نتحدث عن إحدى ركائز استقرار العالم الإنساني”.
وعرّف العيسى، الذي كان دائما منخرطا في قضايا المصالحة والحوار بين الأديان، المصالحة كـ"جسر بين الثقافات المختلفة"، دافعاً إلى تذكر "أصلنا الحقيقي، لأننا عائلة إنسانية فريدة ومتحدة، وإذا لم نكن موحدين، فإننا نفقد أنفسنا. المصالحة نداء عاجل، وكوننا متحدين في عائلة كبيرة، وحتى لو كنا مختلفين عن بعضنا البعض، فمن الأساسي التربية منذ الصغر على التعايش والمصالحة المتبادلة"، وإلا "إذا واصلنا حرق بعضنا البعض، في النهاية سنحترق جميعاً."
وأكد العيسى "يمكننا أن نعيش في وئام، في سلام حيث سمو الروح فوق المادية والمصالح الشخصية والتحرك نحو الصالح العام إذا علمناهم تحقيق المكاسب الشخصية سنزرع فيهم الأنانية سيؤدي ذلك إلى الصراع وتمزيق الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامعة الكاثوليكية ملتقى ريميني ملتقى ریمینی
إقرأ أيضاً:
ضمن ملتقى "أهل مصر".. فتيات المحافظات الحدودية في جولة بمدينة الداخلة بالوادي الجديد
تتوالى فعاليات الملتقى الثقافي الثامن عشر لثقافة وفنون الفتاة والمرأة، بمشروع "أهل مصر"، والمقام بمحافظة الوادي الجديد، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة تحت شعار "يهمنا الإنسان".
وشهد اليوم الرابع من الملتقى الثقافي جولة تفقدية بمدينة الداخلة، برفقة د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ورئيس اللجنة التنفيذية المشروع "أهل مصر".
زيارة قرية بشندي
بدأت الجولة بزيارة جمعية تنمية المجتمع بقرية بشندي، أوضح خلالها أحمد عبد السلام، المدير التنفيذي للجمعية، مراحل صناعة السجاد والكليم اليدوي، بدءا من جمع وغزل الصوف، وحتى الصباغة الطبيعية والنسج على الأنوال الخشبية.
زيارة مدينة بلاط الإسلامية
وتواصلت الفعاليات بزيارة مدينة بلاط الإسلامية، قدمت خلالها نورا فؤاد، مفتش آثار بمنطقة الداخلة، شروحات عن التخطيط المعماري للمدينة، بجانب التعريف أبرز معالمها كالمساجد القديمة، طواحين الغلال، والمنازل الطينية التي تم تصميمها لكي تتناسب مع طبيعة البيئة الصحراوية.
زيارة منطقة المزوقة
كما تضمنت الجولة زيارة منطقة "المزوقة" التي تضم مقابر أثرية تعود إلى العصر الروماني، وهناك شاهدت الفتيات جمال النقوش الملونة التي تعكس التطور الفني والمعماري بمصر القديمة.
ختام الجولة
واختتمت الجولة بزيارة لمدينة القصر الإسلامية، التي تعد من أقدم المدن في الصحراء الغربية، أوضح خلالها هاني شاذلي، مفتش آثار المدينة، دور القصر كمركز إداري وتجاري مهم خلال العصر العثماني، كما عرّف الفتيات بتفاصيل ديوان القاضي والمساجد العتيقة التي تتميز بأقواسها الطينية وزخارفها البسيطة، مشيرا إلى الجهود المستمرة لترميم المدينة من أجل الحفاظ على طابعها التاريخي الفريد.
تجربة استثنائية لاكتشاف التراث
وأكدت رئيس اللجنة التنفيذية المشروع "أهل مصر"، أهمية تلك الجولات التراثية التي من شأنها إثراء الوعي لدى المشاركات وتعميق ارتباطهن بالتاريخ المصري، موضحة أن الملتقى ليس مجرد فرصة لاكتشاف التراث، بل يعد جسرا لتعزيز الهوية الوطنية وبناء وعي ثقافي شامل بين الأجيال.
وأبدت الفتيات سعادتهن بتلك الزيارة التي كانت بمثابة تجربة استثنائية للتعرف على التراث الإسلامي العريق، وحضارة مصر القديمة، خاصة بعد الاطلاع على تاريخ أشهر الحرف اليدوية، ومشاهدة التفاصيل المعمارية ذات النقوش الزاهية.
أنشطة متنوعة وختام مميز
فعاليات الملتقى تقيمها الإدارة العامة لثقافة المرأة برئاسة د. دينا هويدي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر للفتيات، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة الوادي الجديد، برئاسة ابتسام عبد المريد.
ويقدم الملتقى فعاليات ثقافية وفنية ثرية تتضمن عددًا من المحاضرات والأمسيات واللقاءات التثقيفية والتوعوية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية لأشهر الأماكن الأثرية والتاريخية بالمحافظة، ومن المقرر أن تختتم الفعاليات بحفل فني يشهده مسرح سينما هيبس في السابعة مساء غد الأربعاء.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال"، وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن ورعاية الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.